المحرر موضوع: أفكار وتأملات وآهات في ذكرى إستشهاد عبدألكريم قاسم رحمه ألله  (زيارة 807 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل طعمة ألسعدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 98
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أفكار وتأملات وآهات في ذكرى إستشهاد عبدألكريم قاسم رحمه ألله
طعمة ألسعدي 10 02 2014
www.t-alsaadi.co.uk

أحبك لنزاهتك وشرفك وعدم طائفيتك ، و لما فعلت أثناء أيام حكمك يا عبدألكريم ، وذلك رغم عتبي عليك بل لومي لك  بسبب قتل أفراد ألعائلة ألملكية من قبل جند لم يأتمروا بأمرك ، لكنّك لم تعاقبهم يا عبدألكريم . كان ألأجدى بك أن تعاقب ألقتلة أشد ألعقاب لأنّ هؤلاء ألقتلة من جند بقيادة ضابط أهوج هو ألنقيب عبدألستار سبع ألعبوسي ألذي لم يكن من تنظيم الضباط الأحرار على الأرجح وهم رافعين لرايات بيضاء رغبة في الإستسلام وترك البلاد ، أسس هؤلاء ألجند ألمجرمون ألقتلة لحمّام ألدم ألذي أدى إلى قتلك يا عبدألكريم ، وصرنا نغرق فيه كل يوم ، وكأنّ كل قطرة تسال تنادي بصوت عال : فيصل ، فيصل ، فيصل ، ثأرا" للملك ألمحبوب ألشاب ألصغير ألذي لم يرتكب إثما" ولم يسحق نبتا" ولم يخدش شجرة طهرا" ونبلا" ورقّة" من قلب لا يمتلئ إلأ بالمحبة وألأمل ألمقرون بالعمل من أجل بناء عراق كان يطمح أن يفاخر به ألدول وألملل ، شهيد 14 تموز هو وكل أفراد عائلته . هل لي أن أعتذر من روحك ألطاهرة يا جلالة ألملك ألشهيد ، ومن وأرواح عائلتك ألتي قتلها ألضابط ألمعتوه ألغير منضبط بعد أن رفعت راية ألسلام وألإستسلام . قُتلت ألشهامة وألنبل وسمو ألأخلاق وألمروءة بقتلك يا فيصل رحمك ألله وعائلتك وأسكنكم فسيح جناته في نعيم خالد ، وأسكن قاتليكم قعر جهنّم وبئس ألمصير.
أعود إليك يا عبدألكريم ، فأنت تربيت في كنف ألملكية وتعلمت منها ألصدق وألأمانة وحب ألشعب وألعمل ألدؤوب من أجل بناء وطن حر وشعب سعيد كما كان ولا زال ألشيوعيّون يتمنّون وإتخذوا ذلك شعارا" لهم. حدث ما حدث في ألرابع عشر من تمّوز ، ونحن ألذين عايشنا ذلك أليوم ألذي إختلطت فيه ألمشاعر بين ألتخلّص من ظلم مزعوم مقارنة بما جاء بعده ، وقلب مكلوم بسبب قتل ألشهيد فيصل وأهله حيث غلّفت غيمة حزن سوداء ألأرض وألسماء بقتل جميع أفراد ألعائلة ألمالكة قتلة جبن ونذالة دون ذنب أو سبب ، نحن نشعر أنّ ألحل ألأمثل كان إبقاء ألملكية مصونة غير مسؤولة كما نص عليه ألدستور ألملكي وإبقائها رمزا" لوحدة ألعراق ونبراسا" لتقدمه وبناء ألدولة ألديمقراطية ألحديثة. كأني بغيمة سوداء غطّت ألسماء رغم شمس تموز ، وبكاء عمّ في معظم ألديار حزنا" على فيصل وأهله (أولاد فاطمة ألزهراء كما كان يقول أهلنا ألذين كانوا مظلومين أكثر من غيرهم ، إن كان هنالك ظلم من العائلة ألمالكة نفسها ) ، وفي جانب آخر أوباش جهلة يتراقصون بعفوية على عرس ألدماء ألآتي ألذي إستمرّ منذ ما يقارب ألستة وخمسين عاما" ، ولم يزل ولن يزول حتى يعود ألعراقيّون إلى رشدهم وخصوصا" أولئك ألذين باعوا شرفهم وأصبحوا سماسرة عهر وإرهاب للأجانب عربا" وأتراكا" وغيرهم . رقص ألجهلة في ألرابع عشر من تموز وبكى ذوي ألحلم وألعلم ، فالسيف ليس دواء  أو علاج لداء ظهر في بعض أجهزة ألمملكة ، بل ألإصلاح وإزالة ألظلم بالكفاح ألسلمي ألمتحضّر  . وما حصل من ظلم في ألعهد ألملكي تضاعف مئات بل آلاف المرّات من بعده منذ أليوم ألأول للإنقلاب حيث كانت فاتحة ألظلم قتل ألعائلة ألمالكة بغدر ونذالة وجبن ، ولا زال ألظلم وألقتل يتكاثر فينا تكاثر خلايا ألسرطان في ألجسد !
كان ألعراقيّون في ألعهد ألملكي وبعده بقليل ذوي عزة وإعتداد بالنفس وكرامة ، ومن أسس هذه ألعزة وألإعتداد بالنفسى لدى معظم  موظفي ألدولة (وليس جميعهم بالطبع) رفض ألرشوة ، وألأمانة وألإخلاص في ألواجب ، وعدم سرقة مال ألدولة أو أبناء ألشعب ، وعدم عمالة ألسياسيين للأجانب وألتحوّل إلى عبيد أذلاء لهم مقابل أموال ألخيانة  وبيع شرفهم ، فجعلوا أنفسهم مثل ألمومسات أللاتي يبعن شرفهنّ لكل من يدفع ألثمن ، ومن ألعجب ألذي لا نقاش فيه أنّ تلك ألمومسات أشرف من هؤلاء ألساسة ألخونة ، لأن ألمومس تدنس شرفها ، لكنّ هؤلاء يغدرون بأمة بكاملها ووطن يئن من بلاوي ألحقها به أبناؤه من أولاد ألحرام وسقط ألمتاع.  كانت محاولة ألرشوة تعتبر إهانة للموظف ألشريف إبن ألعائلة ألمحترمة ويرد على من يحاول رشوته بعنف وقسوة لأنهاتمس بشرفه وكرامته ، وكانت ممارستها مكروهة كما تكره ألدعارة ، لكنها أصبحت أليوم من مستلزمات ألحكم وألتقوى وألطهارة ، يمارسها ألإسلاميّون أكثر من ألشيوعيين ألملحدين ، ويالها من مفارقة تضحك ألجنين في بطن أمّه ، ويقهقه لها ألرقيب بملء شدقيه وفمّه!!
ولبيان بعض مزايا ألعهد ألملكي ألذي تربى بكنفه ألشهيد ألمرحوم عبدألكريم قاسم وأمانة حكامه ألملوك أذكر ما قرأته يوما" قبل بضع سنوات من مقال كتبه هاشم العقابي عن نزاهة ألملوك ألعراقيين في ألقرن ألماضي ، قال :
مثل غيري وقفت مشدوها أمام ما نشرته “العالم” حول مرتبات ومخصصات أكبر عشرة موظفين في العراق، بدءا من رئيس الجمهورية الى رئيس مجلس القضاء. أردت أن أكتب شيئا فخفت من أن اتهم بالحسد او تأتيني نصيحة من “فايخ” تنذرني بالموت استنادا لـ “من راقب الناس مات هما”.
وبقصد مني أو بدونه، بحوشت في تاريخ رواتب حكام العراق، فوقعت بيدي وثيقة تكشف عن رواتب الاسرة المالكة ، وملخصها الآتي:
الملكة: 476 روبية.
أبناء الملك: 180 روبية.
الطباخ: 250 روبية
رئيس الاسطبل: 200 روبية.
كانت الروبية تعادل 75 فلسا.
ولما حل الدينار محل الروبية، أصبحت الرواتب:
28 دينارا راتب الملكة.
9 دنانير راتب الأمير غازي.
10 دنانير و950 فلسا راتب شهري لكلا الاميرتين.
وفي تفاصيل الصرفيات على العائلة المالكة وجدت ان وزارة المالية رفضت الصرف على ولي العهد (الامير غازي) عندما كان يدرس في لندن وقالت انها مسؤولة عن مصاريف تدريسه فقط.
ومن غرائب ما قرأته ان وزارة ناجي السويدي رفضت الصرف على علاج الملك خارج العراق في العام 1929، وقالت في حينها بان مخصصات الملك كافية لعلاجه من جيبه الخاص.
ثم قرأت حديثا لمحمد شفيق العاني رئيس محكمة التمييز ومسؤول شؤون الأوقاف في فترة وزارة نوري السعيد، قال فيه ان الأخير طلب منه ان يدبر له مبلغ مئة دينار لأن الملك غازي سيسافر الى الموصل ليوزعها على الفقراء عند وصوله اليها، لكنه اعتذر له عن عدم قدرته على اجابة طلبه. وان الملك فيصل كان يطلب سلفة عندما يسافر ويسددها بأقساط شهرية.
واغرب الغرائب ان المصدر الذي كشف عن كل ذلك وأكثر، هو مجلة “دار السلام” التي كانت تصدر بلندن في عددها 154 في آب 2002، ويرأس تحريرها السيد اياد السامرائي، رئيس مجلس النواب، الذي لو اطلعتم على الجدول الذي نشرته جريدة “العالم” ستجدون ان راتبه نحو 700 الف دولار سنويا ويرفض الكشف عن مخصصاته ومصالحه المالية.

هكذا كان ألملوك يا عبد ألكريم ، فهل إستحق هؤلاء ألقتل أم ألتكريم ؟
ألجواب واضح . لم تعاقب من قتلوا ألعائلة ألمالكة فقتلوك ، وقتلوا مئات ألآلاف من أبناء ألشعب ولا زالوا يقتلون ، وبمختلف ألذرائع وألحجج يتسترون. إنهم هم ، نفسهم بأردية مختلفة وشعارات زائفة وحجج نتنة جائفة ، لا يشبع غلهم دمّ ولا تردعهم نخوة أو حرمة أو صلة دم أو رحم. همج ألخلق ، ورعاع ألباطل وألضياع ،  وأولاد حرام لا يعرفونّ ربّا ولا يعرفون طريق رشاد لهم دربا".
ليتك تحيا من جديد يا نصير ألفقراء لترى بنفسك أنّ فقرائك ولّدوا أللصوص وسوق مريدي وألحواسم ، ولم يتخذوا عبرة ودرسا" من عفتك وزهدك بالمال وألدنيا وألغنائم ، بل أصبحوا نقمة ووباء" وملة فاسدة تحتاج إلى أجيال لإعادتها إلى طريق ألرشاد وألفضائل وألمكارم. ملّة تبكي على ألحسين ليلا" وتسرق وترتشي وتخادع وتفسد نهارا" ، ولو بعث ألحسين وحكم بعدله وتقواه ونزاهته إرثا" عن أبيه ، لتحوّل كل فرد منها إلى أسوأ من ألشمر نذالة" وخسة" ولنضح كل إناء منها بما فيه.
رحم الله فيصلا" وذويه ، ونسأل ألله أن يعفنا ممّا لم تقترفه أيدينا ، ولم يكن لنا حياله لا حول ولا قوة ، ونسأله أن يعاقب من ظلم وأجرم ، ويجزي بالخير كل عفيف شريف على ندرته في هذا الزمن ألردئ.
طعمة ألسعدي