المحرر موضوع: عجيب امور غريب قضية في العراق  (زيارة 1136 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نضال ايليا

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 16
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
عجيب امور غريب قضية في العراق
نضال عاشا
عجيب امور غريب قضية كلمات رددها الفنان جعفر السعدي في مسلسل النسر وعيون المدينة والتي عرضت في بداية الثمانينات عند حدوث اي وضع غريب وعجيب ، والان ونحن في العراق العجيب (اقصد العراق العظيم) يحدث الكثير من الغرائب والعجائب اصبحت اموراً اعتيادية تمر علينا مرور الكرام .
لقد اصبحنا كالشخصية الكارتونية "أليس في بلد العجائب" ، والآن الشعب العراقي في دولة العجائب والغرائب !!.. نشاهد الامور الغريبة في بلد ضاعت به القيم الانسانية والعدالة ، يحكم على المظلوم الفقير البائس ، والذي يحاول بشتى الطرق الحصول على لقمة العيش، أطفال مشردين جائعين يفتشون عن بقايا الطعام في حاويات النفايات، يبحثون عن ملبس يغطي جسمهم ، واحذية بالية تقي ارجلهم من قسوة الطريق ، وحين تضيق بهم الحال ولايجدوا مايسد رمقهم فيما يرمى في القمامة يلجأوا الى التسول في الشوارع والسرقة ليحصلوا على مبتغاهم.... ولكن قد يعاندهم القدر وتعكس معهم سبل الحياة ليلاقوا أنفسهم مكبلين بالسلاسل بتهمة السرقة ، والتي قد تكون لاقيمة لها سوى بضع دنانير .
ولكن عند حكومتنا الموقرة العادلة جريمة لا تغتفر يجب ان يحاكم عليها، وهذا ما حصل مع الطفل م.و البالغ من العمر 12 سنة وهو نازح من المناطق غير الامنة، حيث قضت محكمة السماوة في محافظة المثنى بسجنه لمدة عام واحد بتهمة سرقة علب مناديل من محل بالمحافظة .
نعم حكموا بالعدل حسب اعتقادهم على هذا الطفل المسكين !!... ولم يحكموا على من عاثوا في الارض فساداً وخراباً ودماراً وهم كثروا في عراقنا العجيب، اهذا عدلكم اتجاه طفل في عمر الورود ؟!... ألم تتباحثوا فيما بينكم ماسبب اقترافه لهذا الذنب ؟ وما الذي دفعه للسرقة ؟ وماهي الخلفيات لهذا الجرم المشين والذي سيؤدي الى تدمير البنى التحتية في العراق والذي قد يجرنا الى الدمار والهلاك؟!!...
كفى استهزاء بمشاعر الشعب العراقي وبمعنوياته، بدلاً من الاخذ بيد الطفل وارشاده وتقويمه الى الطريق الصحيح، حتى لو فرضنا كان سارق او متسول ارغمته الظروف ليسير في هذا الاتجاه الخاطيء، فالمسؤولية تقع على عاتقكم لتهيئته وتعليمه وتدريبه بصورة تجعله يعيش حياة حرة كريمة خالية من الاهانة والاذلال من اجل الحصول على القوت لكي يعيش.
شعبنا مهجر ونازح من مدينة الى اخرى يعاني من الفقر والعوز المادي والجوع والعطش، مشرد في كل مكان داخل العراق وخارجه، يعيش البعض في المخيمات والمناطق الخربة والخاوية يعانون من الامراض والحشرات والحيوانات المؤذية والتي تهاجمهم .
الم تفكروا ولو للحظة ما الذي يعانيه هؤلاء المهجرين ، وماهي مأساتهم، والى اين سيقودهم العوز ؟!!... استغنوا عن دقائق من وقتكم الثمين وفكروا.... ما الذي دفع ذلك الطفل الى سرقة علب المناديل الورقية؟!!... أدرسوا حالته وحال كل الاطفال امثاله واعرضوه على باحث اجتماعي وطبيب نفساني او مصلح اجتماعي ليعالجه ويبحث عن الدافع الرئيسي لارتكابه جريمة السرقة الكبرى، تعاملوا معه بلطف بدل من سجنه مع المجرمين والذي سيقوده لتعلم فنون الاجرام .
انا لست ضد العدل ومحاسبة المذنبين، فالسرقة جريمة يحاسب عليها القانون، ولكن الحالة عندما تكون مع طفل في عمر ال12 سنة علينا البحث والتقصي عن الدافع الرئيسي للسرقة قبل محاكمته ووضعه النفسي، لانه ليس شخص ناضج ليدرك ما يفعله، عليكم ارشاده وتقويمه وليس معاقبته وترك الكثير من السراق والفاسدين والذين دمروا العراق بفسادهم ، هؤلاء  يجب ان يحاكموا يا من تفكروا بالعدالة ولكن ماذا نقول في دولة العجائب غير (عجيب امور غريب قضية) .