المحرر موضوع: لا يزال المعتصمين هم الامل  (زيارة 679 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سولاقا بولص يوسف

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 133
    • مشاهدة الملف الشخصي
لا يزال المعتصمين هم الامل
      منذ تاسيس الدولة العراقية  لا يوجد رئيس وزراء بالدعم الذي ناله د.حيدر العبادي داخليا وخارجيا  لكنه لم يكن بالمستوى المطلوب من الجراة والشجاعة ليقوم بما كنا نامل منه بالرغم من نيته الصادقة للاصلاح والتغيير.وظهر ذلك جليا لدى قيام نصف اعضاء البرلمان بالتمرد على مبدا المحاصصة والتوافقية الغنائمية والانسلاخ عن كتلهم واحزابهم والاعتصام في قبة البرلمان لتحقيق الهدف الشعبي من دون الخروج على العملية السياسية الهزيلة بسبب الاوضاع الحساسة للبلد .كان الاولى بالعبادي انتهاز هذه الفرصة الذهبية   للانضمام للمعتصمين ليكونوا مع المتظاهرين السند الذي يحتاجه للوقوف بوجه رؤساء الكتل الذين يقاومون خطواته الاصلاحية .وعند ذاك سيزداد عدد المعتصمين للحد الذي يشكلون فيه الاغلبية المريحة للتغيير المنشود ولن يكن ليطالبوا باقالته  ولن يكن ليصل الوضع لما وصل اليه الان .كان على المعتصمين القبول بمبادرة رئيس الجمهورية وعدم التطرف في هذه المرحلة لان التغيير يخرج من نفس طينة المحاصصة الغنائمية الفاسدة للعملية السياسية الخائبة فلا بد ان يكون تدريجيا بسبب الاوضاع الحساسة التي يمر بيها البلد لاننا لا نتوقع تغييرا جذريا فوريا من قبل من كانوا جزءا من العملية السياسية المبنية على المحاصصة .ربما العبادي لم يتمكن من تحدي شركائه والخروج على حزبه الذي اوصله  بسبب طيبته المفرطة التي لا تخدمه كرئيس مجلس الوزراء في الوضع  الحالي للعراق. بالرغم من كل ما جرى ويجري فلا بد ان ينجح الحراك الجماهيري طال الزمن او قصر ولا بد ان ينجح المعتصمون من النواب الثابتين على موقفهم مهما قل او زاد عددهم  ولا بد ان يزداد عددهم مع الزمن ويشكلوا كتلة كبيرة في البرلمان عابرة للمحاصصة تنجح في قلب الموازين وسحب البساط من تحت اقدام  المتشبثين في المحاصصة الغنائمية’في البرلمان والحكومة وحتى التغيير المنشود. كنت اتمنى على السيد عمار الحكيم وانا معجب بقابليته الفذة في الخطابة والبلاغة والمنطق والفقه وهو في عمر الزهور ان يكون اول من  يتخلى كليا عن كل استحقاقاته الانتخابية وامتيازاته في سبيل مصلحة شعبه ليضرب مثلا اعلى في الايثار ونكران الذات للاخرين الذين فشلوا في تحمل امانة المسؤولية الوطنية ويطلب من اتباعه المشاركة في التظاهرات والاعتصامات قبل السيد مقتدى الصدر او بالتنسيق معه لتلافي الاخطاء التي وقع فيها السيد الصدر لان السيد الحكيم اكثر حنكة ودراية واتزان. لان المتظاهرين والمعتصمين بالرغم من كل اخطائهم وعلى قلتهم فهم يمثلون صوت وضمير واهداف كل الشعب العراقي لان الذين لا يتظاهرون لسبب او لاخر لا يعني انهم غير متذمرين وناقمين ربما اكثر من الذين يتظاهرون لكنهم لا يثقون بالمسؤولين سيستجيبون لصراخهم لشدة ياسهم واحباطهم.سيدنا عمار الحكيم ان التذرع بالشرعية وبالمنطق السليم النظري لن ولم تحل مشكلة العراق منذ 13 عاما ولحد الان ومصلحة الشعب فوق كل المفاهيم المنطقية والقوانين والدستور والثورات والانتفاضات لا تتماشى مع المنطق والشرعية لان بواعثها عادة تكون بسبب عدم التزام الساسة والمسؤولين والحكام بتلك المفاهيم اصلا.كنت اتمنى ان يبادر السيد الحكيم بمبادرة سلسة قابلة للتطبيق الفوري وليس لتعقيد المشهد بتغيير رئيس مجلس الوزراء والدخول في دوامة ايجاد البديل بل باطلاق يد العبادي في اختيار وزراءه بنفسه .والافظل للسيد عمار الحكيم ولكتلة المواطن برئاسة السيد باقر الزبيدي الاشتراك مع كتلة الاحرار للسيد مقتدى الصدر في مبادرة موحدة تحل الازمة باغلبية مريحة.وخاصة وكتلة المواطن لم تشترك في حكومة المالكي الثانية حفاظا على سمعتها فلماذا تتشبث الان  بمبدا المحاصصة والشرعية؟ التي تكبل يد العبادي ؟ وتاثر على سمعتها باصرارها على الحق الذي يراد منه باطل؟منذ سقوط نظام البعث وهؤلاء الجماهيرالمتذمرة  المنتفضة والغير المنتفضة طوع بنانكم على طول الخط واشتركوا في الانتخابات و في الاستفتاء على الدستور وغيرها لايصالكم الى سدة الحكم  كما تطلبون املا في بناء دولة مؤسسات ومواطنة تمثلهم افظل من النظام السابق الذي اذاقهم الويل طيلة عقود لينعموا بالامن والاستقرار والعيش الكريم ليس الا. فبنيتم دولة مبنية على الفساد والمحاصصة الغنائمية لصالح احزابكم وانفسكم ولم تحسوا بالمواطن لحد الان الا بالكلام بالرغم من ميزانياتكم الانفجارية.وعندما ينتفض الشعب ويتظاهر ويعتصم فتحصون عليه اخطائه العفوية الصادرة من ربما واحد بالالف من المتظاهرين والمعتصمين وبالرغم من كونها مستهجنة الا انها لا تشكل ولو واحد بالمليون من اخطائكم بحقهم وبحق انفسكم من الخطا الفاحش ان تجير المظاهرات والاعتصامات للتيار الصدري في حين انها تمثل نقمة كل الشعب . ومن الخزي والعار على كل من يقول كان يجب منعها باستعمال القوة المفرطة اومن يطلب الاسستعانة بشركات حماية اجنبية .فهل يمكن لهكذا نماذج ان يمثلوا الشعب؟ انهم يحملون ثقافة النظام السابق وغير ناظجين فكريا وسياسيا ولا يؤمنون بالشعب بل يتعالون عليه من فراغ.الحل لازمة الحكم في العراق يجب ان يجري بسلاسة وهدوء بتعاون ودعم الكتل والاحزاب للعبادي والتخلي كليا عن التشبث بالمحاصصة والتوافقية والا سيخسر الجميع ان لم تحل بهم الكارثة ربما.
                                                                                                   
                                                          سولاقا بولص يوسف