بصيص أمل.. 3 نقاط حول الهجرة إلى أميركا تهم العرب

الحرة / خاص – واشنطن-ankawa.com

30 يناير 2025

“أصبح الحلم بعيد المنال،” يقول زين الدين بوعينين، الجزائري ذو 26 عاما، الذي يحلم بالدراسة في إحدى الجامعات الأميركية.

يدرس بوعينين الهندسة الميكانيكية في جامعة هواري بومدين في العاصمة الجزائر. يعمل بعد الدوام وأثناء عطل نهاية الأسبوع من أجل توفير بعض المال للسفر.

ولكن، كما كان متوقعا، عكف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في أول يوم من ولايته الثانية على تغيير سياسات الولايات المتحدة المتعلقة بالهجرة عموما.شهر التراث العربي الأميركي.. حقائق عن عرب الولايات المتحدةتحتفل الولايات المتحدة في أبريل بشهر التراث العربي الأميركي، تقديرا لإسهاماتهم على مر التاريخ

أوامر ترامب

مثل زين الدين بوعينين، لابد أن كثيرين من الشبان العرب، الذين ينوون الانتقال للعيش أو الدراسة في أميركا أصيبوا بالإحباط لمجرد سماعهم عن أوامر ترامب التنفيذية.

أصدر ترامب في اليوم الأول من عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير، عدة قرارات تهدف إلى تشديد سياسات الهجرة.

يقول بند في أمر تنفيذي خاص بالدخول إلى الولايات المتحدة:

“(ب) لحماية الأميركيين، يجب على “الولايات المتحدة أن تكون متيقظة أثناء عملية إصدار التأشيرة للتأكد من أن الأجانب الذين حصلت الموافقة على دخولهم إلى الولايات المتحدة لا يعتزمون الإضرار بالأميركيين أو بمصالحنا الوطنية”.

وتنص مادة أخرى على “تقييم جميع برامج التأشيرات للتأكد من عدم استخدامها من طرف دول أجنبية أو جهات معادية لإلحاق الضرر بالمصالح الأمنية أو الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية أو الوطنية الأخرى للولايات المتحدة”.

وفي أمر تنفيذي آخر، وجّه ترامب كلا من وزير الخارجية، والمدعي العام، ووزير الأمن الداخلي، ومدير الاستخبارات الوطنية بتقديم تقرير مشترك إلى الرئيس، يتضمن تحديد الدول التي تكون فيها معلومات الفحص والتدقيق ناقصة إلى حد يبرر تعليقا جزئيا أو كاملا لاستقبال المواطنين من تلك الدول.

وخلال حملته الرئاسية، تعهد ترامب بفرض حظر سفر على الأشخاص من قطاع غزة الفلسطيني، وليبيا، والصومال، وسوريا، واليمن، و”أي مكان آخر يشكل تهديدا لأمننا،” لكنه لم يفعل حتى كتابة هذا التقرير.

وقال ترامب أيضا إنه سيسعى لمنع الشيوعيين، والماركسيين، والاشتراكيين من دخول الولايات المتحدة.

بطاقات إقامة للخريجين

يدرس في الكليات والجامعات الأميركية أكثر من 1.1 مليون طالب دولي، وفق إحصائيات تخص العام الدراسي 2023-24.

ورغم تعهده خلال حملته الانتخابية بسياسات هجرة أكثر تشددا، اقترح ترامب تقديم بطاقات إقامة (Green Card) لخريجي الجامعات الأميركية الأجانب، لاستثمار طاقاتهم.

ويستفيد الراغبون في الهجرة، من الدول العربية إلى الولايات المتحدة، من تأشيرات خاصة، في مقدمتها تأشيرة التنوع عن طريق برنامج القرعة، المعروف بـ”الهجرة العشوائية أو برنامج البطاقة الخضراء” عند أغلب الشباب العربي، وكذا تأشيرات الزواج، أو تأشيرات الدراسة.أميركيون عرب في ميشغان.. لماذا صوتوا لترامب؟في مدينة ديربورن بولاية ميشغان الأميركية، يمثل الناخبون من أصول عربية نحو نصف عدد المسجلين للاقتراع في هذه المدينة، حيث يغلب طابع عربي بامتياز، وتعلو في طرقاتها لافتات كتبت باللغة العربية، ومطاعم ومقاهٍ أقرب إلى شوارع الدول العربية.

وفي اتصال مع موقع “الحرة،” تحدث المحامي المختص في قضايا الهجرة، ناصر فياض، عن ثلاث نقاط رئيسية، من شأنها أن تعقد أحلام العرب الراغبين في الهجرة إلى أميركا سواء بهدف الإقامة الدائمة أم المؤقتة، للدراسة مثلا.

“ثلاث نقاط مهمة”

تتعلق النقطة الأولى، بحسب فياض، بقرار تعزيز إجراءات التدقيق الأمني، الذي يستجيب لتوجيهات “التدقيق الشديد للمتقدمين للحصول على التأشيرات”.

يرى فياض أن هذا الإجراء سيزيد من تعقيد وتيرة معالجة الطلبات ومدتها، وقد يؤدي إلى ارتفاع نسب الرفض للمتقدمين من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،” بصرف النظر عن نوعية التأشيرة.

وترتبط النقطة الثانية بقرار ترامب تعليق برنامج استقبال اللاجئين.

يوضح فياض أن “كثيرا من طلبات اللجوء القادمة تم إيقافها” وهذه نقطة أخرى تؤثر على مصير مشاريع الهجرة إلى الولايات المتحدة بالنسبة للمواطنين العرب.

“القرار سيؤثر بشكل مباشر على الأفراد القادمين من مناطق الصراع في الشرق الأوسط،” يوضح المختص في قضايا الهجرة.

ويشير إلى عقبة ثالثة مفترضة، وهي احتمال أن يعيد العمل بسياسة حظر  دخول مواطني البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وهو نهج اتبعته إدارة ترامب خلال ولايته الأولى (2016-2020).

وأوضح فياض أن القرار التنفيذي المعنون بـ”حماية الولايات المتحدة من الإرهابيين الأجانب والتهديدات الأخرى للأمن القومي والسلامة العام” قد يكون تمهيدا لتفعيل حظر دخول مواطني البلدان ذات الإغلبية المسلمة، المعروف باسم (Muslim Ban).ترامب يركز على الأميركيين العرب لنيل أصواتهميجد الأميركيون من أصول عربية أنفسهم في موقع فريد ونادر في السياسة الأميركية هذه الأيام، فالحملات الانتخابية تشتد وتتركز على ولاية ميشيغان حيث يشكل العرب نسبة مهمة من السكان.

وتحذر جماعات حقوقية من أن الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس ترامب، في 20 يناير، تحت عنوان “حماية الولايات المتحدة من الإرهابيين الأجانب والتهديدات الأخرى للأمن القومي والسلامة العامة”، يضع الأساس لإعادة فرض حظر على المسافرين من الدول ذات الأغلبية المسلمة أو العربية.

وقالت اللجنة الأميركية لمكافحة التمييز ضد العرب (ADC) إن الأمر الجديد يعتمد على نفس السلطة القانونية التي استخدمها ترامب لتبرير حظر السفر لعام 2017، ويمنح “مرونة أكبر لاستخدام الاستبعاد الأيديولوجي لرفض طلبات التأشيرة وإبعاد الأفراد” الذين دخلوا البلاد بالفعل.

بصيص أمل

رغم ذلك، لا تزال أسرة الشاب الجزائري، زين الدين بوعينين، تشجعه على التمسك بحلمه.

تقول له أخته، المقيمة في أميركا مع أسرتها، إن قرارات الهجرة قد تكون في صالحه، لأنه يريد المجئ للدراسة.

ترامب يتحدث عن اجتذاب مهاجرين موهوبين يمثلون قيمة مضافة للمجتمع الأميركي، تقول له أخته.

وأعرب ترامب أكثر من مرة عن رغبته في جعل الهجرة أكثر ملاءمة لاحتياجات البلاد من الباحثين والعلماء وذوي الكفاءات. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *