المحرر موضوع: دور الشبيبة والعامل الخارجي * _2_ في المرحلة اﻹنتقالية  (زيارة 504 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الدكتور علي الخالدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 486
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
دور الشبيبة والعامل الخارجي 
* _2_ في المرحلة اﻹنتقالية 

دكتور : علي الخالدي
يمكن إعتبار الحراك الشعبي الثاني الذي تم في مصر والذي يدور رحاه في تونس , والعراق ( جاء متأخرا أكثر من عشر سنوات ) ,و بوادره تتفاعل في كل من اليمن  وليبيا , بمثابة إسترجاع ما منحته شعوب تلك البلدان , من ثقة وشرعية للقائمين على الحكم  في المرحلة اﻹنتقالية , بعد اﻹستفاقة , من مخدر الوعود المتعددة الألوان , ومن خداع المخططات الوهمية , التي إختفت خلفها نوايا ومآرب ذاتية اﻷسلام السياسي المتشح بعباءة تدين إقصاء الآخرين , في زمن غاب عنه الوعي العام وإرتفع فيه مستوى الفقر المدقع بين الناس , وخُلطت اﻷوراق , فضاعت مفاتيح التفاهم , بين شرائح مستحقي مردودات التغيير, والمستحوذين عليها من اﻷحزاب اﻹسلامية القديمة والجديدة . التي إستنهضت كل مجساتها , لسرقة فرحة الشعوب بسقوط اﻷنظمة الشمولية , وأيقاف شم نسيم الحرية والديمقراطية  ومشوهة إيمان وإعتقاد الناس المطلق , بأن المتدين لا يمكن معصية ولي نعمته  ( الشعب ) , بممارسات فعلية , أطفاءت شمعة التغيير , وأبعدت المرحلة اﻹنتقالية , عن مهامها الوطنية العامة , و أثارت إستياء المرجعيات الدينية العظام في النجف اﻷشرف واﻷزهر الشريف , فنصحت القائمين على الحكم , بضرورة إسترضاء الناس , وكافة اﻷطراف التي قارعت اﻷنظمة الشمولية, بالعمل وإياهم على وضع المرحلة اﻷنتقالية على مسارها الصحيح , وجعل كنس موروثات الدكتاتورية , والقيام باﻹصلاح و التنمية أولى مهامهم , لكونها السبيل  الوحيد لنيل ود , و  ثقة الجماهير, لا إضافة منغصات جديدة تثقل كاهل الناس , و تُغَيبت رغيف الخبز النظيف عنهم , مع إلتزام الصمت , وعدم كشف الفاسدين , ممن إنتفخت جيوبهم وتكورت كروشهم من المسؤولين , والمحسوبين عليهم , بمساءلتهم من أين جاء ذلك متى وكيف ؟ . و مما زاد الطين بلة عدم إيقاف هرولتهم الى تطبيق ما حللته شرائعهم , في مسألة الحقوق المدنية التي إكتوت بسعيرها المراءة المسلمة , فطوقت عدالة حقوقها اﻹنسانية .  بتعدد الزواج وأنواعه ( زواج المتعة , زواج المسيار , الزواج العرفي , وأخيرا أضافوا نكاح الجهاد ). فاتحين النار على بقية اﻷديان , وعلى كل من لا يؤمن بتدينهم الجديد , مما أدى الى طمس مؤشرات السلم اﻹجتماعي , وإيقاع البلدان في متاهات وكوارث سياسية وإجتماعية وخدمية وأخلاقية بكل المعاني 
لقد شعرت الشعوب وشبيبتها بعد فيض , من المعانات والحرمان أضيفت لما ورثته من اﻷنظمة المقبورة .  أنه لم تعد في اﻷفق نية المواجهة الجدية للممارسات الوحشية التي تقوم بها القوى الظلامية , ولا مواجهة المخططات المجردة من القيم الدينية والخلق الوطنية , والتي يراد تنفيذها في المنطقة , ليس لمواصلة نهب خيرات البلدان فحسب وإنما كمسقطة كبرى لمسيرة شعوب المنطقة نحو تحقيق أهداف التغيير . بدءا بإعادة تركيب الدولة في المرحلة اﻹنتقالية , بما يفيد إستمرار اﻷستئثار بها الى اﻷبد , وبسيادة ديمقراطية  تخدم اﻷقلية , وتنعش تسيب الذات , وتخفي في طياتها مجرى التنكر للوعود و عدم أرضاء الناس . ديمقراطية يُستنكر منها ما يتعارض مع مطامحهم , ويُغيب منها ما تعلق بالديمقراطية اﻷجتماعية , وبقوانين اﻷحوال المدنية , مُحدثين فجوة  واسعة في تشتيت المفهموم القانوني والمجتمعي لحقوق اﻹنسان عامة ومستحقي مردودات التغيير في المرحلة اﻹنتقالية بصورة خاصة , ومُجيرين مردوداته لشريحة ذات لون واحد , سادلين الستارعن إعتماد ثقافة وطنية تخاطب الفكر اﻷنساني , وتربي اﻹنسان المنتج المؤهل علميا وفكريا بمعرفة نوازع الشعب ومستقبل الوطن . ثقافة تُطور مقومات إنعاش النفس وتطوير الفكر اﻹسترخائي عبر الموسيقى  والمسرح والسينما  , لا ثقافة خرافات سحر وشعوذة , مصحوبة بشعارات أخروية تسيء للأديان , وتنمي الفكر  التكفيري الطائفي ومعاداة اﻷديان اﻷخرى , بأدوات جاء بها العامل الخارجي , أو بمن تمتع بامتيازات الخدمات اﻷجتماعية في ألدول الرأسمالية , فضيعوا قيم التغيير , ودماء شهداءه في دهاليز المصالح الذاتية لمسوقي التدين والتكفير
إن إستفاقة الناس المغلوبة على أمرها , بعد وصول المرحلة اﻹنتقالية لطريق مسدود , مورست خلالها شتى أساليب الطعن باﻷنتماء الوطني , مما صَعَد من عزم الشباب , فقاموا بتحركهم المكلل بالنجاح في مصر , وأعادوا  متطلبات  التغيير الى نصابها , فاعطى زخما وشعورا عاليا بالمسؤولية الوطنية  لتلبية النداء والبدء بالمشوار في تونس والعراق ( إستعملت القوة المفرطة لتفريق تظاهرهم ) للمطالبة بحقوقهم التي هضمت , وأستعادة الشرعية التي مُنحت للقائمين على الحكم باﻷستحقاق اﻷنتخابي , بغفلة من الجماهير وبإثارة العواطف الدينية التي إستغلوها بغية الإستحواذ على المرحلة اﻹنتقالية وتطبيق نهج لا يحقق غير توثيق وتوسيع اﻹنغلاق الطائفي والديني ,  وإمتصاص خيرات البلدان وتهريبها الى الدول التي أقسموا لها الولاء عند منحهم جنسيتها الولاء  .
, فالشباب عبر تحركهم الذي أغاض الحكام فاستعملوا القوة المفرطة , لعرقلة تحركهم ومصادرة حقهم الدستوري , أقسموا عل أن لا يكل عزمهم بمواصلة تظاهرهم السلمي , حتى يُوصلوا شعوبهم الى ما هو أرقى وأغنى حياة لمستقبل زاهر , ولن يدعوا من تحايل , وأفسد , ونهب المال العام , اﻹفلات من المحاسبة . وإن لم يفلحوا في السنين العجاف الماضية , فثقلهم اﻹنتخابي لن يخضع ﻷوهام التدين الجديد , والتعليمات الطائفية والميليشياوية التي غيبتهم عن النهوض والتصدي للذل والعيش المنكدا       
* جرى تغيير بعنوان الموضوع لينسجم مع تحرك شبيبة العراق
10/9/2013