المحرر موضوع: الرهان على الحصان الخاسر  (زيارة 931 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شيرزاد زين العابدين

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 48
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الرهان على الحصان الخاسر
الأمور هي نسبية ولكل وجهة نظر معينة ولو على نفس الموضوع ويعتبر  فرانز بواس الاب المؤسس لعلم الانثربولوجيا الحديثة في الولايات المتحدة الأمريكية وهو القائل حول النسبية الثقافية
هي مبدأ ينص على ان افعال واعتقادات الفرد يجب أن تفهم من قبل الآخرين ضمن سياق الثقافة التي ولد بها .
ولو نظرنا إلى ما يحدث في منطقتنا من تناقضات فكرية أو بالأحرى مصالحية وحتى أحياناً ديماغوجية .
وهنا لا نقصد المعنى اللغوي للديماغوجية والتي هي كلمة يونانية مشتقة من كلمة ( ديموس )، وتعني الشعب ، و ( غوجية ) وتعني العمل ، بل نقصد هنا المعنى السياسي للكلمة ، أما معناها السياسي فيعني مجموعة الأساليب التي يتبعها السياسيون لخداع الشعب وإغراءه ظاهرياً للوصول للسلطة وخدمة مصالحهم ٠
وبعض هذه الأسلاليب السياسية المخادعة تخرج من حد المعقول إذا كان الهدف فقط مصالح مادية أوحزبية أو عشائرية مناطقية ضيقة ، فلا عجب أن نسمع تصريحات منافية للمنطق والحقائق الدامغة على أرض الواقع ، فمحاولة تبيّض الوجه العفن لأردوغان وما قام ويقوم به ضد الشعب التركي عامة والكوردي خاصة من أساليب تعسفية قمعية وزج المعارضين في السجون وضرب وإهانة المتظاهرين حتى طال القمع قبة البرلمان وقيامه بالقبض على المئات من المعارضين والنواب وبدون سند قانوني أمّا ممارسات تدمير وحرق المدن والقرى فلا تعد ولا تحصى ومجزرة روبوسكي خير دليل على وحشية وإجرام النظام التركي ، حيث قامت الدولة التركية بقصف مجموعة من القرويين،  الأمر الذي أسفر عن فقدان 34 مدنياً كردياً لحياتهم، هؤلاء لم يكونوا مقاتلين، بل كانوا قرويين كرد بسطاء يعملون لكسب لقمة عيشهم، والتي مزجتها الدولة التركية بالدم لكل من يشعر بوجوده الكردي، ففي تركيا الشعور القومي جرمٌ يحاسب عليه صاحب الشعور . 
  لم تبقى بقعةٌ من تراب كردستان إلا وتعرضت لقصف الطائرات التركية التي لا تميز بين البشر والحجر.   
وهذا القصف لم يقتصر على الكردستان الشمالية بل حتى شملت وبشكل مستمر أجزاء من أقليم كوردستان الجنوبية فدمرت منازل الأهالي  الآمنيين وأخيراً وليس آخرا تدمير منازل في قرية سفريا في برواري بالا.   
أمّا في الجزء الغربي لكوردستان ومعادات الحكومة التركية لأي كيان كوردي فيها فغير مخفية وهناك أدلة وأمثلة لا تعد ولا تحصى ، وبعد كل هذا وذاك نرى ونسمع تصريحات عجيبة وغريبة لمن يحاول تبييض صفحة أردوغان تجاه القضية الكوردية ومن يحسبه كالشخص الأنسب لحل هذه القضية ، ليعلم هؤلاء بأن الشعب الكوردي لم يعد شعبا قاصراً لفهم الحقائق الواضحة وضوح النهار ، فالرهان على حصان أردوغان أو الجماعات السنية من مخلفات البعث في العراق فهو رهان خاسر ولا يربح منه الشعب الكوردي ولا التركي ولا  العربي بل فقط سيربح  مرحلياً  من هو دائر في هذه الحلقة التآمرية ولكن التأريخ لن يرحمهم ولا الشعب لأنهم بذلك سيجلبون الويلات لشعوب المنطقة وليس فقط للشعب الكوردي  كما فعل قبلهم أبن العوجة الذي ذهب إلى مزبلة التأريخ . 
شيرزاد زين العابدين