المحرر موضوع: قيادي إخواني منشق يكشف معلومات جديدة حول مخطط الجماعة في الإمارات  (زيارة 869 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31496
    • مشاهدة الملف الشخصي
قيادي إخواني منشق يكشف معلومات جديدة حول مخطط الجماعة في الإمارات

جماعة الإخوان المسلمين خططت من أجل الاستيلاء على السلطة في الإمارات ، نظرا لأن دول الخليج كانت هدف الجماعة لجمع المال والثروة.
العرب  [نُشر في 14/04/2014، العدد: 9528، ص(13)]


جمال الحوسني قدم قرائن جديدة على ما كان يضمره التنظيم الإخواني للإمارات والخليج

عنكاوا كوم/العرب
 
أبوظبي - تمكنت الإمارات العربية المتحدة من اكتشاف تعاظم تنظيم الإخوان المسلمين الناشط في الإمارات، والذي ركز أساسا على استقطاب الشباب الإماراتي وإلحاقه بالتنظيمات السرية للإخوان عبر آليات غسل الأدمغة والمراقبة والكسب الاجتماعي والعلائقي المكثف، وذلك لإحكام السيطرة على “الضحية”. هذا ما لخصه القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين بالإمارات جمال الحوسني، الذي كان ضيفا على برنامج “إلاّ الوطن”، ليروي حكايته مع الإخوان وكيف كانت رحلته مع هذا التنظيم الذي ثبتت نواياه المبيّتة للاستيلاء على السلطة.
في ما يتعلق ببداية علاقته بالتنظيم، أشار العضو السابق في جماعة الإخوان جمال الحوسني، إلى أن علاقته بتنظيم الإخوان المسلمين كانت قد بدأت في أبو ظبي سنة 1980 عندما كان في سنته الثالثة آداب، حيث تعرف على شاب كان يسبقه بمرحلة دراسيّة في المدرسة. ومع الوقت نمت علاقتهما وتوطدت إلى درجة أن الشاب أصبح يرافق الحوسني إلى البيت بعد دوام الدراسة. وبعد فترة من الصداقة، دعا الشاب جمال الحوسني إلى بيته لمزيد توطيد العلاقة، ودخل بذلك في علاقة اجتماعية مع هذا الشخص وتطورت بينهما الثقة.

وبعد فترة بدأ الحوسني في حضور دروس دينية مع مجموعة من الشباب، ومع بعض الأشخاص الذين يتجاوزونهم في السّن. وأثناء الدروس أحس الإخواني السابق أن بعض الأشخاص كانوا بصدد التقرّب منه.

إيهام الشباب

أما عن نوعية الدعوات التي من الواضح أنها انتقائية، فقد كانت توجه إلى أشخاص محددين، وكان أغلب الحاضرين من الشباب الذي يمارسون أنشطة رياضية وترفيهية عامة. وبعد فترة قاربت السّنة، جاء شخص كبير في السن ودعا الحوسني إلى بيته، فلبّى هذا الأخير الدّعوة، وكان لقاؤهما مضيّقا (حوالي 5 أشخاص تقريبا).

”كان تنظيم الإخوان يدرك أنه منبوذ في المجتمع الإماراتي، ولذلك كان يحرص على عدم استخدام عبارة الإخوان”

كانت هذه الفترة هي فترة “التقييم”، كما تسمى في أدبيات التنظيم السري للإخوان، وهي تدخل في إطار ما يسمى بـ”الدعوة الفردية”، أي أن يكون الشّخص في التنظيم ممتلكا لقدرة على كسب ثقة الناس والتواصل الاجتماعي معهم. وثمة مجموعة أخرى تقوم بالعمل التربوي وتقوم على اللقاءات المضيّقة (تسمى الأسرة في تنظيم الإخوان)، وهي عبارة عن لقاءات مضيّقة لا يتجاوز عدد الحاضرين فيها 4 أو 5 أشخاص، يلتقون عادة في بيت أحدهم، ويُدير هذا اللقاء شخص كبير في السّن يمتلك ثقافة إسلامية عامة، ويكون مسؤولا في التنظيم ومسؤولا عن الأسرة في نفس الوقت.

اللقاءات تقوم على قراءة القرآن وتفسيره والتذكير بالعبادات وقراءة كتب من تأليف مفكرين إخوانيّين. وفي البداية يكون التركيز على الثقافة الإسلامية العامّة، مثلا نقرأ تفسير القرآن انطلاقا من كتب سيّد قطب.

وعن دهاء التنظيم في الحفاظ على سريته ونجاعة تحركه، يقول الإخوانيّ السابق، يبقى الشخص المرشح لأن يكون عضوا في الجماعة غير مدرك لكونه داخل تنظيم الإخوان إلاّ في مرحلة متقدمة، ولا يعي ذلك إلاّ عندما يكسب الثقة التامة بعد مراقبة طويلة. وحتّى مع إدراك العضو أنّه أصبح فعلا داخل التنظيم، فالمعلومة لا تكون صريحة الإعلان بالنسبة له، بل يفهمها لوحده، و”تحسّ حينها أنّك صرت واحدا منهم ولا يمكنك الرجوع”، على حدّ تعبيره.

“في تنظيم الإخوان يقدمون لنا فكرة مفادها أنّ الجماعة ذات فكر إسلامي معتدل، تحرص على نشر الخير وإصلاح الفرد والأسرة والمجتمع، وأفكارها إسلامية معتدلة لا تكفير فيها ولا تطرف”، هكذا قال جمال الحوسني عندما سُئِل عن ماهية الأشخاص والسلوكات داخل التنظيم، وأضاف “وهو ما يجعل الأشخاص المرشحين لدخول التنظيم منبهرين بهذا العالم الجديد، متوهمين بأنّه الجنة”.

غسيل الدماغ

ويواصل الحوسني حديثه عن التنظيم الإخواني وأهدافه الكبرى قائلا “إنّ تنظيم الإخوان يسعى إلى الانتشار في المجتمع وأن يكون له دور قيادي صُلبه، ولذلك يحرص على أن لا يضع لنفسه واجهة منبوذة، لأنّ الناس يستنفرون منه”، ثمّ يُضيف “كان تنظيم الإخوان يدرك أنّه تنظيم منبوذ في المجتمع الإماراتي، وهذا ما كان واضحا. ولذلك كانت عبارات التنظيم أو الإخوان غير مستخدمة”.

حسب فهم جمال الحوسني انطلاقا ممّا تلقاه من التنظيم الإخواني في أبو ظبي، فإنّ تنظيم الإخوان نشأ على يد حسن البنا في بداية القرن العشرين في ظروف معينة، وكان البنا يرى أنّ الإسلام دين شمولي شامل لكل جوانب الحياة، لأنّ الإسلام وقتها كان منحصرا فقط في المساجد، كما كان مؤسّس التنظيم يرى أنّ الإسلام يجب أن يطبق ويخرج من المساجد عبر تنظيم ما، وهذا التنظيم حسب فكره يمر بثلاث مراحل: مرحلة “التكوين” وتمتاز بالسرية التامة، ويتم فيها تأسيس نواة صلبة من حيث الكفاءات الكميّة والنّوعيّة، ثم مرحلة “العلنية والظهور” في المجتمع والبروز كتنظيم واضح، وفي مرحلة ثالثة يحصل “التمكين” وهي إعادة الخلافة الإسلامية التي تفككت في الأيام التي سبقت ظهور حين البنا، وهي إقامة دولة إسلامية على منهاج النبوّة. وهذا هو فكر الإخوان حسب تصور حسن البنّا.

“منذ بداية الاستقطاب بهدف الانضمام إلى التنظيم، لو قالوا لنا أننا سننتمي إلى تنظيم إخواني وذكروا لنا أهدافه، لاشك في أنّنا كنّا سنرفض ذلك، وهذا ينسحب على كلّ الأعضاء، حتى أولئك الّذين سيرفضون بدافع الخوف. لو تمّ إعلامنا منذ البداية لكنّا رفضنا جميعا الانضمام إلى هذا التنظيم”.


”حرص التنظيم على السرية والطاعة، يبقي العضو غير مدرك لموقعه في التنظيم إلا في مرحلة متقدمة”

وحسب تفسير الحوسني، فإنه ومنذ البداية تتم تربية الشخص على نقطتين أساسيتين: السرية والطاعة، خاصة وأن المسؤول على الأسرة يكون عادة رجلا كبيرا في السن. وإذا قضّى العضو فترة عشر سنوات مثلا، يكون قد تشبع بهذا الفكر وصار جزءا من التنظيم وصار التنظيم بدوره جزءا من حياته اليومية. العملية إذن أشبه بغسيل الدماغ، حتى يصبح الفرد متقبلا لأشياء لم يكن ليتقبّلها قبل سنوات. ويضيف الحوسني متحدثا عن البيعة داخل تنظيم الإمارات قائلا : “من دون أيّة مقدمات، تكتشف في الجلسة أنك دعيت لمبايعة أحدهم”.

وكإشارة على بلوغ المرشّح لعضويّة التنظيم مراحل متقدّمة، يتمّ تناول مصطلح المبايعة في أحد الدروس أو الكتب. حينها يكون المرشّح قد وصل إلى مرحلة الثقة بعد إخضاعه إلى فترة طويلة من التجربة، ويكون قد أثبت فعلا أنّه ملتزم ومنضبط، ولديه استعداد للسمع والطاعة والبذل. ويقول الحوسني “عندما حصل معي ذلك استنكرته، لكن لم يكن بإمكاني أن أتراجع”.

استقطاب الكفاءات في أميركا

في أميركا كان الأمر مختلفا تبعا لكبر حجم البلاد وصعوبة التنقل فيها، كان العمل يتمّ بالاعتماد على مكتب يقسم البلد إلى مناطق حسب أماكن تواجد الشباب الإماراتي من أعضاء التنظيم، وكل منطقة عليها مسؤول مُكلّف بمهمّة تربوية، مثل المحافظة على الأسر الموجودة وتنظيم برامج وأنشطة عامة. أذكر نشاطين أساسيين في أميركا، أولهما “مؤتمر رابطة الشباب المسلم العربي في أميركا” وهو مؤتمر سنوي يقام في إجازة “الكريسماس”، ويحضره ما لا يقل عن 10 آلاف شخص من كل الجنسيات الإسلامية، ومن كل الانتماءات الإسلامية، ورغم أنّ تنظيم الإخوان هو من يديره وينظّمه إلاّ أنّ الدعوات توجّه إلى علماء من تيارات إسلامية أخرى، وقد شهد المؤتمر حضور عدد الشخصيات الإسلاميّة نذكر منها على سبيل المثال “يوسف القرضاوي” و”طارق سويدان” و”صلاح أبو اسماعيل”، وهذا المؤتمر ليست له طبيعة تنظيمية، بل له بعد دعويّ وتجميعي، ويهدف إلى بث الأفكار ونشرها تبعا لعدم وجود قيود في أميركا. والثّابت أن الموجودين هناك كانوا يستفيدون من هذا اللقاء لأنّ هذا المؤتمر كان مواكبا من قبل حوالي 150 طالبا إماراتيا على الأقل، يأتون من كلّ الولايات الأميركية.

وقد تأكد من خلال الحوار مع القيادي الإخواني المنشق جمال الحوسني، أن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين يقوم منذ تأسيسه، بالنشاط والعمل في العديد من الدول العربية والغربيّة لجمع الأموال ودعم النشاط الاستقطابي خدمة “للتنظيم الأم” الموجود في مصر، أو من أجل الإستيلاء على السّلطة في الدول التي ينشط فيها. ما يؤكد ضرورة التّفطن إلى خطورة هذا التنظيم على الشّعوب.