المحرر موضوع: نبذة مختصرة عن بيت پـولا  (زيارة 1420 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف ﭘولا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 283
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نبذة مختصرة عن بيت پـولا

لطيف پـولا
 
بوابة بيت ﭙـولا 1881م  ـ القوش
في عام  1712م بدأت حملة ابادة الاشوريين في منطقة بادينان, شملت معظم القرى والمدن بين زاخو وعمادية ودهوك وصپنا : داودية شيوز معلثا سميل منگيش  .قرأت في هامش مكتوب اسفل اللوحة التي كانت تمثل شجرة عشيرة بيت ﭙـولا, مكتوب عليها ما يلي :( جاءت عشيرة ﭙـولا من مدينة سميل بعد مقتل مطران خنانيشوع بن اسحق ﭙـولا .وكان قد زارهم في بيتهم  ﭙاشا العمادية ( وحسب المصادر التي قراتها كان اسم الـﭙـاشا عصمان بك ,جاء الى الي  بيت المطران خنانيشوع ,الذي كان له من الاخوة : ﭙطرس ,هرمز , جبرائيل , توما , متي , يوسف , واخت اسمها  شازادابادينا ,والتي كانت  مشهورة بجمالها وفطنتها في منطقة بادينان . واراد ﭙاشا العمادية  ان يخطبها . خرجت زادابادينا من غرفتها وبيدها إيناء فيه بيض ملون بألوان مختلفة , وقدمت الى الـﭙاشا بيضة مصبوغة باللون الاحمر. فتناولها الـﭙاشا .وسالته  شازادابادينا : كيف وجدت َطعمها يا ﭙـاشا  ؟
 فقال:   كطعم  أية بيضة . ثم ناولته بيضة مصبوغة باللون الاخضر . وهكذا استمر يتناول الـﭙـاشا من يدها عدة بيضات بالوان مختلفة.  أخيرا سالته : اي بيضة طعمها افضل من الباقيات ؟
 فقال : جميعها متشابهة بالطعم .  فقالت له: يا ﭙاشا  , نحن الفتيات هكذا ايضا , فلماذا تركت كل بنات (بادينان )وجئت تخطبني  ؟؟!!! .. .. .الى هنا تنتهي القصة ..الا ان عمي سنحاريب ﭙـولا ذكر بان أجداده ذكروا ان المطران خنانيشوع بن اسحق ﭙـولا  واخ شازادابادينا ,سُحل في شوارع عمادية، بعد أن رُبطت رجلاه ببغلين  وسُحل في طرقات عمادية  ..وحسب شجرة بيت  ﭙـولا, الموجودة نسخة منها  عندي , لم يأتِ  الى القوش  إلا واحد من عائلة اسحق ﭙـولا فقط , ألا وهو ﭙـطرس بن اسحق ﭙـولا , واخ المطران خنانيشوع  وشازادابادينا .. وفي القوش ولد لپطرس  عددٌ من الاولاد ..  ومن بقي منهم على قدي الحياة  في القوش القوش هما إثنان :  شعيا (توسا)  و ميخا . اما ميخا ولد ﭙـولا , وﭙـولا  ولد  ميخا  البكر ثم   ﭙـتو , وهرمز, واسطيفو واسحق (الذي هو جدي ).. وسكن بيت ﭙـولا أثناء هجرتهم من سميل  الى القوش في محلة زَغلا ( التحتانية ) قريبا من بيث ﯖولـّلا ( حمندي واخوته )..  وبعد استقرارهم في القوش, كانوا رغم كل تلك المآسي قد جلبوا  ثروتهم الى القوش من سميل ,وشرعوا في منتصف السبعينيات من القرن التاسع عشر ببناء بيتهم الكبير الذي يحتوي على اكثر من ثلاثين غرفة . وذكر جدي اسحق ﭙـولا, بعد ان تم بناء البيت الكبير إذ قرروا ان لا ينتقلوا  اليه الا بعد ان يكمل ابن اخيهم  الياس ﭙـتـو ﭙولا سنتين من عمره  ليتمكن من السير وافتتاح الدار معهم ..وتم ذلك عام 1881م... والصورة اعلاه هي عبارة عن جدارية منحوتة لا زالت قائمة مكتوب عليها دعاء باللغة السريانية : ( ليحفظ الرب الدار واهلها), وفيها من النحت البارز صورة للنمر رمز القوة على جانبي اللوحة ,وصورة للحية رمز الحكمة وصورة للطير رمز للسلام .. والدار اليوم آيلة للسقوط دون ان يهتم بها احد لا من الجهات الرسمية ولا من اهل الدار ,لان الظروف القاهرة قد شتتتهم ..ومن ذكريات اهل الدار ذكرت جدتي (ملـّى  ) بنت قس  يوحنان ابونا : انها كانت مع خمس كنّات اخريات في بيث ﭙـولا الكبير  يهزهزن المهود (كاروك  ) فوق السطح . وكان الناس ينتظرون  خروج كنات ﭙولا وهن  بحللهن الذهبية وبأجمل واحسن الملابس, وكن َّ من عوائل معروفة في القوش ومن اجمل نسائها.. والدار المذكورة اليوم خالية ,الا ان غرفها لازالت تحمل اسماء اولاد  ﭙولا, ومنها اسم  جدي اسحق ﭙولا.. ومما سمعته من جدتي (ملـّى) ايضا ان ثمانية عشر شخصا توفوا  من بيت ﭙولا الكبير  في اسبوع واحد, جراء وباء انتشر في القوش.
.   











قصر أم بيت ؟


   
قصرا دبيسقين(برج بيسقين ).  . قصرا دكرما ( برج الكرم )

سأل الاستاذ عماد رمو المهندس المعماري :

لماذا لم نسم  بيت پولا  قصرا ؟
ببساطة اقول :
لأن الذي شيده والناس الذين عاشوا فيه ومن حوله سموه بيت پولا مثلما سموا بيت اسمروا وبيت جولاخ وبيت ريس وبيت دمان وهكذا ولم يستعملوا كلمة قصرا الا بمعنى اخر سنأتي على ذكر استعمالها.. بعد  موت جميع ابناء  جدنا الاول  پولا بقي جدي المرحوم اسحق پولا الوحيد من ابناء بولا في الدار  لأنه كان اصغر اخوته ( ميخا , هرمز, پتو اسطيفان ) وكان ايضا معه في نفس الدار ابن اخيه المرحوم الياس پتو پولا وكذلك  اولاد  اخيه المرحوم اسطيفان پولا وهم المرحوم ابلحد والمرحوم عابد والمرحوم كريم .كذلك كنت في الدار ابنة اخيه هرمز پولا المرحومة حبوبا وابن المرحوم يوسف مخيا پولا وهو المرحوم حنا : وفي 1930م باع جدي حصته لأبن اخيه الياس پتو پولا بسبب مشكلة حصلت ,لا مجال لذكرها الان .وكان عمنا المرحوم پتو قد توفي في حينها . ثم شرع جدي اسحق بعد حين في بناء دارنا الجديدة في محلة سينا .وفي سنة 1933م اثناء تهديد  القوش بقرار الابادة اذا لم تخل البلدة من الاثوريين الهاربين من سميل كانت في بيت پولا تسع عوائل قد هربوا من سميل بعد قرار ابادة الاثوريين ومن الجدير بالذكر ان بيت پولا نفسه وبيوت اخرى في القوش كانوا ايضا قد نجو من الابادة التي حصلت عام 1712 م .وعليه كانت معظم بيوت القوش ملجأ آمن للأخوة الهاربين من المذابح . وذكر والدي انهم ذهبوا مع اسلحتهم الى بيت پولا لينضموا جميعهم الى الرجال المتهيئين للقتال من على سطوح دار بيت پولا . لاحظتَ في كل مرة استعمل كلمة (بيت پولا ) لآن كلمة (بيت)  تعني المنزل والعائلة والعشيرة . ولما نقول (بيت پولا ) نقصد بها عشيرة بيت پولا ومنزلهم في ان واحد . وعليه استعمل اجدادنا في السريانية والسورث كلمة بيت بمعنى منزل .واحيانا تكون جزء من كلمة مركبة  Compound word )  ) مثلا : محلة بي زغلا ,    بي سينا , بي اودو , بي قاشا . وهنا ( بي ) مختصر ل ( بيث ) او ( بيت ) ومعناها منزل وموضع وعشيرة . ولم تُستعمل كلمة قصرا الا اذا ارتبطت بالملك او مسؤول رسمي . في القوش استعملت كلمة ( قصرا ) لتعني : برج . مثلا قصرا دبيسقين وهو: برج شيده اخو جدي بندق قس ميخائيل يوحانا في منتصف القرن التاسع عشر على القمة المشرفة على بستانهم في منطقة بيسقين خلف جبل القوش وكانت معظم الكروم في القوش لها ( قصرا ) اي برج  للمراقبة وحراسة الكرم او البستان ,مثل قصرا دكرما ديرا = ويقصد به برج كرم الدير . ولهذا لم تستعمل كلمة قصرا للبيوت في القوش . والسبب هو ان كلمة بيت اوسع معنىً واشمل , في حين ان كلمة  قصرا في القوش لا تعني الا برج باستثناء قصور الملوك والپاشوات والمسؤولين الكبار .
وعقب الاستاذ عماد رمو ايضا على مقالتي ومما جاء في مقالته ان هذا النوع من الطراز المعماري يعود الى الطراز العثماني .



فكتبت رداً معقبا على ذلك إذ قلت :ُ

شكرا جزيلا ابن اختي العزيز المهندس المعماري والفنان  الأصيل .اريد ان اعقب على قولك انه (من الطراز العثماني!! )  . العثمانيون جاءوا الى المنطقة بحدود 1500م وخرجوا منها 1918م, أي ان وجودهم هنا لا يزيد على  400 سنة !!!. اذن اين هو الطراز المعماري الحضاري لحضارة وادي الرافدين والاشوريين بالذات والتي تمتد الى فترة 7000 عام ؟! .من الجدير بالذكر ان العثمانيين والمغول جاءوا من صحاري اسيا ومن سكنت الخيم . أنا لي رأي آخر : معظم القصور والعمارة القديمة ومنها الجوامع في تركيا وفي مقدمتها (ايا صوفيا ), التي كانت كنيسة , معظمها من الطراز البيزنطي الروماني واليوناني الذين حكموا (تركيا) الحالية والتي كانت ولا تزال تسمى بلاد الروم منذ ان حكمها الأغريق اليونان منذ القرن السابع قبل الميلاد وهم الذين اسسوا مدينة استبول ,ثم حكمها الروم وجعل الامبراطور قسطنطين استنبول عاصمة الامبراطورية الرومانية الشرقية  سنة (330م) وأسماها باسمه القسطنطينية واستمرت الامبراطورية الرومانية حتى سنة( 1453 م ) حينما احتلها الاتراك.أي ان الرومان البيزنطيين حكموا تركيا الحالية  زهاء (1100) سنة الى ان احتلها الاتراك سنة 1453م. اما في مناطق ماردين وهكاري ونينوى وغير من مناطقنا فهي طراز اشوري وتقليد لمعابدهم.كذلك كانت الحالة في الموصل ومدن اخرى,معظم الجوامع الجوامع كانت اديرة وكنائس وتحتها معابد اشورية  بابلية,ونبي يونس ونبي جرجيس وجامع نوري الكبير, الذي كان كنيسة الاربعين شهيد ولازالت اثار الكنيسة تحت انقاضه,وغيرها الكثير الكثير على طول البلاد وعرضها يشهدون على ذلك وتلك هي بقايا نمرود واشور ونينوى  ودور شيروكين التي ادهشت  اسكندر المقدوني اثناء مروره بقربها في طريقه لمحاربة الفرس  333ق م ,إذ قال عندما شاهد مدينة دورشيروكين ( خورسباد )عاصمة الملك الاشوري سرجون الثاني721ق م, قال اسكندر المقدوني : كيف يمكن لشعب ان يسقط وله مثل هذه العمارة ؟!! . اما فيما يخص تزويد المقاومة بالسلاح بعد قرار ابادة الاثوريين 1933م . كانت قرية ( ماكنن ) محاصرة من جميع الجهات من قبل العشائر لأقتحامها وقتل من فيها ومن اجل السلب والنهب!!وكانت القرية خالية من اهلها الذين هربوا الى القوش وكان يدافع عن القرية فقط بطلان آثوريان هما( گليانا وأبوه) صامدين بوجه قطيع من الوحوش المفترسة ولما اوشك ان ينتهى العتاد قال له ابوه: اذهب الى القوش يا گليانا وسابقى اقاوم الى ان تعود!!. واستطاع گليانا الاسطورة ان يخترك ذلك الحشد المتعطش للدم ويصل الى القوش, نزل من فرسه  ودخل الى بيت پولا وهناك استقبله الرجال والنساء بحفاوة ليزودوه بما كان يحتاج من عتادعاد گليان  وقاوما الى ان انتهى العتاد, ثم تمكنا من ترك القرية بخطة محكمة اذ اخرجا الاغنام والابقار من الحضيرة وتركوا البرابرة يتسابقون  ويتخاصمون على الغنائم!!فاغتما الفرصة و امتطيا فرسيهما وجاءا الى القوش. وفي القوش بدأت ملحمة الصمود الى ان انتهت الماساة بتضامن وتكاتف الجميع .وللتاكيد من أن عمارتنا أصيلة وليست مستوردة اقول لك : ذكر جدي اسحق پولا ان شيخ نوري زارهم في بيتهم الكبير وصعد الى  سطح الدار وراح يجول ببصره فاندهش لما رأى بيوت القوش معظمها كبير ومبني من الحجر والجص وبطريقة متراصة كأنها بيت واحد,ولما كان يتجول في بيت پولا قال لجدي اسحق ما يلي : سَحَق( هكذا لفظها حسب جدي ) لو كانت بيوتنا مثل بيوتكم لتمردتُ على الحكومة التركية لأن بيوتكم تقاوم البنادق لا تخترقها ولا تشتعل , وماءكم عيون وينابع داخل بلدتكم لكم من الطعام والمؤونة ما يكفيكم وقت الحصار وبيوتكم متراصفة بيت على بيت لا يمكن اختراقها ولا وانكم قوم متحابون متكاتفون , ليت لي بيتا مثل هذا ؟؟!!.  فقال جدي له:يا شيخ بيوت أجدادنا كلها هكذا كانت من الحجر والجص,هل تريد ان نبني لك بيتا مثل هذا ؟ فقال الشيخ : كيف؟ قال جدي اذا كنت ترغب من الغد نبدأ . ويقول جدي استأجرنا قافلة من الجمال ,واشترينا كميات كبيرة من الجص الذي كانت تشتهر به القوش المصنوع من حجر المرمر من مقالع جبل قند جنوب قرية شرفية.حمَّلوا الجص على الجمال واخذوا معهم البنائين المهرة والعمال وشيدوا قصرا للشيخ !!. كانت نينوى والموصل بالذات مشهورة ببنائيها المهرة وهم احفاد الاشوريين الذين لازالت مآثرهم العمرانية في نينوى واشور(شرقاط) ونمرود ( كلخو) ودور شيروكين .والنحاتون الذي نحتوا جدارية بيت پولا كانوا من قبيلة الباز الاثورية المشهورين بالنقر والنقش والنحت على الحجر ,وهم بالتأكيد احفاد من نحت تلك الجداريات والتماثيل والثيران المجنحة والمسلات في المدن العظيمة ولا زالت تدهش العالم ويتهافتون لمشاهدتها في متاحفهم والتي سرقت من متاحفنا الوطنية ودُمرت في مواقعها الاثرية .كالتي لا زالت بقاياها رغم التخريب والتدمير موجودة  في خنس وكلخو  ومعظم المدن الاخرى والمنتشرة في كل متاحف العالم لهي خير شهادة على ان عمارتنا اصيلة .والشعب الذي بنى بابل واور وسومر واريدو ونينوى ونمرود واشور ودورشيروكين والملوية في سامراء وغيرها الكثير الكثير,كان قد تعلم وتطبع وتوارث وأورث الطراز المعماري الأصيل لحضارة أجداده العظام في بلاد الرافدين, ومنهم اخذت معظم الشعوب وليس العكس. اما الغزاة الذين لم يعرفوا سوى القتل والتهجير والسلب والنهب والأغتصاب لم يعطونا ابدا الا الموت والمجاعة والتخلف .