المحرر موضوع: حماس غزة تنتزع المبادرة من حماس الدوحة  (زيارة 706 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31477
    • مشاهدة الملف الشخصي
حماس غزة تنتزع المبادرة من حماس الدوحة
عودة القيادي الفتحاوي محمد دحلان إلى غزة من بوابة المجلس التشريعي، إشارة قوية على تراجع الدور القطري في الملف الفلسطيني.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/07/28]

العائد
غزة (الأراضي الفلسطينية)- تعاطت حركة حماس في قطاع غزة، بشكل غير متوقع، مع الفرصة التي منحها لها القيادي الفتحاوي محمد دحلان وسط تأكيدات لمقربين من الحركة الإخوانية بأن قيادة الداخل نزعت المبادرة من قادة الخارج الموجودين في قطر التي يبدو أنها تسير إلى خسارة تأثيرها في القطاع، وأن أزمتها مع الدول الأربع قد أربكتها بشكل كامل.

وقالت مصادر مقربة من حركة حماس لـ”العرب” إن الاتفاق مع دحلان والتقارب اللافت مع مصر أعطيا دفعا قويا لقيادات حمساوية براغماتية داخل القطاع تطالب بفك الارتباط بأجندات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وولاءاته لقطر وتركيا، وتؤمن بضرورة إغلاق صفحة التعاون مع حزب الله وإيران التي لم تجن منها الحركة سوى العداء في محيطها الإقليمي مع أنها لم تحصل من الإيرانيين سوى على وعود جوفاء.

وأشارت هذه المصادر إلى أن بعض القيادات المؤثرة في حماس سعت لإرباك التقارب مع دحلان ومن ورائه مصر والإمارات، لكن التوجه الأعم في الحركة تمسك بالاتفاق الأخير ويستعد لتقديم التنازلات الضرورية لإنجاحه، وهو ما يفسر احتفاء الحركة وقياداتها بمداخلة دحلان في اجتماع المجلس التشريعي الخميس.

وشارك دحلان عبر مؤتمر بالفيديو في جلسة للمجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة غزة بمشاركة نواب حماس ومن كتلته لأول مرة منذ الانقسام الفلسطيني في 2007.

وحضر الجلسة الطارئة التي عقدت في مقر المجلس في المدينة والمخصصة لمناقشة الأوضاع في المسجد الأقصى في القدس، سبعة نواب من تيار دحلان و22 من نواب كتلة التغيير والإصلاح الممثلة لحماس، بحسب مكتب إعلام حماس، بينما تغيب نواب فتح الموالون للرئيس محمود عباس.

وقال دحلان في كلمته من مكان إقامته في الإمارات العربية المتحدة إن “القدس والمقدسات قنبلة موقوتة لا ينبغي العبث فيها أو معها وشعبنا موحد بكل قواه وأطيافه”.

وأضاف أنه توصل مع حماس إلى “تفاهمات تمكننا من إعادة الأمل لأهل غزة وتخفيف معاناتهم”. وتابع “وجدنا لدى حماس كل الاستعداد والتفهم والإيجابية وبدأت هذه التفاهمات تعطي ثمارها ولكننا لازلنا في بداية الطريق”.

وشدد “سنعمل بلا كلل من أجل تعميق هذه التفاهمات لعلها تعطي نموذجا لكل قوى شعبنا للتلاحم في إطار مؤسسات وطنية منتخبة وفي إطار منظمة التحرير بعد إصلاحها لتصبح بيتا للكل الفلسطيني فعلا وليس قولا”.

وتأتي هذه الجلسة بعد توصل وفد قيادي وأمني برئاسة يحيى السنوار قائد حماس في قطاع غزة إلى تفاهمات مع دحلان، في لقاءات جمعتهما في القاهرة في يونيو، حول ترتيبات تتعلق بحل أزمات القطاع وفق مسؤولين فلسطينيين.

وتتضمن التفاهمات دعوة المجلس التشريعي للانعقاد بحضور نواب حماس ونواب تيار دحلان وكتل برلمانية أخرى بهدف إعادة تفعيل المجلس وإعادة انتخاب هيئة رئاسته.

وقالت أوساط فلسطينية متابعة للتقارب الأخير بين دحلان وحماس إن القيادي الفتحاوي نجح بتبديد كل الشكوك حول مبادرته بعد الوعود التي أعلن عنها في حواره الأخير مع وكالة أسوشيتد برس الأميركية، والتي بينها وعد إماراتي ببناء محطة توليد كهرباء بمبلغ 100 مليون دولار يمكن أن توفر حلا دائما لقضية انقطاع الكهرباء، وأن بناءها لن يستغرق أكثر من 18 شهرا، فضلا عن تعهد مصري بفتح دائم لمعبر رفح مع نهاية أغسطس المقبل.

وكشفت هذه الأوساط أن الأوضاع الصعبة التي عاشتها حماس، خلال سيطرتها على القطاع منذ عشر سنوات، جعلت قياداتها يتمسكون بالمبادرة ضاربين عرض الحائط بتحذيرات قيادات الخارج من أن دحلان هو ذراع من أذرع الدول الأربع المقاطعة لقطر.

وتقول قيادات من الجيل الجديد في حماس إن قطر وإيران وتركيا كلها استثمرت وضع الحركة لخدمة أجنداتها في المنطقة، ولم تساعد على إخراج القطاع من أزمته المستحكمة، فيما ضمن الانفتاح على دحلان ومن ورائه الإمارات تحقيق نتائج سريعة.

ومن الواضح أن قيادات الداخل تمردت على محاذير قيادة الخارج في الدوحة وبيروت، وأنها لم تعد معنية بالأجندات الإقليمية التي رهنها إليها خالد مشعل الرئيس السياسي السابق والمتحكم الفعلي في سياسات الحركة خلال السنوات الأخيرة.

ويعبر هذا “التمرد” عن تراجع الدور القطري في الملف الفلسطيني في وقت تغرق فيه الدوحة بمعالجة مخلفات المقاطعة على وضعها الداخلي.

واعتبر متابعون للشأن الفلسطيني أن عودة دحلان من بوابة المجلس التشريعي كانت خطوة ذكية لأنها جاءت من بوابة المؤسسة المنتخبة والتي ترمز إلى وحدة الصف الفلسطيني عبر مؤسساته، مشيرين إلى أن تفعيل المجلس التشريعي المتوقف منذ سنوات رسالة سلبية إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تسير الأوضاع بشكل لا يخدم حساباته.

ويضم المجلس التشريعي الفلسطيني في الإجمال 132 نائبا، بينهم 74 من حماس و45 من فتح حسب موقع المجلس وفق نتائج انتخابات 2006، ويوجد مقره الرئيسي في رام الله لكنه لم يلتئم كاملا منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو 2007 وطردها قوات فتح الموالية لعباس.

ويمتلك تيار دحلان 14 نائبا في المجلس التشريعي، بينهم تسعة نواب في قطاع غزة. في حين يمثل حركة فتح الموالية لعباس 7 نواب في قطاع غزة، بحسب مصادر فلسطينية.

وقالت كتلة “أبوعلي مصطفى” التابع للجبهة الشعبية والتي تضم ثلاثة نواب إنها لم تشارك في الجلسة كي “لا تكون مثار اختلاف وتنازع للشرعيات”.

ولم يشارك إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في الجلسة، ولكنه شدد في كلمة متلفزة على “ضرورة اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية لوضع التوجهات العامة التي تحكم مسار العمل الوطني الفلسطيني بعد هذا الانتصار الذي حققه أهلنا في القدس″ مع قرار العودة للصلاة في لمجلس الأقصى.