المحرر موضوع: السيف أمضى من القلم  (زيارة 1033 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الدكتور علي الخالدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 486
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيف أمضى من القلم
« في: 01:05 21/03/2014 »
السيف أمضى من القلم
دكتور علي الخالدي
كثيرا ما يتردد هذا المثل على أفواه الكثير من المثقفين،الذين يتخذوا من المعارضة اﻷيجابية تجاه من يعتمدالسلاح والمال قوائم لتثبيت سطوته ، ولا حيلة لهم تجاه إرهابه أو إغرائاته ،أو لخشيتهم  (ذوي الحكمة والثقافة ) بان يُمْعن في إتخاذ ما هو أعمق من الكوارث التي تُضَيع مستقبل شعوبهم ، فيلتزموا الصمت على مضض ولسان حالهم يقول السيف أمضى من القلم ، كان هذا في اﻷزمنة الغابرة. أما في عصرنا هذا ، فقد أصبح ناموس للتسلط لمصادرة حقوق اﻷنسان ، وبالتكنولوجيا الحديثة ، حيث إستُبدل السيف بكاتم الصوت ، ( ليشرف بتوقيعه على راس المثقف ) كما حصل لكامل شياع والصحفي هادي المهدي ،  أو يستبعد من الترشيح لتمثيل الشعب , إذا لم يثنيه السيف أو يغريه المال، وهكذا يتخلص قليلو الدراية والخبرة بأساليب القيادة من معارضيهم ، بقرارات معادية للديمقراطية ، بغية تحقيق مرادهم
 إن أكثر ما يثير حفيظة هؤلاء الساسة ، هو ما يفكر به الآخرون ، طالما لم يدركوا أهمية ما فكروا به ، لتفوق غطرستهم وكبرياءهم على إبداء التسامح والتواضع ، بإقامة العدل وتقبل النصيحة واﻷعتراف بالخطأ ، والتي  هي اﻷساس في توطيد دعائم مواقعهم ، ذلك ﻷن جمال تلك المباديء وسمو معانيها لا تعني شيئا مع حساب القوة والتغطرس ، فكيف عليه التنازل للآخرين وهو أولي أمرهم يفوقهم حكمتاً ودراية ببواطن اﻷمور ، ومطاليبهم لا تتماشى وما يريد تحقيقه فهي غير مستصاغة ، فإذعانهم فرض مفروض منه ، حتى تستمر رايته مرفوعة ، بجانب لمعان سيوفه ، وصهيل حناجر حامليها ، الذين يساعدوا في إدخال فكرة التحول الى مثقف رومانسي الى دواخله ليصرخ بمحبة أهل بيته ، متحولا من  لشخصية ثانية في اﻷقوال والتصرفات   
في واقعنا العراقي لن يتوقف اﻷمر عند هذا الحد بل يتعداه  الى بذل جهود جبارة , لخلق معطيات من شأنها تغييبب العقل اﻹجتماعي ومنع اﻹنسان من التفكير ، يساعده في هذا الشأن بقسط لا يستهان به ، ماكنة اﻷعلام الرسمي من فضائيات وصحف مُحتَكرة من أصحاب الشأن , الى جانب العديد من الخطب والفعاليات التي تُوََصل ﻷغلبية الناس و بتكرار ممجوج يصل لمستوى اﻹبتذال , مسببا تراجعا كبيرا في تقبل نشر الثقافة العامة واﻹبداع ، ومعرقلًا اﻹطلاع على مناهل اﻷدب والفنون الوطنية و العالمية , و بالتزامن مع تكثيف مساعي التصدي لفنون المعرفة والترفيه على مستوى الفعاليات والنشاطات , فيغيب الكتاب عن المشتري ، وعن غيرالقادرعلى إقتنائه , إلتزاما برأي غير الراغبين ، بتعدد المسارح ودور العرض و المكتبات كما شاهدناه عند التعرض على معلم الثقافية العراقية , شارع المتنبي , الذي ضيق مساحة تحرك العديد من الناس نحو القراءة , حتى بات البعض  غير قادر أو غير راغب في التفكير , ورغم ذلك لم تستطع إجراءاته تلك إيقاف حملة أنا عراقي أنا أقراء   

عشر سنوات مضت مشحونة بعوائق تُبَرمج ضد الوعي الثقافي المتكامل , والفكر المجتمعي , فخلالها شاعت قيم الخرافة واﻷسطورة في بنية المجتمع , وغاب بشكل واضح العقل في أخذ مجاله من التفكير , و وصلت الرشوة طريقها الى الفكر والى القلم ، ومال البعض الى اﻹستسلام لحد السيف بين اوساط خريجي مدارس غابت عنها الروح الوطنية ، ومزقها اﻷجتهاد في الركض وراء سراب الشبع ليصلوه , فتوقفت عجلة التنمية الثقافية بدءا من مراحلها اﻷولى وإنتهائأً بمراحلها النهائية 

إن ما يؤرق شعبنا , هو اﻹبتعاد التدريجي عن التقاليد الثقافية التي أمتاز بها شعبنا في مجال اﻷداب والفنون , وتواصل خلال العشر سنوات الماضية إنعاش الجهل وتفشيه في المجتمع . وعليه فالمثقفون والمنتقدون اﻷيجابيون مدعوون ﻹعطاء مواقعهم حقها ، بما يوازي التقديس ، و خاصة من وصل منهم اليها بجهوده ، وكما يقال بعرق جبينه . عكس أولئك الذين حصلوا عليها بطرق غير شرعية أو بالمحسوبية ,( دون الكفاءة ), فهو يبقى مُتَطَيراً عند اﻹشارة الى هفواته وإلى خروجه عن قواعد العمل , وتأخذه  العزة باﻹثم , والتعالى على الآخرين , مُتَعَندا في عدم تصحيح مواقفه ،  ﻷنه لم يتعرف بعد على ثقافة التسامح واﻷعتذار ، كما يفعل المسؤولون في بلدان عديدة وﻷبسط اﻷمور , حيث يعتذروا لشعوبهم ولمثقفيها ، ويطلبوا السماح مع الرحيل بكرامة عن مواقعهم   
إن إشهار السيوف قد بُغَيب وقتيا شجاعة من له أحقية المراقبة في المحاسبة وكشف المستتر من السلوك غير القويم للأفراد المتنفذين ، وهذا لن يدوم ما دام هناك فرصة  تغيير ديمقراطية ، تضطلع بمهام إرجاع السيوف الى غمدها ، وتحريم إستعمال كاتم الصوت ، عند ذلك فقط يختفي إستعمال تعبير السيف أمضى من القلم الذي لا يليق لألسنة مثقفي وكتاب عراقنا الحبيب المتمسك بالديقراطية النطق به


غير متصل جلال مرقس عبدوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 156
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: السيف أمضى من القلم
« رد #1 في: 09:07 21/03/2014 »
الأستاذ الدكتور علي الخالدي المحترم
تحية

لكل داء دواء ، وكل داء له مداه وفعاليته ، هناك دواء ذو مفعول سريع ربما يكون مفعوله لفترة قصيرة كبعض الحقن مثلا.. وهناك دواء مفعوله يسري ببطء لكن مدياته طويلة..

إن مفعول السيف مباشر لكن مفعوله يزول حالما يتم الإذعان له ولا يتم ذكره لاحقا،،بالمقابل ألا تظن أن سحر القلم يستمر أجيالا تلو الأجيال.؟!

خطاب خطيب الثورة الفرنسية ميرابو هز العرش الفرنسي ولا تزال عباراته تنقل بين الحين والحين..

أشعار أبو القاسم الشابي ( إذا الشعب....ألخ) توجت رموزا لإستيقاظ همم الشعوب..

أشعار الجواهري كانت وقودا لإنتفاظات عديدة..

حتى السيف نفسه وحروبه تبرزها الكلمات ، إلا أن القدر شاء أن نذوق في هذا العصر مرارة التشهير به كي تختلي الأقلام في دهاليز جهالة المسؤولين قسرا  ...

شكرا مع التحيات
                                 
جلال مرقس عبدوكا