المحرر موضوع: زيارة المالكي للسليمانية .... اهداف محتمله وليست محاله  (زيارة 643 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل محمد علي مزهر شعبان

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 66
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
زيارة المالكي للسليمانية .... اهداف محتمله وليست محاله

محمد علي مزهر شعبان
 
نيجرفان بارزاني يقول نحن لا نعلم نية المالكي في زيارته للسليمانية، ولكن لو كانت نيته خيرا  لزار اربيل. . ما يثار حول الزيارة من غايات لا يحتاج الى معرفة نيتها ومبتغاها للقاصي والداني، للمدرك ما يدور وما سيدار على ضوء الاحتمال وليس المحال، وما انتجته مجريات الامور والاحداث الاخيرة، سواء على ضوء اتفاقية الاتحاد الوطني وكوران كمنتج لما ألت اليه الاحداث في الاقليم، او ما يبتغيه المالكي سواء على حسن النوايا او محتملات الخفايا، وان بررت الزيارة على انها ليست مفاجئه على لسان السيد نيجرفان في معرض قوله : ان زيارة رئيس حزب الدعوة جاءت بدعوة من الاتحاد الوطني الكردستاني .
العنوان الرئيسي للزيارة  لمباركة الاتفاق بين الاتحاد والتغيير، على اتفاق له ابعاد افرزتها وقائع واحداث، وتعاكسات في الرؤى ادت الى ان تكون كمثل قنبلة موقوته عواقبها دون شك لا تحمد عقباها . الزيارة دون شك هي في مسار الاحداث عما يجري في الاقليم والعاصمة مما سيؤدي بمتغيرات يجري التحضير لها في فن اللعب السياسيه. وخفايا ادارة الازمات، وقراءات من السهولة لا تحتاج الى تهجئة .
المالكي رئيس اكبر كتلة عدديه في مجلس النواب، ولابد ان يبحث عن الاستقواء بحلفاء جدد خارج مدار التحالف الوطني المنقسم والمنثلم لتكون في رهان وجود كتلة عابرة للطائفية وكما كان يدعو الى حكومة اغلبية لتكون في نصاب مسار قد يلتحق به الكثير سواء من اسوار الاقليم او ممن ينظرون الى المشهد بمنظر القوي في قوادم الايام . كذلك السليمانية تبحث عن دور يمثل حجمها الطبيعي بعد ان تهشم التحالف الثنائي مع الديمقراطي الكردستاني . ان الاحداث وما يجري على الارض، تفرض حقيقة الاحداث ان ناخذها من طروحات وتصريحات دعائم هذا الجانب او ذاك، والغور في اعماق ما تحمل من مؤشرات . فرئيس كتلة التغير في مجلس النواب " كاوه محمد يقول :  السليمانية تبحث لها منذ بروز الخلافات في الإقليم للعلن بين الاحزاب الكبيرة وهي تفتش لنفسها عن دور محوري .
المالكي هو الاخر على شاكلة الدور ولكن بابعاد تتحرك في نطاق اسوار بغداد وخصومات القوى السياسية والتحالف الوطني وعقدة العزل والتوافق . فهل سينجح المالكي بعقد صفقات تترجمه الى لاعب قوي وهل ستنجح السليمانية بالاستقواء برجل عرف بخصوماته مع اربيل ؟ اذن لنمضي مع الغايات التي هي ابعد غورا من البروتوكولات . الاثنان يبحثان عن دور متحرك فاعل يتجاوز اسوار العاصمة والاقليم بعد العزل الذي مورس ضد الاثنين، فلابد من متحرك جديد، يأتي بالماضي وما حمل من رؤى مشتركه، ويتناسى خلافات تعددت فيها التفسيرات، فيما يتعلق ما علق على شمعة المالكي من ايذاء للشعب الكردي، والسر هو ليس خلاف بين رئيس وزراء وشعب وانما مع رئيس اقليم، مهما فسرت غايات الاثنين، فان الامر انسحب على الارض بضرر على الشعب وهي فرضية دائمة الحضور، هي ان يكون الناس كيس ملاكمه لقبضات الاقوياء .
من جهة اخرى يفجر السيد مثنى امين  رئيس كتلة الاتحاد الاسلامي في مجلس النواب، حقيقة لا غبار عليها، وانما القراءة التي تكشف ورقة التوت، ليس من باب التعري والتهكم وانما الرؤى المدركة التي تضع التفسير في نصاب المعقولية حيث يقول : زيارة المالكي ليست بروتوكولية ولا هي تأتي في إطار تمتين العلاقات او الاستجمام الصيفي مثلا ؛ بل وبحسب المعطيات والتسريبات والتحرك الاخير لقوى فاعلة في السليمانية باتجاه بغداد الاتحاد الوطني + التغيير + حزب مستقبل كردستان واخرى في لحاق ركب التحالفات سوف تضع هذه الزيارة لمسات أخيرة ومعلنه لعلاقة جديدة بقادة السليمانية .
اذن ما طبيعة المعادلة الجديده، وهل ستشكل قوة فاعلة داخل البرلمان ؟ مما يجعل بعض الاطراف التي لها ذات الرؤى والاهداف، ان تلتحق بهذا التحالف ربما ليس من الضرورة ان يكون المالكي رئيسا للوزراء فيه، او فيما يرغب الرجل ان يرجع الى سدة الحكم من خلال مقاعد دولة القانون والاتحاد 21 مقعد والتغير تسعة ومما سيلتحق، وما ثقل الملتحقين ؟ حتى لو اثقلنا كفة الميزان ان مما تبقى من جبهة المعتصمين سيكونوا بذات العربة . اضافة الى الضغوطات الاقليمية والجبهة التي اوشكت مفاتيح صراعها ان تنفتح بين طهران واربيل وما الت اليه الاحداث من فتح مكاتب لمجاهدي خلق وبناء قواعد عسكرية في الاقليم وما تفعله القنصلية السعودية .
اضافة لما تشهده الاطراف السياسية في الاقليم من صراع حول رئاسة الاقليم، وطرد رئيس البرلمان وتعطيل البرلمان، وما ألت اليه احوال الاقليم الاقتصادية من انهيارات اقتصادية، ادى ان يكون الفراغ كبيرا بين الاطراف، ولسد هذا الفراغ لابد من بوصلة لاتجاهات جديده وتحالفات فمضى الاتحاد وحلفاءه الى القادم القديم الجديد وذهب الديمقراطي لينضوي تحت معطف دولة قوية مثل امريكا .
هذه الحقيقة وان غلفتها بعض التصريحات ببرقع الاستحياء من تعظيم الخلافات بين الاحزاب الكردية، وهي تبريرات كمن اختفى الوجل في خوالج البعض، عما سيفصح المستقبل من متغيرات، ويوسع الهوة وما سيتهاوى فيها . فمثلا ومن باب التمويه يقول السيد : محمود محمد المتحدث الرسمي باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني يقول : ان زيارة المالكي طبيعية" كعلاقة بين الأحزاب العراقية ولكنه يرى انه يجب ان لا تستخدم هذه الزيارة والتقارب ضد طرف او أطراف أخرى، ويضيف: "ربما تكون الزيارة جزءا من محاولات المالكي للعودة الى السلطة حيث لم يخف هذه الرغبة في السابق .
الافتراض هنا فيه جنبه من المعقولية ولكن السيد نيجرفان يقول : لو زار المالكي اربيل لاستقبلناه بالترحاب . السادة في اربيل يدركون ان الزيارة تحمل معها ثقل الارض من بغداد الى السليمانية من غايات واهداف، فاي صفة تحمل الترحاب ؟
يقول السيد كاوا محمد رئيس كتلة التغيير في البرلمان العراقي ان تقاربهم مع المالكي كان "مهما"  الا انه رفض ان يكون ورقة ضغط ضد الحزب الديمقراطي . لنتوقف ان تقاربهم كان مهما ولكن حتى لا تتوسع الهوة . تجمل الحكاية وتبروز، ان لا يكون ورقة ضغط . ياسيدي الضغط بينكم واربيل هو من طار بالمالكي اليكم،" وند ندي صديقي " وانت القائل ياسيد كاوه : إن ملاحظات الحزب الديمقراطي على الزيارة تتعلق بكون الحزب الديمقراطي واقعاً في وضع نفسي سيئ ولاسيما بعد توقيع الاتفاق بين حركة التغيير والاتحاد الوطني.
انها معادلات سياسية انتجتها طبيعة الصراعات لعلها تغير ما على الارض كثيرا سواء في المركز وتحالفاته الهشه لكل القوى المنضوية تحت لافتات اثنية او طائفية، ولعها تعيد الى الاذهان الى تشكيل حكومة اغلبية سياسيه، وتغير ميزان القوى في البرلمان . احد القيادين في الدعوه متفائلا للغاية حيث يقول : نحن "سنعتمد على الاتحاد الوطني وحركة التغيير في البرلمان العراقي لتنفيذ فكرة تشكيل حكومة الأغلبية التي ندعو اليها وفي الوقت نفسه سيكون لذلك تأثير في الضغط على الحزب الديمقراطي للاستغناء عن التفرد الذي يمارسه وسيكون الضغط باتجاه حل مشكلات الاقليم الداخلية.
يبدو ان الصورة ترججها رياح الاحتمالات وان اخذت بمأل النجاح والنكوص الا ان المؤشرات توحي، بأن التقارب بين الجبهتين سيشكل تغييرا في معادلة القوة . رغم ان المالكي وضع هالة الموده على اللقاء حيث صرح باقتضاب :  إن اتفاق الاتحاد مع حركة التغيير امر جيد جدا وآمل أن تعملوا معنا لتحسين العلاقات بين الإقليم والحكومة المركزية لان مشكلاتهما تؤثر على بعضهما البعض . ولبلورة هذا الاتفاق نحو اتفاق أوسع يضم بقية القوى السياسية في الإقليم .