المحرر موضوع: بمناسبة الذكرى الـ(47) لحدوثها.. عنكاوا كوم تستذكر مذبحة صوريا  (زيارة 2674 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

عنكاوا كوم- سامر الياس سعيد


لم يكن يوم 16 ايلول (سبتمبر ) من العام 1969 يوما عاديا في ذاكرة المسيحيين لاسيما من ابناء قرية صوريا الوادعة حينما قطف الموت العشرات من الابرياء الذين واجهوا تلفيقات من الضابط البعثي ليحاول تاليا استهدافهم بداعي انفجار لغم على سيارة عسكرية تابعة لوحدته .

ومع توالي الاستهدافات اصبحت لمذبحة صوريا منزلة مشابهة لماجرى لابناء شعبنا  من مذابح ابرزها في سميل مع بدايات نشوء الدولة العراقية او ما تلاها بعقود حينما استهدف الارهاب المصلين في كنيسة سيدة النجاة في 31 تشرين الاول من العام 2010.

وبمناسبة مرور الذكرى الـ(47) لحدوث ماساة صوريا يستذكر موقع عنكاوا دوت كوم تفاصيل الحادثة التي جرت قبل اربعة عقود.. ففي صبيحة يوم 16 ايلول من العام 1969 استقرت بالقرب من القرية سيارات عسكرية في حركة للتنقل من موقع لاخر وكان الرتل العسكري مؤلفا من مدرعتين و4 سيارات نوع زيل  كانت ملأى بالمراتب حيث كانت ترافقهما سيارتين جيب عسكرية تتنقل من معسكر (اسهي) نحو فيشخابور وقد استقر ذلك الرتل بالقرب من القرية حيث استقبله الاهالي بالضيافة  ثم ما لبث ان تحرك الرتل متوجها نحو وجهته الجديدة وبعد انقضاء 20 دقيقة على التحرك سمع في القرية صوت دوي ناجم عن انفجار لغم مستهدفا  اخر سيارة من الرتل كان عبارة عن سيارة زيل  التي تضررت بعد نشوب السنة الحريق فيها وادى الانفجار الى اصابات في صفوف الجنود من ركاب السيارة المذكورة  وقد استدعى الانفجار الى توقف الرتل عن مواصلة مسيره واعلام امر السرية م.اول يونس عطار باشي لمراجعه بحدوث الانفجار واعلامهم بالتفاصيل المتعلقة بالحادث مخبرا اياهم بعزمه على مواصلة المسير نحو باغلوجة ومنها الى فيشخابور الا ان  معاون امر السرية الذي كان بعثيا يدعى الملازم عبد الكريم الجحيشي اعترض على مواصلة المسير مشددا على معاقبة من قام بزراعة اللغم حيث ادعى ان اهالي القرية من قاموا بهذه الفعلة ووسط الاعتراضات على تلك الاتهامات التي تداولها  امر السرية عطار باشي اضافة لضابط اخر هو الملازم خيري خوبيار والذين طالبوا الجحيشي بعدم تداول هذه الاتهامات  كون اهالي القرية قاموا بالضيافة وليس لديهم ما يضمروه نحو المراتب والقوة العسكرية الا ان الجحيشي اصر على موقفه متمسكا بمبدئه البعثي في العقاب فتجاوز السياقات العسكرية واصطحب عددا من الجنود للعودة للقرية وعندما وصل للقرية جمع اهاليها في احدى المزارع وبالتحديد في حظيرة (بيت بروحلويا) وبدا الجحيشي بالسباب وشتم الاهالي متهما اياهم بالقيام بزرع اللغم مطالبا بالاعتراف عن الشخص الذي قام بهذه الفعلة.

بادر كاهن القرية الاب حنا يعقوب نجار  بالتهدئة مكلما الضابط  بان اهالي القرية اناس مسالمون ولايملكون تلك المعرفة بزراعة الالغام فقام الضابط باستهداف الكاهن موجها بندقيته لصدر الاب ومسددا رمية اردت الاب نجار شهيدا  فتقدم بعد هذا الامر مختار القرية خمو مروكيل كزنخي وتكلم بالعربية مبرئا اهالي القرية من زرع اللغم فقام الجحيشي باستهداف المختار هو الاخر  وبدا بتصويب رشاشه نحو اهالي القرية لتبدا حفلة القتل الدموية  وحينما انهى ذخيرته من رصاصات الغدر التي زرعها في صدور الابرياء العزل هم باستبدال المخزن باخر همت احد نساء القرية وتدعى (ليلى خمو) وهي ابنة المختار بنزع السلاح من بين يدي القاتل فتمكن من انتزاع مسدسه الشخصي ليهم بتسديد بعض الاطلاقات نحوها وليرديها شهيدة في الحال وحينما انتهى من حفلته الدموية امر جنوده  باحراق بيوت القرية ومن ثم امرهم باستقلال المركبات ومواصلة المسير نحو وجهتهم وحال غياب الرتل باشر الاهالي بالخروج من منازلهم ليغيثوا الجرحى ويقدموا اسعافاتهم الاولية بينما ذهب اخرون لمناطق قريبة للاحتماء خوفا من عودة اخرين ومباشرتهم بابادة القرية وبلغ اعداد الشهداء الذين سقطوا في تلك المذبحة 37 شهيدا وشهيدة فيما بلغ عدد المصابين جراء الاطلاقات العشوائية23 مصابا.

هذه التفاصيل توسع بسردها نتيجة رحلة بحث الكاتب وصفي حسن الرديني حيث قام بلقاء مع عدد من شهود العيان الذين لازال بعضهم على قيد الحياة واستطاع ان يستقصي منهم ماجرى في ذلك اليوم الخريفي الذي ترسخ بذاكرة كل من عاين لينشر الرديني كتابه في عام 2009 معنونا اياه بـ(مذبحة صوريا ) حيث صدر عن دار المشرق  الثقافية في العام المذكور .واحتوى الكتاب اضافة لتفاصيل الواقعة المؤلمة الى اسماء الشهداء والجرحى  فضلا عن اصدار المذبحة في اذاعة صوت كوردستان  الذي تداولته بعدة لغات منها السريانية  حيث تناولها من خلال الاذاعة كلا من الاب فرنسيس داود ارادني والشهيد فرنسو حريري كما تناول دور وتضحيات ثلاث نساء من اهالي القرية اثناء وقوع المذبحة وهم كلا من  حليمة ابراهيم الصوري السليفاني التي رغم اصابتها فانها هرعت لانقاذ اقرانها فضلا عن تقديم بعض الخبز الذي كانت تحتفظ فيه بمنزلها مع بعض الحليب لاطعام الجرحى والمراة الثانية هي ليلى عمر رحانا التي كانت حاملا في تلك الفترة  فاصطحبت طفليها بعد اخفاء نفسها بين الجثث المرمية لتغادر فيما بعد هربا فمرت بمنطقة نائية ملاى بالكلاب البرية  الذين هاجما طفليها وافترسهما امام ناظري الام التي اصيب بمس من الجنون جراء ذلك الحادث اما المراة الثالثة فهي زريفة ادم يونان التي اصيبت بالجون رغم صغر سنها (8سنوات)وهي تشهد ما جرى امام ابصارها.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية