المحرر موضوع: الشيخ الحكيم !  (زيارة 509 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
الشيخ الحكيم !
« في: 01:23 23/02/2014 »
الكلام المباح (61)
الشيخ الحكيم !
يوسف أبو الفوز
الاوضاع في بلادنا ، الامنية والسياسية ، مستمرة في التعقيد . الحراك الشعبي أيضا مستمر ومنه ما يتعلق بقانون التقاعد الموحد الجديد والمادة 37 التي سببت غضب الناس، حيث انطلقت تظاهرات كبيرة في عشر محافظات  تطالب بإلغاء المادة المخصصة لتقاعد وامتيازات النواب والرئاسات الثلاث وكبار المسؤولين في الدولة .
عاد جليل من مساهمته في تظاهرة ساحة الفردوس، وفورا ومن كومبيوتره المحمول عرض لنا صورا للتظاهرة. كان صديقي الصدوق ابو سكينة يتابع الصور بشغف، وعيناه تلمعان اعجابا برؤية حماس الشباب المتظاهرين مذكرين أياه بحماس أيام شبابه، لكن صوته علا فجأة بسؤال حيرنا :" ما أسوا ما يمكن ان يحمله الانسان من صفات؟ "
تبادلنا النظرات. وتعددت اجوبتنا وتقاطعت ، فمد ساقه ومط رقبته وقال : (يحكى ان ملكا جبارا يعرف كل الحكم والحكايات ولكنه عجز عن معرفة جواب هذا السؤال، فالجواب يقوده لفتح الابواب المغلقة في  القصر المسحور. وبلغ الملك ان حكيما بلغ من العمر ثلاث مئة سنة يملك الجواب لكنه يسكن الصحراء البعيدة . اصطفى الملك حراسا واجتاز الفيافي والقفار حتى بلغه يحمل له سؤاله . ضحك الشيخ الحكيم وقال: "ان الجواب بسيط جدا ولكن له ثمنه لان بمعرفتك اياه ستكون ملك الملوك وستملك كنوز الدنيا".
 قال الملك :"مستعد لتقديم كل شئ " فاجاب الشيخ الحكيم :" لا أريد مالا ولا قصورا ولا جواريا، اريد شيء واحد ان تذهب خلف تلك الصخرة وتقضي حاجتك، وهاتني بطرف العود بشيء من فضلاتك !"
 استغرب الملك وتعجب لكنه فعلها بسرعة، ووقف مثل تلميذ امام الشيخ الحكيم ممسكا بالعود، فطلب منه الشيخ الحكيم ان يلحس طرف العود . غضب الملك ومد يده الى سيفه : ماذا سيقول عني جنودي ووزرائي وشعبي وكتب التأريخ ؟
قال الشيخ الحكيم : سيقولون انك قمت بذلك ثمنا للحكمة واسرارها والمجد. فكر الملك قليلا ، وسمع صوتا ناعما ، ملتويا، من داخله يقول له: وماذا في ذلك، هي مجرد لطعة، فكر بالقصر المسحور وابوابه المغلقة وخلفها الكنوز والجواري التي ستملكها كلها وتجعلك ملك الملوك .  وبسرعة لطع الملك فضلاته.
 ضحك الشيخ الحكيم وقال للملك : هذا هو الجواب،  فأن ملكا جبارا غنيا مثلك وبسبب الطمع لطع فضلاته بنفسه ودون اكراه ، دون ان يفكر بعواقب ذلك، وهذا أسوا ما في الحياة !.