المحرر موضوع: كن طيبا كالخبز !  (زيارة 1094 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل احسان جواد كاظم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 418
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كن طيبا كالخبز !
« في: 11:28 07/06/2007 »
كن طيبا كالخبز !


أدهشتني هذه الجملة عندما قرأتها اول مرة, ببساطتها وعمقها. هي جملة أمر بصيغة رجاء. توجت هذه النصيحة مدخل كنيسة خشبية صغيرة تتكيْ على صخرة مطلة على فم وادي سحيق, يمر جنبها غدير ماء رقراق في احدى مفازات جبال تاترا على الجانب البولوني.

هذه الجملة الساحرة , كما أراها, قالها المسيح, وهي تجمع في طياتها تمجيد للعمل والأنسان,من اول حرث الارض, لزرع البذرة واحتضانها ثم حصدها وطحنها, لتخمر وتعجن وبعدها تشوى فتصبح خبزا يمنح الأنسان الشبع والعافية.

اما طيبته فلا تقتصر على طعمه... فمن يتمثل كل هذا الجهد لابد وان يشعر بالأمتنان والعرفان لمن أعده, فيكتسب بأمتنانه الطيبة بسلوكه. وربما لذلك كانت جدتي تأمرنا بتقبيل كسرة الخبز ووضعها على جبيننا في تعبير فطري عن التقدير, هو في ظاهره ديني ولكنه في جوهره انساني. فالأنسان بذاته من عجينة هذه الأرض.

من لايتوق الى طعم الخبز؟ ومن يستطيع الاستغناء عنه؟ لا الغني ولا الفقير, لا الصالح ولا الطالح. حتى ماري انطوانيت امبراطورة فرنسا عرفته رغم اقتراحها على رعاياها الثائرين بسبب الجوع, الكاتوو ان لم يتوفر لديهم الخبز الحاف.

من الطبيعي ان يرفض الأرهابي التكفيري نصيحة المسيح هذه, فليس للأنسان قيمة لديه فما بالك بالطيبة؟ ! ! ففتوى امام مأبون يمكن ان تنهي حياة طفل رضيع او أب يسعى او يحرق انجيلا ويهدم مندى ويهدد بعشيقة.

أراد الارهابي جلب يبابه لخصوبة أرض السواد وتمنى ان " لايجتمع فيها دينان" لكنه فشل, فالديانات المندائية والأيزيدية والمسيحية اعرق من الاسلام في استيطان أرض الرافدين, التي تشربتها. والعراق بدون تنوع قومياته واديانه ومذاهبه ومشاربه ونحله وثقافاته, ليس عراقا. لذا فأن قتل القسسة وتهجير المسيحيين والمندائيين واغتيال الأيزيديين وتهجير طوائف المسلمين, ماهي الا جرائم تدخل ضمن عقم الفكر الظلامي لقوى الاسلام السياسي المتزمت التي يسعى الى اغراق العراق بأنهار الدم.

يحار المرء في توصيف هؤلاء القتلة... بأية خانة يضعهم؟ كلاب... خنازير؟ فهذان الحيوانان لهما فوائدهما للبشر وطبائعهما اكرم من طبائعهم... فحتى وحوش الغاب لاتقتل الا دفاعا عن نفسها او بسبب جوعها, وهؤلاء يقتلون لمجرد القتل. سيكون تجنيا على الصخر لو شبهتهم به لأن : أفضل من أفضلهم صخرة........ لاتظلم الناس ولا تكذب

لابل حتى الحجر الأصم له فوائد جمة  وهم مضرون. فقد جاء في آية كريمة " وان من الحجر ماتتفجر منه الأنهر" .


المندى - معبد المندائيين

بعشيقة - قصبة حيث معابد الأيزيديين

 
 

احسان جواد كاظم