المحرر موضوع: الأسد ينسف جهود التسوية السلمية برفضه وقف القصف  (زيارة 1042 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31433
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأسد ينسف جهود التسوية السلمية برفضه وقف القصف
الرئيس السوري يتعهد بمواصلة ما سماه مكافحة الارهاب أثناء محادثات جنيف، داعيا أوروبا الى تهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين الى بلادهم.
ميدل ايست أونلاين


دفع نحو اطالة أمد الصراع

دمشق - قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه سيواصل محاربة "الإرهاب" أثناء إجراء المحادثات. وتعهد وفق مقتطفات من مقابلة مع فرانس برس نشرت الجمعة على حسابها على تويتر، باستعادة السيطرة على البلاد بالكامل، لكنه قال إن ذلك قد يتطلب وقتا "طويلا وثمنا كبيرا".

وقال إن التفاوض "لا يعني التوقف عن مكافحة الإرهاب"، مؤكدا أن المعركة الاساسية في حلب هدفها "قطع الطريق بين حلب وتركيا" وليس السيطرة على المدينة بحد ذاتها.

وأكد انه "من غير المنطقي أن نقول أن هناك جزء سنتخلّى عنه".

وتأتي تصريحات الاسد متناغما تماما مع الموقف الروسي الرافض لوقف القصف رغم الاتفاق الذي توصلت له مجموعة الـ17 في ميونيخ الذي فرض وقف جميع الأطراف المعارك تمهيدا لاستئناف مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة.

والتناغم بين الموقفين بما تضمناه من رفض لوقف القصف يعطي اشارات سلبية جدا تستهدف على الأرجح تقويض جهود التسوية السلمية.

وتقول موسكو ودمشق انهما تستهدفان التنظيمات المتطرفة مثل الدولة الاسلامية وجبهة النصرة بينما ترى الحكومة السورية كل الفصائل التي تقاتلها جماعات ارهابية.

ويعتقد محللون أن حديث الاسد عن مواصلة ما سماه مكافحة الارهاب مناورة الهدف منها اطالة أمد الصراع في ظل ما يحققه من مكاسب ميدانية بدعم جوي روسي.

وأضافوا أنه ربما يراهن على تحقيق المزيد من المكاسب تقوي موقفه التفاوضي بما في ذلك استبعاد نهائي لمسألة بقائه في السلطة من أي مفاوضات قادمة.

وردا على سؤال حول قدرته على استعادة الاراضي السورية كافة، قال "سواء كان لدينا استطاعة أو لم يكن، فهذا هدف سنعمل عليه من دون تردّد".

واوضح في المقابلة التي اجريت الخميس في مكتبه في دمشق وهي الاولى منذ انهيار مفاوضات السلام في جنيف ومنذ تقدم الجيش ميدانيا في شمال حلب بغطاء جوي روسي ان "المعركة الآن في حلب ليست معركة استعادة حلب لأننا كدولة موجودون فيها، ولكن المعركة الأساسية هي قطع الطريق بين حلب وتركيا"، مشيرا الى ان "تركيا هي الطريق الأساسي للإمداد الآن بالنسبة للإرهابيين".

واعتبر الاسد ان التدخل البري التركي والسعودي في سوريا "احتمال" لا يمكن استبعاده، مؤكدا استعداد قواته لمواجهة ذلك.

رسالة للحكومات الأوروبية
ودعا الحكومات الاوروبية الى تهيئة الظروف التي تسمح بعودة السوريين الى بلادهم، معتبرا ان ثمة "ظروف" فرضت عليهم الهجرة.

وقال "أدعو الحكومات الاوروبية التي ساهمت بشكل مباشر بهذه الهجرات، عبر تغطية الإرهابيين في البداية وعبر الحصار على سوريا، سأدعوها لكي تساعد على عودة السوريين إلى وطنهم"، لافتا الى ان كثيرا "من الذين هاجروا ليسوا ضد الدولة السورية وليسوا مع الإرهابيين، ولكن هناك ظروف أحيانا تفرض على الإنسان أن يُهاجر".

ورفض في المقابل التقارير الصادرة عن منظمات الامم المتحدة والتي تتهم نظامه بارتكاب جرائم حرب عدة منذ اندلاع النزاع الذي تشهد بلاده منذ خمس سنوات، واصفا اياها بـ"المسيسة".

وتابع "هذه المنظمات تسيطر عليها بشكل أساسي الآن القوى الغربية. لذلك معظم تقاريرها هي تقارير مسيّسة تخدم أجندة سياسية"، كما انها "لا تقدّم أدلة وهذه حالة عامة"، مضيفا "أنا لا أخشى هذه التهديدات أو الادعاءات".

من جهة أخرى دعا الرئيس السوري فرنسا إلى ان "تغير سياساتها" حيال سوريا داعيا اياها الى التحرك من اجل "مكافحة الارهاب".

وقال ان فرنسا تتبع "سياسات تخريبية في المنطقة وتدعم الإرهاب بشكل مباشر"، معتبرا انه "من واجبها الآن أن تقوم بسياسات معاكسة أو تغيّر سياساتها من أجل مكافحة الإرهاب".

وردا على سؤال عن استقالة وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، اجاب الاسد "تبدل الاشخاص ليس مهما الى حد كبير وانما المهم هو تبدل السياسات".

وقبل ذلك قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان الجمعة، إن خطة السلام التي تهدف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين القوات الحكومية السورية والمعارضة المسلحة في غضون أسبوع لا يمكن أن تنجح إلا إذا أوقفت روسيا ضرباتها الجوية الداعمة للحكومة.

واضاف في مؤتمر أمني في ميونيخ "يمكن للاتفاق أن يسمح بتحقيق تقدم إذا أفضى إلى وقف إطلاق النار وإذا أدى إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بوجه عام وشمل وقف عمليات القصف دون تمييز التي ينفذها النظام السوري وروسيا."

شكوك تخيم على المفاوضات
من جهته شكك المعارض السوري الناشط في مجال حقوق الانسان مازن درويش الجمعة بفرص نجاح الاتفاق في ميونيخ على وقف اطلاق النار في سوريا في غضون اسبوع، مشيرا الى ان المجتمع الدولي فشل طيلة السنوات الخمس الماضية في وقف الحرب في هذا البلد.

وقال درويش في مؤتمر صحافي عقده في مقر الاتحاد الدولي لحقوق الانسان في باريس ان "المجتمع الدولي يبذل جهودا، لكن الحرب متواصلة في كل دقيقة وكل ثانية. المجتمع الدولي اثبت فشله منذ خمس سنوات وقرارات ميونيخ تأتي متأخرة".

وامضى درويش الصحافي والناشط الحقوقي ثلاث سنوات ونصف سنة في سجون النظام السوري حيث تعرض للتعذيب قبل ان يفرج عنه في اغسطس/آب 2015 . وتدخلت العديد من منظمات الدفاع عن حقوق الانسان دفاعا عنه كما نال جائزة لليونيسكو.

واتفقت القوى الكبرى الجمعة في ميونيخ في جنوب المانيا على خطة طموحة لوقف اطلاق النار في سوريا خلال اسبوع، وعلى العمل على ايصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة بشكل خاص، وذلك في ختام خمس ساعات من مفاوضات كان الهدف منها اعادة احياء عملية السلام المتعثرة في هذا البلد.

واضاف "ما يجري في سوريا كارثة، انها حرب عالمية ثالثة. يجب وقف هذه الحرب فورا".

ويفترض ان يؤدي وقف اعمال العنف ان تحقق ميدانيا، الى استئناف المفاوضات السورية بين النظام والمعارضة التي كانت انطلقت في مطلع فبراير/شباط، بهدف السير بعملية انتقالية سياسية تنهي حربا مستمرة منذ خمس سنوات ادت الى مقتل 260 الف شخص وملايين اللاجئين.

وترفض روسيا وايران حليفتا دمشق فكرة استبعاد الرئيس السوري بشار الاسد وتعتبران انه يعود الى الشعب السوري تقرير مصيره.

لكن الغربيين والدول العربية الذين يخوضون حملة قصف على جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا يرون ان الاسد هو المسؤول الرئيسي عن الحرب، لكن موقفهم ما زال غامضا ازاء الدور الذي يمكن ان يلعبه في اي عملية انتقالية.

ويبدو ان اتفاق القوى الكبرى على خطة طموحة لوقف الاعمال العدائية في سوريا هش لكنه السبيل الوحيد لتحريك عملية السلام ووقف دوامة العنف كما افاد خبراء ودول مشاركة.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري بعد محادثات للمجموعة الدولية لدعم سوريا في ميونيخ (جنوب المانيا) "اتفقنا على وقف المعارك في كافة انحاء البلاد خلال اسبوع".

واتفقت الاطراف ايضا على تكثيف نقل المساعدات الانسانية الى المدن المحاصرة من قبل النظام او تنظيم الدولة الاسلامية برا او جوا اعتبارا من الايام المقبلة.

لكن بالنسبة للغربيين، فإن على روسيا، الجهة الداعمة الرئيسية لنظام بشار الاسد في هجومه العسكري على المعارضة، ان تبدأ بتطبيق الاتفاق.

أفعال لا اقوال
وقالت كريستين فيرتز المتحدثة باسم الحكومة الالمانية "الاقوال يجب ان تترجم الى افعال وهنا المسؤولية الكبرى تقع على عاتق روسيا".

واضافت "لدينا الان امكانية انقاذ هذه العملية لكننا نتوقع ايضا الا تستخدم الفترة حتى يطبق وقف اطلاق النار لزيادة وتيرة القصف" في اشارة الى الغارات الروسية التي تستهدف حاليا معقل المعارضة في حلب.

والاتفاق لا يشمل وقف القصف على مواقع التنظيمات الجهادية مثل تنظيم الدولة الاسلامية او جبهة النصرة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "سنستمر كما التحالف بقيادة اميركية في محاربة هذه المجموعات".

وينفذ التحالف بقيادة واشنطن الذي يشن منذ 2014 غارات جوية على تنظيم الدولة الاسلامية خصوصا في شرق البلاد، في حين يركز الروس قصفهم على القسم الغربي من البلاد لدعم قوات بشار الاسد.

وينتقد الغربيون الروس منذ اشهر لضرب المجموعات المتطرفة والمعارضة المعتدلة التي يمكن ان تشارك في المفاوضات من دون تمييز، ويخشون من استمرار هذا القصف رغم اتفاق ميونيخ اذ يصنف الروس العديد من المجموعات "ارهابية".

وقال جوليان بارنز- داسي الخبير في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية ان "جبهة النصرة ناشطة في حلب وعدة مجموعات مرتبطة بها. انه ضوء اخضر اعطي للروس لمواصلة عملياتهم العسكرية والتظاهر باحترام الاتفاق".

واكد جورج صبرا العضو في الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، ان الفصائل المقاتلة هي التي ستتخذ القرار النهائي بشأن الاتفاق على وقف الاعمال العدائية في سوريا.

ورحبت تركيا الجمعة باتفاق القوى الكبرى معتبرة انه يشكل "خطوة مهمة" على طريق تسوية سياسية للنزاع في هذا البلد.

وستجتمع الدول الـ17 الاعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا الجمعة في جنيف لتطبيق الشق الانساني من الاتفاق.

من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان هذه المفاوضات يجب ان تجرى "من دون مهل او شروط مسبقة".

وترفض موسكو ان يكون رحيل الاسد شرطا مسبقا في حين يؤكد الغربيون ان لا حل دائما في سوريا مع بقاء الرئيس السوري في السلطة.

وقال اليكسي ملاشينكو الخبير في مركز كارنيغي للدراسات في موسكو ان "جميع اطراف النزاع في سوريا وجدت نفسها في طريق مسدود. وادرك الجميع ان الاوان قد حان لوقف المعارك".

واضاف "دعت روسيا جميع الاطراف للجلوس الى طاولة المفاوضات وواصلت قصفها لاحد الاطراف المشاركة. لم يفض ذلك الى اي نتيجة وادرك الروس ذلك"