صباح پلندر

مصير مقاعد الكوتا الى اين؟

منذ أن وجد الإقليم في كوردستان العراق، والمجتمع منقسم بين الدين وبين القومية. هذا التقسيم فرّق بين أبناءالديانة الواحدة والقومية الواحدة إلى عدة فرق وزاد من الكراهية لبعضهم البعض، وترافق التقسيم ظهور مطالبمتزايدة لمصالح متنافسة بين أبناء الأمة الواحدة، دون مراعاة لقوميتهم ودينهم. فأصبحوا كأغنية مشروخة علىلسان أبناء المجتمع إن لم نقل خارجه. لدى التمعن في الدول الديمقراطية أو تلك التي نقول عنها المتقدمة، يكون للدستور النافذ دور في حماية المواطنبغض النظر عن دينه أو قوميته، فيُحاسَب المرء على جريمته ويُكافأ على عمله. القانون للجميع، والعمل متاح للكلحسب مؤهلاته دون تمييز. أما في بلدي، يستفيد من يصطاد في الماء العكر وهو ذلك الشخص الذي ينتمي إلى أحدالأحزاب الكردية أو من مؤيديها وكأنه عضو فعال في تنظيماتها وينفذ قرارات ذلك الحزب باسم الأمة التي ينتميإليها…، لمشحي الكوتا هتفوا الشباب وكأنهم ينتظرون منه تحقيق أمنياتهم واحلامهم الوردية التي طالما راودتهمكثيرا دون علمهم بأنه لن يكون سوى عضو مطيع (جل احترامي لجميعهم) يرفع يده تأييدًا عندما يرغب بذلك حزبه،ويخفيها تحت الطاولة عندما لا يرغب. كيف لدولة أن تستقيم وأن تحقق العدالة بين الفقير وابن السلطة وهي منقسمة على نفسها؟ أليس من الأفضل أنيرشح من ابناء الكوتا المستقل نفسه ويدعمه أبناء أمته؟ لقد بلغ عمر الإقليم 33 سنة وسيدخل 34 مع الكابينةالجديدة، فماذا أنجز ممثلوا الكوتا لأبناء أمتهم ؟ ماذا قدموا لمجتمعهم ؟ ماذا قدموا للفقراء واليتامى والمساكينوالمرضى المقعدين؟ الجواب : لا شيء ، بالمقابل ماذا قدموا للشباب؟ هل استطاعوا تأمين قطعة أرض وإن كانتبمساحة 100 متر للذين يأملون في تكوين أسرة  ويساعدونهم في تحقيق ذلك؟ الجواب : كلا ، هل تمكنوا من القيامبتوحيد كلمتهم لإنشاء مشاريع صغيرة يستفيد منها العاطلون عن العمل؟ الجواب : كلا ، هل عملوا على الموافقةمن الجهات التي يخدمونها لبناء مدرسة خدمة للصالح العام ؟ هل ساعدوا المسنين في بناء دار لهم ؟ جميعالاجابات تأتي بكلمة بسيطة مؤلفة من ثلاث حروف وهي ك ل ا (كلا) . الاجابة الوحيدة التي نتلقاها منهم بعد سؤالنا لهم يجابوننا دون خجل : هذه الامور هي من اختصاص الحكومة. نعم،إننا نؤمن بأن دون الحكومة كبير لا يمكن تجاهله ولا يمكن لأية مشكلة أو مشروع أن يرى النور دون موافقة الحكومة، ولكن نرجع لنسأل أين دوركم في المطالبة بحقوق أبناء مجتمعكم ؟ أم أن دوركم يقتصر على السيارة والراتبوالحماية؟ نأمل أن يجلس البرلمان بأسرع وقت ليقوموا الفائزون من قائمة الكوتا ويذهبوا إلى دوائر الدولة ويطالبوابحقوق ابناء أمتهم الذي رقصوا وهللوا لهم وهم لا يزالون يدعمونكم وعلقوا صوركم حتى في بيوتهم رغم معاداتكمالحزب المقابل. أنتم فزتم باسم حزبكم، وأصواتكم جاءت من حزبكم وليس من أبناء أمتكم. الأصوات التي حصلتمعليها تفوق عدد ابناء شعبكم . تعبيري يعكس وجهة نظر عميقة حول تحديات الواقع الاجتماعي والسياسي في الاقليم ، حيث تأثير الانتماءاتالدينية والقومية على وحدة المجتمع وحقوق أفراده يواجه الكثير من المشاكل خصوصا في  المجتمعات ذات التنوعالديني والقومي وهنا تبرز الحاجة إلى إيجاد دستور عادل يضمن كرامة الجميع على قدم المساواة ويمنح الحقوقلهم استنادًا إلى الكفاءة والأداء وليس وفقًا للانتماءات أو الخلفيات. وفق الله جميع الفائزين من أبناء أمتي وما كتبته هو للعموم وليس لفئه محددة أو شخص واحد.  بقلم صباح بلندر

مصير مقاعد الكوتا الى اين؟ اقرأ المزيد »