المحرر موضوع: من نحن .. حكومة وشعب ؟ اليوم الاول للاحداث ولكن النت  (زيارة 637 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل محمد علي مزهر شعبان

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 66
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من نحن .. حكومة وشعب ؟
اليوم الاول للاحداث ولكن النت
محمد علي مزهر شعبان
عندما تسوق معادلة الخلاص، لابد ان تكون نتائجك منتجه، فأن تداخلت عناصر دخيله في طرفيها، خارجة عن حدود توازنها، قد يؤدي الامر الى إنهيارها، ونرجع الى المربع الاول ونستجدي الشفاء ونقضم الاطراف . هذا ما تبعثه الصور اليوم التي تجعل المرء في غثيان، فتعمى البصيرة الى حيث المؤديات، ويغشى البصر حين تغلفها حرائق، تحسها تنقلك من الرمضاء الى النار، هذه مقدمات ما يحدث الان . هل هو الرهان الذي سينقلنا الى الخطوة القادمه المشوشة المعالم ؟ دون شك إن الهفوات التي سقطت فيها الحكومات المتلاحقة، وكأنها محطات العبث في صناعة الصيرورة، وعدم إدراك المعالجه. فكانت الخطوات المضاده تنشيء موجة من ردة الفعل غير محسوبة الخطوات، ولم تحمل عنوان إلا الايلام الذي يداخلك في ان ترى الحرائق تشعل في ديارك .
نبحث عن العنوان واللافته والاجنده والقيادة، فلم نجد اثرا للنقلة المجاز التي توصلنا الى السبيل الواضح . كل شيء مشوش إلا الفوضى، وبالمقابل كان الرد من الحكومة هو بقاء الامر عما هو عليه وحلوله الترقيعية . فضاع تحديد صالحها من طالحها، فتختزل اللوعة في خوالجك، في دوامة ماذا يجري ؟
نحن لسنا في هجوم على الباستيل والقضاء على لويس السادس عشر، ولسنا بصاحب المعزة العاري المحرر بعقلية غاندي . والسؤال هل تختلط الامور  ليبدل "روبسبير" بجان جاك روسو؟ أم نحن امام شباب تبحث عن لقمة عيش، وخريجين مطالبين وظيفه، وفلاح تنكر لمزرعته ليكون موظف حاسبة إلكترونية، ونجار ليكون وزيرا، ومن ترك وطنا ليبعث لنا إرساليات ودروس الاخلاص للوطن .
من نحن حكومة وشعب، وماذا نريد سواء أكانوا أؤلئك القابعين في المواقع المتقدمه، وسرحوا في متاهة الاهمال ؟ أم إشكالية في دوامة من لم يفهم عملية الانتقال المفاجئة، من مرحلة النكوص والوهن وإنعدامها، وصعود الاخر لمن جاء على حين غرة . عملية انتقال تشوبها إقتناص الفرصة من خلال إغواءات وتجمعات، وتسريب افكار، كتسريح مجاميع الامعة التي تلعب دور بطل مفاجيء من هذا الزمان، وتخلق من الافكار والميول ما يثير العجب، مخالفة ضوابط وأصول الفكر بكل اتجاهاته الدينية والاثنية والطائفية .
إني أجدها لعبة الفراع السياسي في البلد، ومناوشات الاطراق، وخذ مغنمك قبل فوات الاوان والثغرات في ضبط ايقاع ادارة الدولة . وبذات الوقت فمن منا لا يحدد عملية الفارق المعيشي بين ما بعد السقوط وقبله . اين كانت هذاه الناس حينما كانت تقرض عرانيص الحطنه المخلوطة بالفئران والكلاب والوحل، والجوع والتهميش والمقابر؟ واتسائل ما فعلوا ممن قدموا وقبضوا السلطة، في زمن الخلاص من أزمة الموت المجاني وركبوا الموجه ؟ هنا الاشكالية ممن عاشوا تلكم الفترة من عذابات واستلابات وأمل الاطلالة على شواطيء الصيرورة، وبين فتية عاشت العولمه وزمن الانفتاح، وتركت للسالفين تلك العذابات كذكريات مؤلمه . لست بصدد الاشارة الى المفترقات او الادانة، ولكن هل حرق محافطة او مبني هو السبيل، اوقتل شرطي ام مواطن هو حلال ازمة وفكاك نائرة . ورغم إدراكي ان هناك هوامش وبيادق ماجورة، تسطوا على السلمية وملثمين لتغيير البوصلة ممن يخترق نواميس التظاهر السلمي . أي إفتخار ان تحرق، وأنت مكلف بانجاز وسيلتك في ان تنجو من الاحتراق؟ يبدو انه القصور في الحكومة والشعب، فالاثنان لا يعرفا وسيلة المعالجة، والاثنان الى المجهول، هذا ما يرغب به الاخرون، والاخرون هم الجحيم وما يجري يبرد غيظهم بما يجري ويطفأ غلهم وغيلتهم .