منذ الأزل، كان الإنسان يؤمن بالسحر وقراءة الحظ. في زقاق إحدى القرى النائية، كانت هناك فتاة جميلة ومهذبة تعتمد على دراستها واهتمامها بنفسها. وعندما تخرج مع صديقاتها، كان جمالها يميزها بينهن، مما جذب انتباه شباب المنطقة. أحبها أحد الشباب، وبدأ يتحدث عنها مع أصدقائه من دون علمها.
في تلك القرى النائية، كان الحب العلني خيارًا غير مرغوب فيه، ولكن بمجرد معرفة أن شابًا ما متعلق بفتاة، كان الجميع يحترم هذا الحب ويبتعد عنها. غير أن الفتاة الجميلة كانت تحب صديق ذلك الشاب، من دون أن يعلم أحد بحبها له. مرت السنوات، وبقي هذا الحب سرًا غير معروف سوى من طرفها.
مع مرور الوقت، دفع الفضول كلًا منهما إلى الذهاب إلى قارئ كف لمعرفة مشاعر الآخر وما يخبئه المستقبل. ذهب الشاب الذي أحب الفتاة، من دون أن تعلم، إلى قارئ كف، فأخبره القارئ: “هناك رسالة ستصلك قريبًا، لكن لا تفتحها وإلا ستندم. وهناك شخص، لا أعلم إن كان ذكرًا أم أنثى، دائمًا يقف أمامك؛ لا تثق به”.
أثرت كلمات قارئ الكف على الشاب، وبدأ يفقد الثقة بأصدقائه، وأحيانًا حتى بنفسه، نتيجة تلك القصص الكاذبة.
في يوم آخر، ذهبت الفتاة الجميلة إلى بيت صديقتها، حيث كانت هناك امرأة تقرأ الفنجان. شربت الفتاة القهوة وقدمت الفنجان للقارئة، فقالت لها: “هناك شاب دائمًا يتحدث عنك بالسوء، وواحدة من صديقاتك ليست محل ثقة، لأنها تتحدث عنك في غيابك”.
صدّقت الفتاة المسكينة تلك الكلمات الكاذبة وبدأت تبتعد تدريجيًا عن صديقاتها، مما جعلها وحيدة تعاني من الهموم. حاولت صديقاتها زيارتها وتهدئتها، لكن دون جدوى.
في إحدى الأيام، قررت الفتاة قراءة الكتب والقصص لتخفيف ألمها. وبينما كانت تقرأ، وجدت قصة تقول: “السحرينقلب على الساحر”، إذ تركت زوجة أحد السحرة زوجها بعد أن اكتشفت أنه كان يخدعها طوال الوقت. عندها أدركت الفتاة أن كل ما قاله قارئو الكف والفنجان كان محض أكاذيب، وأنها كانت ضحية لخداعه
قصص كثيرة تحمل عمقًا كبيرًا عن تأثير الخرافات والكذب على العلاقات الإنسانية، خاصة في البيئات البسيطة حيث تلعب المعتقدات دورًا قويًا في تشكيل القرارات والسلوكيات. يظهر أن السحر والتلاعب بالأفكار، سواء من قارئي الكف أو من الآخرين، يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على العلاقات، مما يؤدي إلى انعدام الثقة والعزلة.
بقلم صباح پلندر