المحرر موضوع: البخل الوطني للفنان كاظم الساهر  (زيارة 2216 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل JanaenBabel

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 12
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
البخل الوطني للفنان كاظم الساهر 
GMT 15:30:00 2005 الثلائاء 23 أغسطس
 . جرجيس كوليزادة
 
 

--------------------------------------------------------------------------------
 

في موقف وطني نابع من الشعور بالمواطنة تجاه بلده مصر، جاء في خبر لإيلاف، ان عادل إمام دعا إلى التنديد بتفجيرات شرم الشيخ وإعلان رفض الفن المصري هذه الجرائم المنافية للأديان والإنسانية، تنديد عادل إمام صدر أثناء عرض مسرحيته "بودي جارد " بمشاركة شيرين سيف النصر، حيث لم يتم إلغاء العروض حتى لا يعني ذلك انتصار الإرهاب على الفن. ويذكر ان الفنان المصري قدم في فيلمه الأخير "السفارة في العمارة" مشهداً ينتقد فيه هؤلاء الذين يتبنون مبدأ العمليات الانتحارية.هذا الموقف الوطني من فنان قدير له رصيد كبير من الجمهور المصري والعربي والكردي، موقف معبر عن محبة الوطن والشعور بوجوده المتواصل في قلوب وصدر الانسان المنتمي الى جذوره والى وجوده الملتصق بالبيت وبالوطن. ولا شك ان عادل إمام صاحب هذا الموقف الوطني المندد بالإرهاب الذي ضرب بلده في شرم الشيخ، معروف بفلسفته الخاصة التي رسمها لنفسه طوال حياته الفنية من خلال التعبير عن هموم المجتمع والشعب في مسرحياته وأعماله الفنية.توازيا مع هذا الموقف الانساني للفنان عادل إمام صاحب الرسالة الفنية الانسانية، أعلنت عن بادرة انسانية خيرية للفنانة التونسية لطيفة لدعم الأعمال الخيرية في مجال البرامج والنشاطات الانسانية في البلدان العربية ودول أخرى، جاء ذلك في خبر آخر لإيلاف حيث أعلن "أن الفنانة لطيفة التونسية أعلنت مساء التاسع من آب 2005، عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، عن تأسيس مؤسسة لطيفة الخيرية لتكون أول مؤسسة خيرية لفنانة عربية، تخصص لدعم أعمال الخير بالوطن العربي والعالم. وترأس هذه المؤسسة لطيفة التي قررت تخصيص جزء من ريع كل حفلاتها وأعمالها الغنائية والمسرحية وظهورها عبر القنوات التلفزيونية والإذاعية لصالح هذه المؤسسة، التي سينضم إليها كأعضاء بالمؤسسة نخبة من كبار الأسماء والشخصيات العربية والعالمية يعلن عنها قريباً. وستنظم المؤسسة قوافل فنية خيرية تضم كبار الفنانين، لتجوب أغلب المدن والأقاليم بالوطن العربي دعماً لمشاريع وأهداف مؤسسة لطيفة الخيرية التي سيعلن عن نشاطاتها قريباً".أسوق هذين النموذجين كنماذج انسانية جميلة ونبيلة، وأقارنها بموقف مغاير تماما لفنان و مطرب كبير له جمهور عريض على الساحة العراقية والعربية وهو الفنان العراقي الأصل والكندي الجنسية كاظم الساهر، اذ أمامي موقف غير متوقع من الساهر، اذ عبر عن موقف جدا غريب تجاه وطنه الأول وتجاه شعبه ومجتمعه إنه موقف غير مسؤول، وغير معبر عن معاناة ومشاعر العراقيين الذين يتعرضون يوميا الى صعاب جسيمة ومواقف خطرة نتيجة الاعمال الارهابية حين وصفها بالمقاومة، موقف غريب يدخل في (خانة) الموقف شبه المضاد للحالة العراقية التي أخذت طريقها الى العراقيين بعد التاسع من نيسان. وأقل ما يوصف به موقف الفنان كاظم الساهر انه بخل وطني بكل معنى الكلمة، أجل بخل وطني، لأنه إضافة الى هذه المواقف، لم يعبر عن معاناة العراقيين في ظل الارهاب بأغنية وطنية، ولم يعبر عن حلبجة الشهيدة بأغنية عراقية أو كردية، ولم يعبر عن فرحته بسقوط الصنم بأغنية مشحونة العواطف، ولم يعبر عن معاناة الشيعة في الوسط والجنوب بأغنية تشارك أهلنا من الشيعة معاناتهم وعذاباتهم، ولم يعبر بأغنية مؤثرة بعد الانتفاضة او بعد سقوط الصنم عن عذابات إبادة أكثر من ربع مليون من أهل اقليم كردستان في حملات الأنفال السيئة الصيت وحملات حربية وعسكرية عدوانية على الشعب الكردستاني، ولم يعبر بأغنية ولو قصيرة عن عذابات المجازر الوحشية التي أرتكبها الارهاب بحق الأبرياء في المدارس والأسواق والمساجد والحسينيات والكنائس، أجل كفنان لم يعبر عن موقف وطني عراقي أصيل تجاه كل هذه المأساة والعذابات التي مر بها شعبه ووطنه ويمر بها الآن. أمام هذا الموقف، لا يسعنا الا أن نقول للفنان كاظم الساهر، يا فناننا ويا مغني الحب ومطرب المرأة ومجيد القصيدة وملحن الأغنيات، ان العراقيين في صدورهم براءة كبيرة، وفي قلوبهم طهارة ناصعة، أصحاب الحب والمودة والمحبة وأنت منهم، حان لك ان تعبر بالجميل تجاه العراقيين، وحان لك ان تغني عنهم وأن تعبر عن آلامهم وعذاباتهم بشجية حنينة، وحان لك أن تغني لحلبجة الشهيدة ولمدينة الدجيل وللانتفاضة الشعبانية، وللهور، وللشهداء والمعدومين، وحان لك أن تعبر عن العراق المولود الحديث، وأن تغني للمسيرة الجديدة التي شقت طريقها بعد سقوط الصنم لنرسم جميعا مستقبلا زاهرا للعراقيين لحاضره ولأجياله اللاحقة.