المحرر موضوع: جعجع: حزب الله والسلفيون وجهان لعملة واحدة  (زيارة 925 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37772
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جعجع: حزب الله والسلفيون وجهان لعملة واحدة


عنكاوا كوم / لبنانون فايلز
يتوقف رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، مليّا عند حادثة الإنفجار الذي وقع الثلاثاء الماضي في بئر العبد وأبعاده وخلفيّاته، مستشفّا حقبة جديدة لا تخلو من العنف والتصعيد الأمني، رابطا ما حصل بتدخّل “حزب الله” في سوريا، قائلا “نحن جبنا الدب على كرمنا، وللأسف نحن نحصد ما زرعه الحزب ولا يزال”.
جعجع، الذي يعلن رفضه لأي أعمال إرهابية، في أي منطقة لبنانية سواء في الضاحية الجنوبية أو في الطريق الجديدة أو في الأشرفية، يقول في خلال مقابلة مع صحيفة "اللواء" إنّ أخطر من تفجير بئر العبد “هو ذلك المشهد الذي رأيناه في طرابلس من توزيع للحلوى، والذي وإن نرفضه جملة وتفصيلا، لكنّه بلا شك أتى كردة فعل على ما قام به أنصار “حزب الله” لحظة سقوط القصير، وقبله أثناء استشهاد اللواء وسام الحسن ووليد عيدو وجبران تويني، حيث ولّد ذلك احتقانا مذهبيا سنّيا-شيعيا بلغ أوجه في الآونة الأخيرة، ما ينذر بخطر أعظم إذا ما استمرّ الحزب على ذات السياسة التي ينتهجها اليوم”.
ومن هذا المنطلق “ولكي لا تقع الفأس في الرأس”، يدعو جعجع “حزب الله” إلى إعادة النظر بمواقفه وسياساته لتجنّب وقوع لبنان في المحظور، لكنّه يستدرك قائلا “إنّ المسألة قد تبدو حلما، خصوصا وأنّ الحزب قراره مرتهن لإيران، وهو في صلب الثورة الإسلاميّة، وهنا مكمن الخطر الحقيقي، حيث لا يتورّع السيّد حسن نصرالله وحزب الله، عن انتهاج سياسة “إما القاتل أو المقتول” لتحقيق الهدف الأساسي للثورة أي تصديرها إلى كل الوطن العربي وحتّى الإسلامي، وهذا ما يجعل من الصعوبة بمكان إقناع الحزب بتغيير نهجه، والعودة إلى كنف الدولة اللبنانية والكيان اللبناني، الذي ليس له وجود حقيقي عنده، لأنّ لبنان وسوريا والعراق وأي دولة عربية أخرى وفق عقيدة “ولاية الفقيه” ليس إلا إقليم أو محافظة تتبع للدولة الأم أي إيران تحت عباءة المرشد الأعلى”.
ولكن هل الخطر الأساسي على لبنان سببه “حزب الله”؟ وماذا عن التيّارات الإسلامية المتطرّفة الحالمة بعودة الخلافة الإسلاميّة مثل حزب التحرير؟ بشكل قاطع يجيب جعجع “موقفي من السلفيين هو موقفي من حزب الله، ولذلك لا أحد يزايدنّ على القوات اللبنانية، التي لحظة الإعتداء على الجيش في عبرا من قبل مسلّحي الأسير، أعلنت دعمها المطلق للجيش اللبناني وضرورة القضاء على الأسير ومسلّحيه لأنّ الإعتداء على الجيش هو خط أحمر وهذا أمر مفروغ منه”.
وعن موقف “القوات اللبنانية” من الحملة التي يتعرّض لها الجيش اللبناني من قبل “تيّار المستقبل”، يقول جعجع إنّ “تيار المستقبل هو قلبا وقالبا مع الجيش اللبناني، وما يقوم به هو لتثبيت الحاضنة الشعبية السنيّة للجيش، خصوصا وأنّ أحداث عبرا وما تلاها من ممارسات، ولّدت حقدا لدى الجمهور السنيّ، الذي بات يشعر أنّه مستهدف استهدافا مباشرا دون باقي الطوائف اللبنانية، وخير برهان على ذلك تغاضي الجيش اللبناني عن حادثة مقتل الشاب هاشم السلمان وقتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على الرغم من أنّ الجهة والأسماء المتورطة معروفة، ولكن حتّى الساعة لم يتم إلقاء القبض على أي متهم، ولذلك ولكي تبقى كرامة الجيش محفوظة، لا بدّ من معالجة هذا الأمر، وإلا سيكون له تداعيات وخيمة، قد تصعب في مرحلة لاحقة السيطرة عليها”.
ولأنّ الهوّة تزداد يوما بعد يوم، على محور “8 و 14 آذار” من جهة، والمحور السنّي-الشيعي من جهة أخرى، يرى جعجع أنّ بداية العبور إلى الحل للأزمة الراهنة، وتدارك الفتنة السنيّة-الشيعية، هو تشخيص المشكلة الأساسية من دون مواربة ومن دون خوف أو مسايرة، والمشكلة اليوم بنظره هي في “حزب الله” الذي لا يتوانى عن توريط لبنان، في حروب عبثيّة بداعي القضاء على الإستعمار العالمي، سائلا : ما الذي يمنع الحزب بعد الحرب السوريّة، التوجّه نحو الجولان لتحريره، ومن ثمّ إذا تحرر الجولان ما الذي يمنعه أن يختلق ذريعة تحرير القدس، ومن ثمّ التوجّه إلى العراق للدفاع عن حكومة المالكي، وبعدها إلى السعودية لحماية المزارات المقدسّة..إلخ؟ ويجيب لا شيء يمنعه من ذلك طالما أنّ مستوجبات الدفاع عن المشروع الإيراني تتطلّب ذلك.
وعلى اعتبار أنّ مشروع “حزب الله” هو نقيض الدولة اللبنانية أي مشروع قوى الرابع عشر من آذار، يجدد جعجع المطالبة بضرورة عدم إشراك الحزب في حكومة الرئيس تمّام سلام “لأنّ ذلك سيقضي على ما تبقى من سياسة النأي بالنفس وسياسة الحياد التي فضّل لبنان إنتهاجها لتجنّب نيران الأزمة السوريّة، ولكن ذلك لم يحصل بسبب أنّ حزب الله فاتح على حسابو”، مضيفا “وما الضير من عدم مشاركة الحزب في الحكومة، وهو الذي شكّل حكومة على قياسه، ومن دون مشاركة قوى الرابع عشر من آذار، دون أن يرف له جفن، علما أنّ استبعاد حزب الله لا يعني استبعاد الطائفة الشيعية، على اعتبار أنّ الحصّة الوزارية الشيعية مكانها محفوظ داخل الحكومة”.
من هنا، يدعو جعجع الرئيس سلام إلى المبادرة والإسراع في تشكيل الحكومة، وعدم تضييع المزيد من الوقت، مفصحا في هذا المجال عن اتصال أجراه بالرئيس المكلّف قبل يومين طالبه بتقديم تشكيلته الحكوميّة إلى رئيس الجمهوريّة، معتقدا في هذا المجال أنّ تفجير الضاحية الجنوبية سوف يسرّع في عمليّة التشكيل “كون الأمور بلغت حدّا لا يطاق”، محذّرا هنا من مغبّة أي ردّة فعل قد يقدم عليها “حزب الله” في حال تشكّلت الحكومة من دونه “لأنّ الحزب بذلك يكون تجاوز الخطوط الحمراء وارتكب الخطيئة الكبرى”.
  إذاً، وعلى وقع تزايد الكباش الإيراني-السعودي في المنطقة، من سوريا ومرورا بمصر ووصولا إلى لبنان، يخشى جعجع من دخول البلاد في الفراغ على كافة الجبهات، بدءا من المجلس النيابي “حيث يصرّ الرئيس برّي مدفوعا على ما يبدو من حزب الله، على جدول أعمال موسّع يناقض فعليّا العمل التشريعي في ظل حكومة تصريف الأعمال”، ووصولا إلى القادة الأمنيين “حيث انتهت ولاية مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي من دون الإتيان بأصيل، والخوف من أن تنتهي ولاية العماد جان قهوجي أيضا من دون الإتيان بأصيل، بما يدخل البلاد ساعتئذ في مجهول الفراغ الأمني، وحينها الخوف كلّ الخوف من العرقنة أو الصوملة”.
وعلى هذا الأساس، هل تؤيّد “القوات اللبنانية” التمديد لقائد الجيش؟ يقول جعجع إنّه “في حال لم تتشكّل حكومة جديدة قبل انتهاء ولاية العماد جان قهوجي، فإننا في قوى الرابع عشر من آذار نصرّ على أن يشمل التمديد اللواء أشرف ريفي أيضا، انطلاقا من المشروع المعجّل المكرر الذي قدّمه نواب تيّار المستقبل قبل انتهاء ولاية ريفي، أمّا وإن تشكّلت الحكومة وتراجعت حظوظ التمديد لقائد الجيش وتعيين قائد جديد، فساعتئذ لا يعود الحديث عن التمديد لريفي ذي جدوى، وبين هذا أو ذلك فبالنسبة لنا الأمور مفتوحة على جميع الإحتمالات”.
وهل سينسحب هذا “الستاتيكو” على استحقاق الرئاسة الأولى، يرى جعجع إنّ ترشّحه لرئاسة الجمهورية سابق لأوانه وأنّ “حزب الله الذي لم يعد لديه شيء ليخسره، حتما سيعمل على إفشال هذا الإستحقاق مثلما يفعل اليوم في موضوع تشكيل الحكومة، مما سيضعنا مجددا أمام مأزق الفراغ، على اعتبار أنّه في ظل غياب الحل الوسط عند الحزب، فالبلاد ستقع حتما فريسة مطامع حزب ولاية الفقيه، الذي حتّى بكركي ضاقت ذرعا من تصرّفاته”، معرّجا في هذا الإطار على ما دار في اجتماع لجنة الحوار بين بكركي وحزب الله، قائلا إنّ “القوات اللبنانية مع تقارب بكركي-حزب الله، ويوم المنى أن تتمكّن بكركي حيث فشلنا في إقناع الحزب بتسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني، والعودة إلى كنف الدولة بشروط الدولة اللبنانية”.
وكيف ينظر جعجع، إلى تقارب عون والمملكة العربية السعوديّة؟ وهل بات يمكن الحديث عن خارطة طريق سياسية جديدة في ظل نعي برّي لتحالف قوى الثامن من آذار؟ يردّ بالقول إذا كان نعي برّي لتحالف 8 آذار صحيحا وليس خدعة مركّبة كما أعتقد “فالله يسمع منّو وياخد بيدّو”، ملمّحا في هذا المجال إلى إمكانية حصول تموضعات سياسية جديدة مستثنيا منها حزب الله والقوات اللبنانية “خصوصا وأنّ العماد ميشال عون، ومن أجل كرسي رئاسة الجمهورية، ومن أجل الإتيان بصهره قائد للجيش، مستعد لنقل البندقيّة من كتف إلى كتف، مثلما فعل عام 2006 حيث وقّع ورقة التفاهم المشؤومة مع “حزب الله” طمعا برئاسة الجمهوريّة”.
وبالإنتقال إلى التطورات الحاصلة في المنطقة العربية، يوضّح جعجع حقيقة شعار “فليحكم الإخوان” الذي رفعه بعد انتخاب مرسي للرئاسة المصريّة، فيقول مستعينا بالتصريح الحرفي الذي أدلى به إلى إحدى الصحف “فلنحتكم إلى ديمقراطيّة الشعب، والشعب العربي بات ناضجا ولا يمكنه العودة إلى القمقم، وبالتالي إذا وجد الشعب المصري أنّ حكم الإخوان سيئا فسيثور عليه”، ومستدركا “الشعار كان صائبا، بدليل ما حصل حيث خرج المصريون بالملايين وبمشهد غير مسبوق ضدّ حكم الإخوان، وتمكنوا بانقلاب شعبي وليس عسكرياً من إسقاط مرسي، الذي يعادل سقوطه سقوط الإسلام السياسي في مصر مهد حركة الإخوان المسلمين”.
وعن الوضع في سوريا، وتقدّم قوّات الأسد في مناطق استراتيجية من البلاد، يؤكّد جعجع أنّ الرئيس السوري بشّار الأسد لن يبقى في السلطة “لأنّ المعادلة باتت اليوم لا الأسد ولا النصرة”، ولذلك ما يجري اليوم في سوريا هو عمليّة كر وفر، حيث ينجح النظام في مكان وتنجح المعارضة في مكان آخر “ومن هذا المنطلق النظام سيسقط بغض النظر عن التوقيت والفارق الزمني”.
ويكرر جعجع أنّ لا خوف على المسيحيين في الشرق، داعيا إياهم إلى الصمود في أراضيهم، لأنهم جزء لا يتجزأ من هذا الشرق “الذي مصير الأقليات والأكثريات فيه سيّان، ولذلك وعلى الرغم من أنّ الخوف موجود على الأقليات، ولكن ذلك مرهون بمدى تأقلمهم مع التطورات والنظم السياسية البديلة عن الدكتاتوريات الحالية”.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية