التفكير والطاقة الإيجابية في حياتنا وميزاتها تفكير شخصي

الدكتور

خالد اندريا عيسى

  • يُظهر التحليل العلمي أنَّ أولئك الذين لديهم تفكير إيجابي يتمتعون بمهارات حياتية ناجحة في مواجهة التحدّيات والعقبات، والتحلي بالأمل والثقة والصبر بالنجاح، ونظام مناعة أقوى، وطاقة إيجابية كبيرة وقويه. وهو لا يعني تجاهل ضغوطات الحياة، وإنما الاقتراب من الصعوبات بطريقة أكثر إنتاجية، حيث بناء رؤية متفائلة للحياة.

فالتفكير الإيجابي هو المفتاح والسبيل الأول في الحياة للنجاح والسعادة والتغيير، حيث يقلل من مشاعر الحزن والاكتئاب والقلق، ويزيد من عمر وسعاده الحياة، ويعزز علاقات أقوى مع الآخرين، ويوفر مهارة التأقلم أثناء أوقات الشدة، ويجعل المرء أفضل في التعامل مع المواقف العصيبة، مما يقلل من الآثار الصحية الضارة للجسد والنفس.

وبمنهج العلم، التفاؤل يهندس مسار ومنهج الحياة القادمه.

أيّ تفاؤل حينما تتكالب وتشتد به المحن، وأي تفاؤل أعظم من أن ترى الخيرامامك في طيات الشر، وأن ترى المحن منحا قادمه، وان ترى المنع عطاء، فأنت في قمة التفاؤل.

سأقول كلاماً صريحاً ومعروفاً، بأنَّ البيئة العراقية ومغ الاسف الشديد بشكل عام هي بيئة الطاقة السلبية.

فالعلاقات العامة متوترة وانتهازية وقائمة على المصالح. والجميع مصابون بالاكتئاب والظلم التي تمنع التقدم في الحياة، وفي الثقافه  وكذلك في السياسة العراقية تجعل الناس في ظلام حياتي دامس بلا أمل في العيش في الحياة. القليل منا من يخرج من هذه الدائرة المغلقة.

والعراقي مغرم بالحزن والبكاء والشكوى حتى في الفرح، وجلد الذات وتأنيب الضمير، لا يعرف كيف يستمتع بالفرح والسعادة. وهو منشغل بالسلبية التي تكمن في أدمغته، حيث تتراكم مع الزمن، لتبدأ في التدخل في أنشطته أثناء ممارسة يومه.

هو مأزوم ومتأزم، لا يفرق  بين قوته وطاقته. ويشعر بأنه شخص ضعيف لا يتحكم في ظروفه. ويجهل بأن له طاقة كبيرة قادرة على التغيير، وخلق حقيقة أكبر. فهو يجهل أنه من الأقوام التي تختزن تاريخيّا الكثير من الطاقة الإيجابية، والكثير من النجاحات والتحديات. وما عليه سوى الاعتراف بقوته النشطة من أجل رفعها وتحقيق أهدافه، وتطابق طاقاته الواردة والصادرة.

ليس هناك حل إلا في تغيير طريقة تفكيره، لنفسه وللعالم. وببساطة أن يتعلم كيف أن يفرق بين التفكير الإيجابي والسلبي، والعمل على التأثير بوعي على طاقته التي تأتي إلينا بأشكال مختلفة.

قرأت مؤخرًا معلومات مثيرة للاهتمام من كتاب (السعادة الهندسية): زعم عالم النفس جوناثان فريدمان في دراساته أن الأشخاص الذين لديهم القدرة على تحديد أهداف لأنفسهم على المدى القصير والطويل هم أكثر سعادة. وهو كلام أميل له بقوة.

رسالة السعادة واضحة: هندسة السعادة تبدأ من الذات، والمصالحة والانسجام مع النفس بواقعية. لا تنتظر السعادة تأتيك على طبق من ذهب. لا أحد قادم لإنقاذك. السعادة مهارة معرفية، وتمرين حياتي تقوم بها انت لمواجهة تقلبات الحياة. هي إلهام وبصيرة ينبغي تعلمها من الذات والآخرين. وقناعة راسخة في الذات تحتاج إلى مهندس حياتي ليكتشف أسرارها.

والسعادة بالواقع هو هدف رائع، تحتاج لها في العمل كل يوم.

أن تكون سعيدًا ينبغي أن تبدأ بتنمية حياتك العامه بها والتفكير الإيجابي في حياتك. ولا تنسى أن تقضي بعض الوقت مع أشخاص إيجابيين لدعم صحة الجسم والعقل وان تختار كتب الثقافه. تحدث وشارك. التواصل مهم، سواء كان مع صديق أو أحد أفراد الأسرة.

يساعدك التحدث عن المشكلات الشخصية والعامة في التخلص من التوتر بدلاً من إبقائه في الداخل. لقد شعرت دائمًا أنه من الغباء إعلان أنه لا يمكن تعلم أي شيء من مراقبة سعادة الآخرين.

أخذ ما تجده مفيدًا فقط. فالإلهام هو الهدف وليس القواعد الصارمة للشعور بالسعادة.

العقول العظيمة تناقش الأفكار؛ متوسط العقول تناقش الأحداث. والعقول الصغيرة تناقش الناس.ومع ذلك، على المدى الطويل، تجنب الثرثرة التافهة لصالح محادثات أطول وأكثر عمقًا. بشكل عام، يعد التحدث مع الآخرين أمرًا جيدًا لسعادتنا، ولكن عندما تكون المحادثة دائمًا سطحية، فإنها تبدأ في التأثير السلبي.

لقد ضاع الأمس الحزين بالحاضر الأحزن بمصائب البشر، وقسوة القلوب، وتكنولوجيا الكوارث، وأفعالها السلوكية الصغيرة التي نحبها ونكرهها.

دنيا مليئة بالسلبيات وبنا، ونحن بها هائمون، وعقولنا مشغولة في نصف الوقت بثرثرة الدماغ، حيث ضياع الأمل والتأمل والأحلام في النفوس.

دنيا عجائب بالمتواليات والمترادفات. الكل في خزان اليأس ينتظر فتحة أمل عسى أن يأتي النور ولو خافتًا. والجميع هائم على وجهه في الأرض يردد، كما ردد الحلاج: اقتلوني فتؤجروا… وأستريح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *