المحرر موضوع: عبث الحياة !!  (زيارة 799 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. تارا أبراهيم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 171
  • أستاذة في هندسة الاتصالات والشبكات
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عبث الحياة !!
« في: 20:18 21/09/2018 »
  عبث الحياة !!
د. تارا إبراهيم           
 عندما نصل الى مرحلة من العمر تصبح فيها التفاصيل التي كنا نهتم بها سابقا تافهة وبدون معنى...وقد نصل الى وقت تكون المبادئ التي كبرنا عليها غير مهمة..وقد ننساها ونعتبرها مغبرة...امر غريب حين نقف في مفترق طريقين لا نعرف ايا منهما نسلكه، هل الطريق الاخضر اليافع ؟ ام الطريق اليابس المكتئب ؟ هل الطريق الذي لم يسلكه غيرنا ؟ ام الطريق الذي يسلكه الجميع ؟ هل نحن عبثيون نأخذ الامور بمنتهى العبث ام نذوب في غياهب الحياة ونتلاشى كالغبار تذريه الرياح اينما تشاء...
هل نعتبر انفسنا جزءا من هذا العالم الهزيل ؟ ام هامشيون وبدون تاثير ؟ بصماتنا ؟ انتمائنا ؟ مبادئنا ؟ أين نحن من هذا العالم ؟ تعبنا من الامور النسبية واعتبار كل شئ نسبيا...هل لدينا اعتبار للقيم ؟؟ وهل تحكمنا القيم ؟؟؟ متعبون نحن من الذاتية ؟ ونود بلوغ اللاذاتية ؟؟؟ مشاعرعميقة تلقي بنا في جحيم الازل...مشاعر غير مشروعة...ام مشروعة...يحكمنا مزيج ملتهب من اللاشعور...احساس ما بعد الوجودية..
متعبون نحن من الوجود...نبحث في كون معنوي نمنح فيه انفسنا الطمأنينة...نود ان ننسى مفهوم الوقت..نود ان نتلاشى في دخان سجائرنا...في كأس نبيذنا...في ازدحام افكارنا...في روائح عطورنا...في قطعة موسيقية …. في حياة اسطورية ليس لها تعريف..وهل نحن نحن ؟؟ ومن نحن ؟ نحن لسنا إلا  كائنات متقوقعة على ماتعيش عليه من فكر ومبدأ وروح...تبعث على الازدراء.. في بعض الاحيان، كم نود ان تتحقق امانينا، ولكن ما ان تتحقق نشعر بالفراغ، فراغ القمة...فراغ اللامبالاة...فراغ البحث عن النفس..فراغ نبحث فيه عن انفسنا.ونود ان نقنع ذاتنا اننا وصلنا الى القمة ! وهل فعلا هذه هي القمة التي كنا نحلم بها ؟ اصبحت هذه القمة خالية من المعنى..نبحث عن قمة اخرى ...عن معركة اخرى لنخوضها..كي لاينتهي حرب الغرور..حرب تحقيق الذات..حرب الانا ...حرب اثبات الوجود..حرب في النهاية نود لولم نخضها في مسيرة حياتنا ، ونتساءل لما خضناها وما الذي ربحناه في الاخر...كم نبعث على القرف... نبحث عن قشة من الامل، نتمسك به بقوة...نود الشعور بالارتياح.. والتعامل مع الرياح ولانود ان نتطاير في الهواء...نود التعامل مع البحر ولكن لانود الغرق فيه.. ترى ماذا نريد ؟ وهل نعرف ما نريد ؟؟ كم نحن تائهون ...تائهون في ما نشعر به...تائهون في تلاطم موجات الحياة ...نخاف من المستقبل...نخاف من الماضي...نخاف من انفسنا...نخاف من حاضرنا...حاضر تعيس اتعس من امسه وغده..
كم تغيرنا !! كنا اطفالا في الامس..واليوم بتنا في عواصف هائجة تهدد كل ما كبرنا عليه...تهدد كياننا ..قد نرفض الاستسلام ولكن في بعض الاحيان نخسر جزء  من انفسنا..وبعض من جذورنا...كي نغرس في بيئة اخرى...وبداية اخرى...وحياة اخرى..ونضحى اشخاص أخرين بعيدين عن انفسنا ..يغيرنا القدر..محال البحث عن انفسنا  لاننا اضعناها...ونتأقلم مع نفس جديدة تعيش في داخلنا...ونعيش حياتنا في دائرة مغلقة..محال الخروج منه..دائرة مرسومة بالية ... الوقت ؟ القدر ؟ المضمون ؟ الناس ؟ الحياة ؟ نحن ؟ فلسفتنا...انحرافنا عن كل ما هو معهود...ابتعادنا عن كل ماهو طبيعي ...وما هو الطبيعي ؟؟؟   افكار متضاربة ترهقنا..لاتمنحنا السلام..السلام مع انفسنا...هل نمضي قدما فيما نؤمن به ؟ وما هو الذي نؤمن به...ندور حول محوراليأس.. كلمات قد تكون ذات مغزى... ومعنى..قد تفهم ام لا..قد تحكم بالاقصاء من قبل الاخرين ...ولكنها كلمات...أفكار متطايرة..نغوص بها  ونغرق ..وننجو ونحيا.. .تمنحنا الراحة مع أنفسنا أو تعذبنا وتغزو روحنا كالعدو اللدود القاسي دون شفاعة او رحمة... بعدها نعود الى بداية ما وصلنا اليه...الى مجرد أفكار... منتصف العمر...



غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: عبث الحياة !!
« رد #1 في: 10:35 22/09/2018 »
مقال انيق
ليس كل الذي تعلمناه في نشأتنا ، ولا كل المباديء التي تشربنا بها في شبابنا هي بالضرورة صحيحة ، وليس كل ما نصادفه او نهواه الآن هو خطأ وخيانة لما كنا نعتقده صحيحا في ماضينا ... لذا علينا ان نعيش حياتنا على النحو الذي يناسبنا  الآن وليس كما يريده منا غيرنا .... وان النسبية التي بدأنا نسأم منها تجري في دماء الثقافة التي ارهقنا انفسنا في تحصيلها ولا يمكننا التخلّي عنها ... اننا نعجز عن ايجاد البديل .. الحياة ليست " اما ابيض واما اسود " .
انتَ تعيشين في بلد سارتر والبير كاميه الذان حدثانا كثيرا عن " الوجود والعبثية واللاجدوى واللامعقول "... هذا حال الانسان عندما ينضج ويجد ان ما كان يعشقه ويتحمّس له او ينبهر اندهاشا لرؤيته بالامس لم يعد يثيره كثيرا ...
تعمّدتُ ان اعيد مشاهدة الافلام التي كانت تأسرني وانا في باكورة شبابي ... فلم احصل إلا على الاحباط ...
 إننا نحوّل أنفسنا الى اشخاص يصعب إرضائهم ، فإن الذي كنا نتمناه أخذ ينساب من بين اصابعنا دون اكتراث منا بعد ان صار في قبضتنا ...
فقط الذكريات وحدها تبقى خالدة وشاهدة على ما غرفناه من هذه الحياة ... لكن الاحباط الذي اصابني وأنا اشاهد " افلامي القديمة " جعلني اتمنى واصلّي كي لا التقي مع صاحبات ذكرياتي كي لا يقتلني القنوط ... لذا فضّلتُ ان افعل ما فعله جون كيتس وهو يخلّد شخوصه في Ode on a Grecian Urn
لتبقى اللحظات خالدة في الذكريات فقط ... دائما شابّة ودائما جميلة .
لكن ثقافتنا التي بنيناها لأنفسنا ، والاهتمامات المتعددة التي نمارسها والصداقات الحميمة التي نعيشها هي الكفيلة بطرد " العبثية " من افكارنا ...
يجب ان نحارب بكل قوانا شيئا يستحق محاولة تغييره ... لكني  اتقبّله امرا واقعا عند استحالة تغييره .. وفي هذه الحالة أعمل على تحييده .. فلا ابالي ولا اعد اشغل نفسي به او أهتم به ... ليصبح في حكم اللاموجود .
تحياتي



غير متصل sabah JOLAKH

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 123
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: عبث الحياة !!
« رد #2 في: 18:18 22/09/2018 »
سيدتي
لما كل هذا التشاؤم ؟
انه مجرد تيهان !! تيهان من بعض ما كنا قد ( تربينا ) عليه من تعاليم على قدر وعي اهلنا واخرى اسلامية بحكم المحيط بنا وما نجده مما حولنا فيتحول الى صراع داخلي يؤدي الى التيهان . فالحياة لا تعبث بنا وانما نحن الذين لا نعرف معناها الحقيقي بسبب ( التربية) الخاطئة .فمن مبادئ الحياةان لا نتسرع في اتخاذ القرار طالما عناصر اتخاذه لم تكتمل . والى اللقاء في مقال اخر اكثر تفاؤلا مع تحياتي