المحرر موضوع: الحضاره الجامده  (زيارة 1134 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ذنون محمد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 155
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحضاره الجامده
« في: 18:04 22/01/2007 »

يطلق بعض المفكرون على الحضاره العربيه بالحضاره الجامده أي انها ظلت محافظه على ابجدياتها دون أي يصاحبها أي تطور او نمو معرفي ومعللين ذلك بالموقع الجغرافي أي وجود الصحاري الشاسعه التي كانت تمنع أي وسيلة اتصال مع الحضارات الاخرى الفارسيه في الشرق والرومانيه في الغرب حيث ابدعت هاتان الحضارتان في رسم المعالم الاولى لمختلف العلوم الانسانيه من خلال ابداعات عقولها وتطور الحياة الانسانيه فيها ووسائل المعرفه الاولى وازدهار الحياة المعاشيه لافرادها في تلك الامبراطوريات حيث كانت تشكلان الحقبه المشرقه للارض اما العرب في شبه الجزيره العربيه فكان الجهل يخيم على مناطقهم  الا ما ندر من المبدعين القلائل الذين ربما امتهنوا الادب وبالذات الشعر كرجاء صالح لهم وقد وصلت اشعارهم او ابداعاتهم الادبيه الينا والتي تؤكد علو كعبهم في هذا المجال من خلال ما يسمى بالمعلقات الشعريه التي اخذت حجما كبيرا من الشهره والى يومنا هذا حيث اصبح شعراءها من المدارس التي يتم الاعتماد عليها في هذا المجال  0  وكانت مكه في تلك الفتره تشكل مركزا لتجمع القبائل العربيه خصوصا القادمه الى مواسم الحج لوجود البيت العتيق فيها ولذلك شذت مكه عن الاماكن او المدن الاخرى بهذا المجال وشهدت نوعا من الابداع الفكري ناهلة علومها من القادمين او من خلال رحلات التجاره الى بلاد الشام او اليمن 0 ولكن بعد الفتوحات الاسلاميه ونتيجة للاختلاط مع الاخريين تطور البناء الفكري وازدهر نتيجة الاتصال والنهل من العلوم الانسانيه وربما كان الاسلام وما جاء به من كلمات من الله هي القرأن الكريم سببا من الاسباب التي دعت المسلمين بالتبحر بالعلوم المختلفه وخروج علم التأويل الى النور مع ما فيه من ملاحظات عديده من قبل بعض ا لمطلعين او المهتمين بهذا الشأن … وقد ظهر ذلك جليا ايام الحكم العباسي حيث شجع الامراء المسلمين على تطوير النواحي الفكريه والعقليه فأنتشرت الترجمه لنهل المعارف من مختلف  مشارب الارض وقد كان المامون الخليفه العباسي  في مقدمة هولاء الامراء الذين اغدقوا على العلماء واجزلوا لهم العطاء من باب التشجيع ونشر العلم فأصبحت علوم اليونان بين ايديهم من خلال ترجمتها الى العربيه حيث برع السريان في هذا الامر0 الذي نريد الوصول اليه هو ان الانسان ان لم يطور ذاته ويقوي القابليه العقليه له من خلال حشوها بمختلف المعارف من خلال الاطلاع او البيان او الاستنتاج يبقى في حاله من الجمود الابداعي أي ان القابليه الفكريه لديه تبقى في حدودها الضيقه مما يجعله عرضة لتيارات الجهل والظلاميه فالاتصال عامل تثقيف ذاتي ومسرح علينا دائما الركون على مقعده  . وفي التاريخ الكثير من الابداعات التي سطرت والتي نهل منها الاخرون وكانت حجر الاساس الذي قامت عليه الامم وما تشهده بعض الدول من رقي معرفي وتطور علمي هو وليد ذلك النتاج الثر من الكم المعرفي نتيجة الاتصال مع الاخريين والاخذ من علومهم وبيان ذلك على المجتمعات وقد احسست بعض الدول بهذا الاجراء وبداءت بنهل العلوم وشتى المعارف الانسانيه من خلال الترجمه وادراجها بلغة البلد حتى تكون متاحه وسهلة الاطلاع امام العامه وفي يومنا هذا اصبح الاتصال مع العلوم امرا متاحا امام الجميع لوجود وسائل الاتصال الحديث من تقنيه عاليه جعلت العالم الكبير وما فيه من ابداعات في شتى المجالات الانسانيه سهلة الاطلاع حيث بأمكان الباحث او القارى ان يطلع على العلوم المختلفه او الحديثه الابداع في لحظتها