بيـان
للأسف الشديد لم يتحسن وضع شعبنا اليوم كثيراً عن الأوضاع المأساوية التي شابها الكثير من محطات الظلم، المذابح الوحشية والتهميش، تلك التي سبقت ميلاد حزب بيت نهرين الديمقراطي في الأول من تشرين الثاني عام 1976، باعتباره أول تنظيم سياسي قومي ووطني مارس نشاطاته الحزبية لنيل حقوق شعبنا وفي مقدمتها الحكم الذاتي وتحقيق الحرية والديمقراطية في العراق.
بعد فترة وجيزة من الإعلان عن ولادته، حقق الحزب نجاحات وانجازات جديرة بثقة شعبه بعدما نجح في خلق علاقات سياسية ونضالية مشتركة مع كافة القوى الوطنية المعارضة ضد النظام البعثي البائد، هذا وبالإضافة الى العمل من أجل ترسيخ دعائم اللحمة الوطنية وتوطيد بنود ثقافة التآخي والتعايش السلمي بين جميع المكونات العراقية، ساعياً الى إلغاء سياسات التهميش والإقصاء والقوانين المتعارضة مع مبادئ حقوق الانسان والمواثيق الدولية.
أما على الصعيد القومي، فقد كان حزبنا سباقاً في جهود إعادة هيكلة البيت القومي من خلال الإصرار على تثبيت فقرات جديدة تخص الوحدة السياسية ووجوب تذليل كل العقبات والتوصل لتفاهمات مع كافة القوى السياسية لتتجسد الثمرة الاولى بتشكيل لجنة تنسيق العمل القومي بين أحزاب ومؤسسات شعبنا في أواسط 2006، ومن ثم تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية نهاية 2010 رغم الهفوات المتأصلة في عمله وإخفاقه في ايصال نداء شعبنا الى العالم بالشكل الصحيح والمطلوب.
يا أبناء شعبنا الغيارى..
اليوم ونحن نحتفي بالذكرى الـ(38) لتأسيس الحزب، يمر الوطن عامة وشعبنا على وجه التحديد بأخطر مراحل نضاله ووجوده القومي، لا سيما بعد اجتياح جحافل ما يسمى بتنظيم "داعش" الإرهابي مدينة الموصل ومعظم بلدات سهل نينوى وإجبار سكانها على النزوح نحو مدن الإقليم ومناطق أخرى آمنة.
اننا في حزب بيت نهرين الديمقراطي إذ نناشد أبناء شعبنا على التمسك بالأرض والحقوق وعدم الاغتراب في الشتات والمنافي، ندعو حكومتي المركز والإقليم بتحمل مسؤولياتهما الوطنية والانسانية بايجاد الحلول اللازمة لايواء النازحين لحين تحرير مناطقهم والرجوع إليها، ونشدّد في الوقت نفسه على أهمية تكثيف الجهود المشتركة لتأسيس منطقة آمنة في سهل نينوى تحت إشراف وحماية دولية، كونها الحل الوحيد الذي يمكّن شعبنا من الحفاظ على وجوده وهويته. ولضمان مشاركته ضمن الاستعدادات الإدارية في سهل نينوى مستقبلاً، بادر الحزب بتشكيل قوة عسكرية نظامية ذات خصوصية قومية بإسم (قوة سهل نينوى) بالتنسيق مع وزارة البيشمركة في حكومة الإقليم تتولى مهمة الدفاع عن السهل وسكانها من أي تهديد إرهابي.
وختاماً، نهنئ أبناء شعبنا وأعضاء وجماهير الحزب بهذه المناسبة القومية ونعاهدهم أن نبقى أوفياء على العهد الذي قطعناه منذ البداية ريثما تتحقق كافة حقوق شعبنا المشروعة.
حزب بيت نهرين الديمقراطي
المكتب السياسي
1 تشرين الثاني 2014
