المحرر موضوع: لو عرف العراقيون انفسهم .. ؟؟؟  (زيارة 611 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حسن حاتم المذكور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 561
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لو عرف العراقيون انفسهم .. ؟؟؟

حسن حاتم المذكور
عندما قدمت لجؤً سياسياً في المالنيا ـــ  قال المحقق ـــ
" يوم كان العراق ... ما كانت اوربا ... ولو عرفتم ( من انتم ) لما طلبتم مساعدتنا ... انتم شعب مسكون بالجدل والرفض والثورة والتحرر والبناء ... مجتمع حداثي منذ فجر تاريخكم ... " ثم قال مستدركاً " وبالمناسبة , انكم شعب توسعي ... لهذا انتم مقلقون لأنظمة الجوار واسرائيل , فاتفق العالم والجوار على ان لا تنهظوا من كبوتكم , لهذا يسلطون عليكم حثالات مجتمعكم " .
" حثالات مجتمعكم " : نتذكر يوم تحالفت قوى الشر الأقليمي والدولي , واخترقت المجتمع العراقي , وجمعت حولها قوى الظلام والردة المحلية من حثالات تجار القومية والدين والطوائف والمذاهب , لمواجهة المشروع الوطني لثورة 14 / تموز / 1958, حيث تمت تصفية حكومة وقيادات وطنية, ذات نزاهة وكفاءات و ولآءات وطنية عالية , واعادت الحصان ( العراق ) الجامح المتمرد الى حضيرة التبعية والعمالة وسلطوا عليه حثالات القوميين والبعثيين والعشائريين ودفعوا به الى طريق استنزافات الحروب والحصارات والأبادات والأجتثاثات الوحشية , وعبر مراحل التسلط البعثي , انهكوا واهانوا واذلوا العراقيين بأحط وسائل التجهيل والتجويع  والأيذاء الى جانب الأنفلة والتهجير , وعندما تمت عملية رمي العراقيين في مطحنة الأحباط واليأس والأستسلام , كان احتلال عام 2003 يعد مشروعه لأكمال تمزيق وطنهم واعادة تقسيمه طائفياً وعرقياً وجغرافياً ومناطقياً , وكذلك نفسياً واخلاقياً وثقافياً , فكانت تشكيلة جديدة من الحثالات تم تصنيعها من داخل المنطقة الخضراء للسفارة الأمريكية مختومة بماركة التوافقات الأقليمية خارطة للتقسيم عبر مجلس الحكم الموقت لنظام التحاصص ودستور كان البيان الأول لمشروع الكارثة .
اجتمعت اطراف الحثالات حول طاولة التقسيم بعد ان شاركوا ـــ شهود زور ـــ في مهمة تمزيق الهوية الوطنية العراقية المشتركة واستبدلوها بثلاثة هويات طائفية عرقية , هي الأخرى ممزقة من داخلها .
ـــ  اطراف الأسلام السياسي للمكون الشيعي .
ـــ اطراف الأسلام السياسي للمكون السني .
ـــ  الحزبين القوميين الرئيسيين للمكون الكوردي .
مع العلم , ان تلك الأطراف , لا تمثل المجتمع العراقي الذي تشكل موحداً عبر تاريخه الوطني , انها بقايا حثالات تحت الطلب دائماً .
هكذا ولد اخطر مأزق عرفة تاريخ العراق , حيث تم استدراج المجتمع الى مصيدة التجزءة وقراءة الفاتحة على روح الوطنية العراقية والقبول بواقع التقسيم نهاية للعراق دولة ومجتمع ومستقبل اجيال وكانت لعبة العملية السياسية وحكومة الشراكة الأدوات المحلية لأكمال ذلك المشروع الكريه دولياً واقليمياً هكذا تم تطبيع العراقيين على قبول واقع التقسيم على ثلاثة كيانات ملغومة بالأحقاد والكراهية وشهوة الوقيعة , تتنازع وتتصارع حول السلطة والثروات وحدود وهمية متنازع عليها, كل تتقوى بأمتدادها الطائفي القومي والأقليمي والدولي متجاوزة الخطوط الحمراء للتبعية والعمالة, حيث مخطط اختفاء العراق ومعه الكيانات التي يحلم البعض تشكيلها امارات على انقاضه بعد عملية ابتلاع سهلة الهظم من قبل دول الجوار المتنازعة على جغرافيته وثرواته ومساومة لحصول القطب الأوحد على حصة الأسد منه .
ان يعرف العراقيون ـــ من هـم ـــ تلك نقطة البداية لأسترجاع الوطنية العراقية .. ثم اغتسالهم من الأوحال الفكرية والأيديولوجية للطائفين والقوميين , وازالة الحثالات المنتفخة بالأورام الموروثة عن النظام البعثي البغيض, تلك التي تتصدر الآن اخطر مؤسسات الدولة والمجتمع واغلب مفاصل الأجهزة الأمنية والأستخباراتية والدوائر الخدمية ... بعدها يسترجعون ذاتهم مجتمعاً وطنياً قادراً على ان يتفهم حقيقته .
بعد عام 2003 مباشرة, تحسس العراقيون ماهيتهم وتفجر فيهم عطش قديم للنهوض والتحرر والبناء عبر اغناء تجربتهم الديمقراطية الفتية , ورغم مخاطر الأرهاب وتفجير البهائم المفخخة وسقوط القذائف على رؤوسهم , شاركوا بأكثر من 80 % في الأنتخابات الأولى والتي لحقتها, واكثر منه في الأستفتاء على الدستور , كانوا جاهزون نفسياً وروحياً وفكرياً وارادياً لأعادة تشكيل دولتهم المدنية وحماية واعادة بناء وطنهم ومجتمعهم , منهمكون في رسم حاضرهم الديمقراطي وخارطة طريق مستقبل اجيالهم , ولم يعلموا او يتوقعوا , ان حثالاتهم مجمعون بذات الوقت حول طاولة المندوب السامي الأمريكي بول بريمر للتقسيم والتحاصص واعادة تمزيق وافتراس المتبقي من هويتهم العراقية المشتركة, ثلاثة هويات هامشية طائفية عرقية مرتهنة بأرادات ومصالح الأطراف الأقليمية والدولية , تسعة اعوام استطاعت حثالات المرحلة من اجهاض وتدمير ارادة العراقيين في التحرر والبناء .
دول الجوار دون استثناء, ومن خلفهم منظومة المصالح والأطماع الدولية, مختلفون متضادون حول كل شيء , لكنهم متفقون على ان يبقى العراق ضعيفاً منهكاً مخترقاً مثقوب السيادة, تكون جغرافيته وثرواته في متناول اطماعهم , انه الخوف التاريخي من ان يضمد العراق ذاته ويستعيد هويته ويمتلك ارادته ليرفع اصبعه بوجه الأطماع والمشاريع الخارجية .
ان يعرف العراقيون ــ من هـم ــ حينها ستكون حثالاتهم نفايات على قارعة طريقهم للتحرر والديمقراطية والبناء , وتصبح حدودهم الجغرافية والمجتمعية مغلقة بوجه الأختراقات والأيادي التي تحاول هتك سيادتهم الوطنية , قادرون على قلع جذور طوابير التبعية والعمالة , انه العراق عائداً الى ذاته , والعراقيون عندما يستعيدوا حقيقتهم المغيبة .
ـــ متى سيعرف العراقيون  ( من هـم ) ...؟؟؟ لينتخبوا وطناً بلا حثالات .. ؟؟؟ .
26 / 11 / 2013