المحرر موضوع: الإسلام السياسي في كوردستان .. إلى الوراء سرْ  (زيارة 1194 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ئارام باله ته ي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الإسلام السياسي في كوردستان .. إلى الوراء سرْ

قبل حوالي سنة كنت قد كتبت حول ضعف جاذبية الأرض بالنسبة للإنسان الكوردستاني كتعبير عن ضعف الولاء تجاه كوردستان، حينها كنت مترددا حول قوة ذلك الإدعاء من الناحية الأكاديمية ولكن الأحداث الأخيرة في كوردستان وخروج الإسلاميين في تظاهرة " تضامنية " مع ما يجري في مصر وكأن القضية قضيتهم وتهديد لأمنهم القومي، ثبت عندي أن هذا المرض موجود بنسبة ما وربما بنسبة كبيرة لدى الإنسان الكوردستاني الذي عانى من هذه الإشكالية منذ سقوط " ميديا " .
إن ما جرى في مصر وما يجري من أحداث قد نختلف مع طرف ونتفق مع آخر لكن القضية بالنهاية هي قضية مصرية وليست لها علاقة بمصير كوردستان حتى نكون مصريين أكثر من أهل مصر . إن مشكلة بعض الناس أنهم لا يفهمون لحد الآن مفهوم المواطنة المبنية على الهوية الوطنية والولاء للرقعة الجغرافية، وبعد أن فشلت الأممية في العالم بأسره لازالوا يحلمون بها .
دعوني أتقدم بالاعتذار لكل قرائي الذين أوهمتهم دون تعمد قبل فترة أن الإسلام السياسي في كوردستان قد نضج من الناحية القومية لكن الأحداث الأخيرة أثبتت نكوص تلك الفكرة في أدبيات الإسلاميين في كوردستان، بل أن المتتبع لسلوك الأحزاب الكوردستانية سيتصور أنهم هم الذين يقودون العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه وخاصة تيار ( الإخوان المسلمين ) الذين لا ينفكون مع كل حدث من الارتباط بقضايا خارج دائرة اهتمام المواطن الكوردستاني . إن هذا العويل والتباكي على سقوط الرئيس المصري الإخواني ( محمد مرسي ) لا يدل إلا على تبعية غير منطقية وغير نفعية في الوقت نفسه بالنسبة لشعب كوردستان الذي تعرض عبر التاريخ لأبشع المجازر وانتهكت حرماته أكثر من أي شعب آخر في التاريخ الحديث دون أن يجد أي تضامن من تنظيم الإخوان المسلمين الذي يتعدى عمره أكثر من ثمانين عام، بل أن إبن المؤسسة العسكرية ( جمال عبد الناصر ) كان له مواقف مشرفة تجاه القضية الكوردية أكثر من كل قادة الإخوان المسلمين وبالذات مع البارزاني الأب، فهل خرج الحزب الديمقراطي الكوردستاني في مسيرات مؤيدة للمشير ( الطنطاوي ) عندما أزاحه الإخوان من رأس المؤسسة العسكرية المصرية ؟ ! .
هناك سؤال محير لابد أن نبحث عن إجابة منطقية له ، لماذا لا تحمل كل الأحزاب الإسلامية في العالم العربي وتركيا الاسم الإسلامي صراحة بل أن أسماء هذه الأحزاب كلها تتعلق بتنمية مجتمعاتها وتحقيق العدالة فيها والبحث عن نهضتها، سواء في مصر أو تونس أو المغرب أو في تركيا ؟ في حين أن الأحزاب الإسلامية الكوردستانية تحمل إسم (الإسلامية) كإسم رسمي في أدبياتها ومن على مقراتها، هل فكرنا يوما لماذا ينفرد إسلاميونا بهذه الصفة ؟ . على ما يبدوا أن كل الأحزاب الإسلامية في العالم الإسلامي باتت تدرك مسؤوليتها الحصرية تجاه مواطنيها دون غيرهم وتبحث عن مصالحهم دون سواهم، في حين لازالت أحزابنا الإسلامية تظهر نفسها كمن يدافع عن قضية الأمة كلها قبل أن تحل مشكلتهم القومية . ألا يعتبر هذا قلة وفاء بالنسبة لكوردستان ؟ هل يتوجب علينا أن ندافع عن العالم الإسلامي ونغوص في مشاكله ولم نحل بعد مشكلتنا، أم كان يتوجب على هؤلاء المسلمين الغيارى أن يدافعوا عن قضيتنا ؟ أ ولم نكن مسلمين مثلهم أيضا ؟ . لماذا لا يتظاهر المسلمون العرب تضامنا مع أهلنا في غرب كوردستان الذي يتعرض لمجازر تنظيم القاعدة ؟ .
من ناحية أخرى وفي صميم الإسلام، لطالما اختلفت مع الإسلاميين الذين يدافعون حد القدسية عن معاوية بن أبي سفيان، مع العلم أنه أول من خرج على الشرعية الإسلامية بخروجه على إمام زمانه الخليفة الراشدي ( علي بن  أبي طالب ) دون أن يسموا ذلك انقلابا على الشرعية، في حين يعدون ما حصل في مصر خروجا على "الشرعية"، فهل شرعية (مرسي) أكثر رصانة من شرعية (علي) ؟ أم أن الكورد قد كتبوا على أنفسهم التبعية في كل زمان وكل مكان ، ولذلك لازلنا أكبر أمة بلا دولة نتيجة تشتت ولاءاتنا وعدم اتفاقنا على المصالح الوطنية العليا لكوردستان وشعبها . 
أتمنى أن تنضج شخصية الإنسان الكوردستاني إلى الحد الذي يؤهله لئن يثق بنفسه ويتعامل مع الآخرين موقف " التعامل بالمثل " دون تبعية عمياء . نحن نحب مصر وشعبها ونتمنى لهم كل الخير لكنهم لم يتظاهروا يوما لأجل قضيتنا في وقت كنا فيه أحوج ما نكون إلى التضامن والدعم، فلماذا نتدخل فيما لا يعنينا ولا نركز جهدنا على قضايانا المصيرية في كوردستان ونجعل المواطن الكوردستاني أكبر همنا وليكن له الأولوية على من سواه كائنا من كان وفي أي مكان ، إن من لا يلتزم  بذلك غير مؤهل لقيادة كوردستان وغير مؤتمن على القرار الكوردستاني وقد حان الأوان أن يراجع الإسلاميون في كوردستان أنفسهم ويتحملوا مسؤولياتهم الوطنية .


ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
aram_balatay@yahoo.com


غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد آرام المحترم : هل تتوقع من كلية الهندسة ان تُخرج دكاترة مثلاً أم هل تتوقع ان يخرج من المعبد عَلماني .. المنبع هو هو نفسه فماذا تتوقع من اليبنبوع ان يقذف هل يُغير مقذوفه كل ربع ساعة؟؟ الزيوان يأتي بزيوان والحنطة تأتي بحنطة إلا إذا ما قام احدهم بعملية التهجين .. تحية