المحرر موضوع: ندوة نقاشية حول حقوق الاقليات في بغداد بحضور فوزي الاتروشي ومفيد الجزائري وهناء ادور  (زيارة 1521 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تضامن عبدالمحسن

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 516
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

بغداد /
تعزيزا للتعددية وحقوق الاقليات في العراق، ولكي نقف على اهم القصص وادق التفاصيل لما حلّ بالمكونات المتنوعة في سهل نينوى بعد الهجوم الارهابي الأخير لقوات مايسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام، فقد اقامت مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية حلقة نقاشية في بغداد حول ابادة التنوع في العراق يوم (4/9/2014) على قاعة فندق المروة.
حضر الحلقة النقاشية وكيل وزارة الثقافة السيد فوزي الاتروشي ووزير الثقافة الاسبق السيد مفيد الجزائري والعديد من رجال الدين من مختلف الديانات الصابئية والايزيدية والمسيحية والشبكية، كما ضم الحضور شخصيات من ناشطي منظمات المجتمع المدني على رأسهم الناشطة هناء ادور والعديد والاعلاميين.
بدأت عريفة الجلسة بالقول (هنا في القرن ال21 تسبى النساء وتباع، ويهجر ويقتل الآمنون من منازلهم ليس لشيء سوى لأنهم يختلفون مع الآخرين في الدين والمعتقد). متسائلة عن دور الثقافة والمثقفين في استنكار وادانة تلك الجرائم، ولكي تبدأ الحلقة النقاشية كان لابد من عرض فيلم تسجيلي عما يتعرض له الايزيديون من تهجير وقتل ومعاناتهم على جبل سنجار الاخيرة، وتناول الفيلم الذي يحمل عنوان (الفرمان الأخير) حياتهم طقوسهم الدينية ممارساتهم اليومية قبل 10/6/2014 وتهجيرهم وقتلهم بعد ذلك التاريخ المشؤوم.
لماذا الفرمان الأخير، اذ تعرض الايزيديون الى 72 جريمة ابادة وتهجير من بقعتهم المقدسة في سنجار على مر التاريخ، وكان آخرها الرقم 73 تلك التي قامت بها عصابات داعش الارهابية.
بدأت الحلقة النقاشية بخمس اوراق بحثية قدمها كل من (صائب خدر) وكانت ورقته بعنوان (الايزيدية وازمة سنجار الاخيرة، اذ قدم خلالها تفصيلا عن هذه الديانة ومعتنقيها، كما تحدث عن جغرافية المنطقة التي يعيش فيها الايزيديون الجبلية وكيف حمتهم من مختلف الهجمات العدوانية منذ نشوء هذه الديانة، وحتى الفترة الأخيرة حين صعد الاهالي الى اعالي الجبل هربا من الارهابيين بسبب عدم امتلاكهم للسلاح الذي يدافعون به عن انفسهم.
وتطرق الناشط صائب خدر الى الإهمال الحكومي لهذه الفئة، اذ لايزال الأيزيديون يعانون الفقر ويسكنون البيوت الطينية ويحل الوحل في شوارعهم لعدم توفير الخدمات وعدم بناء المساكن التي تليق ببلد النفط.
كما استعرض بالارقام اعداد الضحايا قائلا (لقد نزح 450 ألف شخص، 70% منهم اطفال، واستشهد منهم 8000 شخص، و2000 فقدوا، تم بيع الكثير من النساء مازال 300 امرأة موجودة لدى داعش استطعنا انقاذ اثنين منهم الذين هم اليوم شهود على معاناة الاسرى)
واستمر في تعداد الخسائر اذ اشار الى موت النازحين الى الجبال جاء بسبب فقدان الماء والغذاء، كما اشار الى تدمير سبعة معابد ومزارات دينية في بعشيقة وسنجار وبحزاني، ومازال هناك الكثير من النازحين الذين يعيشون اليوم في العراء تحت الاشجار وبين الصخور الكبيرة، واكد في حديثه اكثر من مرة الى ان الايزيديين لم يعد لديهم الثقة بالعودة الى ديارهم حتى بعد استباب الامن لما لاقوه من اهمال وعدم استجابة لمطالبهم، وطالب في نهاية حديثه بضرورة الاعتراف الدولي لما حصل في سنجار بانها حملة ابادة جماعية، وتقديم المساعدات الانسانية لأكثر من نصف مليون نازح، اتخاذ اجراءات دولية عاجلة لانقاذ المختطفين والمسبيات من النساء، تسهيل اجراءات اللجوء للأيزيديين النازحين وفتح ابواب الهجرة لهم، كما طالب بإجراء تحقيق حول الانسحاب العسكري الذي حصل عند دخول عصابات داعش الارهابية.
جاء بعد ذلك دور محمد الشبكي ليتناول ورقته التي كانت بعنوان (ازمة نزوح الشبك) أكد خلالها على تواصلهم مع المجموعات النازحة من خلال الهواتف النقالة التي انقطعت فيما بعد بسبب نفاد البطاريات، حيث لم يحصلوا على رقم حقيقي فهم مابين 18 الف عائلة الى 72 الف عائلة نازحة حسب الاحصائيات المختلفة، مشيرا الى انه في حال عدم اتخاذ اجراءات لإعادة النازحين وعدم تأمين العيش الآمن لهم سوف يتم القضاء على المكون الشبكي، الذين هم مسلمون وغالبيتهم من الشيعة وقسم منهم من السنة ويتحدثون لغة تتميز عن العربية والكردية، وهم يعيشون مع بقية الاقليات الدينية كالمسيحيين والايزيديين والكاكائيين في منطقة سهل نينوى في الموصل.
بعد ذلك كانت الورقة (التصور الاسلامي للآخر) وهي من اعداد الناشط علاء حميد، التي بدأها بطرح تساؤل (من اين تستمد هذه الجماعات تصورها الاسلامي) ثم بدأ بتناول منظور الاسلام الى بقية الاديان والطوائف والتطور الفكري للدارسين والباحثين في مجال تحليل وتفسير الدين الاسلامي، وكيف تطور هذا البحث الى صراع بين بعض الجهات التي تكفر والآخر الذي لايكفر الاديان الاخرى.
سعد سلوم (رئيس مؤسسة مسارات) كانت ورقته بعنوان (ابادة التنوع في العراق) اكد خلالها على اهمية تضمين المناهج الدراسية على التسامح وقبول التعددية الدينية في العراق لما يمتاز به هذا البلد من تنوع ديني كبير، وطالب بشدة ايقاف هجرة الاقليات مؤكدا على ان عمليات التهجير ستفضي حتما الى افراغ العراق من تنوعاته.
فيما شارك السيد فوزي الاتروشي بكلمة قال فيها (لا النزوح عن الوطن هو الحل ولا الشعور بالانعزال هو الحل، بل الحل هو اعتراف الاديان الاخرى بضرورة التعايش مع جميع الاديان والطوائف وفق مفهوم السلم الاهلي)، وتحدث عن سيطرة الاغلبية تهميش الاقلية واقصائهم التي تفضي بالضرورة الى الابتعاد والهجرة بحثا عن العيش الآمن. كما اكد في كلمته على ان اخلاء العراق من اليهود لم يؤدِ سوى الى طمس الفترة التي شارك فيها هذا المكون في البناء الثقافي والاقتصادي للعراق، وخسارته كانت مؤثرة على ثقافة واقتصاد البلد، وبالتالي فأن خسارة وتهجير المسيحيين والمكونات الاخرى ستؤدي الى ان العراق سيخسر الكثير من المشاركين في ترسيخ الثقافات المتنوعة. ودعا اخيرا الى الغاء ثقافة التكفير والتخوين والاقصاء لان الاختلاف في الاديان والطوائف والمعتقدات هي سنة الحياة وهي اثراء للمجتمع العراقي.


تضامن عبدالمحسن
مسؤولة العلاقات والاعلام في مكتب وكيل وزارة الثقافة
فوزي الاتروشي
6/9/2014