بمجرد التفكير بقضية شعبنا ومستقبله المجهول نشعر بالقلق والتشاؤم من خفايا ومفاجئات الايام القادمة، كوننا شعب على حافة الانقراض من موطنه الاصلي بسبب الظروف الامنية السيئة وانعدام القانون والاحتكام بمبدأ الاكثرية والاقلية اضافة الى بروز تيارات دينية متشددة تكفر المقابل وتحلل دمائه، وكون المسيحيين من غير دينهم وبلا قوة مسلحة فان تهجيرهم وازاحتهم من الخارطة الجغرافية والسياسية وهضمهم يعد من الامور السهلة واليسيرة دون خوف او محاسبة او حتى تردد.
بعد كل ما حصل ويحصل للمسيحيين العراقيين من مآسي ومحن وتهميش يلاحظ ان قادته السياسيين وبعض المرتزقة الذين يقتاتون على فتات سلاطين العصر الجديد وغيرهم من ذيول الاحزاب الاخرى مصرين على تغليب مصالحهم الشخصية على مصلحة الشعب او بالاحرى مصممين على الحصول على كرسي مهتريء في البرلمان او مقعد وزاري والاحتفاظ به باي ثمن كان ( وكلنا نعرف ان الثمن باهظ جدا، حيث ان الثمن هو الاف العوائل المشردة والاف اليتامى ومئات الارامل وتهجير جماعي وهضم للحقوق وتهميش وتحقير لابناء شعبنا كافة دون تمييز )، وخير دليل على صحة قولنا هو الاشتراك في انتخابات مجلس النواب العراقي لعام 2014 بثلاثة عشر قائمة! فقط!.
ان التنافس بهذا العدد الكثير من القوائم على خمسة مقاعد ان دل على شيء، فانما يدل حسب اعتقادي، ان القضية القومية قد فنيت وان مصلحة شعبنا وارواح ابنائه ليست باهم من المناصب الكارتونية وامتيازاتها، والا لماذا كل هذه القوائم للتنافس، الذي لا يكون شريفا في الكثير من الاحيان، على خمسة مقاعد متعارضة بين نفسها!؟، وهل برأي اصحاب! هذه القوائم ان اعدادنا القليلة المتبقية حسب كل التقارير تسمح لنا بالاشتراك بهذا العدد الكبير من القوائم للتنافس على هذه المقاعد؟ وهل ان هذا العدد الكبير من القوائم يدعم بقاء شعبنا في الوطن ويضمن له تحقيق مطاليبه الان ومستقبلا؟. هذه الاسئلة واخرى كثيرة غيرها كان على رؤساء القوائم ( عفوا اقصد اصحاب القوائم ) طرحها على انفسهم قبل اقحام شعبنا في مغامرة خاسرة يدفع ثمنها ابنائه ويجني ثمارها الانتهازيين والمرتزقة وغيرهم من خدام السلاطين.
خوفنا ليس من القائمة التي ستفوز ومن الذي سيريح مؤخرته الثمينة على كرسي البرلمان ومن الذي سيعلن نفسه وصيا على هذا الشعب ومن هو ذاك العبقري الذي سيجمع من حوله الاذاعات والقنوات الفضائية ليتحدث باسمنا جميعا ( كونه حسب هذيانه ممثلنا الشرعي والوحيد! )، بل خوفنا يكمن في ان تستغل مقاعد الكوتا المخصصة لشعبنا من قبل الجهات الكبيرة والمتنفذة، وهذا امر مؤكد ( فبدلا من الفوز بمقعد برلماني بعشرات الالاف من الاصوات يمكن الفوز بمقعد برلماني بالاف قليلة من الاصوات من خلال شراء الكوتا !!! المخصصة للمسيحيين )، وبذلك تموت اصواتنا ولن يكون هناك من ممثل حقيقي لشعبنا ( مع احترامي لكل النواب المحترمين منذ تأسيس البرلمان لحد يومنا هذا، لكننا كنا بلا ممثل حقيقي!، لان تمثلينا كان عبر اجساد وشخصيات ميتة الضمير )، بل يكون هناك نواب مسيحيين تابعين لكتل اخرى، لان النواب المسيحيين في هذه الحالة يكونون مسيحيين اسما ويمثلون الكلدان السريان الاشوريين ظاهرا اما باطنا وحقيقة لن يكونوا سوى تابعين لكتل اكبر دون ادنى اكتراث لمصير شعبنا ومستقبله المظلم.
عدم قدرة قوائمنا على التوحد يدل على موت الشعور القومي ويوضح لنا كشعب ان الكوتا المخصصة لشعبنا اصبحت وسيلة لتحقيق مآرب وامنيات ومصالح شخصية بعيدة كل البعد على الهم القومي ومعاناة شعبنا المغلوب على امره، وما زاد الطين بلة هو عدم الاكتفاء بما هو موجود من قوائم بل ولادة قوائم اخرى وبعضها مع الاسف، كما ينشر في الاعلام، مشبوهة بتبعيتها لجهات اخرى كانت سببا في هجرة شعبنا من العراق وعدم حمايته كما هو مفترض! ( لا اقصد ابدا ان القوائم الجديدة كلها مشبوهة بتبعيتها، لكن وضعية شعبنا وعدده القليل المتبقي في الوطن لا يستوعب كل هذه القوائم، لكن رغم ذلك من الرائع، وبل ونتمنى، ان يدخل الساحة اناس مخلصين لقضيتهم مستعدين للعمل باخلاص للاصوات التي منحت لهم ووثقت بهم ).
همسة: لتخليص ابناء شعبنا من حيرتهم في التصويت، ومن هو المرشح الانقى والانظف والافضل والاجمل ...... لماذا لا يتفق اصحاب قوائمنا القومية على جمع ايام السنوات الاربعة ( اي مدة الدورة البرلمانية ) وتقسيمها على عدد المرشحين لينال عضوية البرلمان كل المرشحين من قوائمنا القومية لمدة من الزمن وبذلك فان كل القوائم تضمن لنفسها فرحة الفوز وفي نفس الوقت يرتاح شعبنا من حيرة التصويت وعنائه!.
مجرد اقتراح اتمنى اخذه بنظر الاعتبار ودراسته اذا امكن.
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com