المحرر موضوع: سيلفي مع داعش  (زيارة 1069 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آنو جوهر عبدوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 378
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سيلفي مع داعش
« في: 16:50 02/07/2015 »
سيلفي مع داعش

منذ الحلقات الاولى ابدع نجم الكوميديا السعودية وبطل مسلسل ( سيلفي )  ناصر القصبي والكاتب خلف الحربي بتقديمهما عملا كوميديا هادفا يناقش مجموعة من المظاهر الموجودة في المجتمع السعودي بطريقة كوميدية ساخرة وهادفة من خلال تسليط الضوء عليها وعلى ابعادها. ان ما تناوله مسلسل سيلفي في حلقتيه الثانية والثالثة واللتان سميتا ب ( بيضة الشيطان ) كان اشكالية الارهاب الداعشي ونفور الشباب السعودي اليه وحرقة قلوب امهاتهم وعوائلهم على فراقهم وكيف ان والد سعودي يضحي بنفسه لينقذ ولده فينتهي به الحال مذبوحا على يد ولده وفلذة كبده.

بيضة الشيطان ام كتكوت الشيطان ..

ان ما جذبني لأكتب واناقش هذا الموضوع ، هو ان المسلسل لقد تعامل فقط مع النتيجة وقدمها بطريقة الكوميديا السوداء واظهر المجتمع السعودي ( مع جل احترامنا ) وكأنه الضحية ولم يسلط الضوء على الاسباب ، فداعش نتيجة وليست بسبب ، وداعش ليست ( بيضة الشيطان ) كما سماها المسلسل ، بل داعش هي ( كتكوت الشيطان ) ، فالبيضة اي الافكار التكفيرية والاقصائية قد بيضت في السعودية وقد جلبت  لتفقس في العراق والشام واليمن وغيرها من البلدان المنكوبة . أن مناهج التعليم والخطاب الديني الشديد التعصب والاحادي في منظوره للعالم قد رسخ مفهوم الاحادية والغاء الاخر وشطبه من الوجود في قناعات الشباب الذين ينخرطون في صفوف الارهابيين والمجرمين الذين يعيثون في الاوطان فسادا ودمارا ، ان تربية اجيال بكاملها على فكر لا يقبل غيره ، لا يقبل نقدا ولا تصحيحا ولا يقبل نقاشا حتى يولد جيلا لا يعرف الوسطية والسلاسة في التعامل  ، ان تربي اجيالا على ان هنالك من هم اقل منهم شأنا وعلى انهم احسن الناس والباقي اقل شأنا وان تربي الاجيال على محبة لون واحد لا غيره و ان تصور لهم هذه الدنيا عدوا كبيرا يجب اخضاعه او الغائه وان تصور لهم الدنيا الاخرى او الآخرة بأنها متاع لا متناهى لمن يصبغ دنياه بلون الدم والعنف ، فأي نتيجة تأمل ان تحصد غير داعش هنا وقاعدة هناك ، اسمعتم  يوما عن مزارع زرع شوكا فحصد فراولة ؟!  تبيضون بيوض الشيطان في ادمغة الاجيال المتعاقبة و تحاسبونهم عليها حينما تفقس مسخا و ديكة او ادياكا للشيطان ؟

دواجن محلية ..

لكي لا نظلم السعودية ونجعل منها حمالة نعلق عليها كل مشاكلنا واخفاقاتنا الامنية وكبواتنا الفكرية وفضائحنا الانسانية ، فيجب علينا اليوم ان نعترف جميعنا بشيء واحد  " واقصد هنا دول الشرق الاوسط جميعها ممن يضرب بها الارهاب ويصولون بها ( ديكة او ادياك الشيطان ) ويجولون" ، الا و هو ان بعد اجيال من استيراد و تفقيس بيوض الشيطان في بلداننا ، اصبح لدينا اليوم دواجن محلية تكثر من انتاج بيوض الشيطان و تساهم بتفقيس و تربية " ديكته او ادياكه "  لتغدوا قوية وممشوقة القوام ، تفوق بجودتها جودة بلد المنشأ الاصلي بأمتياز ! ان الدول التي تنزف شعبا وثروات طبيعية بسبب الفكر الالغائي والاقصائي والارهابي لداعش واخواتها من المنظمات الارهابية اصبحت اليوم تحوي مؤسسات فكرية وتربوية ، اكانت على شاكلة احزاب او تجمعات او جماعات سياسية او اجتماعية او شخصيات مشهورة تدعو وتنشأ لمجتمعات تلغي الاخر وتشطب حرية الرأي والمعتقد وتنوع القناعات وحوار الثقافات وتؤسس لأجيال احادية اللون والفكر ، مجتمعات يوأد فيها التسامح و قبول الآخر بأسم العقيدة و الحفاض على اصالتها.


اللعب بالبيضة و الحجر ..

كثيرا ما سمعنا بأن فلان يلعب بالبيضة والحجر وهذا يعني بأنه مجازف و مقامر لا يعرف حدوده، لان اللعب بالبيضة والحجر لعبة حساسة وخطرة قد تنتهي بكسر البيضة وتلطيخ الحجر وحامله بزفار البيض ! ان على الحكومات ان لا تلعب ببيضة المجتمع وحجر المصالح السياسية الضيقة ، ان تخدير المجتمعات وابقائها على " الوضع الراهن " لن يؤدي سوى الى انفجار لا مناص و لا مفر منه  واندثار للقيم المجتمعية الرصينة التي حافظت على السلم الاهلي والمجتمعي لاجيال متعاقبة . ان كل حكومة تقبل ان تنشأ و تزدهر مؤسسات و احزاب و تجمعات تدعوا الى الغاء الاخر و تبث سموم التعصب و العنصرية في جسد المجتمع  هي حكومات تلعب بالبيضة و الحجر و لابد سيأتيها يوم يكسر فيها حجر المصلحة السياسية بيضة المجتمع و السلم الاهلي و هذا وقت لا يفيد فيه ندم او أسف.

لقد خطت السعودية وخاصة في العقد الاخير خطوات نحو الامام في اعلانها حربها ضد الارهاب ومساهمتها في تجفيف روافد دعمه المالي ، ولكن على السعودية ودول الشرق الاوسط  على حد سواء ان تتعامل مع الاسباب بنفس القوة التي تتعامل فيها مع النتائج ، و كما شكلت هذه الدول جيوشا ورصدت مليارات الدولارات لمحاربة مقاتلي داعش الارهابيين  اي ( النتائج )  ، على هذه الدول ايضا ان تشكل جيوشا من الباحثين والناشطين والتربويين والاعلاميين .. الخ و ترصد مليارات الدولارات لمحاربة فكر ودعاة فكر ومؤسسات فكر داعش واخواتها اي ( الاسباب ) ،  والأ تحول ما نسميه بالشرق الاوسط الى مفقسة لبيوض ومزرعة لتربية ديكة او ادياك الشيطان ، لا سامح الله.


آنو جوهر عبدوكا
ماجستير دراسات دولية ( سياسة و علاقات دولية )



http://rudaw.net/arabic/opinion/02072015


غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: سيلفي مع داعش
« رد #1 في: 10:59 03/07/2015 »
الاخ العزيز إنّو جوهر   ما جاء في مقالك من أفكار هي اكثر من راءعة وبتصوري لو صغتها بشكل محاضرة تكون الفائدة أعم واشمل
لا اتصور اي بيض ان  لم يجد بيئة مناسبة سيكون  من المتعذر. لاي جنس حتى ولو كان خارقا ان ينمو ويتكاثر.
  البيءة التي تحتضن  الاٍرهاب المستند على ثقافة او على أيدولوجية  او فكر تعصبي جامد يتخذ من عقيدة  باعتبارها الأمثل والاوحد والاجدر في جميع الازمنة ولمختلف بني البشر كونها سماوية ومقدسة هذا الفكر اذا ما وجد ومن واجباته السعي كي يجد  يسعى اولا ان يستغل  البعض عبر الإغراءات ثم تقمصه للسياسة وصولا الى مراتب في قيادة المجتمع (البيءة ) ثم لينتشر بكل الطرق التي يشرعنها لاتباعه وللاخرين 
المسيحية في العصور ألما قبل الوسطى وحتى الثورة الصناعية في أوروبا أراد بعض الاباطرة  والمستفيدين من رجالاتها دفعها بهذا المنحى الا انهم لم يعثروا على نصوص تؤيد ما نظروا له  لكون ما كان سندهم من مرجع رئيسي وركيزة أساسية في المسيحية  لم يمدهم بغير ثقافة المحبة والتسامح والتساوي بين البشر اذ ذاك أجبرتهم هذه النصوص على التخلي عن التشدد والتفرقة والنظرة الفوقية والتعصب وغيرها
اضن ان الوسطية التي يدعو لها اليوم العديد من مفكري العالم الاسلامي من الصعب تحقيقها الا اذا ما قاموا بحذف اكثر من نصف النصوص والمراجع والاستشهادات والفتاوى لمن يدعونهم بالعظام  وهذا الامر من الصعب وخاصة في بريءة تنامى فيها الاسلام المتقمص للسياسة
اعود مرة اخرى لأحييك على طرحك الجميل  تحياتي
بطرس نباتي

غير متصل Hanna Sliwa Jarjis

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3283
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: سيلفي مع داعش
« رد #2 في: 11:28 03/07/2015 »
  الي ابننا انو عبدوكا كل ما جاء في كتابتك صيحيح واننا نوئدها من كل قنا وشكرا

    حنا  النمسا