المحرر موضوع: في 23/12 من كل عام: قتلوكم، ليس لأنكم مذنبون،بل لأنهم مجرمون!  (زيارة 1674 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كمال يلدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

في 23/12 من كل عام: قتلوكم، ليس لأنكم مذنبون،بل لأنهم مجرمون!



الشهيدة نادية كوركيس من الجامعة التكنولوجية

   " تتعاقب السنين، وتتكرر الذكريات والأحداث في كل عام، ونوجه انظارنا نحو الباب، وحتى مسامعنا، أملا بشئ قادم ملازما لرفيف الهواء، علله أو عللها تطرق الباب، ولي يقين بأنهم لن  يضيّعوا العنوان، مالم يكونوا حقا، قد غيبتهم قوى الظلام، قوى التخلف  وقوى العداء للأنسان والحرية، عند ذاك سيكون انتظارنا بلا فائدة، وعلينا البحث عنهم في الأعالي، بين النجوم، فوق مساحة كبيرة جدا تسمى في الجغرافيا المعاصرة، ســــماء العراق!"

ربما تكون هذه واحدة من هواجس عوائل الشهداء الذين ازهقت ارواحهم قوى الظلام والدكتاتورية يوم 23/12/1982 كما ذكرت تقارير الأمن العامة والمخابرات، وكما نشرت في موقع الحزب الشيوعي العراقي في تموز 2003.
تعود بنا الأيام الى اواخر عام 2002 حينما اعلن نظام صدام المقبور عن افراغ السجون وأطلاق سراح جميع المساجين، يومها ، حبسنا انفاسنا وأنتظرنا بصبر ثقيل، ان يكون من بين من يشملهم هذا القرار، رفاقنا او زملائنا الذين غيبتهم اجهزة المخابرات سيئة الصيت، انتظرنا طويلا، ولم نلق احدا منهم، وقلنا ان النظام يتحفظ عليهم في سجونه السرية، وهكذا عدنا مرة اخرى الى لعبة الأنتظار المتعبة، ودخل الأمريكان، وسقطت المدن، وقلنا انهم سيكشفون سجونه السرية، وأنتظرنا ، وطال الأنتظار، وسقطت بغداد ، وقلنا سيظهرون امام كاميرات العالم ، اليوم او غدا وسيتحدثون لنا عن بطش النظام الدكتاتوري وأجهزته الأجراميىة، انتظرنا وأنتظرنا ولم نسمع ، لا عن سجون سرية ولا عن رفيقاتنا او رفاقنا الذين لم يروا الضوء منذ سنين، نعم لم نسمع شيئا حتى خرجت للعلن عبر موقع الحزب الشوعي أولى قوائم الشهدا في تموز 2003، لتقتل اي حلم او امنية عنهم، كانت الحقيقة مدمرة وأقوى من الخيال. لقد اصبحوا شهداء ، ومنهم من عرف قبره ومنهم من ظل غير معروف. الا ان حقيقة واحدة لم  ولن افهمها، وهي عن اليد التي شاركت في القتل. نعم قد يقولون انهم كانوا ينفذوا الأوامر، نعم نعم ، لكن النظام سقط منذ عشر سنوات ، فمتى ستصحوا هذه الضمائر (التعسة) والتعبانة لتظهر للخلق وتكشف المستور، متى يا وطن ، متى يا عراق؟
اعرف بعض الشهداء  حق المعرفة، وأجهل الأكثرية، رغم اني التقي معهم في المبدأ  والشعار الذي ناضلوا من اجله. اما في هذا الزمن التعس الذي يعيشه الوطن، فيعمد البعض الى المساومة بين تضحيات الشهداء والراتب التقاعدي او قطعة الأرض، وأنا اقول "تعسا " لكم ايها المرائون السذج، ان احدا من الشهداء لم يساوم على مبدئه مع سفلة النظام البائد، وقبل بالشهادة امام  حزمة الوعود التي تنقصها الكرامة، كيف تعتقدون ان راتبا تقاعديا حقيرا وقطعة ارض بائسة كانت ستكون مرضاة للشهيد! هل ناضل الشهيد من اجل مساوات البصل بفاكهة الشلغم؟؟؟ ام انه ناضل وصمد وأستبسل وأستشهد من اجل " وطن حر وشعب سعيد"! هذه هي الحقيقة احبتيي  ودونها زيف ورياء. اما "تجار" الحكم الجديد،  من الذين يبيحون المساومة،  فنقول لهم، اتركوا شهدائنا وشأنهم،  و "طز" براتبكم التقاعدي وأرضكم البور، هؤلاء الشهداء انتصروا لقضية شعب وليس لقضية شلة من الحرامية والمزورين وتجار الدين اصحاب العمامات الخائبة.
نعم، اننا فخورين بشهدائنا الفقراء، ولا نريد رواتبا او اموالا حرام، اما ان كنتم اشراف حقا، فأعملوا بما استشهدت من اجله هذه الكوكبة البطلة، وبس!

تحية لكم احبتي، رفيقاتي ورفاقي الغاليين، فريال عباس السامرائي، انتصار الآلوسي، عبد حبيب، نادية كوركيس، خالد وتماضر يوسف، لطيف فاخر، سعد فاضل الدليمي، ابو عزيز ، منير والكثيرين غيرهم، من الذين احببناهم وأحببنا عوائلهم، ونقول لهم لا تحزنوا على شهادتهم، نعم انها خسارة لكم وللوطن، لكنهم دافعوا عن الفكرة الشريفة ، رغم ان  الأرذال والعملاء والسراق والمزورين حاولوا تجيير شهاداتهم لهم، لكن وكما يقول المثل:" حينما يسقط الأسد، ترقص على جثته الكلاب، لكن الأسد يبقى اسدا ، والكلب يبقى كلبا" .
محبتي لكم ايتها العوائل الشريفة، ايتها العوائل النظيفة، ايتها العوائل التي لم ترضى ان تتاجر بدماء شهدائها كما يفعل بعض الرخيصين. كنت اتمنى دائما، وسأبقى امد يدي لكم بالمحبة والوفاء والصدق. انتم وأبنائكم لبنة العراق الشريفة والحرة، اما هؤلاء ، فهم سفلة كما قال عنهم الرائع النواب.

و أود ان اذكر مقولة جميلة  للكاتب البريطاني اج جي ويلز: "الوطنية الحقيقية هي في الحفاظ على الروح الأنسانية".
عزائي لكم ايتها العوائل الصبورة المباركة، بأن بنتاتكم وأبنائكم الغالين لم يضحوا بأرواحهم من اجل راتب تقاعدي او قطعة ارض، او حتى يحكم العراق نفر من الحرامية والمزورين العملاء، ابدا. لقد استشهدوا من اجل قضية انسانية لكل الشعب العراقي، ولهذا يحتفل بهم الكل، ويتنكر لهم هذا النفر الضال. وأعلم جيدا بأن ارواحهم الطاهرة لن تستريح حتى تتحقق امانيهم الأنسانية النبيلة في " وطن حر وشعب سعيد" .
عزائي لرفيقاتي ورفاقي الغاليين.

كمال يلدو
كانون اول 2013




خالد يوسف متي ومنعم ثاني


صورة تجمع الشهيدتان فريال السامرائي وانتصار الآلوسي مع كاتب المقال 197


عبد حبيب 2


لطيف فاخر صورة الشهيد من بغداد الجديدة


غير متصل طلعت ميشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 237
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
صديقي العزيز الشهم كمال يلدو ...
تحية العيد لك ولكل إنسان طيب يحس بالآخرين حوله ويتألم لآلامهم وينزف معهم حتى ولو بعد حين، فالحياة بالنسبة للجيدين من الناس هي مشاركة وجدانية مع كل الكائنات التي تحيط بنا.
للأسف الشديد أن أغلبنا له نفس التجربة في فقدان بعض الأحبة والأصدقاء والأقارب أو أهل البيت. وهي غصة ولوعة ستُلازمنا وتعيش وتتنفس من خلالِنا إلى أن نلفظ الرمق الأخير. وجميلٌ جداً في أي إنسان أن لا ينسى من فقدهم من ناس لسببٍ أو لآخر، وقد قالوا قديماً "تعددت الأسبابُ والموتُ واحدٌ".
أحياناً أفكر : لو أن الوطن العراقي إستطاع أن يُحافظ على كل أولاده وبناتهِ ويقيهم من الموت والتلف والهجرة والتشرد ... فما كانت ستكون صورة ذلك الوطن اليوم ، وأين كان سيكون ترتيبه بين دول العالم المتحضر !!؟. والسؤال مطروح للأذكياء فقط ، وليس للعقول التي تتقلص كلما كبر حجم العمامة فوق رؤوسها الخاوية.
المجد للإنسان ولا أحد غيره .
طلعت ميشو.

غير متصل كمال يلدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شكرا لك صديقي الغالي طلعت ميشو، وعيد سعيد وعام جديد حافل بالنجاح والصحة لك.نعم لكل منا احبة فقدناهم، وربما يكون في حالتي أبي وأمي الغاليين ، لكن والحق اقول لك، لم اكتب عنهم مثلما اكتب بلوعة عن زملائي في الكلية او منطقة بغداد الجديدة، فما ذنب هؤلاء الشباب (20-21-22) سنة ان يسقيهم النظام من كأس الموت، لا لشئ الا لأنهم لم ينتموا لحزب البعث او خالفوا صدام بآرائه...هل يستحقون الموت وبأي اعراف هذه؟ نعم اتذكرهم بمرارة، وأتذكر عوائلهم النبيلة الذين كانوا يستقبلوننا بالمحبة كلما دلفنا دورهم  او التقيناهم في النشاطات. كيف يمكن للعشرة ان تذهب هباء؟ نعم ، نحن جيل قد (غـّزر) بنا الخبز والملح والمحبة والألفة، ونضربها مثلا للكل . لم تفرقنا الأديان او الطوائف. كانت الدكتاتورية  والفكر الأقصائي الأنتهازي، وكتبة التقارير، هي وحدها الحدود الفاصلة بيننا. لقد رحل زملائنا ونتذكرهم بالخير دائما، ورحل النظام  الدكتاتوري وتتذكره الناس باللعنات. وجوابا على سؤالك، ان رحيلهم كان خسارة للوطن، نعم، ولو لم يرحلوا ، او ان يهاجر رفاقهم، لما جائتنا هذه العصابات وحكمتنا اليوم، لما اصبح مسؤلينا من كبار المرتشين والفاسدين ومزوري الشهادات. دقق في كلامي وستجده معقولا. محبتي لك ولعينكاوة التي تمنحنا هذه المساحة الحلوة للتواصل