المكون المسيحي - طائفي للكشر ومع غبطة البطريرك ساكو
قرات نداء غبطة البطريرك ساكو سابقا و اليوم الرابطة الكلدانية و بنظرة واقعية تتبنى هذه الفكرة و من جانبي تابعت عدة مقالات و تابعت الردود و منها ما نعتز بنضوج ما كتب البعض و تفهمهم الامر الواقع و تفسير ما قصد غبطة البطريرك ساكو , لكن و بصراحة ما كتب البعض الاخر يدعو للشفقة اذا كان هذا تفكير البعض فهناك من – لقف – كلمة واحدة من نداء غبطته و كعادته بنى عليها و عبر عن افكاره المريضة و اللامسوؤلية . نعم الطائفية مكروهة كل الكره و من قال ان غبطته دعا الى تركيز الطائفية و لنتابع المقالة و ما طرحت من الراي.
قبل المضي قدما بالرد اود ان اسرد بعض الوقائع التاريخية , نقرا على مر العصور عندما يتعرض شعب ما او شعوب ما او بلدان ما لاضطهاد و ظلم و خطر يهدد كيان البلد هناك تحالفات و لم يكن الانتماء القومي عائق لتكوين هذه الجبهات كما يحاول اليوم بعض ابناء شعبنا من القوميات – الكلدانية و الاشورية و السريانية - جعل اختلاف ( على التسمية القومية ) عائقا كبيرا لتكوين جبه تضم ابناء شعبنا كما حدث على مر العصور و هناك قيام جبهات فقديما كلنا نذكر كيف تحالف الكلدان مع الاراميين للقضاء على الدولة الاشورية و مرت على العالم حربان عالميتان وفي كل واحدة كان تحالف من شتى البلدان ففي الحرب العالمية الاولى تحالفت اوربا ضد المانيا و في الثانية التحالف الاهم تحالف اوربا – بقومياتها العديدة و الملفت للنظر انضمام الاتحاد السوفيتي ذو الايدولوجية الشيوعية التي على طرفي نقيض مع ايدولوجيات رأسمالية تحالفت ضد المانيا النازية و ثم حلف الناتو و حلف الاطلسي ضد حلف وارشو و غيرها من الاحلاف و اخر التحالفات كان عند غزو الكويت تحالفت عدة دول صاحبة قوميات عديدة في سبيل اخراج العراق من الكويت و كذلك في عام 2003 التحالف لغزو العراق . نعم كان في كل عصر و في كل مشكلة تمر على العالم تحالفات و ادت نتائجها الناجحة و لو اخذنا على نطاق العراق و تكوين الجبهة الوطنية كان لها اكبر الاثر في الدفاع عن حقوق الشعب العراقي .
هذا يقودنا لنضع على بساط البحث شان شعبنا المسيحي – المكون المسيحي - اقول شعبنا المسيحي و ليعتبرني من يريد ليعتبرني طائفيا نعم الان و في ما يخص هذه القضية انا طائفي للكشر و ادعو بأعلى صوتي لمثل هذه الطائفية - فشعبنا المسيحي بقومياته من كلدان و سريان و اشوريين و و بضمنهم الارمن و اليوم يتعرض شعبنا المسيحي لاسوأ كارثة و لابادة جماعية و تشريد و ذبح خاصة رموزنا الدينية وهدف و غاية كل هذه الحملة الشرسة و المخطط الرهيب هدفه اقتلاعنا من جذورنا نعم نحن المسيحيين جميعا , نعم جميعا – اصحاب النون – وبالمقابل لو نظرنا هل لعبت الاحزاب القومية من كلدانية و اشورية و سريانية دورها كما هو مطلوب منها و تعرف واجبها في مثل هذه المحن و تناست كل خلافاتها مهما كانت و جلست جميعا و كونت غرفة الطواري من كل الاحزاب ففي هذه القضية لا مبرر للاختلاف و التخلي عن ابناء شعبنا فاذا مثل هذه المأساة لا يتوحدون لا خير فيهم جميعا و شعبنا ليس بحاجة لمثل هؤلاء عديمي الاحساس و يكفي مزايدات , شعبنا اخذ على حين غرة في ليلة ظلماء و نال ضربة موجعة افقدته صوابه فهو بأمس الحاجة لمن يمد له – قشة النجاة - و يخفف من معاناته و يداوي جروحه و يواسيه و يقوي معنوياته و يسمّع صوته في المحافل الدولية و من جانب اخر و المهم جدا شعبنا بحاجة الى قيادة موحدة لتدارس وضعه الحالي و ثم ما العمل المطلوب بعد تحرير بلداتنا , شعبنا بحاجة الى قيادة تاخذ بيده و تضع الخطط الكفيلة لاسترداد حقه و حقوقه على اسس يتفق الجميع عليها . اين هي هذه الاحزاب .
ان دعوة غبطة البطريرك ساكو – المكون المسيحي – دعوة تصب في صميم هذا الشأن و ما كان يبادر لمثل هذه الدعوة لولا احساسه بالفراغ الكبير و شعوره بتقاعس احزاب شعبنا في تحمل مسؤوليتها التاريخية في هذه الظروف العصيبة التي تمر على شعبنا , لو ان جميع احزاب شعبنا السياسية منها والقومية اخذت هي المبادرة طوعا حسبما تفرضه و تمليه عليهم ظروف شعبنا الحالية و عوض عن خلق الحزازات و المعارك الجانبية كان الاولى بهذه الاحزاب ان تقوم بتكوين جبهة تحتضن ابناء شعبنا بدل التخلي عنهم و تركهم فريسة سهلة للذئاب الكاسرة و لا يوجد من يدافع عنهم و يشد ازرهم و يرفع معنوياتهم و يدرس مشكلتهم و يضع الحلول لها و يخطط لمستقبلهم و ان كان هناك مبادرات فردية لكن المبادرات الفردية لا تؤدي نتائجها مثل صوت الجبهة الموحد للكيان المسيحي او سموها ما تسمونها فالجبهة الموحدة قوية لها صداها ولها كلمتها المسموعة و ان لا تقدر مقاومة شدة التيار و الطوفان لكن على الاقل تستطيع تنقذ ما تقدر ان تنقذه فعند غيابها من الطبيعي شعبنا يلجا لمن يفتح له ذراعه و من الطبيعي ان يلتفّ شعبنا حول قيادته الدينية فدعوة غبطته نابعة من محبته و احساسه بمآسي شعبنا فهو الوحيد من قصد كل المحافل الدولية ليُسمِع انين ابناء شعبنا في الامم المتحدة – عمل سياسي – و الاتحاد الاوربي – عمل سياسي و عند لقائه برؤساء الدول - عمل سياسي كلها تتعلق بالعمل السياسي و ان هذا العمل السياسي جذب العديد من رؤساء الدول و الوزراء ليحضروا الى العراق و الجلوس في مخيمات اللاجئين من ابناء شعبنا لرفع معنوياتهم فمهما تعالت الاصوات التي تنادي بان غبطته يتدخل بالأمور السياسية و تقدم له النصيحة للابتعاد عن السياسة يأبى غبطته التخلي عن ابناء شعبنا و تركهم لوحدهم فهل نتوقع منه ان ينزوي في صومعة في الجبل للصوم و الصلاة فقط و يقول لأبناء شعبنا اذهبوا و شانكم انا لا اتدخل بالسياسة لكن مهلا لن يفعل هذا و ليُطلق على التصاق ابناء شعبنا به و حمايته لهم و تقدم العون لهم ليكن تدخلا بالسياسة و هو ليس لا اول و لا اخر بطريرك للكلدان يقوم بمثل هذه الاعمال- السياسية - لكن التاريخ يشهد لاعمالهم و تدخلهم بالسياسة - و خاصة هناك بطاركة اخرون من يقوم بمثل هذه المهمة و يلعب هذا الدور فمثلا في لبنان نجد السياسون هم يقصدون غبطة البطريرك الراعي في بكركي لاخذ المشورة منه و هو في عدة امور له كلمته المسموعة و لم نجد من يعتبر هذا تدخل بالسياسة و يبادر لإبداء النصيحة لغبطة البطريرك الراعي بعدم التدخل بالسياسة .
نتامل ان يكون هذا النداء دافع لأحزاب ابناء شعبنا و خاصة ممثليهم في البرلمان ان يوازروا غبطة البطرك ساكو بمبادرته هذه و من ثم هم يأخذوا زمام الامور و يتحملوا المسؤولية الكاملة تجاه شعبنا كما يجب و يخففوا من اعباء غبطته و عند ذلك يتولى هو الامور الدينية.
و الله من وراء القصد