المحرر موضوع: لقاء مع غبطة البطريرك لويس ساكو  (زيارة 1952 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د.عامـر ملوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 201
    • مشاهدة الملف الشخصي
لقاء مع غبطة البطريرك لويس ساكو




كان لمجلة بابلون الصادرة عن الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان  في عددها الاول والتي تصدرفي مدينة ملبورن لقاء مع غبطته وقد حاوره الدكتور عامر ملوكا رئيس التحرير حول بعض الامور والقضايا التي تمس واقع ومستقبل شعبنا المسيحي.
1-   ماهية اهم الانجازات التي حققتها الكنيسة الكلدانية في فترة استلامك المهام البطريركية؟
 
 
الإنجازات عديدة:
 إدارية: اجتماع السينودس الكلداني بشكل منتظم ودراسة المواضيع المدرجة في جدول الاعمال.اختيار أساقفة جدد ممن فيهم الاقتدار الروحي والفكري والإداري للأبرشيات الشاغرة.
تأسيس مجلس راعوي يضم أربعين شخصا متوزعين على لجان متنوعة.
طقسية: تجديد الطقوس بشكل يتلاءم مع الاصالة والانسان الكلداني الموجود في العراق وبلدان الانتشار، لان الطقوس هي لهم لتقربهم الى الرب وتعمق التزامهم بأيمانهم. تفعيل القوانين الكنسية ومحاسبة المتجاوزين عليها. وضع خطة للتنشئة في المعهد الكهنوتي تتماشى مع خصوصيتنا المشرقية والثقافة الحالية مع التحديات.
مالية: الجانب المالي قضينا على الفساد المالي في الدائرة المالية في البطريركية ولا تزال هناك بعض ذيول نعمل على متابعتها. من المؤسف ان يغدو بعض العلمانيين الذين يعملون في مؤسسات كنسية كأنها ملكهم ويتصرفون هكذا.
 
راعوية: زيارة معظم الابرشيات الكلدانية ولا نزال  نقوم بزيارتها. بعد أسبوعين نتوجه الى المانيا.
بناء: تجديد عدة كنائس في بغداد وخصوصا كاتدرائية ام الاحزان في عقد النصارى والتي كانت آيلة للسقوط.  تحويل بناية المعهد الكهنوتي البطريركي في الميكانيك الى شقق سكنية للعائلات الفقيرة، تجهيز دار مار توما  للكهنة المتقاعدين..
 
مساعدة المهجرين: مساعدة الاف العائلات المهجرة داخل العراق والمهاجرة في لبنان والأردن وتركيا ومساعدة ابرشيتنا في سوريا...
ثقافة: طبع عشرات الكتب والتأكيد على الاعلام ونشر اخبار الكنيسة الكلدانية ونشاطاتها ليطلع عليها المؤمنون في كل مكان وإصدار رسائل راعوية في المناسبات المهمة بغية تثقيف المؤمنين...
 معنوية: تقوية مكانة البطريركية ودورها القيادي في الداخل والخارج. وقد اقمنا علاقات طيبة مع المسؤولين في الحكومة المركزية وحكومة إقليم كوردستان وحاليا يذكر المسيحيون في الخطابات الرسمية، ونقلنا معاناة الأقليات العراقية الى المحافل الدولية: مجلس الامن، الاتحاد الأوروبي.  المشاركة في عشرات المؤتمرات.
 

2- كيف تنظرون الى بعض الانتقادات التي توجه الى حضرتكم من خلال نشاطكم الدائم في خدمة الانسان العراقي بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص
 
 من يعمل ينتقد معظم الانتقادات تفتقر الى الموضوعية والمعرفة. غالبيتها   نابعة من التعصب الأعمى أو من الغيرة. اذكر على سبيل المثال جوابي على سؤال طرح علي في باريس عن اشورية الاشوريين اليوم ثم عن الكلدان، كلامي اخرج من سياقه. فقلت اننا كنا جميعا ندعى أبناء كنيسة واحدة هي كنيسة المشرق  وهذا الى وقت غير بعيد. اما اليوم القول  بان الاشوريين هم احفاد اشوربانيبال و سرجون وسنحاريب والكلدان  اليوم ببابل ونبوخذ نصر فهذا يحتاج الى دراسة علمية وبرهان؟؟   لا اعترض على التسميات القومية الحالية: الكلدان والاشوريون والسريان، والقومية شعور وجداني وانتماء ينبغي احترامها لكن دوما من دون تعصب..
حاليا لتشكيل "تجمع مسيحي مسكوني علماني  موحد"، يكون بمثابة مرجعيّة سياسيّة للمسيحيين يقدم صورة واضحة وشاملة عن الوضع وخطّة مدروسة وآليّة تنفيذ عملية، ويدخل الى الانتخابات القادمة بقائمة واحدة للمرشحين ممن لهم القدرة والشجاعة ليعملوا من اجل ان يأخذ المسيحيون مكانتهم الوطنية في البلاد وفي مراحل صنع القرارات. انها فرصة ذهبية لا نضيعها خصوصًا إننا نعيش اليوم حالة غير مسبوقة تهدد وجودنا.  واذا لم نفلح بدعم الكلدان بكل ما اوتينا من إمكانية حتى لا يكون هناك فراغ او يستغله المستغلون على حساب الخير العام المسيحي والعراقي.
 انا لا ادعي الكمال ابداً، من يعمل يمكن ان يخطأ
، ولكن أيضا من ينتقد يجب ان يستند الى المعرفة الدقيقة والدلائل، ويتحمل مسؤولية نقده، وان يتم الطرح بأسلوب لائق  حتى يكون  بنّاءً ومفيداً. العلاقات مع بعض الأحزاب السياسية معقدة، لان كل حزب يتصور انه وحده مرجعية المسيحيين، او يدعى ان الكل هم من قومتيه ولا يعترف بالأخرين، وهناك مشكلة في تبعية هذه الأحزاب!!!...
 
اما العلاقات مع سائر الكنائس والديانات فهي طيبة. عملت من اجل الحوار ولا زلت مؤمنا به وسأتواصل في الحوار الى النهاية لأنه السبيل الوحيد للتفاهم والتغيير.  صراحة نفس الكلدان نفس مسكوني منفتح وليس متزمتا!
 

  3-متى يكون للكنيسة الحق لكي تكون الناطق والمدافع عن حقوق ووجود المسيحيين في العراق
-         الكنيسة تدافع عن المظلومين وهي صوتهم كما كان المسيح صوت المغبونين في وجه السياسيين والاغنياء ورجال الدين. الكنيسة ليست مرجعية سياسية. لها كلمة في السياسة، وتوجه وتقول كلمة حق، لكن من دون ان تنحاز لجهة ضد جهة. هناك فرق في ان يشتغل المرء في السياسة وان يكون له موقف من تصرفات السياسيين. المفروض ان رجل السياسة هو لخدمة من يمثلهم، أي يخدم مصالحهم. ورجل الدين أيضا يعمل في خدمة كل الناس. اذن السياسة والدين يلتقيان، ويتقاطعان لما تتحول السياسة بحثا انانيا عن المركز والمال وبأساليب ملتوية!!
4- دعيتم معظم الابرشيات للتعاون مع الرابطة الكلدانية ولاتزال بعض الابرشيات او الكنائس وكانها غير معنية بهذا التعاون
الرابطة: مرّ على  تأسيسها زمن قصير و قد قطعت شوطا مهما ولا يزال امامها الكثير. اعتقد ينبغي على الكلدان ان  يدعموا الرابطة خصوصا من لهم اقتدارا فكريا وفنيا وعلميا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لخير الشعب الكلداني بالدرجة الأولى وللمسيحيين عامة.   من المؤسف  ان  بعض الأساقفة  والكهنة  لا يزالون غير متحمسين للرابطة ,قد يكون لاعتبارات سياسية ومجتمعية، لكنهم سوف يرون الثمار ويعرفون الرابطة من ثمارها.
الرابطة تقوي الاواصر بين الكلدان في كافة انحاء العالم وتحافظ على الحضور المسيحي في  العراق، بلدنا الام في  المجالات الدينية والتاريخية والاجتماعية  والثقافية والسياسية كما الحال بالنسبة الى الرابطة المارونية والسريانية. وتنظم البيت الكلداني وتدافع عن حقوقه وتحقق تطلعاته في المجالات المذكورة أعلاه.وتهتم بشؤون العائلات والاشخاص المحتاجين والمرضى والمهاجرين بالتنسيق مع الكنيسة من اجل مساعدتهم وتقديم خدمة أفضل  لهم. انها فرصة ذهبية للكلدان لفعل شيء ملموس.
لا افهم لماذا انتقدونا بتأسيس الرابطة الكلدانية! لماذا لهم حلال ولنا حرام.
 
 
5-كيف تنظرون الى تطور نضوج الممارسات  الديمقراطية في العراق على المدى المنظور.
 
الديمقراطية موجودة فقط في الخطابات، البلد يعيش حالة تطرف ديني واثني واجتماعي،  العراق يعيش حالة انقسام؟  نحتاج الى فكر جديد وثقافة جديدة. الامريكان أتوا فقط بالشعار وليس ببرامج تنشئة وتدريب على الديمقراطية والحرية واحترام التنوع والتعددية. لقد زجوا البلاد في الطائفية، ونتيجتها كانت داعش وغيرها. البلد افرغ من المهارات واالكفاءات بسبب هجرة العقول واصحاب الأموال!
 
6- كيف يمكننا ان نجعل المسيحيين المهاجرين يتواصلون مع الكنيسة في الوطن في الظروف الحالية وفي المستفبل عندما يصبح العراق بلدا امنا ومستقرا.
 
اعتقد بإمكان المسيحيين في بلدان الانتشا ر التواصل  مع الكنيسة  الام والوطن من خلال كنائسهم المحلية،  والاعلام والمنظمات.  وهنا اشدد على دور الرابطة الكلدانية بالنسبة الى الكلدان والتنظيمات الأخرى، كما ان للزيارات المتبادلة دورا أساسيا  لتوطيد العلاقة.
7- ماذا تنتظرون من الحكومة العراقية تحقيقه لمسيحيي العراق.
 
صراحة لا أتوقع من الحكومة الحالية الكثير، بسبب صراعات الكتل السياسية على السلطة والمال والأرض وشمولية الفساد الذي ينخر جسمها والتردي الامني. المهم ان نعمل من دون كلل من اجل   وطن جامع يكون خيمة للجميع، وطن مدني يستند الى المواطنة وليس الى الدين الواحد او المذهب الواحد او القومية الواحدة او الأكثرية والأقلية. المواطن امام الدستور والقانون هو واحد. وينبغي فرض سيادة القانون. وهذا بحاجة الى جهود وتربية وزمن. والحمد لله هناك قاعدة واسعة من العراقيين يحملون هذا الفكر ويصرحون به علنا.