المحرر موضوع: الهوية الآشورية بين مطرقة احزابها وسندان مذاهبها  (زيارة 2304 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sam Shlimon

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 98
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الهوية الآشورية بين مطرقة احزابها وسندان مذاهبها

سام شليمون / كندا
samshlimon@yahoo.ca

ان الهوية الآشورية معروفة للقاصي والداني والقريب والغريب، حيث عمذها المؤرخون بمهد الحضارات، ومتاحف العالم تباهي بجناحها الآشوري، كما لسنا بحاجة لكي نكتب عن تاريخ هذه الحضارة العريقة.
لا اريد الطعن باي أخ يعتبر انتمائه الى اية قومية يرى فيها (حسب اعتقاده) تاريخه وماضيه وامجاد اجداده ، لانه احترام الرأي الاخر بالرغم على عدم اتفاقي معه، ولكن لنفس السبب (احترام الرأي) لي الحرية في البحث عن حقيقة الرأي الاخر حسب الموسوعات العالمية ورأي المؤرخين فيما لو كان ما يدلي به اخي صواب.
لقد اصبحت الهوية الآشورية عرضة البيع والشراء في سوق سماسرة السياسية، كل من ينادي بخدمة امته يستنبط اسم يتماشى مع النظام الداخلي لحزبه. ولكن الانتخابات الاخيرة ومسألة الدستور كشفت ملاعيب واستفلاس خيرة "احزابنا السياسية الاشورية" حيث نرى على الفضائيات مايسمى قياديي احزابنا  لا يتكلمون البتة عن حقوقنا القومية الآشورية والبعض الاخر تجاهلوا تاريخهم الاسود بإستعمالهم كلمات بذيئة ضد كبار رجال الدين لاسباب حزبية ضيقة متناسين انتمائهم السابق، وقد تذكرت اسلوب البعثيين عندما يستعصى شيء عليهم ينهالون على الخصم بالاهانات والشتائم.
لقد حاولت "احزابنا السياسية الاشورية" توحيد هذه الامة تحت تسمية موحدة والجميع كان الفشل رفيق نضالهم، فلنحلل معاً هذه المصالح:
جميع المتابعين للسياسة الآشورية يعلمون بان الحركة الديمقراطية الآشورية رفضت رفضاً قاطعاً تسمية الكلدوآشورية في بداية التسعينات، الفترة الذهبية للحركة عندما كانت في اوج عظمتها، حيث حاربت جميع الاحزاب الاشورية العاملة في الوطن الى ان وصل جنون العظمة لقياديي الحركة بمحاولة اغتيال احد قياديي البارزين في الحزب الوطني الاشوري في قرية المنصورية قرب قرية سميلي الجريحة.
بعد ظهور الكلدانية على اكتاف الشيوعيون (أول منظمة كلدوآشورية مستحدثة بثوبها القومي كانت على يد الشيوعيون) تحولت الكلدانية من مذهب الى قومية عريقة واخذ بعض الاخوة الكرام الكتابة عن التاريخ الكلداني كقومية، مع العلم لم تكن هناك كلمة تكتب عن الكلدان كقومية قبل سقوط الصنم في نيسان 2003،  اذا امعنا النظر جيداً فيما يكتبون عن القومية الكلدانية، فانها نسخة طبق الاصل عن التاريخ الاشوري المحفور على جداريات العالم اما عن المناسبات القومية الكلدانية فهي ذاتها الآشورية، واذا تفحصنا حقل القومية في  السجلات العراقية للاحصاء من عام 1957 وما فوق لرأينا بان الاغلبية الساحقة من الاخوة الكلدان كتبوا اسمهم تحت القومية العربية في سجلات الاحصاء العراقية، وهذا ليس استصغار بهم وانما كان الاخوة الكلدان يعرفون نفسهم بالمذهب الكاثوليكي (الكلداني).
اما الان فان من يعمل على دعاية قومية كلدانية، فنظرة سريعة ترى الاخوة الشيوعيون المتقاعدون هم الغالبية العظمى ممن ينادون الكلدانية كقومية. (سبحان مغير الاحوال) من الاممية الى القومية، ولكن ليس هناك سوى نفر ضئيل ظال يدعمون الاخوة الشيوعيون المتقاعدون في مهمتهم الكلدانية هذه.
 وان الحق يقال عن الاخوة الشيوعيون كونهم معروفين بحذاقتهم السياسية التي دفعت قياديي الزوعا، عذراً "قائد الزوعا" بالتفكير بالامر اكثر من مرة, ولسحب السجاد الكلداني من تحت اقدام الشيوعيون، وكسب ود الاخوة الذين يسيرون في الخط الكلداني طرح قائد الضرورة التسمية الكلدوآشورية كتسمية شاملة لابناء شعبنا الآشوري بكل طوائفه. وعقد مؤتمر كلدوآشوري في بغداد 2003  واستطاع قائد الضرورة ان يمرر اللعبة على غالبية "احزابنا السياسية الاشورية"
بعد ان تدخل قداسة مار عمانوئيل الثالث دلي في القضايا السياسية ووضع الكنيسة الكلدانية كمرجعية لكل من ينادي نفسه كلداني، وقيام الاخوة السريان بتنظيمات سياسية اجبرت قائد الضرورة ان يستعمل اسم كلدواشوري سرياني بدلا عن الكلدوآشورية، وها تشاهدون قائد الضرورة يظهر على الفضائيات يذرف دموع التماسيح على الاخوة السريان لعدم ذكر اسمهم في الدستور وهو يعمل على قدم وساق لإدخال التسمية السريانية في الدستور العراقي واننا نعلم اليقين بان قائد الضرورة لا يبكي على الحسين وانما يبكي على الهريسة،  فبربكم اليست هذه مهزلة التسميات.
اما بقية احزابنا السياسية فقد استعملت الاسم الثلاثي تارة وشاركت ودعمت تسمية الكلدوآشوري تارة اخرى في مؤتمر 2003 ورجعت على التسمية الثلاثية والله اعلم بالتقلبات الجوية لهكذا احزاب.
اخيرا اود ان اشارك جميع اخوتي في النقاش الجاد حول تسميتنا بعيداً عن المهاترات السياسية والتقلبات الزمنية:
ارجوا ان تسمعونني جيداً
انني ارى من المنطق ان ندخل الدستور العراقي بتسمية واحدة موحدة، وان لم نستطيع ان نوحدها اليوم فلنبدأ ببناء الجسور بيننا ابتداءً من اليوم،
انني شخصياً اقترح دخولنا بالتسمية الآشورية نظرا الى:
1.   عمقها التاريخي
2.   تداولها العالمي
3.   لدينا معاملات ومستندات في عصبة الامم (الامم المتحدة) بالاسم الآشوري
4.   اثارنا في العراق وخارجه آشورية
5.   موسوعات العالم تعرفنا بالآشورية
6.   هناك باحثين وعلماء اجانب وشهادات عن علم الآشوريات
7.   تدريس علم الاشوريات في اغلبية جامعات العالم
8.   متاحف العالم تزخر بالاثار اشورية

اننا نعرف بان هناك من يدعي بالقومية الكلدانية وهم على الارض الواقع ولا يمكن نكرانهم مهما كان عددهم او الفترة الزمنية لظهورهم، ولكن هناك العديد من الاسباب المنطقية بان ندخل الدستور بالتسمية الآشورية وهذا قطعاً ليس تهميش لمن ياخذون الكلدانية او السريانية كتسمية لهم،
ان رأيي لا يلغي اخوتي الكلدان والسريان ولا الغي حتى الاخ الذي يعتبر انتماءه بما يسمونها القومية الكلدانية او القومية السريانية، واقولها علانية بانني افتخر بكل ما هو كلداني او سرياني بغض النظر على نظرتي وتحليلي المذهبى لهذه التسميات.
انني لا امانع ان ندخل الدستور بإسم الكلدان فقط أو بإسم السريان فقط اذا لم نتفق على التسمية الآشورية فقط، فإنني ابحث عن الوحدة الحقيقية وارفض رفضاً قاطعاً الوحدة الحزبية او الوحدة السياسية لان التحزب والسياسة فيها متغيرات وتقلبات بإسم السياسة، فلا اريد لقوميتي ان تنقلب كل يوم وتصبح اضحوكة بين ابناء الشعب العراقي.
فالوحدة الحقيقية تأتي بالنيات الصافية وليس بالنيات الحزبية الضيقة. 
اننا نعرف بان القرار الكلداني يصدر من روما / الفاتيكان، وكما نعلم بان كافة ابرشيات الكنيسة الكلدانية في المهجر هي تابعة للفاتيكان وليست تابعة لمقر الكنيسة الكلدانية في بغداد، وهنا او ان ان أسأل اخوتي الكلدان بروح اخوية وللناقش هذه المسالة في العائلة الواحدة:

1.   هل بإستطاعة الاخوة الكلدان العمل بدون أوامر روما ؟
2.   هل بإستطاعة الكلدان المطالبة بحقوقنا القومية لا الدينية بدون أوامر روما ؟
3.   هل بإستطاعة الكلدان المطالبة بأقليم كلدو او اقليم آشور أو أقليم سريويو في محافظة نينوى ونوهدرا بدون أوامر روما ؟
4.   هل تقف روما مكتوفة الايدي وهي ترى قوميتنا الكلدانية تأخذ مجرى قوياً بين ابناء رعيتها بدلا من الكاثوليكية الكلدانية؟
نحن نعلم جميعاً بان الكنيسة الكاثوليكية المتمثلة في روما لا تفكر باية قومية او عرق سواء كان فيليبيني او هندي او بولندي او آشوري او فارسي، وانما تفكيرها الاول والاخير كيف تستطيع كنيسة روما جمع العالم تحت رايتها الكاثوليكية التي تعني رايتها الجامعة، والتاريخ يشهد على تصرفات كنيسة روما الكاثوليكية كيف حاولت ترهيب وتعذيب وتخويف مطارنة الكلدان عندما كانوا يخرجون عن طاعتهم في بداية تكوينهم.
لنفرض دخلنا الدستور بإسم الكلدان: فان على اخوتنا الكلدان ان يعبروا حاجز الكنيسة الشرقية الاشورية ويكثلكونها قبل ان تكشر روما انيابها عليهم، لانه دائماً سال لعاب روما ولا يزال يسيل لعابهم لضم الكنيسة الشرقية العظيمة تحت لوائها ولكن دون جدوى.
فاتحادنا الحقيقي هو التنازل لمن هو احق في خدمة شعبنا وقبول الاخر سواء كانت التسمية كلدانية أو سريانية أو آشورية.

والله من وراء القصد[/size]