المحرر موضوع: الكنيسة تحتاج الى ثورة وليس اصلاحات كما ذكر غبطة مار لويس روفائيل!  (زيارة 600 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولس يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 294
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكنيسة تحتاج الى ثورة وليس اصلاحات كما ذكر غبطة مار لويس روفائيل!

بولس يونان
في 17 آذار 2014

تعقبا على مقالة لغبطة البطريرك لويس روفائيل الاول نشرها الموقع البطريركي تحت عنوان: (الاصلاحات في كنيستنا الكلدانيّة!) الرابط ادناه(1).
اعتقد ان الكنيسة لا تكفيها الاصلاحات لان بعض حلقات التسلسل الهرمي في الكنيسة قد فسدت بالكامل او ان بعضها قد استوطنت الرتبة او النشاط او اللجنة بحيث ان البعض يتصرف على اساس ان رتبته او مسؤوليته عن اللجنة الكنسية وكأنها سند ملكية خاص, فلذلك لا تنفع الاصلاحات او حتى التغير الجذري والشامل انما ثورة وهي مطلب ملح وليس امنية في كنيستنا الكلدانية ان ارادت ان تواكب العصر. ان الكنيسة هي جامعة لكل المسيحيين, فيها رعاة ورعية او قادة وقاعدة. انها مجموعة متكاملة, الكل يشترك في فعل الخلاص, ان مثل الراعي والخراف لم يعد تعريفا ينطبق على الرعية, يمكن ان نشبهها ولا يمكن ان نعتبرها كما عند بعد رجال الكهنوت الذين لا زالوا يعتقدون او يتصرفون وكأنهم الراعي والشعب هم قطيع غنم.
 من مفهوم الكنيسة الشراكة يجب ان يبدأ العمل. ان هذا التغيير لا ياتي من القاعدة ( المؤمنين) بل من الرئاسة الكنسية. لان ثورة القاعدة قد ابتدأت منذ مدة طويلة رغم ان الرئاسة لم تعرها انتباه وادت برموز هذه الثورة الى هجر الكنيسة وهي اقل الايمان.

من يهجر الكنيسة من الرعية!
هنالك ثلاثة فئات من الرعية هجروا ولا زالوا يهجرون الكنيسة , ولسلك الاكليروس يد في ذلك وذلك لاهمالهم لواجباتهم الكهنوتية وعدم وسعيهم للبحث عنهم, رغم ان المسيح قد امرهم بالبحث عن الخروف الضال: (ماذا تظنون.ان كان لانسان مئة خروف وضل واحد منها أفلا يترك التسعة والتسعين على الجبال ويذهب يطلب الضال) . مت 18: 12
1 - فئة المنقطعين.
هذه الفئة انقطعت عن الكنيسة نهائيا وليس لها اي حضور او اشتراك في اسرار الكنيسة. ان السبب فيما وصلت اليه هذه الفئة هو بصورة رئيسية الاهل والبيئة المحيطة, ثم القيمين من سلك الكهنوت. ان الذين يدخلون ضمن هذه الفئة هم قليلون.
2 - فئة الغير مبالين ( الضالين )
هذه الفئة ربما تكون مؤمنة في داخلها ولكنها قد تعتبر الحال الذي هي عليه افضل حال. وان دليل ايمانها انها لم تتنازل عن هويتها المسيحية, وفلسفتها في حالتها هذه هي انه لماذا دوخة الرأس! وهل حضور الصلوات يعني الايمان؟
ان للآباء والامهات ورجال الكهنوت دور فيما وصل اليه هؤلاء. ان اغلبية ابناء كنيستنا تدخل ضمن هذه الفئة, تلاحظ حضور واضح لهم في الاعياد وبعض المناسبات فقط .
3 - فئة المؤمنين الحريصين.
ان هذه الفئة هي حريصة ومخلصة للكنيسة. انها ترى وتلمس الانحرافات الموجودة في بنية وتكوين مسؤولي الكنيسة التي تعمل فيها, وهي مخلصة في عملها ولكنها لا تستطيع الاستمرار وذلك للمواجهة القوية من قبل بعض الكهنة وعصابتهم الفاعلة في المنطقة التي تعمل فيها, فتقرر الانسحاب لان نتيجة المواجهة حتمية وتكلفها الكثير في حالة الاستمرار بالمواجهة.

ان الفئة الوحيدة الباقية التي لم تترك الكنيسة هي فئة لا يهمها ما يحصل في الكنيسة او افعال واعمال رجال الكنيسة. انها تحضر الصلوات والقداديس ثم تقفل عائدة الى بيتها. ان فلسفتهم في هذا ان الله يرى ويحكم وهو الديان وكذلك ان الكنيسة مبنية على صخر وكل ما يحدث هو عواصف لا تستطيع ان تزيح الكنيسة. يمكن ان نعتبر هؤلاء انانيين, يسعون لخلاص انفسهم فقط.

تدْخل المؤسسة الدينية حيث تُقصِر سلطة الدولة!
ان دخول المؤسسات الدينية في مجال الخدمات نلاحظه جليا في الدول الفاشلة, فتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية للمواطن هو من واجبات الدولة وسلطتها المدنية. ان تقاعس هذه السلطات عن القيام بما هو من واجبها يفتح المجال واسعا لدخول المؤسسات الدينية وبعضها لمآرب خاصة.
فدعوة البطريرك لتوظيف املاك الكنيسة واوقافها في الخدمات الصحية والاجتماعية يدخل في باب تقاعس الدولة وهو يقصد في دعوته هذه الدول الفاشلة في محيط الشرق الاوسط وبالذات العراق. ان انشاء المستشفيات ودور العجزة والايتام والمقطوعين هي من واجب الدولة. وحسنا تفعل الكنيسة عندما تتولى امر المسيحيين حيث تعجز الدولة ولكن بشرط ان تكون هذه المؤسسات في خدمة المحتاجين وضعيفي الحال وليس كما نلاحظه في بعض المراكز الصحية والتي تتبنى اسم احد القديسين لتسميتها والتي ليس بامكان احد ان يدخلها سوى الميسورين.

من اين يبدأ الاصلاح؟
لو تمعنا النظر في المفردات الواردة في مقالة البطريرك لويس روفائيل وجمعناها في مجملها فانها تؤدي بنا الى حالة الطوباوية, كلمات تسبح في الخيال, ليس لها قاعدة حقيقية للتحرك لأن اغلبها تحمل طابع صفة مفردة. حتى الشعار الذي اتخذه البطريرك عند اختياره في هذا المنصب والمتكون من ثلاث كلمات مبهمة تدخل في خانة التأويل والتفسير المتعدد (الاصالة والوحدة والتجدد) هذه الكلمات كل منها تحتاج الى تعريف محدد وواضح لكي نتجنب التفسير والدخول في متاهات معاني الكلام وتجرنا الى جدالات لا نهاية لها.
بعض المفردات في مقالة البطريرك ليست ملموسة, كلمات تقبل التاويل ولا يمكن الانطلاق منها للوصول الى الاصلاح. امثلة لبعض الكلمات: (الاصالة , الوحدة , التجدد, الانفتاح, التأوين , الاتحاد, التركة الثقيلة, انفلات, الفوضى, مستندات موثقة,  روح الصلاة, الانضباط, فوضى طقسية, انظمة التعليم , الحوار المسكوني, البنى الكنسية, قبول الاختلاف للتلاقي والتكامل, السيدّ المطلق, خدمة ,عطاءً , تضحية, قوة , ثقة, فرح , طمأنينة و رجاء ) ان هذه الكلمات كلها تدخل ضمن عمل السلطة الكنسية وهي كلمات تقبل التأويل والتفسير وليس لها حد ملموس كما نلاحظه في حالة المعادلات الرياضية  فمثلا كلمة الانفتاح هل تعني الكشف, ام قبول الاخر كما هو, ام التنازل عن بعض الايمان , ام ايجاد مساحات عمل جديدة ومشتركة وصولا للضم ام احترام كل لما لديه ...الخ ومثلها التجدد والاتحاد الى آخر هذه الكلمات.
ان اول حقل او مجال على رئاسة الكنيسة ان تبدأ به الثورة هو السلطة الكنسية نفسها والتسلسل الهرمي فيها من ناحية مجال العمل ورفع هالة التفويض الالهي عن عمل الذين يعملون في الكهنوت اي حصر اعمال رجل الدين في مجال الوعظ والبشارة وان رسامتهم الكهنوتية لا تعطيهم التفويض المطلق والقداسة الشخصية. ان فصل الديني عن الدنيوي في عمل الاسقف او الكاهن مهم وضروري, فهل التفويض الالهي يعطي للكاهن الحق في البت في مسألة طبية او هندسية ويجادل اهل الاختصاص في صحة ما يقرره في هذه المجالات وخاصة عندما يكون المال المخصص لعمل هذه الاختصاصات بيد رجل الدين.
انا متأكد بان اغلب رجال الدين لا يعرفون حدود عملهم لعدم ترسيم حدود لمجال هذا العمل ولعدم وجود رادع عند تجاوز هذه الحدود. ان لجان الكنيسة تعمل بدون وجود نظام داخلي لعمل كل لجنة, وهذا يفتح المجال واسعا لتجاوز الحدود وان عدم وجود تعريف لبنود او حتى عدم وجود بنود تحدد صلاحيات او واجبات كل لجنة او كل عضو عامل في فضاء الكنيسة وكذلك عدم وجود اجراءات رادعة للمتجاوزين يجعل تصيد بعض رجال الدين وازلامهم وفيرا ومربحا ويغنيهم او يعفيهم عن المسألة والمحاسبة.

ترتيب داخل البيت
ان من اهم شروط عمل اي مجموعة هو الانضباط. ان هذا الانضباط يجب ان يشمل الكل وليس كما وردت في مقالة البطريرك وخص بها فئة واحدة: ( والانضباط عند الكهنة ) لأن الانضباط لا يشمل الكهنة فقط وانما كامل السلك الكهنوتي وكثير من العلمانيين الذين استوطنوا بعض الكنائس واصبحوا الرقم الصعب في وجه اي اصلاح, حتى ان بعضهم يتحكم في تحرك الكهنة في الابرشية التي يعمل فيها وبعضهم حول الاملاك والمال الكنسي لملكيتهم الخاصة.
تسيب واضح في هرمية السلك الكهنوتي وانفلات وعدم انضباط, حتى يمكن ان نقرأ من سلوك وتصرف بعض الاساقفة والكهنة بان سلطة البطريرك لا تتعدى الدائرة الضيقة المحيطة به.
فليس من المعقول ان لا يكون هنالك اي رادع لتصرف بعض الكهنة الذين يكذبون على الله من خلال كنيسته بتمرير بعض اسرار الكنيسة واعطائها مقابل بعض المال لأشخاص انتهكوا ودنسوا هذه الاسرار.
ان اقتراحي لغبطة البطريرك ان كان جادا في عمله لاصلاح هذه الفوضى وهذا الانفلات ان يبدأ ثورته او اصلاحه من الداخل, ان فشله او نجاحه في كامل مشروعه الاصلاحي يعتمد على هذه الخطورة فنجاحه يفتح او يوسع مجالات عمله نحو الاصلاح الشامل والحقيقي وفشله او عدم مقدرته على ترتيب داخل البيت يعني ان عليه ان يقبل بواقع الحال وبعدم مقدرته ومحدودية سلطته ويمد يديه عاليا ويطلب المدد من الاعالي.
ان الفوضى الحقيقية نعيشها ونلمسها في عمل وتصرف العديد من رجال سلك الاكليروس في كنيستنا وحالة التسيب الفظيع بحيث ان بعضهم نسي ربه ونسي تعهده عند رسامته واخذ طريقه نحو المال والجاه واسس امبراطوياته الخاصة.

وضع كهنة اوروبا
لنأخذ مقتطف مما ورد في مقالة غبطة البطريرك ونلاحظ انها تنطبق تماما على الكهنة الكلدان في اوروبا. حيث جاء: (هناك اولويات علينا التعامل معها بجرأة وحسم  مثل: استعادة روح الصلاة  والانضباط عند الكهنة والتأكيد على روحانيّة التكريس والتجرد والخدمة والتواضع ...  حالياً  بعض الكهنة لا يحتفلون بالقداس الا الاحد أو السبت ولا لهم  لقاء صلاة  ولا رياضات روحية ويبحثون عن المال والبرجزة، ويشككون الرعيّة بمواقفهم واحاديثهم؟؟  ).

من المعلوم ان اغلب كهنة اوروبا هم عصاة, متمردين على السلطة الكنسية وبعضهم هرب بذمم مالية سواء كبيرة اوصغيرة و لم يبرؤوا ذمتهم ازاء مطالبات الكنائس او الاديرة التي كانوا يعملون فيها . امتهنوا الكهنوت في هذه القارة مستغلين قلة الكهنة وعدم وجود رقيب لعملهم واستفادوا من ازدواجية السلطة المسؤولة عليهم, فلا هم يتبعون رئاسة كنيسة طائفتهم ولا يتبعون الرئاسة اللاتينية في البلدان المتواجدين فيها.
 يدعون تبعية الكنيسة الكلدانية من الناحية الطقسية وتبعية الرئاسة اللاتينية من الناحية الادارية ولكن واقع حالهم انهم لا يتبعون هذه ولا تلك وانما يستغلون وجود منطقة هروب لا تتبع اي من الرئاستين يعملوا عليها كما يحلو لهم. انهم على الحد, احدى ارجلهم في هذا الجانب من الحد والاخرى في الجانب الاخر ويسرون على الجانب الذي يريحهم ويدر عليهم اكثر.
ان الاصلاح في وضع اغلب كهنة اوروبا هو مستحيل لان اساسهم هش ووجودهم في هذه القارة مبني على كذب وخداع. ازاء هذه الحالة هنالك حلين لحد هذا المشكل :
- سحب اليد نهائيا عن الرعية وضمها الى الكنيسة اللاتينية.
- ايجاد بدائل او القيام بحملة تنقلات بين كهنة اوروبا وكهنة العراق.
ان كلا الحلين صعب ويحتاج الى جهد كبير ولكن احدهما لا بد منه سواء الان او بعد عدة سنوات. انني افضل الحل الثاني لوجود كهنة غيارى في الوطن, لا غبار على عملهم وصامدين. رسالتهم هي اتمام ما طلبه منهم المسيح.
ان عدم وجود كهنة افضل من هذا الرهط من المتمردين العصاة وليس كما يقول البعض ان وجود كاهن ولو كان من هذا الصنف افضل من عدم وجوده .
ان الوضع في امريكا ليس افضل من اوروبا حيث ان رئاسة الكنيسة هنالك اسست امبراطورية شبه مستقلة ان لم نقل مستقلة تماما, بالاضافة الى ايواء كل عاصي هارب !!!

مهزلة تحول الكهنة!
ان هذا العمل القبيح نلاحظه في حالة تمرد الكهنة وتحولهم بين الكنائس التي يحلو لرئاساتنا الكنسية ان يسموها الشقيقة وواقع حالهم هي كنائس عدوة ومتنافسة, بقبول كل منهم عصاة الكنيسة الاخرى وهذه تظهر جليا بين الكنيستين المشرقيتين الكلدانية والاشورية وقبول هؤلاء ساعد في تشجيع الكهنة وحتى اسقف في الفترة الاخيرة على التمرد او الهرب ومعهم ما استطاعوا حمله من ثمين.
ان هذا الفعل بقبول هؤلاء المتمردين شجع كل من يعصى رئاسته على امتهان سر الكهنوت وجعله حرفة مطروحة في سوق الكنائس فيعملوا لدى التي تدفع اكثر!!!

التركة ثقيلة
ان التركة ثقيلة كما ذكر غبطة البطريرك في مقالته واصلاح او تغيير الكل ليس بالسهل او الهَيِن ولكنه ليس بالمستحيل. فقط يحتاج لبداية ملموسة وعمل حقيقي وجاد في ترتيب ووضع نظام عمل داخلي لكل فقرة او نشاط او فعالية عاملة في الكنيسة وازالة المناطق الرمادية التي فيها الضبابية وعدم الوضوح.


 http://saint-adday.com/index.php/permalink/4801.html (1)