المحرر موضوع: ست نماذج من اهل هذا الزمن  (زيارة 1647 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
ست نماذج من اهل هذا الزمن
« في: 08:33 13/12/2018 »
ست نماذج من اهل هذا الزمن
                   
بطرس نباتي

النموذج رقم  (١) 

 يقول  برعورايا ( ابن العبري ) المتوفي سنة 1286 ميلادية في  إحدى قصائده  وبالسريانية عن اهل زمانه وكأنه يتنبأ ايضا بما سيكون عليه الحال في زماننا ايضا بعد مضي اكثر من سبعة آلاف سنة ..
يضعون على الحمير سروجا  والبرادع يضعونها على الفرس .
 أكتفي بهذا والتفسير اتركه للقراء الأعزاء .

نموذج رقم (2)
 ترك العراق مهاجرا الى بلد اخر ليجد الراحة والعدالة التي أفتقدهما  في العراق طيلة حياته ، ولكن لعنة العراق اصبحت تلاحقه وتنغص عليه حياته حتى في ظل الأمان وفي ظل العدالة الاجتماعية والقانون الذي التجأ اليه ، فأصبح العراق الشغل الشاغل له ، ينام يحلم بالعراق وعندما يصحوا ينتقد ما ال اليه العراق ، منشغل بأحداث العراق لحد التخمة ،  يحارب الفساد يحارب اللصوص وهو بعيد عنهم آلاف الاميال ، يصف العراق بشتى الاوصاف ء،مرة مزبلة مرة اخرى اخرى بالعفن،  ومرة اخرى ينذر سياسيه بالويل والثبور ، ومرة يعطيهم فرصة اخيرة ،  وكانهم خدم تحت امرته ، ينسى كل شيء في وطنه الجديد  الامن ، ولا يهتم الا بأمر العراق يفطر على العراق يتغدى بالعراق ويتعشى بأخبار العراق ..
(يا به ) عزيزي  اذا انت هلقد محرووكه روحك على العراق تعال اخي وأخدم وطنك بدل ان تبقى تعيش بَرَّ .

نموذج رقم (3)
من المتعارف عليه من يريد الكتابة او التعبير  عن فكرة ما يقوم بالاقتباس من احدى كتابات مولفين كبار وفلاسفة ومفكرين امثال أرسطو ،أفلاطون او كارل ماركس او ابن خلدون او احيقار الحكيم ،  ليدعم بآراء هولاء او امثالهم ما يكتبه من فرضيات ، فما أطيب ان تنقل لنا أقوال علماء او مفكرين كبار كي نستفيد منها في حياتنا ، ولكن ما يحدث  اليوم بعد هذا الاسفاف في الكتابة  ، وتزايد دور الاعلام الالكتروني وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي التي لا رقيب لغوي عليها ولا تمر بفلاتر  النقاد ، وقلة القرّاء (لحد الاضمحلال تقريبا) للكِتاب الجاد والمفيد ، نجد من  ينبري  في  الكتابة على صفحات الفيس بوك ، عندما تطالع ما يكتب  لا تجد فيه غير كلاما عاديا يتسم بالضحالة والإسفاف  والانكى من ذلك قيام كاتبه  بتذيله  باسمه ، وكأنه  أفلاطون هذا الزمن الأغبر ، والأنكى من ذلك  ايضا ان يقوم   بعضهم بحصر تلك الأحاديث العادية   بأشكال هندسية  ،  وما يلفت النظر  وجود المعجبين لهكذا اشاوس ،  الذين يكتبون  في حقل ال ( COMMENTS ) تحت  اقواله الحكيمة ( عاشت إيدك )  ( انت عبقري فذ ) ( منور ولو بدون كهرباء ، الرئيسي
والمولدة ) وكانهم في فتح مبين ، أو غزوة من غزواة ابن شداد ،   وعندما تقرأ فلسفتهم وحِكَمهم  التي ( ينيرون  بها ظلام الدنيا  )لا تجد فيها غير كلاماً عابراً او حديثاً لا يتجاوز بعض المسبات  والشتائم للسلطة والمسؤولين في العراق ، وأغلب ما يتداولونه يتناوله يوميا الاعلام العراقي عبر الفضائيات ، وهم يكتبونه وينقلونه نصا  وروحا ، ألا تقع هذه الكتابات في باب اللعب   بمشاعر الآخرين ؟    ..

نموذج رقم ( 4)
 اصحاب هذا النموذج من كتابنا  وخاصة في الفيس بوك  ،  عندما كانوا في الداخل لا احد منهم كان يكتب او حتى يهمس بالضد من الأوضاع  الغير الطبيعية والفساد الذي كان مستشريا لان قبل سنوات  اي حين كانوا في الداخل ، كان بلدنا في المرتبة الاولى والآن أصبحنا والحمدلله بالمرتبة السادسة للدول الأكثر فسادا في العالم بموجب منظمة الشفافية الدولية  ، وما ان خرجوا  حتى تفتقت قرائحهم  وأصبحوا  يبعثرون الشتائم يميناً ويسارا ، تعرفت على احدهم
 ( يقدم نفسه على انه شاعر ) جائنا من بغداد ، استقر في عنكاوا كمحطة استراحة لينتقل عبرها الى الخارج مستغلا وضعه في بغداد مؤلفا عشرات القصص عن اضطهادات وهمية تعرض لها في بغداد  ،  أستقر لفترة ليست قصيرة في اقليم كردستان توفرت له كل اسباب الراحة والامان وحتى المعيشة الجيدة ، وعندما كان هنا كان يتغنى بالقادة الكورد ويصفهم كما يصف اي الاه او قديس ، اليوم بعد استقراره بإحدى الدول ، اقرأ له تعابير يدعوها قصائد او كتابات ينثرها هنا وهناك وأغلبها مسبات وشتائم من الوزن الثقيل لاولياء نعمته عندما كان هنا في الاقليم وأقل وصف يصفهم بأنهم سرقوا ارض اشور وأنهم غزاة يجب ابادتهم .

نموذج رقم (5)
نموذج اخر يذكرني بشخصية دون كيشوت التي صاغها ثيرفانتيس  في رواية  (مصارع طواحين الهواء) فكما ان هذا البطل الذي من كثرة قرائته لأدب الفروسية تصور نفسه فارسا يحمل مباديء الفروسية القديمة فاخذ يبارز طواحين الهواء متصورا انها أعداء له ،هكذا  حال هولاء  المصارعين الاشاوس ، فانهم ما أن اكتسبوا بعض المعلومات اما نتيجة القراءة او عن طريق الاصغاء ، فلم يبرحوا تلك الصفحات الدامية  من التاريخ  ، فتصوروا او هكذا تصور  لهم عقولهم ، ان جميع الذين يعملون في الوطن من احزاب ورؤساء كنائس ومسؤولين هم خونة وعملاء اما للكورد او للشيعة ، رغم ان من ظل في الوطن خاصة في بغداد يعمل وسط صراعات ومؤامرات لا هوادة فيها ،  اضافة الى مفخخا ت وتصفيات جسدية وتطاحن طائفي مقيت ، بينما هم ينعمون في أمان وسلام في دول مستقرة ، ولا يكلف احدهم نفسه حتى بزيارة قصيرة  ليطلع على ما يجري في الوطن ، شغلهم الوحيد الكتابة وتسقيط الآخرين ، وشتم الأحزاب والسياسيين  والمسؤولين معتبرين انفسهم هم  المنقذين والمخلصين ، وغيرهم اما خائن او مرتزق .

نموذج رقم (6)
هولاء كثيرون جدا ربما بالعشرات ، سأكتفي بعرض لحالة هذا الشخص من سوريا نزحت عائلته من جنوب تركيا ، ابان ما تعرض له المسيحيين عموما من اضطهادات وما يطلق عليها اليوم ب سيفو وهو لم يكن  حتى قد ولد  حينها ولكنه يحمل في ذاته حقد دفين ليس على تركيا او السلاطين العثمانيين بقدر حقده على الأكراد العراقيين ، في اي مكان يكون له حصة من الحديث يحول حديثه عما حدث للآشوريين على يد الأكراد ويخص بالذكر جميع الكورد في اقليم كردستان رغم ان أكراد اليوم  لم يكن لهم اية علاقة تذكر   بتلك الأحداث المؤلمة ، وعندما تذكر له بأن الزمن هذا يختلف عما مضى ونحن نعيش في ضرف اخر لا يتوانى من وصفك بالعمالة والانبطاح وجميع الأحزاب التي تعمل على ارض الاقليم ما هي الا أدوات شطرنج بيد الأحزاب الكوردية على حد زعمه .
لا أنكر مطلقا هنالك مشاكل عديدة سواء تلك المتعلقة بالاراضي الزراعية في عنكاوا وتجاهل تعويض أصحابها ، او مسالة التجاوزات على قرى دهوك من قبل بعض المتنفذين والاغوات ، ولكن كل هذا لا يدفعنا وليس من صالح من اختار البقاء في الوطن خلق المزيد من النعرات والتعصب القومي  تجاهه وذلك بنشر كتابات  حقودة  وشتائم للآخرين ، الغرض منها فقط خلق  حالة عدم استقرار وصولا الى الفوضى في مناطقنا التي تنعم بالسلام والتعايش المشترك الذي نسعى لتطويره ، ان اصحاب هذه الكتابات لهم مشاريع تعكس نواياهم في افراغ الوطن من المسيحيين ، ودفع الذين فضلوا البقاء ، الى التفكير  بالهجرة نحو المجهول ، برأي ..
من الأفضل لنا جميعا سواء الأحزاب او الجمعيات او الذين يكتبون على صفحات التواصل الاجتماعي الابتعاد بقدر المستطاع عن تخوين الآخرين وخاصة  تخوين اخوانهم الذين ارتضوا البقاء في داخل الوطن ، وأن يكونوا محضر خير من اجل تنمية وتطوير علاقاتنا مع شعوب المنطقة وفي مقدمتهم الاخوة الكورد ، بغية بناء علاقات عصرية مبنية على تقبل الاخر المختلف وتناسي احقاد الماضي وطي  صفحاتها السوداء ، وإن كان هناك اية مشاكل يتوجب إيجاد الحلول لها عبر المراجعات والمطالبات وان اقتضى الامر  عن طريق التظاهر وتنظيم  المسيرات  الاحتجاجية وغيرها من وسائل الضغط الشعبي وليس عن طريق الشتائم والسباب في وسائل التواصل الاجتماعي ، والاخوة المتحمسين جدا لخدمة وطنهم ممن يتخذون بلدان المهجر مقرا لهم ، اذا ما يهمهم امر الوطن هكذا ، فأبواب الوطن ليست موصدة بوجوههم  أبدا ، ليأتوا إلينا على الأقل لنتعلم منهم كيف نطالب بحقوقنا ، ليأتوا إلينا ليعلمونا الممارسات الديموقراطية التي تعلموها في بلدان الغربة والاغتراب ، وعندما يقرر احدهم ان ياتي لا بد ان تستفيد حكوماتنا الرشيدة جدا  من خبراته التي اكتسبها في الغربة ،ولا بد ان هذه  الحكومات ستفكر لتنيط به وظائف  ومسؤوليات كبيرة يتقاضى منها رواتب واجور لا يحلم بها  وهو في المهجر ، بعضهم  قد فعلها ولا زال يتنعم بخيرات الوطن ويغرف منها ما يشاء ، ليتنعم بها في دولته الأجنبية،  تبا لهكذا  وطن وتبا لمن يقوده من السياسيين  الاغبياء ..