في محاضرة في بغديدى في سهل نينوى العراق
حبيب افرام: الارض لمن عليها وليس لمن تحتها أكد رئيس الرابطة السريانية ان كل شخص مشرقي بقي في أرضه هو المقاومة والقضية. لاننا نحن من يكتب مستقبلنا في الشرق، في عقلنا أولاَ، في ايماننا أن نستمر ولا نهاجر، ولا نفكر بأرجلنا ولا نحلم بجواز سفر أجنبي.
وجاء ذلك في محاضرة له، بعنوان" مسيحيو الشرق الواقع والتحديات" بدعوة من مركز السريان للثقافة والفنون في بغديدى في سهل نينوى- الحمدانية- العراق بحضور المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون المعاون البطريركي للسريان الأرثوذكس والخورأُسقف لويس قصاب رئيس هيئة شؤون المسيحيين وخالص ايشوع عضو مجلس النواب العراقي ونيسان كرومي رزوقي قائممقام قضاء الحمدانية والدكتور سعدي المالح مدير عام المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية وجمهور كبير من ممثلي الأحزاب والمراكز الثقافية والدوائر الرسمية والمهتمين بالشأن الثقافي.
في بداية المحاضرة رحب الشاعر وعدالله ايليا رئيس الهيئة الإدارية للمركز بالضيوف، بعد ذلك تحدّث الإعلامي نمرود قاشا والذي أدار الجلسة بمقدمة عن المحتفى به جاء فيها:
واكب كل الأحداث العربية والدولية التي جرت في الربع الأخير من القرن العشرين، وتعاطى معها بوعيٍ وواقعية حرصاً على استمراية حضور المسيحيين في المشرق ومستقبل علاقتهم بإخوانهم المسلمين.
وأضاف قاشا: شغلت قضية العراق ومسيحيه حيزاً كبيراً من اهتمامه فقال قادة العراق السياسيين والدينيين ومثقفيه في بغداد وكردستان العراق أو في مقر الرابطة في لبنان أو خلال حضوره لمؤتمرات عالمية يكون للعراق حصةً فيها.
وبعد ذلك بدأت محاضرة الأستاذ حبيب افرام، أردت من هذا اللقاء يكون من القلب إلى القلب، وأهدي هذا اللقاء للمطرانين، المطران الشهيد فرج رحو والمطران المغيّب المخطوف يوحنا إبراهيم، والمطرانين رمز لمسيحي الشرق، الأول شهيداً على أرض الرافدين، ودفع بدمع نيابة عنها وبرهن أن الكنيسة ما زالت نبع الشهداء وملتزمة بخطها التاريخي بالبقاء في الأرض والدفاع عن الإيمان والشعب، والمطران يوحنا إبراهيم مع المطران اليازجي هو رمز للشعب المخطوف، رمز اللااستقرار والعنف والفوضى في سوريا الحبيبة.
وأضاف حبيب: كل شخص منكم هنا هو مقاومة وقضية، أنا أهنيء هذه المدينة المباركة (بغديدا) وقد قرأت عن تاريخها، وكم هي زاخرة بالعلم والفكر والكتابة.
المقاومة.. ليس أن نبقى على الأرض وإنما حضورنا وإشعاعنا ونورنا، نحن ملح هذه الأرض وسكرها أيضاً. نحن لسنا عدداً ولا في تنافس ديمغرافي مع أحد، نحن شهود للمحبة والإيمان والمثل والقيم للإنجيل ولكل ما رمزنا ونرمز إليه.
واسترسل حبيب بالقول: وعن مسؤولية الغرب في كل ما يجري على الأرض. فاعتقد في مكان ما هناك غرب خبيث في التعامل مع مسيحيي الشرق، نحن نعرف، إننا لسنا حاجة إستراتيجية للغرب، ربما ينظرون
إلينا بأننا فائض غير مطلوب، وفي مكان ما يتعاطى معنا الغرب على إننا شعب معد للتصدير إما يفتحون أبواب الهجرة بطرق مشروعة، أو بإعطاء الفيز أو تسهيل دخول الناس بطرق ملتوية وغير شرعية تحت شعار حقوق الإنسان وحق اللجوء.
هذا وفي ختام المحاضرة التي حملت عنوان "مسيحيو الشرق.. الواقع والتحديات" أجاب على الأسئلة والمداخلات التي طرحت حول المحاضرة.
وقد جرى تكريم الأستاذ حبيب افرام بدرع المركز وهدية عبارة عن صورة تذكارية ومجموعة كتب من مؤلفات الخورأسقف لويس قصاب.