المحرر موضوع: أرض ألميعاد ـ سهل نينوى، أرض ميعادنا... وقدس أقداسنا التي سنعيد بهاءها.  (زيارة 1028 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيريزا ايشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 466
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أرض ألميعاد ـ سهل نينوى، أرض ميعادنا... وقدس أقداسنا التي سنعيد بهاءها.
تدمع أعيننا وترف قلوبنا وتلهث أنفاسنا، ونحس ان قلوبنا ستتوقف عن النبض، أمام مشاهد الحرب اليومية التي تجري الان في عراقنا الحبيب، وعلى أراضي قدس اقداسنا، نينوى وسهلها دُراتنا ودرة ذلكم الزمان ألسحيق لاعظم أمبراطورية، تلكم هي الامبراطورية العراقية الاشورية العظيمة، ودرة تاجها نينوى، ألتي أبتلعها الحوت الداعشي في جوفه لاكثر من 700 يوم.
وللمرة الاولى ومنذ اكثر من 100 عام و منذ سقوطها الدامي قبل التاريخ الحديث، يقاتل فيها الجيش العراقي جنباً الى جنب مع من كان يقاتل بالامس ضدهم وهم الاشقاء الاكراد، ولاول مرة يقاتل الجيش العراقي لاجل الدفاع وارجاع ماسلب من حقوق وكرامة واملاك أبناءه المكونات العراقية الاصيلة الاخرى غير العربية والكردية بدل من أن يقاتل ضدها ويقمعها.
فمقارنة بين الامس واليوم، انتقل الاكراد من ان كانوا مضطهدين الى ان يكونوا الند لاشقاءهم ألعراقيين العرب.
فهل سنشهد في المرحلة القادمة رد الاعتبار لكافة المكونات العراقية الاصيلة الاخرى كالكلدان السريان الاشوريين، الازيديين، ألمندائيين، الكاكائين، الشبك، التركمان وألارمن لتعلو هي الاخرى وتعود الى مصافها، وتملئ اماكنها الشرعية التي ظلت فارغة طيلة هذه السنوات.
نظرة خاطفة الى هذه الحرب الجديدة والتأمل فيها لندرك جيداً، ومن خلال ما تعلمناه من دروس التاريخ التي حفظناها عن غيب من الصف الاول المتوسط وحتى الثالث المتوسط كبداية اولى ليتعرف التلميذ العراقي على أصوله. حول أصل العرب في العراق، ألذي أتى من هجرة الاقوام العربية الى العراق من شبه الجزيرة العربية، حيث ان تاريخ العراق للمرحلة المتوسطة لفترة ألستينات والسبعينات  كان رائعاً ويعطي للطالب صورة واضحة عن تسلسل تاريخ العراق، الذي يتناوله منذ القدم ومن فترة ماقبل الميلاد.
أليوم حدث نفس الشئ بالضبط، أذ انه حينما أحتل الدواعش المساحات الشاسعة والمدن العامرة في وطننا بالحرب، بالسطو والعنف وطرد السكان الاصليين وجلب عوائلهم والعشرات الالاف من العرب ذو المداخيل المسحوقة من شبه الجزيرة وتوابعها وشتات العالم، أللذين أصبحوا عالة عليهم فيها، واعطوهم الوعود وزودوهم بالمال والسلاح والجاه والسلطة والاملاك والحلال والغنائم والنساء بشرط ان يولون بلا رجعة ويعملوا مايشاؤا في الاراضي الممنوحة لهم. بالطبع سيتركون كل شئ ويركبوا أحصنهم الحديدية هذه المرة، مستغلين جهلهم ويملؤن رؤوسهم بخرافات، وهاهم اليوم ينقلون عوائلهم مرة اخرى، التي كانت اتت لتبقى وتعمر وتضرب موطئأً ولكن هيهات هذه المرة لم تأتي الرياح بما كان يشتهيهي حكام السعودية وتركيا وحلفاءهم. هكذا تم احتلال كافة مدننا وبلداتنا.
أن الاحداث اليوم تكشف للمتابع ما ألم بنا من مصائب وكوارث تُركنا بعدها لمصيرنا، ولكن لم يحدث ذلك اليوم مجدداً. ولضمان عدم تكرار ذلك على الجميع من أبناء شعبنا اليوم في كل مكان وكل من موقعه ان لايدخرو جهداً في الاستنكار، وألاعتراض والكتابة الى مرؤسي وبرلمانات واحزاب دولهم، وينشروا في الصحف، ويقيموا الاحتجاجات ويسيروا الاعتصامات والوقفات في الساحات العامة يتحدثوا فيها الى مواطنيهم عن حقيقية مايجري في الشرق، بسبب ألتجاء الغرب الخاطئ الى أساليب جل ما يقال عنهاغير ديمقراطية لاسقاط الحكومات الشمولية عن طريق ألجماعات الارهابية ألتي تغذيهم بالمال والسلاح وتعطي لهم مطلق الحرية للعبث والتخريب، لتعطي هذه الدول بعد ذلك الضوء الاخضر لنفسها للتدخل وأسقاط دول ومدن وتشرد شعوب بأكملها. فهل نقل الحمد والشكر لان أمريكا وحلفاءها أدركو خطورة ألعابهم النارية هذه.
وعلى مر الالفي سنة الاخيرة منذ سقوط نينوى وبابل بتحالف الكلدانيين  (ارجو ان لايكون كلدان اليوم هم أنفسهم كلدان الامس) مع الميديين الفرس لاسقاط أمبراطوريتهم، اصبحنا ضعفاء وتناقص عددنا وشتتنا، واستشهد قرابة 3 مليون من شعبنا قربانا للديانة المسيحية الجديدة التي أعتنقوها. وحالوا على مر التاريخ الحديث ان يطالبوا بحقوقهم ورد الاعتبار لهم كمواطنين أصليين لاغير، الا انه في كل مرة كانو يفلحون في تنظيم أنفسهم كانت تقمع حركاتهم فيها، ومرت عليهم مجازر كارثية.
 وفي اغلب الاحيان كان الجيش العراقي مساهم لقمع حراكتهم والتنكيل بهم، الا هذه المرة، حيث الجيش العراقي، والبيشمركة، والحشود الشعبية وقواتنا ألسورايه لحمايات سهل نينوى المتمثلة بعدة فصائل تحارب بجهد وتنسيق عالي مع الفصائل العراقية الاخرى كلهم في خندق واحد ضد قوى الشر والظلام والتخلف والارهاب بالتحالف مع الغرب الذي يبدو انه وعي اخيراً من هول الصدمة عندما تجرأت صنيعتهم داعش خليفة ألقاعدة ان تتقدم وتحتل الموصل وسهل نينوى وقبلها تكريت والانبار والرمادي و... بدون الاذن منهم.
جل ما نرجوه ان يكون اشقاءنا العراقيين العرب من السنة والشيعة أستوعبو الدرس جيداً أولاً لانفسهم، ومن ثم لنا الاخرين، من أن أهل الدار اولى من الغريب.
ان شبه الجزيرة العربية التي تتحكم السعودية بمصيرها، وتخلخل أمنها في ما تخوضه من جرائم أبادة بشرية فيها، سيعم عليها قريباً عاجلاً ام أجلاً ولن تسلم من أرهابها هي نفسها، منها وبيها وعليها.
نعم ان أرض ميعادنا هي نينوى وسهلها، هكاري وأخواتها، وكل قرانا وأراضينا المسلوبة، يجب ان تعود لنا نحن أصحابها الشرعيين.
الف تحية لجيشنا العراقي البطل، ألذي أدرك حديثاً ألى من يجب ان يوجه سهامه. ونتمنى من قادته ان يستمروا في زرع وتنمية وتدريب كوادرهم على الثقة والولاء والانتماء الى الوطن والاهداف السامية التي يجب ان يدافع عنها الجيش العراقي في حماية كافة المواطنين العراقيين سواسية بون اي تفرقة بسبب أنتماءهم الديني او العرقي او المذهبي او الطائفي، وان يكون له الرؤية وصنع القرار وان لايتم أستغلاله وتسييره للاهداف الطائفية العنصرية الضيقة. وان يتمتع بحق المشاركة في القرار مع البرلمان والحكومة العراقية.
تيريزا أيشو
21. 10. 2016