كرستينا ڤارتان حاصلة على شهادة التعليم الكاثوليكي المتقدم
سمنير القلب الاقدس - ولاية ميشغان الأميركية
يا لها من حفلة تكريم و من مكافأة نهاية الخدمة للاكليروس المتقاعدين !!
( التقاعد إدارياً و ليس لاهوتياً )
إن محبتنا للكنيسة أنا و غيري من العلمانين و الشعب لأنها "الأم و المعلمة " و عشقي للمساهمة البسيطة في إصلاح بيت الرب ( كما طلب الرب من قديسي الغالي فرنسيس الاسيزي ) و لو ببعض الكلمات ... هو ما يدفعني دائما للكتابة في الشؤون الكنسية . و لطالما كان قلبي يخفق لقول الكاتب الكبير جبران خليل جبران في وصفه لشخصية الرب
يسوع المسيح ، المجد لأسمه القدوس حينما ابدع في وصف شجاعته و قوة شخصية بالقول :
" لم يكن يسوع المسيح ضعيفاً مكسورَ الجناح ،
بل كان رياحاً عاتية ،
تكسر بهبوبها الأجنحة المعوجة "
و إني لأقولها و بكل فخر ، إني تربيتُ على يد إكليروس في الكنيسة ( كهنة ، أساقفة ، غبطة بطريرك و من كافة الطوائف المسيحية) علموني أن لا أسكت عن قول الحق و أدافع عن كنيستي و إكليروسها الطيب ( الذي يستحق فقط ) بدون اعتبارات سابق المعرفة من عدمها فالحق ظاهر و باين للعيان لا يحتاج الى دليل .
و من هنا فإنه يؤسفني أن أستمر بالكتابة بخصوص موضوع الأب الفاضل بيوس عفاص المحترم ، فنحن لا زلنا نتابع الأخبار ( وسط ذهول كبير من الشعب و العلمانين ) لما آلت اليه حال الكنيسة في العراق و الشرق الأوسط ككل ، مع عدم وجود حلول في الأفق و لا أي تعليق أو بيان رسمي صادر من مطرانية السريان الكاثوليك يشرح فيه ما حصل في ابرشية حدياب ( الوليدة ) ، و لا حتى تعليق من بطريكيتنا الموقرة ، بطريكية السريان الكاثوليكية الانطاكية .
( إذن يبقى الوضع على ما هو عليه و على المتضرر اللجوء للسماء ) !!
و السؤال : هل القضيةُ هنا قضيةُ كاهن تعرض لظلم من أسقفه ، فغادر بشجاعة و رباطة جأش معرفه عنه ؟! أم إن للقضية جذور أخرى قد ذكر الاب بعض منها في منشوريه ع الفيسبوك ؟ و هي بلا شك قضية عامة و ليست خاصة ، تحت عنوان كبير - الصراعات الخفيفة بين الاكليروس ) .
الأب بيوس عفاص كما ذكرت سابقاً إني لا أعرفه شخصياً و لا هو يعرفني . لكني من قرائه و لهذا اعتبر نفسي اعرفه عز المعرفة ، فهو ليس من صنف الكهنة الضعفاء الذين لا يأخذون موقفاً من الأحداث ، و لا هو من كهنة المصالح الذين لا يقول كلمة الحق لكي يتم ترشيحهم للأسقفية ، و لا من الكهنة الذين يخافون من المواجهة لان عندهم ما عندهم من ( ماضيٍ غير مشرق ) ( و هذه هي ذاتُ العبارة التي وصف بها الاب بيوس راعي الأبرشية )! .. .
و ربما هذا ما يفسر صمت البعض من الاكليروس و العلمانين في الحديث عن الموضوع و الاعتراض عليه ، الا القلة القليلة الذين ما إن تحدثوا ، حتى نالوا نصيبهم ، من الإضطهاد بحجة ( كلام المطران لازم يطبق و يمشي ع الكل ) .
أيُ كلام ؟! الذي يُطبق هو الإنجيل و هو روحٌ و حياة ، فهل اصبح الاضطهاد و التعسف جزءٌ من القانون الكنسي ؟!
هل أصبح التعامل بطريقة غير لائقة مع رجل كبير بالعمر من دواعي إثبات السلطة في الكنيسة ؟!
هل رجعنا لزمن العبيد و قد جعلنا المسيح أحراراً ؟
هل هذه الوسيلة التي نكافىء بها الكهنة الذين أفنوا حياتهم في الخدمة و العمل في مجال الصحافة و التأليف و النشر و خرجوا الكثير من الكوادر العلمانية ( الذين لا ينتمون لفئة العبيد ) ، الدارسين للاهوت و الفلسفة ؟! فبدل أن تكون أيامهم بعد التقاعد مليئة مع محبة الناس لهم ، يطلب من كاهن كما أبونا بيوس عفاص مغادرة ( غرفته في الكنيسة ) ، و لا اقول منزله او شيء اخر . يعني استكثرتم عليه غرفة بسيطة في كنيسة ؟؟؟!!!
هل ظن من قام بعذا العمل اللا انساني ان الاب الفاضل هذا من الكهنة الذين يحبون قضاء حياتهم ( في الشقق و الاوتيلات و الڤلل و الشاليهات و الكابينات اللي ع البحر ؟! اظنه مخطئاً فهو من كهنة غرف الكنيسة و القلايات الرهبانية .و نقطة ع السطر .
بعد كل هذه الأحداث يخرج علينا بعض الاكليروس و هم يسألونا لماذا لا تحضروا الى الكنيسة ؟!
نحضر للكنيسة لماذا لنرى هذه المهزلة ؟؟!!
و نحن نشاهد كاهن كبير بالعمر يأمرونه بترك غرفته في الكنيسة يبحث عن شقة ليعيش فيها في هذا البرد القارص ، ( و على صعيد اخر و في مكان اخر من هذا الكوكب نرى ( احدى معارف الاكليروس ) يُشترى لهم شقق بأموال الكنيسة و تأثث تأثيت كامل و على البحر ايضا لكي ترتاح و تفرح الهانم ، الحافية الشحاتة .. في اي زمان نحن ؟!
كهنة ليس لهم موضع حجر يضعون عليهم روسهم ، و بنات يحصلون من أموال الكنيسة على سكن هم واهلهم مع كافة الامتيازات الاخرى بأنواعها سفر و فلوس و سيارات منصاصب عمل و غيرها الكثير .
أين روحانية الإنجيل ... و الإنجيل الذي يعظ به هذا الأسقف الجليل ؟!
و هنا أحب ان أسال هذا الأسقف الجليل الجديد :
سيدنا كيف يتعظ في وصية أكرم أباك و أمك ؟؟!!
ان كنت لم تُكرم كاهناً و أخ لك في سر الكهنوت المقدس و. بعمر والدك ؟!
و هو قد أصبح كاهناً منذ 58 عاماً أي قد أن تبصر النور أصلاً . و ليس قبل أن تصبح كاهناً !!!
أما كيفية التعامل مع الأكليروس الكبار بالعمر و المتقاعدين ؟
فسأضرب لك مثالاً من هنا من أميركا رأيته بأم عيني بل عايشته ، حيث كان يسكن في مطرانية مار توما الرسول للكلدان الكاثوليك الاب العلامة عمانوئيل الريس الكاهن المتقاعد و الذي ظهرت عليه أمراض الشيخوخة ، حيث احضره سيادة المطران فرنسيس قلابات راعي الابرشية ، ليعيش معه مع تخصيص سيدة للعناية الخاصة بهذا الكاهن المسن و ثم خصص له شقة في البيت الكلداني مع رعاية خاصة . هذا الكاهن ( المتقاعد المسن أعطى الكثير من الخدمة في الكنيسة و كان سبب دعوة الكهنوتية لكثير من الآباء الكهنة و منهم سيادة المطران يوسف توما رئيس أساقفة كركوك و السليمانية للكلدان . هذا أبسط مثال عن تكريم الكبار و مراعاتهم . الكبار قيمة و مقاماً و عمراً .
اخيراً : أنا سؤالي لطائفتنا الحبيبة السريان الكاثوليك و اكليروسها الذي نجله و نحترمه ، و انتم تعلمون اننا طائفة صغيرة العدد ، عريقة التاريخ ، عانت ما عانته من تهجير و الم و استشهاد و قد أعطت الكثير لكنيسة العراق و شرقنا المتألم
هل أنتم تدركون حجم ما نشعر به من شعب من ( خزيّ ) أمام ما حدث لأبونا الكاهن الشجاع بيوس عفاص المحترم ، نحن الذي نفخر أن كنيسة العراق اعطت شباب كهنة ( مثل الورد ) شهداء لشرقنا هذا و لكنيسة المسيح و هما الأبوين العزيزين الصديقين ( الأب الشهيد ثائر عبدال و الاب الشهيد وسيم صبيح ) . هل نسينا ان الاب بيوس عفاص تعرض في يوم من الايام للاختطاف و واجه الحدث بكل شجاعة ؟! فهل مثل هذا يهاب احد او يرضى بتحجيمه ؟!
أنا شخصياً من منطلق كوني إبنة الطائفة الموقرة طائفة السريان الكاثوليك و معمذة في كاتدرائية سيدة النجاة أم الشهداء ، سأرفق لكم مع المقال نسخة من شهادة المعموذية ( كي لا تتعبوا) في البحث بين السجلات في الكنيسة ) اقدمها كوسيلة للاحتجاج على ما تعرض له الأب بيوس عفاص المحترم و أنا مستعدة ان أتعرض ( للحرم الكنسي ) ، ان كانت الرغبة هي في تكميم الأفواه و جعل الشعب السرياني الكاثوليكي خانعاً خاضعاً . لا ينبس ببنت شفة . فنحن جيل رأى أصدقائه الكهنة يستشهدوا من أجل المسيح و قول الحق و رأينا كنائسنا تتفجر أمام عيوننا ، و لن نتنازل عن حبنا للكنيسة و حبنا للمسيح .
قضية الأب بيوس عفاص هي نقطة في بحر قضايا كنيسة العراق و كنيسة الشرق كلها و كواليسها التي لا يعلمها الا القريبين و لا يعلم خفاياها الا الذين تربوا بها . و سيبقى كل الكهنة الذين خدموا الكنيسة بحق و حقيقة ( على راس راسنا من فوق ) . و نتمنى من الكنيسة في العراق ان تفكر بصورة جدية بعمل بين للكهنة المتقاعدين حتى لا يتعرضوا لما تعرض له الاب بيوس عفاص الذي نقول له ( حقك علينا أبونا و يا رب ما يكون خاطرك الا طيب ) .
كرستينا ڤارتان
ولاية ميشغان الاميركية
عيد القديس اسطيفانوس رئيس الشمامسة
للرجوع لأصل القصة و الموضوع
هذا هو المقال
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1002507.0.html