وَصَلَ كاساس.. وماذا بعد؟

يعقوب ميخائيل
30_كانون_الثاني_2025

بين نهاية مشوارنا المُخيّب للآمال في خليجي 26، وعودة مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الإسباني خيسوس كاساس بعد انقضاء إجازته تبرز في الأفق ثمّة تساؤلات في غاية الأهميّة قبيل دخولنا معترك التنافس من جديد في أهمّ مباراتين تنتظرنا في تصفيات المونديال أمام منتخبي الكويت وفلسطين!

دافع تساؤلاتنا يتركّز حول الكيفيّة التي تجعل مدرب منتخبنا يتوقف عند الكثير من المحطّات التي أفرزتها مشاركتنا الأخيرة ببطولة الخليج العربي، وتحديدًا ما يخصّ أداء بعض اللاعبين الذين تمّت المُراهنة عليهم بينما لم يقدّموا ولو الحدّ الأدنى من المستوى الذي كان منتظرًا منهم، في الوقت الذي لا نعرف ما هي الأسباب التي دفعت بالمدرب إلى تجاهل وتغييب الكثير من لاعبينا الشباب وإبقاء بعضهم إما على دكّة الاحتياط أو حتى ركنهم على المدرّجات بينما كُل التوقعات سارت إلى منحهم الفرصة في البطولة، ولكن!

المشكلة، بل أكثر ما يُقلق جمهورنا وإعلامنا على حدٍّ سواء ليس فقط من خلال التغيير الذي حصل في نهج المدرّب بالعودة إلى بعض الأسماء “القديمة” والتخلّي عن عناصر شبابيّة مهمّة، وتحديدًا بعض اللاعبين المحترفين، برغم استدعائهم، ولكن دون اشراكهم! نقول أكثر ما يُقلقنا جميعاً إزاء ما يُقدِم عليه مدرّبنا هو ( قتل ) هذه المواهب ليس فقط بسبب عدم إشراكهم أو زجّهم لدقائق معدودة دون فائدة ودون حتى الوقوف على مستواهم الحقيقي، بل إن مثل هذا التصرّف سيُجبر هؤلاء اللاعبين على عدم الاستجابة لدعوات المدرب في المستقبل وسيكون سببًا (أي المدرب) بحرماننا منهم ومن إمكانيّاتهم بلا سبب مقنع! لأنهم ليسوا مُجبرين أن يقطعوا آلاف الأميال كي يلتحقوا بصفوف المنتخب بينما يكون مصيرهم الجلوس على المدرّجات وهُم يدركون أنهم أفضل من الذين يتم اشراكهم في التشكيلات الأساسيّة!

لا نريد أن نطيل الكلام الذي بدأت معه تساورنا الكثير من الشكوك، ولكن هذه الحقائق أصبحت واضحة للجميع، ولا يمكن القبول بها اطلاقًا، خصوصًا وإننا نمرُّ خلال هذه الأيام بأهمّ الفترات المفصليّة في تأريخ مشاركاتنا بتصفيات المونديال، وهو أمر لا يمكن التهاون من خلاله على وفق أهواء غير جادة تكون بعيدة عن الواقع! ومن ثم تكون سببًا في تدمير أحلام 45 مليوناً ظلّ ينتظر 40 عامًا من أجل تحقيق هدف الوصول إلى نهائيّات كأس العالم مرّة أخرى؟

نحترم رأي المدرب، ولكن في نفس الوقت يجب أن يدرك الفترة المقبلة لا تقبل أي خطأ قد يُكلّفنا الحرمان من التأهّل المباشر إلى المونديال، ولذلك نرى أن المسؤوليّة بالدرجة الأساس تقع على الكابتن عدنان درجال أن يكون جادًّا وحازمًا هذه المرّة، خصوصًا وأنه من خلال خبرته كمدرب يدرك تمام الأدراك كُلّ التفاصيل التي تخصّ اللاعبين الذين يستحقون التواجد في تشكيلة المنتخب من عدمه.

لا بدّ أن يدرك الكابتن عدنان درجال كُلّ جزئيّات العمليّة التدريبيّة قاطبة، وعلى وفق هذا التصوّر نقول أن اللجنة الاستشاريّة التي شُكّلت بعد بطولة الخليج لا يمكن أن تكون طروحاتها وآرائها شكليّة أو لمجرّد ذرّ الرماد في العيون، وإنما يجب أن تنقل كُلّ آراء اللجنة وطروحاتها إلى المدرب الذي يتوجّب عليه إيلائها الأهميّة التي تسهم في وضع المعالجات الدقيقة الحقيقيّة حيال مباراتي الكويت وفلسطين، دون العودة إلى التزمّت بخيارات بعيدة عن الواقع أو المُراهنة على لاعبين لا يمكن الإفادة من وجودهم بالتشكيلة! لأننا وللحقيقة غير قادرين على استيعاب أو القبول بتشكيلات غريبة وغير منطقيّة، ولا يمكن أيضًا التهاون مع أي تلكّؤ لن يكون مسؤولاً عنه أمام ملايين العراقيين سوى اتحاد كرة القدم الذي نتمنى أن يكون قد أستوعب (الدرس) خصوصًا بعد اللقاء الأخير مع رئيس مجلس الوزراء.

السطر الأخير .. التعنّت برأي خاطىء، ومن ثم تبرير أي نتيجة سلبيّة لا سمح الله من قبل المدرب كما اعتاد في أكثر من مناسبة، إنما ستكون أشبه بالبكاء على اللبن المسكوب ولكن بعد فوات الأوان وبعد أن نكون قد دفعنا الثمن غاليًا، فحذارِ !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *