المحرر موضوع: لماذا العودة الى المربع الاول ؟  (زيارة 2074 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. منى ياقو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 77
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

لماذا العودة الى المربع الاول ؟

د.منى ياقو

ربما أصبحنا بحاجة الى تفسير كل ما نقوله ، لكي لا يتم تأويله بشكل سلبي ،  و خشية ان تشيع حالة من سوء الفهم و الشك حتى بالنيات الصادقة ، أردت توضيح الاسباب التي تجعلني أعود احيانا  و استحدم مصطلح ( الاقلية ) ، بعد ان كانت أولى توصياتي في اطروحتي للدكتوراه عام 2004 ، والتي كانت بعنوان ( حقوق الاقليات القومية في القانون الدولي العام – دراسة سياسية قانونية ) ، هي " ان نقترح استبدال مصطلح الاقلية القومية بمصطلح القومية ................ لا سيما ان كان لا يراد بمصطلح الاقلية الاشارة الى العدد ، بقدر ما يشير الى التهميش او التصغير او التقليل من شأن جماعة ما " ، و أرى في سبيل ذلك ، ان من الضرورة بمكان ان اعرج على اهم ثلاث مصطلحات يمكن ان تستخدم في وضعنا الحالي :-
اولا - السكان الاصليون Indigenous Peoples
حيث يمكن تعريفهم ( وفقا للأتفاقية رقم 169 بشأن الشعوب الاصلية و القبلية في البلدان المستقلة لعام 1989 ) بأنهم ، مجموعة من سكان ارض ما بقوا في ارضهم رغم احتلالها من قبل قوة او شعب آخر ، و يكون هؤلاء السكان الاصليين قد اصبحوا اقلية ، بسبب ممارسات يقوم بها المحتل ، كأن يقوم بتهجير السكان الاصليين و جلب شعب جديد ليستوطن ارضهم .
و لا يشترط طرد هؤلاء خارج الوطن ، بل يكفي ان يكون عدد المستوطنين الجدد اكبر من عدد السكان الاصليين ، بحيث يدفع اغلبهم للعيش في مناطق نائية ، و ما يهم في النهاية ، ان السكان الاصليين يفقدون السيادة على وطنهم و لا يعودون يملكون السلطة ، و ان الامر الواقع يجعلهم يخضعون لسلطة المحتل و قوانينه ، و يفترض هنا ان تمارس ضدهم سياسات اقصاء و تهميش ، مما يجعل حقوقهم منقوصة قياسا بحقوق المحتل .
و تعد حقوق السكان الاصليين حقوقا جماعية ، بمعنى انهم يمارسونها كجماعات و شعوب ، و هي ايضا حقوق اصلية لانها تستند على الدعوى بانها حقوق تاريخية ، يلزم الاعتراف بها لضمان استمرارية وجود السكان الاصليين و بقائهم .
و غالبا ما تتركز مطالب السكان الاصليين فيما يلي :
1-   الارض  : حيث يطالبون بأستعادة السيطرة على اراضيهم التي كانوا يمتلكونها  .
2-   التنظيم الاجتماعي و السياسي : و يتمثل ذلك في المطالبة بحقهم باتخاذ القرارات الخاصة بشؤونهم و المشاركة الكاملة في جميع مستويات اتخاذ القرار ، اضاقة الى حقهم في خلق آلية تنظيمية تهدف الى تضامن السكان الاصليين من اجل الضغط لتحقيق مطالبهم ,
3-   التنمية الاقتصادية : و من خلالها يطالبون بأشراكهم في خطط التنمية الاقتصادية للسيطرة على اقتصادياتهم .
4-   التعبير عن واقعهم : لهم الحق في انشاء منابر يعبرون من خلالها عن مواقعهم و طموحاتهم التي تتراوح بين المطالبة بالارض و المشاركة السياسية .
5-   احترام الهوية : و يتم ذلك من خلال الاعلان عن احترام التنوع العرقي و الديني و الثقافي .
أود الاشارة هنا ، الى ان مصطلح (السكان الاصليين ) طالبنا بأدراجه في مشروع دستور الاقليم ، لكن معظم الاطراف قد رفضت ادراجه ، بحجة ان كون احد الاطراف من السكان الاصلينن ، يجعل الاخرين ، بالمفهوم المخالف ، سكاناً غير اصليين ، وهذا أمر يرفضه المنطق القانوني السليم ، لا سيما و ان اطلاق المصطلح ليس امرا اعتباطياً او كيفياً ، بل ان هنالك معايير معينة يجب اثبات توافرها لكي تستحق أية مجموعة سكانية ان نطلق عليها هذا المصطلح ، الذي له ابعاد و تداعيات تترتب عليه مستقبلا  .
ثانيا – مكونات Quantities
ان مصطلح ( مكونات ) استخدم في ديباجة دستور العراق النافذ ، حيث جاء فيها " ......... شهداء العراق شيعة و سنة ، عربا و كوردا و تركمانا ، و من مكونات الشعب جميعها ............" و ايضا " ...نحن شعب العراق الذي آلى على نفسه بكل مكوناته و اطيافه .........." ، و تم تكريسه في الاقليم ، من خلال صدور قانون حماية حقوق المكونات رقم 5 لسنة 2015 النافذ  .
و رغم ان البعض يعد استخدام هذا المصطلح انجازا كبيرا ، الا اننا نعتقد انه مصطلح ليس له اساس قانوني صحيح ، لا سيما و ان "المكون" يشير لغويا الى العناصر التي يتكون منها الشيء ، و بما ان المجتمع يتكون من الاغلبيات و الاقليات ، فأن هذا المصطلح يتسبب في الخلط بين المجمتعات الصغيرة و الكبيرة العدد ، مما يضطرنا في النهاية ، عند الحديث عن الاقليات ، ان نقول " المكونات الصغيرة العدد " ، اذن فأننا هنا نرجع الى الحديث عن الاقلية ، لكن بصيغة جديدة .
ثالثا – الاقلية Minority
يمكن تعريف الاقلية عموما بأنها مجموعة من الافراد اقل عددا من اغلبية مواطني الدولة و هي في وضع غير مسيطر و تتوافر لها خصائص اثنية او دينية او لغوية تختلف عن خصائص بقية السكان ، و تظهر ولو بشكل مستتر احساسا بالتضامن بغية الحفاظ على طابعها الخاص او ذاتيتها الثقافية او خصائصها المميزة .
نفهم من ذلك ان الاقلية تشترك مع السكان الاصليين ، في عدد من السمات ، هي :
1-   الفئتان تكونان في وضع غير مسيطر .
2-   تختلف ثقافتهما و لغتهما و عقيدتهما عن الاغلبية .
3-   لهما رغبة مشتركة في الاحتفاظ بالهوية و تعزيزها .
4-   كلاهما غالبا ما يعاني من الاقصاء و التهميش ، و يعتبران من ضمن الفئات المهمشة او الجماعات المستضعفة  .
لكن الاقلية تختلف عن السكان الاصليين في امور اخرى :
1-    فبينما يكون للشعوب الاصلية ارتباط روحي قوي و عريق بالارض ، يمتد الى عصور طويلة ، فأن الامر يختلف بالنسبة للاقلية ، التي ليس من الضروري ان يكون لها نفس الارتباط بالارض . 
2-   الاصل ان  تكون الاقلية اقل عددا دائما ، لكن البعض من السكان الاصليين قد لا يكونون اقلية ، ففي ( بوليفيا ) مثلا ، يشكل السكان الاصليين اكثر من نصف العدد الاجمالي للسكان .
يمكن القول اذن ، ان معظم السكان الاصليين قد يكونوا اقلية ، لكن ليست كل اقلية من السكان الاصليين ، وان الاشخاص المنتمين الى الشعوب الاصلية يتمتعون بالحقوق الواردة في الصكوك الخاصة بالاقليات ، تمتعا كاملا ، ان هم ارادوا ، بينما لا يمكن للاقلية ان تطالب بأية حماية كشعوب اصلية  .
عموما ، نظرا لصعوبة اتفاق البعض على استخدام مصطلح السكان الاصليين ، و اطلاقه علينا ، حتى و ان اثبتنا توافر كل المعايير الدولية اللازمة للتأكيد على اننا سكان اصليين ، و نظرا لان مصطلح مكونات لا اساس قانوني له ، و انه مجرد مجاملة استخدمتها الاغلبية بعد السقوط ، فأننا نفضل استخدام مصطلح الاقلية ، للاسباب التالية :
1-   اننا بالفعل اقل عددا و اقل هيمنة ، وان ذلك لا يعني بأية حال اننا اقل شأنا ، لا سيما وان لنا حضارة عريقة يشهد لها الجميع ، لكن الانتهاكات المستمرة التي تعرضنا لها و لا زلنا نتعرض لها  ، هي التي جعلت منا اقل عددا .
2-   ان هذا المصطلح يجعلنا نستفيد من جميع الوثائق الدولية التي تستخدم المصطلح دون ان تقصد الاساءة لأية مجموعة ، و لان استخدامنا لمصطلح (المكون) يجعلنا غير معروفين دوليا ، و في كل مرة نحتاج الى توضيح لهذا المصطلح لانه غريب و يخلق اللبس .
3-   لأن التعامل معنا على اساس المواطنة ، هو الذي سيخلق لنا مجتمعا سويا ، و اما التسميات فلن تقلل او تزيد من شأننا ،و ما يثبت ذلك ، ان الدستور قد اطلق علينا (مكونات ) رسمبا منذ 2005 ، لكن اوضاعنا سارت من سيء الى اسوء منذ ذلك الوقت و حتى يومنا هذا ، و لم تستطع كلمة (مكونات) ان تمنع تهجيرنا و لا قتلنا و لا سلب اراضينا .
ختاماً ، أكرر التأكيد على اننا مطالبين كشعب أصيل  ، بالعمل الجدي للأعتراف بنا ك ( سكان اصليين ) ، وفقاً للاصول الدولية ،  التي تثبت اثباتا قطعيا ، أننا أحد الشعوب الاصلية التي عاشت في بلاد ما بين النهرين ، مع ما يتطلب ذلك من العمل المشترك لجميع المؤسسات و الأفراد ، وهنا تبرز نقطة في غاية الاهمية ، وهي ضرورة تجاوز التقاطعات السياسية و الكنسية ، و الاتفاق على تسمية موحدة تخدمنا كشعب ، و أقترح أن نبدأ التحشيد من المنابر الدولية الى الداخلية ، و ليس العكس .
أتمنى ان اكون قد وفقت في ايصال فكرتي ، و الا يُساء فهمي ...........


 


غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
دكتوره منى ياقو
شلاما
شعبنا  من قراء وكتاب وسياسيين وروحانيين وفنانين وغيرهم جميعهم بحاجة الى المزيد من التفسيرات والشروحات والمصطلحات الاكاديمية التي تعطي لكل المواد او المواضيع السياسية والقانونية معناها  واهميتها وفق القانون وبما يخدم في النالي بناء صيغ سياسية وقانونية محبكة وصحيحة ووفق الدستور  الوطني  لاطروحات احزابنا السياسية  في المطالبة بحقوق شعبنا القومية والوطنية الاخرى
وانتم تمثلون ذلك المصدر لتغذيتنا السياسية بصورة عامة
بارك الرب في جهودك وشكرا على مقالتك هذة وننتظر المزيد

غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

حضرة الدكتورة منى ياقو

تحية آشورية.

أقترح أن تنادي بعبارة "الشعب الآشوري الأصيل" رغم نعيق الغربان، وقانونيا يمكن الرد عليهم بكل بساطة بأنهم ليسوا "شعوبا أصيلة" في العراق بالتعريف الدولي ومن يعتبر نفسه منهم "أصيلا" عليه ممارسة الثقافة "العراقية الأصيلة" أي التكلم بلغة العراق الأصيلة على الأقلّ ومطالبته بتطبيق ذلك في الدستور - وهذا لن يحصل.

بأية حال، هذا كله لن ينفع في العراق كون العراق اليوم دولة متخلفة (شمالا وجنوباً وشرقا وغرباً) ولكن موقفك هذا سيعطي الزخم لمن يعمل في الخارج، من حيث تتم إدارة شؤون العراق وباقي دول الشرق الأوسخ.

تحيتي لك على مواقفك المشرّفة، بمقاس واقعك تحت الإحتلال الكردو-إسلامي.

آشور كيواركيس - بيروت.


غير متصل قيصر شهباز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألدكتورة ألموقرة منى ياقو ألمحترمة،

فعلاً وفقتِ بنجاح لإيصال ألفكرة، هنا يبرز دور ألطبقة ألمتعلمة ألمختصة، إن ألموضوع ألمطروح من حضرتك يحتاج إلي تكوين وإنشاء مجموعة من ألأفراد ذوي ألإختصاص ومن خلال لجنة واثقة بألنفس في ألعمل لنضوج ألفكرة قانونيا وألى ألمباشرة في دق ألأبواب ألعالمية من خلال ألمنظمات ألتي تناضل في دعم ألشعوب ألأصيلة في ألمحافل ألدولية، إنها قد تكون محاولة صعبة ألمنال ولكن بألإصرار وألتحدي ألكبيرين قد يبلط ألطريق إلى ألهدف ألمنشود، مثل هكذا عمل حساس من غير ألممكن أن يقوم به أفراد لا يفقهون ألقوانين، وخصوصاً ألدولية ألمتعامل بها، هنالك جمعيات ناشطة عالمية تعاضد ألشعوب ألمضطهدة ذوي ألحقوق ألمسلوبة، ألأمم ألحية تستمر في ألمحاولة تلو ألأخرى لحين ألنجاح في إسترداد ولو جزءاً من ألمطاليب ألمشروعة.

أود بدوري أن أحيي إمرأة متسلحة بألعلوم ألقانونية وألشجاعة في ألدخول في طروحات لمصلحة أمتنا وألتي هي حضرتك ألموقرة، مع تحياتي ألمخلصة لشخصك ألكريم.

ألمهندس قيصر شهباز

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخت العزيزة الغالية الأستاذة الدكتورة منى ياقو المحترمة
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا
نحييكم بإجلال على هذا المقال الرائع بمضمونه وفكرته وبطريقة عرضه وشرحه وتفسيره للمصطلحات القانونية المتداولة محلياً ودولياً بخصوص مفهومي " الأكثرية والأقلية " لتصنيف السكان لأي شعب من الشعوب وما يتعلق منها بالسكان الأصليين والمستوطنين ( المحتلين ) لقد أبدعتم خير إبداع في التفسير والتمييز فيما بينها وعلاقة ذلك بوضعنا القانوني بحسب المواثيق والقوانين الدولية وقرار الأمم المتحدة الآخير بخصوص حماية الأقليات الأصيلة في الدستور العراقي الاتحادي ودستور الأقليم الكوردستاني ومساعي الأكثريات العراقية من العرب والكورد من خلال أحزابها السياسية القومية والطائفية الشوفينية لطمس ما تستحقة أمتنا من حقوق قومية لتثبيت هويتها القومية كأقلية أصيلة بموجب القوانين الدولية والأممية بشكل واضح وصريح في كل الوثائق القانونية والدستورية العراقية لمساواتنا في الحقوق والواجبات مع الأكثريات العربية والكوردية على أساس المواطنة العراقية دون سواها .
عزيزتنا الغالية ... إن مصطلح " المكونات " هو مصطلح مشوه وممسوخ وهو كلام حق يُراد به باطل وكانت الغاية منه طمس الأصالة للسكان العراقيين الأصليين وشرعنة وجود الأكثريات المحتلة دستورياً وقانونية   ، إن الوجود الهزيل لممثلي أمتنا وجهلهم في فهم وتفسير المصطلحات القانونية وعدم اعتمادهم باستشارة ذوي الأختصاص من أبناء أمتنا من أمثال شخصكم الكريم في لجة كتابة وصياغة الدستور في حينها قد ساعد ممثلي الأحزاب القومية والطائفية العربية الشيعية والسنية والكوردية الشوفينية النهج والفكر والشمولية المسلك على تمرير هذا الدستور غير العادل وغير القانوني وغير المعبر عن إرادة الشعب العراقي .
عزيزتنا الغالة ... نحن شخصياً نتفق معكم مئة في المئة للعودة الى استعمال واعتماد مصطلح " الأقلية والأكثرية " في كل كتابتنا ومقترحاتنا لتعديل الدستورين الأتحادي والكوردستاني لكي ينسجم ويتماشى ذلك مع روح القوانين والمواثيق والصكوك الدولية والأممية ، ونحن شخصياً سوف نلتزم في كل كتاباتنا اللاحقة باستعمال مصطلح " الأكثرية والأقلية " بدلاً من مصطلح " المكونات المشوه " وأخيراً نقول لقد وفقتم خير توفيق في إيصال الفكرة كما ينبغي أن تكون ، بورك قلمكم وعاشت أناملكم على هذا المقال الفوق الرائع يا أيتها المبدعة يا رمز الفخر والأعتزاز للمرأة الآشورية الأصيلة ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد