مرحى بالرابطة القومية الكلدانية
بعد مرور اكثر من عام على قرار ابينا البطريرك مار لويس ساكو في تأسيس رابطة كلدانية (كنسية قومية غير سياسية) خاصة بالشعب أو ( الأمة الكلدانية)، تم نشر مسودة النظام الداخلي للرابطة الكلدانية في موقع البطريركية، و تم تغييرها لعدة مرات ، ليسبب ذلك في تكثيف السجالات و الخلافات حولها، أدت الى تصدّع صفوف ما تبقى من القوميين الكلدان، و حتى بين بعض الأصدقاء منهم ، لينقسموا الى قسمين:
احدهما عاطفي و مؤيد الى حد ما لكل ما تقره الباطريركية "البطريرك تحديداً" بدون قيد أو شرط كونه الزعيم الروحي و معتبرينه معصوماً من الخطأ! ،و كل قراراته الخاصة بالكنيسة و القومية و السياسة صائبة ولا تقبل الجدال . كما ظن هذا القسم بأن الأمر بالرغم من سلبياته (قد) يؤدي الى تأسيس رابطة كلدانية حقيقية كما يتمناها الجميع.
و القسم الثاني كان له نظرة بعيدة و استقراء منطقي للوقائع و المعطيات و الاستدلال العقلي بدون مجاملات، توصل مناصريه الى نتيجة شبه مؤكدة بأن الرابطة المنشودة و أسلوب طرحها و عرّابيها سوف لن تكون (قومية كلدانية)، و بالتالي سوف لن تخدم تطلعات الكلدان القومية، بل ستزيد الوضع الداخلي للكلدان تعقيداً و إنقساماً.
و بعد كل جهود البطريرك الخاصة و دعواته الشخصية للبعض ، لم يتمكن من اقناع أكثر من 60 شخصاً فقط، بضمنهم المطارنة و الشمامسة لحضور المؤتمر، مع مقاطعة واضحة لأكثرية المطارنة الأجلاء.
حيث كان بين الحاضرين شخصيات سياسية حزبية أيضاً، علماً بأن غبطة البطريرك أكد في أكثر من مرة بعدم قبول السياسيين و الحزبيين في رابطتة!.
و اليوم توقعاتنا لم تذهب سدىً بعد أن نشرت البطريركية البيان الختامي لمؤتمر الرابطة الكلدانية ( بدون نظام داخلي)، حيث شغل المناصب الرئيسية في الهيئة العليا للرابطة شخصيات سياسية لها نشاطها في كل من الحركة الديمقراطية الآشورية(زوعا) و المجلس الشعبي الآشوري و المنبر الديمقراطي الكلداني لتنتزع منها استقلاليتها و خصوصيتها الكلدانية.
و هنا لا يسعني إلاّ أن أتقدم بأحر التهاني و التبريكات الى الحركة الآشورية (زوعا) و المجلس الشعبي الآشوري و كل أعضاء تنظيم المنبر الديمقراطي الموحد بمناسبة فوزهم بقيادة الهيئة العليا للرابطة الكلدانية ، داعياً من الرب أن يوفقهم في أعمالهم خدمة للشعب المسيحي و الكلداني و القومية الكلدانية.
كما أهنيء غبطة أبينا البطريرك مار لويس ساكو على هئا الإنجاز التاريخي العظيم في تأسيسه لهذه الرابطة (الكنسية القومية المستقلة جداً !). و كان الرب مع الكلدان الصابرين.
سنعود
سعد توما عليبك