المحرر موضوع: شبابنا ليوث العراق .. أسود المستقبل !  (زيارة 745 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد عزيزة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 759
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شبابنا ليوث العراق .. أسود المستقبل !
ماجد عزيزة
قيمة إنجاز المنتخب العراقي الذي كان واجهة مشرفة للكرة الآسيوية والعربية كانت كبيرة ، فقد حقق واحداً من إفضل إنجازات الكرة العراقية طوال تاريخها ، إن لم يكن الأفضل .. ويجب أن ينال هذا المنتخب وجهازه الفني والإداري حظه من التكريم الرسمي والشعبي والإعلامي الذي يستحقه ، وأفضل فقرات التكريم الإحتفاظ بتلاحم هذا المنتخب في المستقبل حتى نرى هذا الفريق الكفء والمتميز بعد فترة بسيطة يقارع أفضل المنتخبات العالمية متحلياً بالثقة وإرادة النصر ... هذا ما قلته شخصيا لإحدى الفضائيات العراقية يوم السبت الماضي بعد انتهاء مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع لمونديال شباب العالم بكرة القدم ..
انجاز كبير حققه منتخب شباب العراق ، بعيدا عن النتائج الأخيرة أمام الأورغواي وغانا ، فما قدمه لاعبو الفريق من مهارات فردية وجماعية لا يوازي أبدا ، ما قدم للفريق من دعم في فترة الاعداد ، فاعداد الفريق كان فقيرا جدا ، من حيث المعسكرات التدريبية والمباريات التجريبية ، ولم يصرف على الفريق واعداده سوى ( خردوات) ما تم صرفه على فرق عربية أخرى لم تستطع فعل ما فعله الشباب العراقيون الغيارى .
لماذا تاهل فريق شباب العراق إلى دور نصف النهائي لمونديال الشباب العالمي دون غيره من المنتخبات العربية ( والخليجية بشكل خاص ) والتي صرفت وتصرف مئات الملايين ولديها كل شيئ في عالم الرياضة ؟ هناك أشياء ملموسة وظاهرة للعيان ، وهناك أشياء أخرى لا تشترى بالمليارات ، منها الروح الوطنية العالية والإنتماء والولاء للعراق التاريخ والحضارة والإنسان.. وهذا يكفي .
البعض يقيم الفريق على أساس نتائجه في بطولة ما ، وهذا البعض ينظر فقط من منظار العاطفة والحماسة الوطنية والانتماء .. لكن النظرة الموضوعية يجب أن تكون من خلال منظار أدق وأكثر تفصيلا ، وهي تكوين الفريق وتشكيلته وما يضمه من عناصر ، واين مكمن القوة والضعف فيه .. والأهم : ماذا عن مستقبل هذا الفريق خاصة وغالبية أعضاءه من الشباب صغيري السن الذين ينتظرهم مستقبل كبير على صعيد المنافسات والبطولات القادمة .
لم أكن شخصيا أعير أهمية لفوز الفريق ببطولة شباب العالم ( رغم تمنياتي الفوز بها ) لكني كنت ( مراقبا) لعمل الفريق كمجموع وكأفراد ، فهذا الفريق الذي صنعه الكابتن حكيم شاكر سيكون له ان بقي على تشكيلته مع بعض الاضافات والحذف ، شان كبير على صعيد الكرة العراقية مع توفر ظروف أفضل مما هي عليه حاليا .. صحيح أن عددا من لاعبي الفريق معدون سلفا في فرقهم المحلية وعلى يد مدربيهم ( كي لا نبخس حق أحد) لكن صناعة فريق الشباب كانت في معمل الكابتن حكيم شاكر بكل تفاصيل العمل ... فالفريق كمجموعة تمكنت من اجتياز حاجز ( الخوف) من الأسماء الكبيرة في عالم كرة القدم وتغلبت عليها بشكل احترافي وليس بالصدفة كما كانت تأتي نتائج الفرق سابقا . فتجاوز فرق مثل ( انكلترا وتشيلي ) يعني الكثير في عالم الكرة المدورة .
ورغم أني لا اريد الدخول في تفاصيل لعب الفريق وتطبيقه لخطة اللعب ( لأن هذا يتطلب مقالات أخرى) لكني استطيع القول بأن ما فعله الفريق كمجموعة في أغلب أوقات المباريات التي خاضوها كان نقلة نوعية في أداء الفرق العراقية خاصة في طريقة نقل الكرة بين أفراد الفريق . ثم بروز أكثر من لاعب كافراد ، كان بعضهم يمتلك تكنيكا عالي المستوى ، وموهبة غابت عن ساحة كرة القدم العراقية سنوات طويلة ، لهذا فنحن مطمئنين على كرتنا العراقية لأنها ولودة وتستطيع تقديم لاعبين أفذاذ كاحمد راضي وفلاح حسن وحسين سعيد وعدنان درجال وغيرهم ، فقد أجاد عدد من لاعبي الفريق الشبابي وقدموا أداء بطوليا خلال منافسان مونديال الشباب ومنهم ( البطل علي عدنان وحارس المرمى الرائع محمد حميد ) .
لقد كان أداء الفريق الشبابي ونتائجه في مونديال الشباب ، اعلان لموت الفريق الوطني الأول وفشله في تقديم أداء كأداء الشباب على المستطيل الأخضر ، وعلى اتحاد الكرة الذي تتقاذفه التهم من هنا وهناك أن يوفر ظروفا أفضل من التي توفرت لهذا الفريق ( كمجموعة وأفراد) ليكونوا أساسا لبناء كرة عراقية تعيد تلك الامجاد التي بات العراقيون بحاجة لها .. تحية للحكيم شاكر الذي كان معلما وصانعا للنجوم بحق ولأولاده أبناء العراق البررة .