المحرر موضوع: مذكرات بيشمركة / 85 .. مهام الأنصار البيشمركة لحزبنا  (زيارة 759 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد الياس شابو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 253
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مذكرات بيشمركة / 85  .. مهام الأنصار البيشمركة لحزبنا
سعيد الياس شابو / كامران
2019.08.31
كانت مناطق وادي خؤشناوتي وئالانه وباليسان وشيخ وسان  ومناطق أخرى من كوردستان الجميلة مفعمة بالحركة المستمرة ، أي حركة السيارات والعوائل والبيشمركة والفرارية ،  وأصبحت الحاجة الى  إيجاد وبناء المقرات المستحدثة من الخيم  وبناء القاعات والغرف من الحاجات الملحة والضرورية  ونحن على أبواب الخريف .. ولابد من الحساب لشتاء كوردستان القادم والرفاق الملتحقين توزعوا على كل القواطع والمقرات ، وقدوم وخلط الدماء الجديدة ومزجها بالدماء القديمة وأرواء الفعاليات بالدماء الزكية أصبح مطلوبا طالما عدونا الذي تعود على قتلنا وسفك دمائنا وسجونه ومعتقلاته مليئة بمناضلينا ومناضلي القوى الأخرى في الساحة المعارضة ومنها أحزاب الجبل ، يقتلنا بكافة وسائل التعذيب الجسدي والنفسي ومحاربة العمل والدراسة والأندساس والسطوات والملاحقات ، ويقتلنا في القصف المدفعي المتنوع والراجمات والدوشكات وفي السيطرات وفي قصف الطيران المتنوع ومن ثم يسمينا بالعصاة والمخربين والشعوبيين واللاوطنيين وما من تسميات أخرى جلها تليق به وليس بنا !! وعدونا هو النظام القمعي البائد وغطرسته العمياء والمفعمة بقتل الأنسان والحيوان والنبات وحرق كل ماهو خارج إرادته  ورغبته !!
وفي ذلك الصيف الطويل من عام 1982 ، بينما كانت أحدى  مقرات حزبنا الشيوعي العراقي تحت سفح جبل كورك ( كؤره ك ) الشهير وفي وادي ئالانة وبالقرب من قرية ( بناوي ) قرية الرفيق مام رسول بناوي ، وكانت الخيم والكبرات تسع للرفاق المتواجدين فيه والضيوف القادمين ، ونحن منهم أي مكثنا لعدة أيام وليالي في المقر والمدفعية وقنابرها لم تبخل بحقنا أبدا !! أي في الصباح كانت تنزل علينا في وقت الفطور وفي وقت الغذاء والعشاء !!! وكاننا مطلوبين ولا يحق لنا من أن نكون في هذا الموقع الجبلي وهذا الوادي العريق .
في الحقيقة كانت الوضعية مملة للجميع وخاصة الرفاق الجدد والذين كانت الصدمة قوية أي هم أنقذوا بأرواحهم وأبتعدوا عن سوح الوغى ووصلوا الى بر الأمان ! إلا أنهم أصبحوا تحت مرمى مدفعيتهم لحد يوم أمس كانوا صاحب المدفعية  ! واليوم أصبحوا من الأعداء عند ( الحكومة العراقية ) ! والصورة التي أستغربتني ورفاقي الآخرين في الحالة التي شاهدناها من أحد الأخوة الرفاق الملتحقين في هذا المقر ألا وهي عند مشاهدته لذبح الدجاج الأبيض دجاج ( المصلحة ) وعند مشاهدته الموقف فأغمية عليه وكسر خاطرنا بينما لم يهاب القصف في كل يوم من الزمن العراقي !
وبعد أيام ونحن متوجهين للخريف تركنا المنطقة نحن كمفرزة ومجموعة من الملتحقين قاصدين مقرات روست والتي كانت مفعمة بالحيوية والنشاطات والحركة من قبل أهل القرى والذين كانت حياتهم مرتبطة بقراهم ومزارعهم وماشيتهم وتلك الطبيعة الخلابة والنقية .
ومن الطرف الآخر كانت مقراتنا مفعمة بالحركة المستمرة من الملتحقين والرفاق القادمين من الخارج وحركة المفارز والبناء والرفاق الضيوف من الأحزاب الأيرانية والتركية المعارضة مشكلين مقرات ومفارز تموينية وما تطلب من أمور أخرى ، الى جانب حركة الأحزاب الكوردستانية العراقية ومقراتهم ومفارزهم والعلاقات التي كانت تربطنا كمناهضين للدكتاتورية والحكم الأستبدادي القمعي ولم تخلوا أوضاعنا من البعض من التخرصات لكون القسم القليل القليل كأشخاص  من أهل القرى الساكنين في قراهم المهجرة والذين عادوا لأعمارها مرتبطين بالنظام العراقي ومخابراته ويلعبون دورا قذرا في نقل المعلومات وإثارة الشغب وزرع الفتن بين تلك الأحزاب وبيشمركتها وناهيكم عن مندسين النظام الصدامي بين أحزابنا مجتمعتة !!!!! .
في ذلك الخريف كانت مزارع القرويين وأشجارهم المثمرة تندر  عليهم مبالغ غير قليلة من المال نتيجة جني تلك المحاصيل والأثمار  المتنوعة .. الفواكه المتنوعة والجوز والعسل والصوف ومشتقات الألبان وغيرها من الأمور وعلى سبيل المثال وليس الحصر .. خشب السبينداروالعجول ..
وفي ذات يوم أحد الكاروانجية والقادمين من كوردستان إيران ( رؤشهلات )! محملا حصانه بضاعة ومنها قمصان !! واوقفناه للتبضع ما يمكن شرائه لكونه كاسب ... وبعد أن عجبتنا البعض من القمصان هههههههه ، وهي مكتوب عليها صنعت في العراق ! يعني من العراق شاهدت طريقها الى إيران الجارة ومن ثم عادت الينا في العراق ! وما الغريب في الحكاية ؟!
وليس بغريب من أن تبتعد عن القصف في مقر بناوي وجبل كورك .. وأن تقترب وتواجه القصف بالهيلوكوبترات السمتية وصواريخها الأكزوزست الذكية والدعايات في التقدم من قبل الجيش والمرتزقة الجحوش !! جلها عليك فهمها وإلا تنهار دون الخوض في تفاصيلها ، وكانت ردود أفعالنا معكوسة تماما أي على الرحب والسعى لكل الضروف والهجومات وما رافقهما !
أستمر بناء مقر سليشمة روست بعدما كان لنا مقران أو مقرين كبيرين وأصبح الثالث في الجانب الآخر من وادي روست وكرتك جاهزا للسكن فيه وكان البناء صعب وفي كل سنة نبني ، نبني لأنفسنا ونبني للقرويين الطيبين ونأكل الزاد سوية ، نحن في خدمتهم وهم في خدمتنا وهمومنا مشتركة !! إلا أنهم يمتلكون العوائل والبساتين والزرعات وينامون مرتاحين ، بينما نحن نحرسهم والمنطقة برمتها من الأشرار والخونة والمندسين ، وهم أي أهل القرى مقسمين على أحزاب الساحة والنفوذ والصراعات والحكومة وعلى أنفسهم وعلى جبالهم ووديانهم ومرؤسيهم !!!!!!!!!! .