وأخيرا وجدتها إنها ألقوش يا استاذ ادي بيث بنيامين
ليون برخو
جامعة يونشوبنك
السويدومنذ أن قمت بإنشاد قصيدة ألب ألبن مارن (( ܐܠܦ ܐܠܦܢ ܡܪܢ )) ، التي تعد من عيون ادبنا السرياني الحديث (رابط 1)، وأنا أبحث وأسأل وأقرأ علني أصل إلى جواب شاف للسؤال الذي أثاره زميلنا وصديقنا العزيز المتبحر بلغتنا السريانية الجميلة الأستاذ ادي بيث بنيامين عن مؤلف هذه التحفة الأدبية النادرة.
والبحث في شؤون شعبنا وكنيستنا المشرقية المجيدة عن مسائل تخص ليتورجيتها المقدسة وأدابها وفنونها لا بد ومع الأسف الشديد ان يعرج على الشؤون المذهبية لأنها واحدة من المعايير التي نستخدمها لحصر ملكية وعائدية المؤلفات والقطع الشعرية والأدبية والفنية.
فمثلا، الفرز المذهبي الذي حدث في القرن الخامس للميلاد وشطر كنيستنا جعل الجزء الغربي لا يأخذ بما تأتي به قريحة ملافنة وعلماء الشطر الشرقي والعكس صحيح. وذات الشيء جرى عندما إنشطر الجزء الشرقي مذهبيا إلى كنيستين – كلدانية وأشورية – وتباعد الواحد عن الأخر تباعدا يكاد يكون شاملا في حوالي منتصف القرن التاسع عشر.
ولكن قصيدة ألبن مارن (( ܐܠܦ ܐܠܦܢ ܡܪܢ )) تشذ عن هذه القاعدة. لقد الفها قس كلداني ألقوشي أثناء تواجده مع أشقائه الأشوريين في قوجانس وهو العلامة يوسف هرمز عبيا من بيت شكوانا.
ولقد كتب الأستاذ الأديب نبيل دامان مقالا رائعا عنه (رابط 2) حيث يذكر أنه خريج المعهد الكهنوتي الكلداني ولكنه إنضم إلى كنيسة المشرق الأشورية ورسمه البطريك الشهيد شمعون بنيامين كاهنا وهو متزوج وذلك في مستهل القرن العشرين ولكنه ولأسباب لا يدخل الأستاذ نبيل في تفاصيلها يرجع إلى كنيسته المشرقية الكلدانية.
تك الفترة كانت فترة عصيبة حيث الفرز المذهبي أشده في صفوف شعبنا وكنيستنا ولكن لأن أديبنا وشاعرنا الألقوشي الكبير برسامته من قبل شهيد شعبنا البطريرك شمعون بنيامين ومن ثم عودته إلى كنيسته المشرقية الكلدانية صار جسرا يجمع الغصنين اليانيعين لجذع شجرة كنيستنا المشرقية المجيدة.
وهكذا لم يتنازل اشقاؤنا في كنيسة المشرق الأشورية عنه وعن مؤلفاته ولم تتنازل الكنيسة المشرقية الكلدانية عنه وعن مؤلفاته وبهذا تكون الب البن ماران (( ܐܠܦ ܐܠܦܢ ܡܪܢ )) تحفة نادرة ليس في أسلوبها الشعري وصياغتها ووزنها ومعانيها بل في لم شمل شعبنا وكنيستنا لأنه من النادر ان يقبل أي فرع وإنطلاقا من الفرز المذهبي ما يضيفه أي منهما لليتورجيا او الأدب الكنسي.
وكلنا أمل أن يتحقق حلمنا بالوحدة وننهي هذا الفرز المذهبي والطائفي والتسموي لأنه لا يليق بنا كشعب صاحب أرقى حضارة في الدنيا.
وقد أدى هذا النشيد الرائع حسب علمي ولحد الأن ستة أشخاص من ابناء شعبنا بينهم المطران ميلس زيا. أضع الروابط هنا وأطلب من القراء التعليق على الأداء وكذلك التعليق على ملفاننا الكبير إبن ألقوش البار القس عبيا من بيت شكوانا:
الأداء الأول من قبل الفرقة الطقسية:
http://www.youtube.com/watch?v=6PhwAc8SB54الأداء الثاني من قبل المطران ميلس زيا:
http://www.ankawa.org/vshare/view/4273/alpenmara-marmeelis/الأداء الثالث من قبل جورج يلدا:
http://www.youtube.com/watch?v=vtSRTgeCb1Uالأداء الرابع من قبل شمعون كوسا:
http://www.youtube.com/watch?v=RQJ3iEq3ABoالأداء الخامس من قبل مارلين خوشابا:
http://www.youtube.com/watch?v=bLaSVNwRVOUالأداء السادس من قبل الأب توما ككا:
http://www.youtube.com/watch?v=JgEswTwhJcYنعم تستحق كنيسة المشرق المجيدة ويستحق شعبنا الأبي ان نمجده بهكذا أناشيد وألحان شجية وإن كان هناك من ادى هذه القصيدة الرائعة ولا علم لي عنه أرجو من القراء الكرام وضع رابط له كي أضيف إسمه أعلاه.
ودعوني أختم هذا المقال بفقرة مذهلة كتبها زميلي وصديقي العزيز نبيل دامان وهو يصف رسامة هذا الملفان كاهنا من قبل شهيد شعبنا البطريرك بنيامين (رابط 2):
"في يوم الاحد المصادف 19- نيسان- 1908 تم وضع يد مار شمعون بنيامين على الشماس يوسف عبيا ، ففي ذلك اليوم اجتمع المؤمنون في كنيسة مار شلـّيطا في قوجانس ، وبحضور ناطر الكرسي البطريركي مار بولس ايشي ، ومار اسحق حنانيشوع اسقف شمدين ، ومار ايليا ابونا اسقف وان ، ومار زيا سركيس اسقف اورميا . وبعد ارتسامته القى كلمة بليغة نالت استحسان الحاضرين ، وقوطعت مرارا بالتصفيق ، وبعد انتهاء المراسم خرج عبيا من كنيسة مار شليطا ، في موكب كبير ، والمزامير تختلط مع اصوات تغاريد النساء ، وضربات الناقوس مع اصوات البنادق ، ويردد اصداء ذلك جبلي ، كوكي والأيل . والقسيس يوسف يشق طريقه وسط الشباب بزيهم الجميل المطرز بالأوراد ، وعلى رؤوسهم الغطاء المخروطي ، الذي ينتصب فوقه ريش الطاووس والكورته."
---------
رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=699934.0رابط 2
http://www.bakhdida.com/NabilDamman/FrYousifAbia.htm