المحرر موضوع: مشاكسـة نايـــم.. ورجليـــه بالشمـــــس  (زيارة 936 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مال الله فرج

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 558
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مشاكســـــة
..................

نايـــم.. ورجليـــه بالشمـــــس
.................................
  مال اللــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  ................................
أثارني وأدهشني وفجر استغرابي، مسؤول رفيع، وجعلني اتلمس الاشياء من حولي واعيد النظر فيها لأتأكد بأنني مازلت اعيش في المكان نفسه، وأنني فعلا في (جنــة العــراق) ولست في (جنــة عـــدن) أو في سويسرا أو في فنلندا أو النمسا أو في جزر الكناري، أو ربما في الدانمارك التي اكدت دراسة دولية بأنها البلد الأسعد في العالم، أو في كندا التي صنفتها التقارير الدولية الأكثر رفاهية في الحياة المعيشية ، إذ يبلغ مستوى العمل بها 72%، ونسبة الجامعيين 88%، ونسبة الأصحاء 88%، مما يجعل متوسط عمر الفرد بالبلاد 80عاما، والذي ينعكس على الأشخاص بالسعادة، وبذلك يعد الكنديون من أكثر الشعوب سعادة في العالم، اذ يبلغ معدل دخل الفرد في مقاطعة ألبرتا على سبيل مثال, (40495) دولاراً سنويا، وهو دخل الفرد نفسه لدينا، باستثناء الدخول (المتواضعـــة) لمعظم مسؤولينا (الفقــــراء).
فقد (أكــد وشــدد) مسؤول رفيع  في معرض انتقاداته (الوطنيــة) لدعوات الاضراب عن الدوام بهدف مكافحة الفساد، على ان (مكافحــة الفســاد يجــب ان لايكــون ثمنهــا تحريــض الجماهيـــر ضــد الحكومــة المنتخبــة التــي قدمــت الكثيــر للشــعب العراقــي بعــد ان وصلــت بالبلــد الــى هــذا المســتوى مــن التقــدم والازدهـــار فــي جميــع المجـــالات)، وقد دفعتني (تأكيداتــه وتشديداتـــه) حول هذا المستوى الرفيع (مــن التقــدم والازدهــار فــي جميــع المجـــالات) التي حققتها حكومتنا (الملائكيـــة) الرشيدة لهذا الشعب المصاب (بعمــى الالـــوان)  مما يمنعه من مشاهدة كل هذا (التقـــدم والازدهـــار)، الى محاولة (تلمــس) جوانــب من (عينــات) هذه المستويات الرفيعة من الانجازات، تاكيدا (لمصداقيـــة)  ذلك المسؤول الرفيع وموضوعيته ونظراته الثاقبة التي ترى من الانجازات والمكاسب ماعجزت ربما وتعجز اربعون مليون عين مصابة بعمى الالوان، لعشرين مليون مواطن عن مشاهدتها.
 ففي طليعة ما تحقق من انجازات في ظل مسيرة (التقــدم والازدهـــار) على سبيل المثال، ارتفاع صادرات نفطنا الخام إلى أكثر من 3 ملايين و500 ألف برميل يومياً، وفقا لتأكيدات وزارة النفط، تزامنا مع انخفاض مستوى الاحتياطي النقدي من عملتنا الصعبة الى مستويات متدنية تنذر بكوارث خطيرة مهددة بلادنا بالافلاس والغرق في الديون الخارجية، حيث أدت ممارسات الفساد والتزوير الى انخفاض الاحتياطي النقدي من الدولار في خزينة بنكنا المركزي الى (55) مليار دولار بعد ان كانت (90)  مليارا، مع تواصل الاستقطاعات (الوطنيــة) من رواتب الموظفين والمتقاعدين في وقت وصلت فيه أرصدة عدد من مسؤولينا في البنوك الاجنبية الى حوالي (220) مليار دولار وفقا (لادعــاءات) أمريكية.
من جانب آخر، ومن بين (ثمــرات) التقدم والازدهار ايضا، نجاح حكوماتنا في تحقيق العودة المظفرة (للأميـــة) لتحتل نسبة (18%) بعد ان كان العراق قد طردها وأعلن نظافته منها، في حين بلغت حصيلة ضحايا أعمال العنف والإرهاب التي شهدتها بلادنا خلال عام 2015 فقط وفقا للمنظمة الدولية (22370) مواطنا بينهم (7515) شهيدا و(14855) مصابا، رافق ذلك ارتفاع اعداد النازحين الى اكثر من 3 ملايين و376 الف مهجر في ظل تدنيس مجرموا داعش لثلث مساحة البلاد وتهديمها وسرقة خيراتها دون ان يتمكن المعنيون من مساءلة ومحاسبة ومقاضاة من كان السبب الرئيس في تلك الكارثة، في حين أكدت إحصاءات دولية أن اكبر طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي هم العراقيون لا سيما في المانيا حيث تبلغ نسبتهم 80% من العراقيين (المرفهيـــن) المتواجدين هناك، يترافق ذلك مع تأكيدات مسؤول رفيع على أن (نســبة البطالــة فــي العـــراق تتجــاوز 46% مــن عـــدد ســكانه)، ومن جانبها كشفت الامم المتحدة عن (انجــاز) رفيع آخر مؤكدة إن (6) ملايين عراقي ما يزالون يعيشون تحت خط الفقر من أصل نحو 33 مليونا في بلد كانت موازنته السنوية تتجاوز الـ (100) مليار دولار، وكان عضو برلماني قد أكد من جانبه ان العراق ليست لديه حسابات ختامية، مما تسبب في ضياع أموال كثيرة من الخزينة وتدهور الوضع الاقتصادي واختفاء ميزانية عام 2014 البالغة (150) مليار دولار في جهة مجهولة دون ان يتم العثور على تفاصيلها وحساباتها الختامية إلى الآن، مما اضطر البلاد الى ممارسة التسول الدولي سواء من صندوق النقد ام من البلدان الاخرى، حيث تناقلت الانباء سعي العراق لاقتراض ملبغ (13) مليار دولار من بريطانيا لسد العجز في ميزانية 2017، بدل ان يعمد لاستعادة الأموال المسروقة من الوزراء والمسؤولين الفاسدين الذين ادانهم القضاء والذين هربوا بغنائمهم للخارج، ومساءلة المسؤولين الآخرين (مــن ايـــن لك هـــذا؟)، في وقت (نجحــت) فيه بلادنا (بهمــة) بعض مسؤولينا الغيارى، في احتلال المركز الثالث (بجــدارة) على قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم.
 أما على صعيد (الامانـــة السياســـية)، فقد أفصح عن جانب مهم منها تأكيد مسؤول رفيع، ان حزب مسؤول رفيع آخر، يمول نشاطاته ومقراته وحرسه و موظفيه ورجاله و قنواته الفضائية و صحفه  ومراسليه من خزينة الدولة، الى جانب محاولات تلاعبه بسلم الرواتب والاستيلاء على تقاعد المواطنين.
ولعل أبلغ الوثائق والحقائق حول نزاهة (بعـــض) مسؤولينا ونجاحهم في تحقيق هذا المستوى (الرفيـــع) من (التقـــدم والازدهــار) اللذين اشار اليهما ذلك المسؤول (الرفيــع) اعترافات عضو برلماني بالصوت والصورة عبر إحدى الفضائيات بالفساد شبه الجماعي، مؤكدا (جميعنــا نتحمـــل المسؤوليـــة، جميعنــا نســاير، جميعنــا نكــذب، جميعنــا نســرق، جميعنــا نأخــذ رشــوة، ومــن يقـــول غيــر ذلك  يكــذب، أقســم باللــه أعــرف قصصــا لــو يعلمهـــا العراقيـــون لدخلــوا إلــى المنطقــة الخضــراء وأحرقوهـــا لكنــي ســأقتل إن تكلمـــت)، ومشددا على ان (الطبقـــة السياســية هــي ســبب دمـــار البلـــد، إذا وجــد جوعــان فــي الشــارع، أو طفـــل ينـــام بـــلا أكـــل وآخـــر يمــوت بـــلا دواء، فالســبب هــم السياســيون فــي المنطقــة الخضــراء والذيـــن يديـــرون المحافظـــات).
اخيرا، إن هذه التصريحات (العبقريـــة) المضحكة المبكية، وسواها والتي لا تنطلي, ربما, على أنصاف الاغبياء ولا على أنصاف السذج ولا على أنصاف الاميين، انما تؤكد أن بعض المسؤولين وهم يحاولون تسويقها أمسوا تجسيدا فعليا للمثل الشعبي، (نايـــم ورجليــه بالشمـــس).