المحرر موضوع: هل تتكرر مأساة العام الماضي وتغرق الأحياء السكنية ؟  (زيارة 1920 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31489
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل تتكرر مأساة العام الماضي وتغرق الأحياء السكنية ؟
بغداد / قيس عيدان تصوير/ محمود رؤوف


عنكاوا كوم/جريدة المدى
حينما بدأت بكتابة تحقيقي هذا عن استعدادات امانة بغداد لموسم الامطار المقبل ، عرفت ان امانة بغداد هيأت 250 محطة للصرف الصحي في بغداد اضافة الى تهيئة العشرات من الآليات المتخصصة بشفط مياه الامطار ونقلها الى اماكنها المخصصة ، كل هذا يمكن اعتباره من الاشياء الجميلة لكن غير الجميل وانا اكتب عن مياه الامطار وشبكات المجاري اتساءل: لماذا سُمي احد مشاريع المجاري باسم ( الخنساء )؟ اذ ان الخنساء سليلة امرئ القيس وشاعرة الرثاء في ديوان العرب حيث اشتهرت برثاء أخويها صخر ومعاوية اللذين قتلا في الجاهلية؟ نتساءل: لماذا سُمي احد مشاريع المجاري وتصريف مياه الامطار باسم( الخنساء) ؟
والى ان نجد جوابا مقنعا على سؤالنا هذا دعونا نكمل موضوعنا عن الاستعدادات لموسم الامطار القادم لنقول :
 
مع بداية اولى زخات المطر التي سقطت على بغداد وبقية المحافظات خلال الأيام الماضية، يخشى المواطن أبو سرمد من منطقة الشعب من عودة المشهد المأسوي الذي عاشه مع عائلته خلال الموسم الماضي بسبب غرق داره والدور المجاورة له جراء فيضانات ألإمطار. أبو سرمد قال لـ( المدى ) أنا متخوف من الموسم الشتوي القادم في حال تساقط كميات كبيرة من ألإمطار والتي يصفها مسؤولون في الدوائر الخدمية بأنها ( كميات غير متوقعة ولم تشهد العاصمة من قبل تساقط كميات من الإمطار) بالإضافة الى انغمار الشوارع بالمياه سواء بسبب الأمطار أو بسبب الانسداد الحاصل في شبكات المجاري. أبو سرمد شكر الطبيعة لأنها لم تجعل العراق منطقة أمطار دائمة لكي لا نستطيع أن نخرج إلى أعمالنا وسيقبع أطفالنا في المنازل ولن يذهبوا إلى المدارس متسائلا: هل سنستخدم القوارب في الشتاء القادم؟
في حين دعا أبو شهد مجالس المحافظات والدوائر الخدمية الأخرى الى الاستعداد المبكر لموسم ألإمطار وان لا يقتصر على رفع الأنقاض من ( المشبكات) الرئيسة التي تقوم الأمانة بتنظيفها كل عام، بل يجب أن تكون هناك استعدادات وخطة سريعة لمواجهة الأزمة وان تكون على اهبة الاستعداد لنقل المواطنين المتضررين وكيفية إخلائهم كذلك تهيئة الرعاية الكافية التي تقدم إلى المواطنين. أبو شهد أوضح أن مشكلتنا أصبحت ظاهرة سنوية فمع أول هطول للأمطار يصعب على الأهالي التنقل لاسيما وان معظم شوارع المدينة غير معبدة (طينية)..
100 مليار دينار لتأمين خدمات تصريف المياه
مجلس الوزراء كان قد قرر في الجلسة الاعتيادية الخامسة المنعقدة في 14/10/2014 بالموافقة على قيام وزارات ( الإعمار والإسكان, الموارد المائية , البلديات والإشغال العامة ) وأمانة بغداد وبالتنسيق مع الحكومات المحلية في المحافظات وخلية الأزمة المدنية لإنجاز حملة لتأمين خدمات تصريف مياه الإمطار وتتولى وزارة المالية تخصيص مبلغ مئة مليار دينار كحد اعلى لتنفيذ الحملة المذكورة, على إن تنجز الحملة إعمالها قبل موسم الإمطار مع وضع خطة لمتابعتها على مدار الأشهر التي يتساقط فيها المطر .
 
أمانة بغداد والدوائر البلدية تتحمـَّل المسؤولية
من جهته يقول عضو مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي لـ( المدى ) إن أمانة بغداد والدوائر البلدية تتحمل المسؤولية في حال حدوث فيضانات في المناطق التي شهدت فيضانات العام الماضي كون الحكومة المحلية تابعت وبشكل مستمر هذا الموضوع وقيام مجلس الوزراء بتخصيص قسم من المبالغ وتم تحويلها إلى أمانة بغداد لإنجاز خطوط الطوارئ التي تم الاتفاق عليها بجانب الرصافة وقناة الجيش بالإضافة إلى تشيد محطات أخرى .
الزاملي أوضح إن من حق المواطن أن يتخوف من حدوث فيضانات لان الخسائر المادية التي أصيب بها المواطن العام الماضي ليست بالسهلة ونحن نتابع باستمرار مع محافظة بغداد أداء الأمانة واستعدادها للموسم القادم وحجم المشاريع المنجزة لاسيما إن هناك مشاريع خاصة بخطوط الطوارئ لم تنجز حتى الان وعليه أطالب أمانة بغداد والدوائر البلدية بالاستعدادات المبكرة للموسم القادم .
ليس لي ثقــة بتصريحات المسؤولين
الى ذلك قال علي حسين من مدينة الصدر 52 عاماً صاحب تاكسي لـ( المدى ) ليس لي تقه بأي مسؤول ونتوقع الأسوأ خلال الموسم القادم موضحاً: إذا نريد أن نناقش مخاوف الفيضانات فانا لم أر أي عامل يقوم بتنظيف المجارى في منطقتنا والمناطق ألأخرى وليس هناك عمل حقيقي وجدِّي في هذا الموضوع وكل ما يذكر ويعلن في وسائل الإعلام من قبل أصحاب المناصب ( ليس لي ثقة بتصريحات أصحاب المناصب! ) مستشهدا بالأعوام السابقة والتي تم الإعلان عن توفير جميع الخدمات من كهرباء وعدم حصول فيضانات وغيرها.
واضاف أن وزارة النفط تقوم سنوياً وقبل حلول موسم الشتاء بتوزيع مادة النفط ألأبيض للمواطنين ولكن لم يتم توزيع هذه المادة حتى الان مما يعنى حصول أزمة متوقعة في بداية موسم الشتاء ليستفيد منها المتاجرون في هذه القضية على حساب المواطن .
بالمقابل يشير أبو محمد 54 عاماً كاسب يسكن منطقة أم القبر والغزلان إلى أنه متخوف جداً من موسم الشتاء القادم في حال هطول أمطار كثيرة قياساً وللعام الماضي بسبب حالات الفساد التي انتشرت في معظم دوائر الدولة التي هي الأخرى تضررت بحجم انجازاتها بسبب وجود أشخاص غير أكفاء موضحاً إننا نعاني من آفة كبيرة أضرت بجميع مفاصل الحياة منها قطاع الخدمات !
الدعوات لموسم قليل الأمطار
في حين يرى كريم شلتاغ (55 عاماً) من منطقة جميلة الذي كان في قمة الاستياء والغضب عندما تساءلنا عن شعوره وتوقعاته فقال: إن هذا الحال والوضع سيء جداً وانا حقاً قلق من الموسم القادم و قد أصابنا الملل من هذا الحال المتردي ونحن نواجه صعوبات مالية خانقة بعد أن خسرنا أموالنا وبيوتنا وتراكمت علينا الديون والفوائد لاسيما إن وعود القائمين في الدوائر الخدمية متناقضة جداً وطبيعة الوضع الحقيقي . كريم أقسم أننا ومجموعة كبيرة من المواطنين ندعو من البارى عز وجل أن يكون الموسم القادم قليل الأمطار وهذه دعوات حقيقية لكي لا نتضرر ونتكبد خسائر ونحن لم نسدد الديون لكارثة العام الماضي.
إطلاق حملة كبرى لتنظيف شبكات المجاري والأمطار
الى ذلك أعلنت أمانة بغداد عن إطلاق حملة كبرى لتنظيف شبكات المجاري والإمطار وتأهيل المحطات استعداداً لموسم إمطار فصل الشتاء المقبل . وأوضح أمين بغداد بالوكالة أنه تم توجيه الدوائر البلدية كافة بالقيام بحملة لتنظيف شبكات مياه الإمطار والمجاري والشبكات المشتركة في الشوارع الرئيسة والمحلات السكنية ورفع المخلفات وتنظيف المشبكات وفتح الانسدادات وإصلاح التخسفات وايلاء اهمية خاصة لتنظيف الخطوط الرئيسة ، وان التوجيه تضمن ضرورة القيام بتأهيل محطات المجاري وإصلاح الغواطس العاطلة مع لوحات السيطرة الكهربائية والمغذيات مع تهيئة مستلزمات العمل من آليات وعمال ومعدات. والتأكيد على دراسة مناطق الاختناقات التي تعاني من طفح شبكات المجاري وتشخيص مناطق التلكؤ ووضع الحلول وسبل المعالجة لمواقع الخلل لتوزيع مضخات الديزل على هذه المواقع وإصلاح وإدامة الآليات التخصصية للمجاري كالشاطفات والصاروخية وتنظيف الأحواض وتأهيل محطات الإنفاق وتنظيف أحواضها مع الشبكات، كذلك تهيئة خزين من الوقود لتشغيل جميع الآليات التخصصية للمجاري والمولدات والمعدات التابعة لمحطات المجاري العمودية والغاطسة ومضخات الديزل وتعويض أغطية المنهولات المفقودة وصيانة شبكات وأحواض التفتيش، كما شمل أيضا إعداد خطة لتصريف مياه الإمطار للمناطق غير المخدومة وإعداد خطة طوارئ عند سقوط الإمطار مع تقسيم قاطع الدائرة البلدية إلى قواطع متعددة بمسؤولية رؤساء أقسام الدائرة البلدية على إن يتم تحديد مغذيات الكهرباء الرئيسة والبديلة لمعالجة الحالات الطارئة.
أدعو الدوائر الخدمية إلى الاستعداد المبكر
اما في دار أم صلاح أرملة وأم لخمسة أولاد وبنت- أربعة منهم توفوا بسبب الصراع الطائفي والعمليات الإرهابية الأول أثناء الحرب العراقية - الإيرانية والخامس معتقل منذ أكثر من خمس سنوات وفق المادة 4أرهاب تسكن حي الشماسية محلة 324 قرب مدرسة المجد التابعة لقضاء الأعظمية توضح لـ( المدى ) أن دارها يغرق منذ فترة طويلة وتحديداً في كل موسم شتاء وراجعنا مرات عديدة دائرة بلدية الاعظمية وهم على علم بالأمر . أم صلاح تشير إلى أن العام الماضي غرق داري بالكامل وجميع ممتلكات البيت وأصبحت نفايات بما فيها فرش النوم وغيرها وقد قامت دائرة البلدية بتقديم التعويض والبالغ مليوني دينار واستلمت ولكني متخوفة جداً من العام لهذا أدعو دوائر البلدية إلى الاهتمام وأخذ الاستعدادات المبكرة تحسباً من حالات الفيضان .
خسائر مادية
اما أم حسين تروى لـ(المدى) حجم المعاناة للموسم الشتوي الماضي وما تعرضت له العائلة من مأساة حسب وصفها هجرت (أم حسين ) بيتها الواقع في منطقة الحسينية ولجأ ت مع عائلتها إلى بيت أختها ما تسبب بوضع مقلق للعائلتين. أم حسين تشير لقد تعرض أثاث البيت للتلف وكذلك السقوف والجدران. لقد صعدت المياه إلى مسافة متر ونصف تقريبا وكل محاولتنا لإنقاذ جزء من البيت باءت بالفشل، استطعنا نقل بعض الأشياء إلى الطابق الثاني ولكن الحياة في البيت أصبحت مستحيلة، فالحمام في الطابق الأسفل وكذلك المطبخ لذا اضطررت إلى تركه واللجوء إلى بيت أختي حتى يتم سحب المياه من الشارع هذه القصة تبدو قصيرة لكن حجم المعاناة كان كبيرا والخسائر المادية أكبر.
توزيع النفط الأبيض بداية الشهر القادم
من جانبه يقول المتحدث الرسمي لوزارة النفط عاصم جهاد لـ( المدى ) إن الوزارة باشرت بتوزيع مادة النفط الأبيض للمواطنين مطلع الشهر الحالي وبواقع 50 لتراً لكل حصة شهرياً كما تم الدراسة الكافية للحاجة المتزايدة لجميع المشتقات النفطية بما فيها مادة النفط ألأبيض وفي موسم الشتاء تحديداً وستقوم الوزارة باستيراد كميات كبيرة لمختلف المنتجات النفطية بسبب توقف مصفي ببجي عن العمل جراء العمليات العسكرية التي تشهدها المنطقة مع التأكيد على زيادة ألإنتاج في المصافي الأخرى ونطمئن المواطن بان الوزارة وضعت خطط كفيلة لتوفير جميع المنتجات ، مشيراً إلى أن الوزارة أخذت بنظر الحسبان قضية النازحين وحاجاتهم الضرورية للمنتجات النفطية وان تنسيقاً مشتركا و مستمرا مع مجالس المحافظات بهذا الخصوص بالإضافة إلى توفير جميع المنتجات للمدن والقرى التي يتم السيطرة عليها من قبل القوات الحكومية بعد انتهاء العمليات العسكرية وتحريرها من الزمر ألإرهابية .
التجاوزات الحاصلة على شبكات المياه!
مدير عام بلدية الاعظمية غزوان غانم اكد إن عمليات صيانة الخطوط الناقلة لمياه الصرف الصحي ومياه الإمطار مستمرة بشكل يومي ودوري على مدار السنة إلا إن الإعمال تتكاثف خلال الفترة التي تسبق موسم الأمطار، غزوان أشار إلى قيام دائرة مجاري بغداد في تقديم جهودها لإزالة الرواسب العالقة في المجاري وصيانة المنهولات وتعويض الاغطية المفقودة وإدامة المحطات الغاطسة والعمودية المسؤولة عن تصريف المياه، مشيراً إلى إن شبكات الإمطار والمياه الثقيلة ومياه الإسالة مستقلة عن بعضها في التصميم والأساس للبنى التحتية وما يحصل أحيانا من تسربات تحصل بسبب تقادم الشبكات وانتهاء عمرها الافتراضي فضلا على التجاوزات الحاصلة على شبكات المياه والربط غير النظامي لبعض الدور والمحال والتي ينتج عنها تسرب مياه المجاري أو الإسالة إلى باطن الأرض هذا إضافة إلى الانشطار السكاني والبناء العشوائي وغير النظامي وكذلك زيادة العدد السكاني لكل منطقة، فضلا عن الضغط الحاصل على شبكات المجاري في الشتاء وأوقات الذروة، والتي يتم استخدام شبكات الإمطار لتصريف مياه الصرف الصحي وقتيا لتجنب الوقوع بكارثة بيئية في الإحياء السكنية التي تعاني من الطفوحات.
من جانبه أوضح المهندس احمد نائل أن الأمانة باشرت منذ سنوات بتنفيذ مشاريع لإنشاء شبكات المجاري ومياه الإمطار ومياه الشرب وهي في مراحلها النهائية وسوف تدخل الخدمة قريبا، نائل اوضح ان خط الخنساء العملاق الذي يخدم مناطق شرق القناة والشعب والصدر الأولى والثانية والغدير وبغداد الجديدة ليصب في محطة الرستمية، وكذلك مشروع القدس ومشروع خط ربيع تونس الذي يخدم مناطق الاعظمية والشعب، إضافة إلى إعمال إصلاح التخسفات الرئيسة والفرعية التي ستخفف الضغط على شبكات الإمطار إلى جانب تنفيذ مشاريع توسيع وتطوير وإدامة قناة الجيش للسيطرة على الطفوحات الحاصلة في مواسم الشتاء . هذه هي احاديث المواطنين الذين يخشون من تكرار تجربة العام الماضي حين غرقت بعض مدن بغداد وشوراعها الرئيسة مع سقوط الامطار، اغلب المواطنين أبدوا استياءهم من تصريحات المسؤولين المختصين الذين يؤكدون مع حلول موسم الامطار بانهم مستعدون للموسم ووفروا كل مستلزمات تنظيف شبكات مجاري الأمطار ، لكن مع اول زخة مطر تغرق الشوارع ، حينها يتساءل المواطنون: اين تصريحات المسؤولين ( الوردية ) من هذا الواقع الميداني الذي يشير الى غرق الشوارع مع اول زخة مطر ؟
والسؤال الذي يطرح نفسه ... هل ستغرق الشوارع مع بدء سقوط الامطار لتغرق معها بيوت المواطنين وخيم النازحين ام سيصدق المسؤولون هذه المرة في تصريحاتهم ؟
لننتظر زخات المطر وحينها يكون لنا حديث آخر .