الثور المجنح كملاك حارس لشجرة المعرفة في جنة عدن
التي هي قدس الأقداس ومسكن الرب.
هناك عدة فصول في الكتاب المقدس تتحدث عن الكروبيم. ففي سفر التكوين 3: 34 نقرأ أن الكروبيم وُضِعوا على الجانب الشرقي من جنة عدن بعد أن طرد الله آدم وحواء. وفي سفر الخروج 36 نقرأ أن صور الكروبيم كانت مطرزة على ستائر المسكن.
وفي سفر الخروج 37 نقرأ أن زوجًا من الكروبيم كانا متقابلين على غطاء تابوت العهد. يمثل تابوت العهد كرسي أو الرحمة أو عرش الله. وبالمثل نقرأ في المزمور 99: 1 أن الله يجلس على العرش بين الكروبيم.
كما تعني كلمة لاماسو “الروح الحامية أي الحارسة” في اللغة الآشورية. وما يجعل هذه القطعة مثيرة للاهتمام هو أنها تقدم لنا صورة تقريبية للنوع من الأشياء التي ربما رآها حزقيال على الخابور في رؤياه للكروبيم.
وهكذا لم تكن الثيران المجنحة الموضوعة على البوابات سوى تمثيلات سومرية وأكدية للأرواح الحارسة – كيريبو ،أو الكيروبيم العبرية، وبالاشورية تعني المبارك، التي صنعنا منها الكروب، الشاروبيم – الذين كان من المفترض أن يراقبون المداخل. أن السمات الجسدية للكروبم كانت مماثلة لتلك الخاصة بالثيران المجنحة أو الجينات .
ويؤكد ليوتاكسل الفكرة في كتابه التوراة كتاب مقدس قائلاً: (( على الرغم من كتاب التكوين لا يروي لنا قصة خلق الملائكة، الا انه ينوّه للمرة الثانية: الكيروب هو حارس بوابات بستان عدن.)) في تطابق وتجانس مع فكرة الثور المجنح.
ونسمع كلمة الكروبيم في قداديس الصلاة، عند التحضير الى تقديم القربان المقدس ((الكروبيم والسارافيم ورؤساء الملائكة يقفون أمام المذبح بخوف ورعدة، وهم ينظرون إلى الكاهن وهو يكسر جسد المسيح لمغفرة الخطايا )). وبالسوريانية: ܟܪ̈ܘܒܹܐ ܘܲܣܪ̈ܦܹܐ ܘܪܒܝ ܡܠܟܹܐ؛ ܒܕܚܠܐ ܘܒܪܬܝܬܐ ܩܝܡܝܢ ܩܕܡ ܡܕܒܚܐ؛ ܘܚܝܪܝܢ ܒܗ ܒܟܗܢܐ ܕܩܨܐ ܘܡܦܠܓܼ ؛ ܦܓܼܪܗ ܕܡܫܝܚܐ ܠܚܘܣܝܐ ܕܚܘܒܹܐ.
لا يذكر الكتاب المقدس عدد الكروبيم، ولكن قيل أن حزقيال رأى أربعة – وقد يكون هناك أكثر من ذلك في أرجاء أُخرى من المدن! دورهم هو حماية المجال المقدس لله وحضوره من أي خطيئة أو فساد. يُعرّفون أحيانًا باسم ملائكة العرش لأنهم يُشاهدون عرش الله أي الملكوت والفردوس والحياة الأبدية، بمعنى ان اللاماسو هو المعادل الآشوري للكروبيم الذي نجده في الكتاب المقدس.
ونقرأ في رؤيا يوحنا اللآهوتي( الأصحاح الرابع ) حول نهاية العالم ما يلي :-
((5وَمِنَ الْعَرْشِ يَخْرُجُ بُرُوقٌ وَرُعُودٌ وَأَصْوَاتٌ. وَأَمَامَ الْعَرْشِ سَبْعَةُ مَصَابِيحِ نَارٍ مُتَّقِدَةٌ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ للهِ.
6وقدام الْعرش بَحر زجاج شِبْهُ الْبَلُّورِ. وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ: 7وَالْحَيَوَانُ الأَوَّلُ شِبْهُ أَسَدٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّانِي شِبْهُ عِجْل، وَالْحَيَوَانُ الثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَالْحَيَوَانُ الرَّابِعُ شِبْهُ نَسْرٍ طَائِرٍ))
وفي مجال لغة التهديد والوعيد الآلهي، نلاحظ ان الرؤيا تنحصر في العناصر النارية والترابية والهوائية فقط، مع طرح العنصر المائي المُحّي جانباً.
كما يبدو بوضوح ان مصدر الأسم ( عدن) هو أداد ( اله العواصف والرعد – الآله الناري)، كما هو مصدر الأسماء ( عدنن- عدي- حداد – هدد).
وبحسب كتب التاريخ والحفريات، وضع الآشوريين رموز عديدة من منحوتات الثور المجنح أمام أبواب المدن والمعابد وفي البيوت باحجام أصغر، كحامية الآله أداد، نينورتا في السومرية، والكروبيم، الذي يحرس شجرة الحياة الآشورية أو شجرة المعرفة في جنة عدن، ومن الالواح الآثارية، كانت شجرة الحياة تتمثل بالنخيل، وتبدو بلا شك جينات الخصوبة المجنحة التي تخصب نخيل التمر الأنثوي في المنحوتات الآشورية.
مُلخص ما سبق :
إستعرض المقال دور العناصر الأساسية ( التراب والماء والهواء والنار) في تراث ومُعتقدات شعوب الأرض جميعها، والتركيز على العنصر الأهم وهو الأرض أي التراب أو الثور وإرتباط العناصر الأخرى كمُلحقات ترتبط بهِ لتعطي له الحيوية والطاقة المُحيّة للأرض والإنسان والنبات.
تدحرجت المفاهيم الإسطورية من مفهوم يعتبر الأرض رديف للثور الكوني، الى مفهوم يعتبر الأرض محمولة على قرن الثور الإرضي. وبالنتيجة فإن قوى الفوضى التي تهدد إستقرار كالطوفان والعواصف والزلال تتفاعل وتحدث بسبب أن الأرض يحملها ثور ضخم، فهو يحمل العالم كله بموازنته على أحد قرنيه، وعندما يتعب من حمله، يحّول الأرض إلى قرنه الآخر، مما يتسبب في حدوث زلزال والفوضى.
يقول بعض اللاهوتين بأن الخالق ومنذ البداية لم يترك الأرض بدون شاهد على وجوده، وهناك دلائل وأشارات عديدة وملامح أولية ضمن الروايات والأساطير القديمة، والتي سُطرت على المنحوتات الحجرية التي قاومت الزمن والمناخ عبر القرون. ولكن الفوضى والغايات الشريرة والخطط السياسية والإقتصادية من بعض الشعوب والدول، فرضت الرقابة والتحوير والإنحراف والإلغاء، أدت الى الإنقطاع عن سلسلة التواصل الطبيعي بين ما هو قديم وما هو مستحدث. فتجمدت العقول وإنحرفت عن مواصلة التطور الطبيعي والرقي.
وتناول البحث الأصل السورياني لبعض الكلمات وكيف فُهمت من بعض المختصين والتي تغيرت وإنتكست الى الجوانب المخفية مثل آدم وحواء وأهورمزدا وآنو وأنكي.
وأحتوى المقال دور العناصر في قصص الخلق في سفر التكوين، والزرادشتية واليزيدية، والتركيز على المعتقدات المرتبطة بالثور لدى شعوب عديدة.
حيث إرتقت العناصر الأساسية الأربعة ( هواء وماء وتراب ونار) الى مقام القُدسية، وتم تأليهها، وتعين إسماءاً لآلهة وكهنة ومعابد ومناسبات احتفالية، سواءاً لكُّل عنصرعلى حدة، أو بدمج عنصرين معاً أو ثلاث عناصر بشكل ثالوث، أو يتم جمع العناصر الأربعة معاً على شكل الإتجاهات الجغرافية ( الشمال والجنوب والشرق والغرب).
وفي سياق الموضوع تناول المقال علاقة إحتفالات الأكيتو بالثور المجنح والأبراج والأشهر بالثور الكوني وتحوله الى الثور الأرضي، أي تحوله من حارس في السماء الى ملاك للأرض أو بالعكس. بحسب التوراة والنبي حزقيال عند نهر الخابور.
وتنتهي الآثار الآشورية في الثور المجنح بلعنات قاسية:
(( من أفسد عمل يدي ليمحو سجل مآثرتي. ليمحو آشور السيد العظيم اسمه ونسله من الأرض )).
دانيال سليفو بيت تازو
لقراءة الأجزاء السابقة، إنقر:-
ج1-رحلة البحث عن الحقيقة المخفية للاماسو ( الثور المجنح) – Ankawa.com عنكاوا دوت كوم
ج2/ رحلة البحث عن الحقيقة المخفية للاماسو ( الثور المجنح) – Ankawa.com عنكاوا دوت كوم
ج3/ رحلة البحث عن الحقيقة المخفية للاماسو ( الثور المجنح) – Ankawa.com عنكاوا دوت كوم
ج4/ رحلة البحث عن الحقيقة المخفية للاماسو ( الثور المجنح) – Ankawa.com عنكاوا دوت كوم
ج5/ رحلة البحث عن الحقيقة المخفية للاماسو ( الثور المجنح) – Ankawa.com عنكاوا دوت كوم
References:
1- Human–headed winged bull. (Aladlammu- Lammaso)- By Nils C. Ritter.
2- ENUMA ELISH: THE EPIC OF CREATION Translated by L.W. King.
3- ELEMENTS OF ASTROLOGY- BY L. D. BROUGHTON, M. D.
4- TAUREAUX AILÉS- DOSSIER DOCUMENTAIRE
5- Myths of Babylonia and Assyria- By Louis Spence F.
6- Gods, Demons and Symbols of Ancient Mesopotamia Jeremy Black and Anthony Green.
7- Ninurta in mythology.
8- The Assyrian Sacred Tree: Giovino, Mariana
9- The Yezidi and Yarsan Traditions: Philip Gerrit Kreyenbroek
10- THE RELIGION OF THE YEZIDIS REUGIOUS BY: GIUSEPPE FURLANI
11- MITHRA AND AHREMAN BINYĀMīN AND MALAK TĀWUS: Philip KREYENBROEK
12- Astrology, Psychology, and The Four Elements: Stephen Arroyo
13- THE PEARL: SEVEN HYMNS ON THE FAITH: St. Ephraim of Syria
14- Sîn City: Michael Blömer
15- THE BOOK OF THE BEE: ERNEST A. WALLIS BUDGE, M. A.
16- ZOROASTER AND THE THEORY OF FOUR ELEMENTS: Fathi Habashi
17- The Chaldæan Oracles of Zoroaster
1- الاساطير بين البابلية والتوراة :علي الشوك
2- كتاب كهف الكنوز تاريخ البطاركة والملوك القديس افرام السورياني
3- مدخل الى نصوص الشرق القديم: فراس السواح
4- من الواح سومر : نوح كريمر
5- مقال : شجرة الحياة الآشورية سر الكون والأنسان: دانيال سليفو بت تازو
6- مقال : الجذور الآشورية العراقية للديانة الزرادشتية الفارسية: دانيال سليفو بت تازو
7- موقع ويكيبيديا
8- الكتاب المقدس
