(عنكاوا كوم )في موقع مشروع مكتبة اشور بانيبال
عميد كلية الاثار في جامعة الموصل لموقعنا:نسعى لان تكون المكتبة مصدر إشعاع ثقافي الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيدمازال ابناء نينوى يفخرون بما قدمته الحضارة الآشورية من مصادر إشعاع فكري وثقافي شهدته كل بقاع المعمورة ومازالوا يفكرون في القيام بمحاكاة تلك الإشعاعات التي كانت تنطلق من هنا من مركز الحضارة الآشورية وما مشروع إنشاء مكتبة اشور بانيبال الا محاولة من عشرات المحاولات التي تجري في باب إعلان الوفاء من نينوى الحالية لنينوى في عهودها الغابرة والمشروع الخاص بالمكتبة انطلق من كلية الاثار في جامعة الموصل قبل عدة سنوات ليضحي بعد سنوات واقعا مجسدا يسهم بتنوير الزائرين بما كانت تقدمه رموز الحضارة الآشورية من ملوك أسهموا
بتطور الحياة من خلال إبداعاتهم التي شهدتها مجالات حياتية متعددة .. الدكتور علي الجبوري عميد كلية الاثار في جامعة الموصل تحدث عن مراحل إنشاء المكتبة والمرافق الملحقة واتفاقيات التعاون مع المراكز الأكاديمية والبحثية من اجل رفد المكتبة بالعناوين التي تختص في مجالات البحث العلمي والثقافي وفيما يلي نص اللقاء :
*بداية دكتور ، هل لك ان تحدثنا عن الأفكار الأولية التي اسهمت بتجسيد فكرة إنشاء مكتبة اشور بانيبال ؟-منذ العام 2000 راودتنا فكرة إنشاء مكتبة تحاكي أقدم المكتبات المكتشفة في العالم الا وهي مكتبة اشور بانيبال وهي تسبق إنشاء مكتبة الإسكندرية المعروفة بمئات السنين خصوصا وإننا شهدنا الاهتمام الذي حظيت به مكتبة الإسكندرية من خلال المنظمات المعنية لاسيما منظمة اليونسكو مما شجعنا لان نخاطب رئاسة جامعة الموصل التي بدورها فاتحت ديوان رئاسة الجمهورية في ذلك الوقت من اجل استحصال الموافقات اللازمة للشروع بإنشاء مكتبة اشور بانيبال وفعلا حصلت موافقة الديوان وطلب أيضا التصاميم الخاصة بالمشروع مما جعلنا نفاتح كلية الهندسة والقسم
المعماري في الكلية بالتحديد فشكلت ثلاث فرق والفريق الواحد مؤلف من خمسة مهندسين لإعداد موكيت خاص بتصميم المكتبة وفاز التصميم الخاص بأحد هذه الفرق الثلاثة من خلال اعتماد المخططات التي أنجزها وهو ما يصمم حاليا على ارض الواقع وفي تلك الفترة كان كلية الاثار مجرد قسم ساهم من خلال اكاديمييه بإبداء المشورة بما يختص بالتصميم فضلا عن اختيار موقع المكتبة وخلفيتها مما يجعلنا نقول بان التصميم المنفذ في الوقت الحالي يعتمد في بعض تفاصيله على رؤية أكاديميي قسم الاثار كما إننا كنا نبغي ان يكون التصميم الخارجي للمكتبة على شكل ثور مجنح
بشكل مجسم وينفذ على هذا الأساس لكن كان هنالك بعض الاعتراضات من قبل الكادر الهندسي الذي رغب بتنفيذ مجسم الثور المجنح بهذا الشكل التقريبي وبما يناسب الفن التشكيلي وبصورة غير مباشرة ..
*متى بدأت المباشرة بتنفيذ المشروع وهل واجهته المعوقات في سبيل تنفيذه ؟- تمت المباشرة بالمشروع في نهاية عام 2002ومع حلول العام 2003 من خلال تخصيص قطعة الأرض الخاصة بالمشروع وتسويتها وإزالة الأبنية التي كانت مشيدة في السابق على هذه القطعة وبعد ذلك تم المباشرة بحفر الأسس لكن مع هذه العملية تزامن اندلاع الحرب على العراق في عام 2003مما وضع حدا لاستكمال الأعمال الخاصة بالمشروع حتى استؤنف مجددا ما بين عامي 2006 و2007 من خلال تخصيص المبالغ اللازمة وباشرت شركة المنصور العامة بتنفيذ المشروع لكن المدة المحددة لتنفيذ المشروع تغيرت في ضوء هذه التطورات حيث تم تحديد العام القادم موعدا لتسلم المكتبة والعمل
يجري حاليا بإشراف دائرة المهندس المقيم وتحت إشراف المكتب الاستشاري الهندسي في جامعة الموصل ..
*هذا ما يختص بمراحل تنفيذ المشروع، فماذا عن الاتفاقيات المبرمة ما بين كليتكم والمكتبات والمراكز البحثية في سبيل رفد المكتبة بالمطبوعات والكتب ؟-قبل شباط من العام 2012 كان هنالك مبادرات شخصية ما بين كليتنا ومكتبة الإسكندرية من خلال تبادل وإهداء المطبوعات لكن في التاريخ الذي ذكرته تم زيارة المكتبة من قبلي والمباشرة بعقد اتفاقية للتعاون والتبادل الثقافي والان يتزعم الدكتور خالد عزب أمين مكتبة الإسكندرية حملة كبيرة من اجل دعم مكتبة اشور بانيبال من خلال جمع اكبر عدد من الكتب والمجلات ومن كل أنحاء الوطن العربي وقد نجح في هذه الحملة من خلال جمعه للالاف من العناوين التي وردتنا ونحن أيضا نسعى لان نحاكي مكتبة الإسكندرية رغم ان عمل مكتبة اشور بانيبال لايرقى أبدا لما ترمز
له مكتبة الإسكندرية التي يرقى تاريخ إنشائها الى العهد البيزنطي فمكتبة اشور بانيبال ومما هو مخطط لها نسعى لان تكون في المقام الاول صرح حضاري لمدينة الموصل والعراق على وجه العموم بالإضافة الى ما تشكله المكتبة من واجهة فإننا نأمل بان تكون مركز بحثي لايقتصر على الأكاديميين العراقيين فحسب بل تستقطب الباحثين من مختلف دول العالم وفي هذا المقام لابد ان أشير الى كليتنا تسعى حاليا في سبيل تنشيط العمل الاثاري من خلال حملة للتنقيب تتركز في قصر اشور بانيبال ونامل ان تشهد هذه الحملة استظهار لبقايا المكتبة الأولية لاشور بانيبال
واكتشاف جدرانها وترميمها وصيانتها ونحن اذ نعمل على استكمال المكتبة في داخل أسوار الجامعة فان استظهار المكتبة في موقعها الأصلي في قصر اشور بانيبال يعد من أهم ما نطمح إليه ..
*مالذي ستضمه مكتبة اشور بانيبال من مرفقات وملحقات من خلال إكمال مشروع تنفيذها في المستقبل ؟-ستضم المكتبة عدة طوابق لاسيما ان طابق المكتبة السفلي سيكون عبارة عن مخزن او مستودعات سيعمل فيها عدد من الخبراء والفنيين على صيانة وتأهيل اللقى الاثارية وسنحاول التنسيق من خلال الاتفاقية التي ابرمناها مع مكتبة الإسكندرية في سبيل تأهيل هذه الكوادر خصوصا في مجال الأرشفة والتوثيق الالكتروني وحقيقة ابهرني العمل المنظم الذي تتمتع به مكتبة الإسكندرية وسأحاول نقل تجربة تلك المكتبة الى مكتبة اشور بانيبال فالتوثيق الذي يختص بالحضارة في مكتبة الإسكندرية مميز وهذا ما سأسعى إليه من اجل توثيق مدينة الموصل بإبراز مصنوعاتها والبضاعة
التي تشتهر بها بالإضافة الى توثيق لهجاتها فنحن لانريد ان تكون المكتبة مجرد بناء بل نسعى لان تضم المكتبة فريق عمل متكامل يعمل على تصوير وتوثيق كل ما يختص بالعهود التي شهدتها المدينة من خلال توثيق مهنها والحرف اليدوية التي اشتهرت بها خصوصا تلك التي قاومت تغييرات الزمن ومازالت بارزة الى يومنا كما نحاول الاستفادة من فسم النقوش العراقية القديمة في كلية الاثار لربط الأدوار الزمنية التي عاشتها المدينة بين عهودها السابقة كما بودنا تشكيل فريق يعمل لتوثيق اللهجات العراقية القديمة والتي تختلف ما بين منطقة وأخرى وتسجيل تلك
الاختلافات كما نسعى لتسجيل اللهجات الخاصة التي يتكلم بها ساكنو القرى والقصبات القريبة من أطراف الموصل لاسيما ان هنالك من بقى يتحدث الآرامية او السريانية في تلك المناطق الى يومنا وبالنسبة لطوابق المكتبة فمثلما تحدثت فان الطابق السفلي سيضم مخازن ستضم فيها الاثار التي من المؤمل استظهارها من خلال حملات التنقيب التي تجري حاليا بالإضافة الى مختبرات يجري فيها تأهيل وترميم وصيانة تلك اللقى وتنظيفها بالإضافة الى وجود مخازن وورش خاصة بالكتب تعمل على صيانة وتجليد النسخ التالفة من الكتب القديمة التي ترد للمكتبة اما الطابق
التالي فسيحوي على قاعة عرض وفي الغالب ستكون أكثر من قاعة ستكون مهيئة لعرض المنحوتات الآشورية وفي الأيام السابقة قمنا بالاتفاق مع خبير يعمل في المتحف البريطاني سيعمل على إعداد نسخ جبسية لتلك المنحوتات الموجودة بنسخها الأصلية في المتحف المذكور وستهدى للمكتبة حال اكتمالها حيث تم تحديد موعد إكمالها في خريف العام الحالي حيث سنقوم بتعليق تلك المنحوتات على جدران هذا الطابق وإعداد بانوراما لمنجزات الملوك الاشوريين كما ستشهد المساحات الأخرى من الطابق المذكور على غرف زجاجية تعرض فيه الاثار الخاصة بالحقبة الآشورية حيث سنخصص
جزء من القاعة لعرض منجزات وسير الملوك الاشوريين بالإضافة الى عرض صورهم من خلال المكتشفات وعلى غرار ما معروض في المتحف العراقي وهذا ما سنعده حال حصولنا على الموافقات اللازمة من قبل هيئة الاثار العراقية كما هنالك جزء اخر من هذا الطابق سيكون معدا لعرض المكتشفات الخاصة بعهود ما قبل التاريخ حتى فترة الفتح الإسلامي .. أما في الطابق الاول من المكتبة فسيكون خاصا بكادر المكتبة من موظفين وإداريين بالإضافة الى المكتبة التي ستحوي الكتب والمطبوعات المختلفة بالإضافة الى تجهيز هذا الطابق بشبكة اتصالات حديثة حيث ستكون تلك الشبكة متاحة
لخدمة الباحثين والأكاديميين من اجل التواصل مع أقرانهم في مختلف دول العالم بما يعزز العمل البحثي بينما سيكون الطابق الأخير من المكتبة خاص بالمكتبة الالكترونية التي ستضم نسخ مدمجة من الكتب التي لم نتمكن من الحصول على نسخها الورقية وتعد من المصادر البحثية التي يتطلبها الباحثون كما أود الإشارة الى ما تم الاتفاق حوله مع المتحف البريطاني حيث تم توقيع الاتفاقية من قبل رئيس جامعة الموصل في العام 2010 وتقضي تلك الاتفاقية على تزويد المكتبة بما مكتشف من مكتبة اشور بانيبال الأصلية خصوصا الألواح التي كانت موجودة في تلك المكتبة حيث
سيقوم المتحف البريطاني بتزويدنا بأعداد 200 نص من تلك الألواح والتي يربو عدد المكتشف منها والموجود في المتحف البريطاني الى ما يقارب الـ30 الف نص حيث سيعدون القائمين على المتحف البريطاني أشهر تلك النصوص المكتشفة وضمن العدد الذي ذكرته انفا والذي يتحدث في العديد من المجالات العلمية لاسيما في الفلك والرياضيات بالإضافة الى نص خاص بملحمة كلكامش والكتب الملكية وهي نصوص مختلفة لكنها بالنسبة للعصر الاشوري فهي مهمة للغاية وهذه النصوص التي ستكون على شكل نسخ جبسية ستقدم لنا كإهداء بالإضافة لمطبوعات المتحف البريطاني المتعلقة بالتاريخ
العراقي القديم ..
*هل هنالك ملحقات أخرى ضمن مجمع المكتبة يجري تنفيذها حاليا بالتزامن مع مشروع انجاز المكتبة ؟- المكتبة وضمن تصميمها تبدو كمجمع يحوي ثلاثة أقسام والقسم الرئيسي هو ما تكلمنا عنه وهو الخاص بالمكتبة وطوابقها المتعددة أما القسم الأخر الذي سيلحق بالمكتبة وهو القسم الخدمي والذي سيقع جنوب الشارع الرئيسي حيث ستكون المكتبة قريبة من المدخل الذي سيكون في المستقبل المدخل الرئيسي لجامعة الموصل وهذا ما سيتعلق بربط الماضي بالحاضر فالمدينة لاتقتصر على أنها كانت في السابق عاصمة الحضارة الآشورية فحسب بل كانت من خلال توالي العهود ابرز المدن التي دخلت في الإسلام وحققت ريادة مهمة بين قريناتها من المدن خصوصا موقعها والخصوصية المهمة
التي تتمتع بها فقد اخترنا حرف النون الذي سيكون بارزا على واجهة القسم الخدمي لما يحمله هذا الحرف من خصوصية إسلامية وسيكون محاطا بأقواس ذات طابع إسلامي وهذا البناء سيكون ملحق بقاعة كبيرة ستستقبل المؤتمرات والملتقيات الثقافية الخاصة بالجامعة من كون عدد استيعابها الكبير الذي يصل الى ثلاثة الاف شخص وسيكون على جانبها الأيسر قاعة كافتيريا ومسجد صغير وفي هذا القسم سيكون هنالك غرف خاصة معدة للباحثين والأكاديميين حيث سيتركز هدفنا على ان يكون هذا الطابق عبارة عن مركز بحثي للمشتغلين في المجال الاثاري ونأمل ان يشهد المركز توافدا من
قبل العاملين في المجال الاثاري من مختلف دول العالم من اجل تبادل الخبرات وصقل المهارات الخاصة بكوادرنا أما القسم الأخر فسيكون مخصصا لاحتضان كلية الاثار في بنايتها التي هي قيد الإنشاء وستكون مؤلفة من العديد من الطوابق التي ستضم قاعات دراسية ومكاتب للكوادر الإدارية والتدريسيين وستضم هذه الطوابق كل أقسام الكلية وهي أقسام الاثار والحضارة والنقوش واللغات العراقية القديمة ..
*في سبيل تنفيذ مشروع المكتبة ، هل واجهتكم معوقات ومعرقلات تودون الإشارة اليها ؟-لايوجد أي مشكلة تواجهنا لكن ما نواجهه من معرقلات يتلخص في النظرة التي يحملها الاخرون نحو مدينة الموصل وهذا التخوف النابع من عدم الاستقرار الأمني الذي تشهده هذه المدينة فنحن لدينا الكثير من العلاقات التي تتيح لنا التنسيق مع القائمين في متحف اللوفر او متحف اورينتال في برلين او العديد من المتاحف الموجودة في أمريكا لكن تذبذب الظرف الأمني يحول دون تشجع القائمين على تلك المتاحف من ان يتوجهوا للمدينة والوقوف بشكل جلي على ما تشهده في سبيل انجاز هذا الصرح الثقافي والعلمي ومحاولة دعمه بما يتوفر من سبل الدعم التي لمسناها من خلال
العديد من المراكز الأكاديمية والبحثية فكل ما يحمله هولاء عن مدينة الموصل بأنها وصلت حدا لايطاق من الدمار والخراب لكننا في لقاءاتنا معهم وحينما نعرض لهم صورا عن ما تشهده المدينة من حالات الأعمار خصوصا بما يتعلق بإنشاء المكتبة يحصل عندهم نوع من الانبهار إزاء هذه الأعمال العملاقة التي تسعى جامعة الموصل في سبيل تنفيذها ونحن لم نقصر في سبيل إيصال أصواتنا من اجل تغيير هذه الصورة التي يحملها الأجانب عنا لكننا نأمل ان تشهد المدينة استقرارا وتحسنا امنيا يشجعنا على ان نقيم مؤتمرا علميا يتخصص بتسليط الضوء على مكتبة اشور بانيبال وما
كانت تمثله من مصدر إشعاع علمي وثقافي ..
*ماذا عن المبادرات الشخصية التي تجري في سبيل دعم المكتبة وإنشاء خزانات شخصية لمن يقوم بالتبرع بمكتبته ؟-أثمرت جهودنا الشخصية وعلاقاتنا عن الكثير من المبادرات المهمة التي اسهمت بتبرع العديد من الشخصيات بمكتبتهم الشخصية لمكتبة اشور بانيبال ومن هولاء نخص بالذكر ما قامت به عائلة المرحوم عيسى سلمان رئيس الهيئة العامة للاثار في منتصف الستينيات حتى عام 1975 وسلمان كان يمتلك مكتبة تعد ثروة مهمة من خلال احتوائها على العديد من المراجع والمصادر المهمة حيث قامت عائلته بالتنسيق معنا في سبيل إهداء هذه المكتبة ضمن خزانة خاصة تحمل اسم الراحل كما خاطبتنا أستاذة أحيلت على التقاعد مؤخرا في جامعة لندن تعلن رغبتها بالتبرع بمكتبتها الشخصية لصالح
مكتبة اشور بانيبال ولحد الان بلغ عدد الكتب الواردة لمكتبة اشور بانيبال ما يقارب الـ12 الف عنوان ومنها ما ورد الينا من جامعة بوسطن الأميركية ..
دعلي الجبوري