المحرر موضوع: أضواء على مؤتمر كنائس ميد ويست للروم الأرثوذكس في ميشيغان  (زيارة 1135 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
انعقد في ولاية ميشيغان الاجتماع السنوي لأبرشية كنائس ميد ويست للروم الأرثوذكس للفترة من 22-26/حزيران/2016 تحت شعار: (أنا وأهل البيت نخدم الرب). ولايات ميد ويست هي: ميشيغان المضيّفة، اوهايو، انديانا، شيكاغو- الينوي-، كنتاكي، ايوا، مينيسوتا، ويسكا ونست، ونزر الكندية). صحيفة المنتدى (فورم اند لنك الامريكية اللبنانية) الناطقة بالإنكليزية والعربية ارتأت بهذه المناسبة القيام بتغطية كاملة على أضواء المؤتمر. باستضافة كاتدرائية كنيسة سنت ميري ليفونيا وعلى رأسها راعي الكنيسة الأب د. جورج شلهوب رئيس أساقفة ميشيغان واللجنة التحضيرية المشرفة على المؤتمر وجميع العاملين من الكادر الإداري (فلنترز) كانوا على قدم وساق القلب النابض المُشرّف وبامتياز فائق التصّور تنظيمياً وخدمياً وتوفير وتهيئة كافة المستلزمات والمساعدات والايضاحات لإنجاح المؤتمر. قبل بدء المؤتمر بيوم (الاربعاء) وفي الساعة السادسة مساءاً كانت صلاة الغروب في الكاتدرائية بحضور جميع المشاركين وبعدها تناولوا وجبة العشاء. في يوم 22 الخميس بدأت أعمال المؤتمر (في فندق إدوارد فيلج المخصص للمؤتمر) ففي الساعة السابعة صباحاً الصلاة المباركة ودراسة الكتاب المقدس وبعد تناول الفطور، بدأت النشاطات والفعالات بمشاركة عوائل رعية الكنائس من مختلف الاعمار الأطفال والاشبال والشباب والشابات والنساء والرجال. تميزت الاجتماعات بعلاقة حب الانسان لأخيه الانسان معززاً الوصف بالتجربة. مع هذا الوصف المقتضب، قمنا بلقاء نيّر مع غبطة المطران انثوني بمشاركة الأب الفاضل أنتيبس راعي كنيسة سنت جورج، سألته عن المؤتمر الحالي ال 64، متى بدأ أول مؤتمر وكيف تم تطوير الفكرة خلال هذه السنين؟ فكرة التجمع بدأت بواسطة شبيبة الروم الأرثوذكس (سويو) بدأت عام 1950، والابرشية كان لها نشاطات قبل ذلك في بداية عام 1910 برعاية الاسقف العام في أمريكا الشمالية آنذاك القديس مثلث الرحمات روفائيل هواويني حيث كان يقوم بزيارات وجولات وسفرات الى الولايات الامريكية وبجهوده له الفضل بتأسيس الفكرة. الأبرشية أخذت الفكرة بالإيمان المسيحي بهدف وحدة العائلة والمجتمع، بدأت ابرشية ميد ويست المتكونة من 9 ولايات بالحرص والاهتمام بالفكرة وأصبحت ميد ويست القلب النابض بنشاطها وأخذت الانتشار في كافة انحاء أمريكا من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب. ولا ننسى الشخص المحرك والملهم لهذه النشاطات هو ولتر شامي ومعه مجموعة من المؤمنين لهما الفضل على تصقل الفكرة ولا زال يعيش ليومنا حيث قاموا بعمل مدارس الاحد والجوقات والتراتيل وفعاليات أخرى. ان الغاية الأساسية من هذا التجمع هو العامل الاجتماعي والعائلي كي تبقى الكنيسة محافظة على عوائلها وطابعها الكنسي ليتورجياً ولاهوتياً وتاريخياً. وبنفس الوقت أصبحت الفكرة نموذجاً للعالم (بيرش لايف) تذكرني والدتي وهي من ضيعة قدحات القريبة من دير البلمند، فعندما كانوا اللبنانيون يأتون الى أمريكا من ضيعتها والمدن المجاورة لها كانت تساعدهم وتسهل امورهم عن طريق منظمة سويو وكانت تحثّهم على المشاركة بالفعاليات والنشاطات وتعتبر سويو رحم الكنيسة. سؤالي الثاني هو؛ أين سيعقد المؤتمر القادم وما هي صيغة اختياركم للولاية وماهي الاسهامات في عملية تطوير وتنمية الأفكار لغد أفضل للسير في إرساخ اعماق الفكرة؟ أولاً المؤتمر القادم سيعقد لسنة 2017 في ولاية شيكاغو ألينوي برعاية راعي الكنيسة الخوري دحدح، اما في اختيار الولاية فتتم عن طريق كل كنائس ميد ويست ترفع تقاريرها وبمشاركة المنظمات والجمعيات العاملة فيقدمون التقارير وفي اجتماع عام يرأسه الاسقف المتروبوليت وبالزام الحضور الكهنة مع الخدمة الروحية كل يوم في الصلاة الإلهي وصلاة الغروب. الغاية من الاجتماع إعطاء التعمق بالإيمان والمشاركة في الكلام في المد الفكري والثقافي ضمن الأسقفية وتتم المحاضرات والمواضيع المطروحة التي تُبحث وعلى ضوؤها الاسقف يعين المؤتمر والولاية (كما جاء في كتاب حَشوّا؛ وأنا أكون خادماً للرب وكيف الانسان يخدم ربه). شكرت المطران انثوني والأب الفاضل أنتيبس على المشاركة وبدوره المطران طلب نقل تحياته الصادقة لإتاحته لهذه الفرصة باللقاء للدكتور أسعد الدندشلي صاحب المجلة.  وكانت لدينا وقفة ثانية باللقاء مع الأب د. جورج شلهوب مشكوراً الفادي الدؤوب ذو القلب النابض عطاءاً سرمدياً ولا ينضب حباً وعشقاً وتفناً وفكراً وأسلوباً. سألته؟
عودتنا ابرشية توليدو وكنائس ميد ويست في كل عام أجراء مؤتمر ومهرجان واجتماع وكان نصيب ولاية ميشيغن لهذه السنة لديكم. ممكن ان تنوّرنا بعدد الكنائس المشاركة وعدد الكهنة والشمامسة والعوائل المشاركة في هذا المؤتمر؟ أجاب بعد الترحاب والشكر للصحيفة وكادرها وقال: نحن مسرورين بانعقاد المؤتمر في ولايتنا فهي فرصة من العمر سيسجلها التاريخ. ان عدد الكنائس المشاركة هي 45 كنيسة من 50 وعدد المشاركين من الكهنة والمساعدين والشمامسة يقارب 60 شخصاً والمؤتمر تحت رعاية غبطة المطران متروبوليت أمريكا الشمالية جوزيف ويساعده الاسقف انثوني مطران كنائس ميد ويست مع المئات من العوائل المشاركة. المؤتمر هو الرقم 64، من 22-26 حزيران تحت شعار: (انا وأهل البيت نخدم الرب؛ من كتاب جَشوّا). هدف المؤتمر التربية والتنشئة والتعليم للعائلة الارثوذكسية، فنحن في المجتمع الأمريكي لسنا اقلية ولو كنا اقلية لكننا فاعلين في مجال العمل الدراسي والثقافي وتنظيم الأجيال القادمة ليكونوا نوراً وثمراً للعائلة ومستقبلها. لقد تعلمنا هذا الدرس من ابائنا واجدادنا وعلينا نقل هذا الدرس والدور لأجيال المستقبل لتبقى الكنيسة محافظة على استقامتها لكلمة لمسيح. قامت اللجنة المشرفة للمؤتمر على ارسال دعوات ومشاركات للكنائس المسيحية المشرقية الرسولية. هدفنا نابع من اصالتنا والاصالة رباطها الوحدة المسيحية للحفاظ عل كلمتها وديمومتها الى التجدد من أجل غدٍ أسمى.
السؤال الثاني للأب؛ كان كيف بدأت الفكرة وما الغاية من هدف انعقادها كل عام، وأهم الفعاليات والنشاطات المثمرة لهذه اللقاءات؟ أجاب؛ علمّنا السيد المسيح مثل الزارع والأرض: (وبعض سقط في الأرض الصالحة فلما نبت أثم منه ضعف). سأل التلاميذ يسوع المسيح عن هذا المثل وهو من النصوص الانجيلية المحبة للقلوب. الزارع هو الإله والزرع هو الكلمة والأرض بأنواعها أي أصناف البشر، نحن نملك الأرض بالإيمان والفحص، هذا الفحص يسميه الادب المسيحي ب (السهر واليقظة). أي السهر على الكلمة المزروعة، فعلينا التمسك بالا رض ولا ندع طيور العابثين العبث بها فعلينا ان نبقى بحرص وإيمان ان لا نسمح بخلط الزرع بالشوك. المثل توارثناها من كلمة الرب ومن القدسين الأوائل وظل ميراثاً في جوهر كنيستنا، وأجيالنا هم ثمرة اصالتنا ووجودنا ومستقبلنا، هنا نكون قد حصدنا المحبة والوحدة والتماسك العائلي والارتقاء في العيش المستمر. كنيستنا عمرها في أمريكا أكثر من 120 عاماً، رأت من واجبها الحرص والتوجه والسهر على أولادنا ليكونوا شمعة مضيئة لأيقونة الحياة في العالم والمجتمع الأمريكي. لهذا الكنيسة حرصت منذ البداية على الاهتمام في مدارس الاحد، والمشاركة مع البرامج التوجيهية التطبيقية العلمية والعملية لتبقى عقيدتها راسخة. بابها مفتوح للآخرين ونحن نؤمن في المباحثات الدينية، أما الحوارات الدينية قد تكون غير مثمرة لأن كل انسان يرى نفسه انه أحسن من غيره ودينه هو الأفضل. المباحثات الدينية هي الركيزة الأولى للإنسان ولأخيه الانسان في العمل الخّير والتعامل من خلاله. وان أساسه عندما خلق آدم ونحن جميعاً نقول اننا أبناء آدم وعليه تكون المخالطة والمعاونة، ونتكلم باسم واحد دون التزمت الديني. إذاً فأنا ابن ادم أفضل من ان أقول انا ابن إبراهيم واسحق ويعقوب. حوارنا الانساني متفتح لقبول الانسان الآخر، هذا هو توجهنا. هذه هي فكرة المؤتمر منذ بزوغها قبل عشرات السنين في أمريكا، المؤتمر تخلله الفعاليات والنشاطات والمهرجانات الخطابية الشبابية ومسابقات الفكر والايضاح عن الاناجيل الأربعة بفئات من العمر بين 9-15 سنة وفئات بعمر 15-20 تتنافس في الخطابات والتفسير والنشاط الرياضي. مؤكد الفائزين نالوا الجوائز التقديرية، الى جانب كل هذا لا ننسى دور المرأة في الكنيسة فدورها شاخص ومتميز فهي ملح الارض بين الكنيسة والعائلة ودورها عظيم في مدارس الاحد، علاقة العائلة، ومسؤولية الأولاد مع المدارس التي يتعلمون فيها بمراحلها فيما تتفاعل بالقيم الإنسانية. فالكنيسة تتوجه بقانونيتها وبعض الأحيان لا انفصال بين الروحانيات والاجتماعيات، نحن نفرح مع المفرحين ونحزن مع المحزنين. ونقيم كل يوم القداس الإلهي للعوائل لكي يتناولون القربان المقدس (الطعام السماوي الابدي للإنسان) لأن المسيح علمنا من يأكل الخبز السماوي لا يجوع؟ فهو غذاء الروح. فالكنيسة الارثوذكسية تسير على خط لا فرق بين الحياة الدينية والدنيوية فكلاما مع بعض كما في وصايا الرب. وتعاليم المسيح بالروحانيات والاجتماعيات ان نكون جسداً واحداً. اللقاء الثالث كان مع الأخت المؤمنة أروى عنصرة حيث اختارت الكنيسة واللجنة هي والاخ وليد متى وهما من العناصر الكفؤة لإدارة وتنظيم المؤتمر؛ قالت أروي: هذا المؤتمر يسمى مؤتمر الحياة. قبل بدأ المؤتمر اخترنا 15 عنصراً للخدمة معنا ومشاركتنا بكافة الفعاليات وعملنا الاجتماع لهذا الغرض. اخترنا عنصرين للعمل أولهما العنصر الأساسي والثاني العنصر الثانوي، الأساسي التركيز على باب التعليم الديني (ورشة عمل درس خصوصي) فقمنا باختيار أشخاص لتوزيع الحصص كحصة التعليم، حصة اجتماع الشبيبة، حصة الأطفال واعمالهم ومسابقات للرسم والشعر والتصوير وأدب الانشاء، وباب المرنمين النغم البيزنطي والتراتيل والجوقة الموسيقية، مسابقات للشبيبة والكبار لمناقشة الاناجيل، واجتماع السيدات لكل كنيسة، اجتماع الخوارنة المشاركين في المؤتمر. اما العنصر الثاني هو: رحلات ترفيهية منها زيارة المتحف العربي الأمريكي وهو أول متحف في أمريكا، رحلة الى متحف هنري فورد للسيارات، رحلة ترفيهية لتعليم الشبيبة عن فن الطبخ وتراثه، وقمنا بإحياء ثلاث حفلات مساء كل يوم، الأول أمسية أهلاً وسهلاً/ الضوء عشاء، اليوم الثاني مع الفنان أسامة بعلبكي، اليوم الثالث (السبت) حفلة كوكتيل لساعة ثم مأدبة عشاء كبرى على أنغام وموسيقى الفنان ناصر ديب. غاية لحفلات لقاء عوائل كنائس ميد ويست والتشجيع على التعارف بين مختلف الرعويات.   
انتهى المؤتمر يوم الاحد بنعمة وقوة الرب المباركة للعاملين والمشاركين في كل يوم من السابعة صباحاً حتى العاشرة مساءً. يوم الاحد بدأ صباحاً بالاعتراف والصلوات وعند الظهر تناول الغذاء. الكنيسة خبيرة في الانسانية والعطاء ومثل هكذا لقاءات تعطي الزخم المستمر في صياغة وتصقل وصهر ذهنية الأجيال المستقبلية، ان الغد لهم وبهم ومنهم وبقوتهم ستبقى الكنيسة مصدراً غزيراً أبياً بهياً للإنسانية.
                                خادم الرب/ ســــمير عســــكر