المحرر موضوع: جدلية مرجعيتنا بين عراق انتهى واخر لم تتضح ملامحه بعد!!  (زيارة 1201 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جدلية مرجعيتنا بين عراق انتهى واخر لم تتضح ملامحه بعد!!
أوشـــانا نيســان
Oshananissan2013@gmail.com
وأخيرا لاحت في الافق معالم السياسة الحزبية الضيقة والمصالح الفئوية المبخسة للقيادات السياسية التي كثيرا ما وصفت بالمتنفذة، تلك التي حذرنا من نتائج استخدام التعميم والعبارات المبهمة في خطابها السياسي المتشنج. أذ رغم أشتداد وحشية قوى الشر والظلام هذه الايام وفي طليعتها جحافل الدولة الاشلامية في الشام والعراق" داعش" ضد وجود أقدم مكون من المكونات العرقية غير العربية وعلى رأسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مدينتهم التاريخية نينوى والقصبات التابعة لها وضد أبناء الديانة الايزيدية ومزاراتها القديمة في قضاء سنجار وغيرها من الاقليات العرقية كالتركمان والشبك والصابئة، فان المصالح الحزبية الضيقة لبعض قياداتنا، بدأت تتعاظم وتتفاعل بشكل مخيف، لتصبح بالتالي حجرعثرة أمام جميع الجهود الوحدوية المباركة ونهج التلاحم القومي المشترك في سبيل مواجهة جل هذه التهديدات المصيرية والمبرمجة مسبقا لقلع جذورنا ووجودنا من داخل الوطن.
حيث طبقا للبلاغ الصادر عن تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية الذي عقد في مقر حزب بيت نهرين الديمقراطي بأربيل يوم السبت 22 تشرين الثاني 2014، أن "الاجتماع أكد على وقوف أحزابنا القومية في مواجهة هذه الهجمة الإرهابية والتصدي لهذا الواقع المرير وعدم الاستسلام" ثم يضيف البلاغ على" ضرورة أن يكون لشعبنا وقواه السياسية الدور الواضح في تحرير مناطقه في سهل نينوى. وبين الاجتماع "استعداد الأحزاب للإضطلاع بهذا الدور وعدم الركون الى الأمر الواقع ورفض عودة الأمور في مناطقنا الى سابق عهدها بحيث تذهب سُدى تضحيات ومعاناة شعبنا وبقية أبناء سهل نينوى".
أما ما لم يتجرا بلاغ التجمع ذكره، هو امكانية قراءة الابعاد الحقيقية للمخفي والمستتر وراء سطورالتصريح الذي نشره  الحزب الوطني الاشوري في اليوم التالي من البلاغ المذكور اعلاه. حيث أشارالتصريح علنا بهول الخلافات الحزبية الحادة التي كانت ولايزال تعصف داخل بودقة التجمع  وفي طليعتها، التحزب الزائد واصرار الاكثرية من قيادات التجمع في تقديم المصالح الحزبية الضيقة على مسألة الوجود والهوية الوطنية رغم التحديات الجسيمة التي باتت تهدد الحاضر وتعكر مستقبل الاجيال القادمة. فالمشكلة بأعتقادي لا تكمن مطلقا في غياب البندقية التي بات يلوح بها الحزب الوطني الاشوري فجأة وليست خيرا من ألف كلمة مناشدة واستنكار، كما يكتب التصريح، بل المشكلة الاساسية تكمن في غياب الارادة السياسية في الاعتراف بالاخر وفرض مفردات الخطاب الوحدوي الجامع بعيدا عن كل المزايدات وسياسات الامر الواقع،وعلى راسها اصرار البعض على تمزيق مسيرة العمل القومي-الوطني لتنظيمات شعبنا بين العراق العربي والعراق الكردي قبل تحديد ملامح عراق ديمقراطي وفيدرالي جديد.
حيث التاريخ بشقيه البعيد والقريب جدا يذكرنا، كيف فشلت البندقية "المتمردة" والتي تراهنون عليها من جديد في وقف المجازر الدموية التي أقترفت بحق العزل من أبناء شعبنا المسالم في هكاري أبتداء من عام 1843، ومرورا بمذبحة سميل عام 1933 وأنتهاء بالمجازر الوحشية التي تقترفها جحافل "داعش" هذه الايام على مرمى ومسامع المنظمات الدولية جمعاء.
حيث التاريخ اثبت أمرا بما لا يدع مجالا للشك، أن البندقية التي تفتقد إلى أجندة الخطاب الفكري الموحد والتوجه السياسي المشترك والمعد من قبل صناع الفكر والسياسة، سترتد لامحالة على حامليها. والكل يعرف جيدا ان حجم شعبنا بوضعه الحالي لا يتحمل للاسف الشديد المزيد من الصدمات والقرارات غير المدروسة.
صحيح أن المرحلة السياسية الحالية التي اخذت  تعصف بالعراق الذي لم تكتمل ملامحه بعد، تتطلب مضاعفة الجهود والاستعدادات اللازمة بهدف ترسيخ بنيّة التجمع الجديد واعادة صياغة هيكلته بالشكل الذي يتفق والتهديدات المرحلية الموجهة ضد وجود وهوية شعبنا داخل الوطن، ولا يمكن أنقاذ "الوجود" من خلال التحزب وأرتهان مشروع العمل القومي-الوطني النزيه بأجندة الاملاءات الخارجية أوحتى الوصاية المفروضة من قبل الاكثريتين والعربية بالدرجة الاولى.
فالنضال الوطني لشعب صغير مثله مثل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لا يسمح لآي حزب أو اي  قيادة من قياداتنا السياسية أن تضع مستقبل شعبنا على كف عفريت وتراهن على وعود أثبت الدهر زيفها!! فالنظام السياسي المركزي الذي أصّر خلال ما يقارب من قرن على تهميش وجود أقدم مكون عرقي وضع ابجديات اول حضارة انسانية متكاملة في وادي الرافدين قبل أكثر من 6764 عاما وهو شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، لا يمكن لاي عاقل مهما بلغ مستوى تعليمه أن يقنع حتى أعته معتوه في البلد، أن الوقت قد حان للتغاضى عمدا عن سلة الامتيازات والمكاسب التي تحققت في الاقليم خلال أقل من عقد من الزمان، والشروع في المراهنة على الوعود السخية التي تعودت أن تنطلق من بغداد العاصمة ولم تتحقق ابدا.
اليوم وبعد سلسلة طويلة من هذه الجرائم الدموية البشعة، تلك التي تقترفها منظمة "داعش" وقوى الشر والظلام بانتظام ضد وجود الغيارى من أبناء الشعوب العراقية وعلى راسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى، فقد أن الاوان أن يرفع شعبنا نداءه ولو مرة ويسحب الثقة من المقصرين بغض النظر عن انتماءهم المذهبي، الطائفي أو حتى العشائري قبل فوات الاوان.